أخبار السعودية

إمام المسجد النبوي: إن مما حذر منه الإسلام زلات اللسان ومهلكاته

أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي وأستهل فضيلته خطبته الأولى عن الاجتماع والاتفاق وعدم الاختلاف والفراق فقال : إن الشرع المقدس امر بالاجتماع والإتفاق ، ونهى عن الاختلاف والافتراق، حفظاً للدين الإسلامي الذي لاتقوم الحياة ألا به ، ولاتزال الجنة إلا بالعمل به، وحفطاً المجتمع من التصدع والتخلخل، والفوضى والتنازع والبغي والفساد، ووقاية من التصادم والتنابذ والبغضاء والتطاحن، وحماية للمصالح والمنافع والحقوق الخاصة والعامة ، وتحقيقاً للآمن والعدل والاستقرار من اجل ذلك كله امر الله سبحانه بالائتلاف ونهى عن الاختلاف فقال تعالى :﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.

وتحدث فضيلته عن الفتن ومخاطره فقال : ومن رحمة الله بالمسلمين أن حذرهم من الفتن عامة فقال عز وجل: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ قال أهل التفسير إتقوا أسباب كل فتنة ضارة تعرضكم لعقاب الله تعالى، وكما نهى الشرع المقدس عن الفتن عامة وحذر منها بضررها حذر من فتنة خاصة تضر صاحبها وتضر العامة فقد حذر الشرع من أن يشذ الفرد عن الجماعة عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الاسلام عن عنقه رواه أبو داود .

وتحدث فضيلته عن التحذير من الافتتان بالدنيا فقال: ومما حذر منه الاسلام الافتتان بالدنيا وإهمال أعمال الأخرة ونسيانها ، والفلاح والفوز هو العمل للأخرة والعمل لإصلاح الدنيا وعمرانها بكل نافع ومفيد يعز الدين وفي بحاجات المسلمين ويعف المرء المسلم عن ذل المسألة ويبسط يده بالنفقة في أبواب الخير قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ وقال تعالى : ﴿ وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ وقال تعالى : ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾.

وأختتم فضيلته خطبته الاولى بالحديث عن اسباب صيانة المجتمع فقال : إن من أسباب صيانة المجتمع وحفظه أيضاً وتلاحمه وقوته وثباته أمام أعاصير الفتن ودحره لكيد الأعداء ودفع فساد كل ذي شر ، دوام النصح والمناصحة لولاة الأمر على طريقة السلف الصالح ليتحقق دائماً معنى قول الله تعالى : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ ﴾ قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّى اللَّهُ أَمْرَكُمْ، ).

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن خطر زلات اللسان فقال : إن مما حذر منه الإسلام زلات اللسان ومهلكاته فإن القول والكتابة قد تفرق الصف وتشتت الشمل وتخالف بين الوجوه وتشعب الأهواء وتضل عن الحق وتوسع الخلاف قال صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت) .

ولما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن بين أكثر من مرةً أن القول بالباطل فيها هلاك فقال : (اللسان فيها أشد من دفع السيف) وقال (إشراف اللسان فيها أشد كوقع السيف) رحمة بالأمة وحفظاً للدين وإطفاء للفتنة .

عباد الله استديموا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء بالتقرب إلى المولى بالعبادات ومجانبة المحرمات يقول الله تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾.