عربي ودولي

تقرير: أفغانستان تواجه أزمة جوع بسبب المساعدات والاحتياطات المجمدة

وسلطت وكالة الأنباء الألمانية الضوء على تدهور الأوضاع المعيشية في أفغانستان، مشيرة إلى أن تجميد المساعدات الخارجية واحتياطيات الدولة في الخارج تسبب في أزمة جوع وموجة جفاف في البلاد بعد عدة أشهر في ظل حكم طالبان.

ونقلت الوكالة عن إفادات لعدد من الأفغان يشكون من تدهور أحوالهم المعيشية، وأكدوا أن الأوضاع السيئة الحالية تذكرهم بحقبة طالبان السابقة.

قال فريد خان، المتحدث السابق باسم الشرطة في إقليم ننجرهار، إنه بعد خمسة أشهر من انقطاع دخله، لم تعد هناك حبة أرز، ولا قطرة زيت، ولا قطعة خبز في منزله الذي يقع في مدينة جلال اباد الشرقية.

وأضاف “خان” أنه باع بالفعل ثلاجته وجهازه التلفزيوني لدعم أسرته، ولم يكن أمامه خيار سوى تقديم نداءات لإنقاذ أطفاله من المجاعة.

وأشار التقرير إلى أن هناك الملايين في نفس وضع “خان” في أفغانستان، والأعداد تتزايد، مشيرًا إلى أن البلاد حتى قبل سيطرة طالبان كانت تعاني من أوضاع اقتصادية غير مستقرة.

لكن استيلاء طالبان على السلطة زاد الطين بلة، حيث تم تجميد المساعدات الخارجية والاحتياطيات المالية للبلاد في الخارج، وتعرضت البلاد لواحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود. انتهى الأمر بمئات الآلاف من الناس إلى الفقر، مما أدى إلى عواقب وخيمة.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف الأفغان لن يحصلوا على ما يكفي من الطعام اعتبارًا من هذا الشهر.

هذه المحنة تجعل الأفغان يائسين بشكل متزايد من إيجاد حلول لإعالة أسرهم. نشرت وسائل إعلام محلية مؤخراً قصة “رخشانه”، 55 عاماً، من ولاية غور الوسطى، التي أعلنت أنها ستبيع حفيدتيها مقابل 350 ألف أفغاني (بالعملة المحلية).

وبحسب التقرير، يمكن رؤية الأزمة الاقتصادية وزيادة الجوع في شوارع المدن الأفغانية. ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن دراجات الطرق آخذة في الارتفاع مرة أخرى في كابول.

اليوم، يقول سكان العاصمة، هناك أناس يتسولون أمام كل مخبز تقريبًا في كابول. في الوقت نفسه، هناك المزيد من الناس الذين يحاولون في الشوارع بيع كل ممتلكاتهم.

وتشير التقديرات إلى أن الجفاف هذا العام تسبب في انهيار إنتاج القمح المحلي بنحو الثلث. ويقول مراقبون إن المحاصيل في المناطق المتضررة “تنهار في الأيدي مثل الغبار”.

وفقًا للبنك الدولي، يعتمد أكثر من 60٪ من جميع الأسر في أفغانستان على الزراعة لكسب عيشهم. هذا العام، أصبحت مخازن الحبوب للعديد من سكان الريف خالية.

ومما زاد الطين بلة، توقفت الحكومات المانحة، بما في ذلك ألمانيا، عن دفع مدفوعات التنمية الموعودة لأفغانستان عندما وصلت طالبان إلى السلطة. وقد حدت هذه الدول من دعمها للمساعدات الإنسانية الطارئة.

لقد أعرب حكام طالبان الجدد، الذين ليس لديهم مجال تقريبًا للعمل مع احتياطيات الدولة في الخارج (9 مليارات دولار) المجمدة وعائدات الضرائب المنهارة، عن استعدادهم بالفعل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وانتقد المراقبون اقتصار مساعداتها على المساعدات الطارئة، موضحين أن هذه المساعدات وحدها لن تحل المشاكل الناجمة عن الأزمة الإنسانية والاقتصادية الهائلة في أفغانستان.

أما بالنسبة للأفغان أنفسهم، فليس لديهم أمل كبير في أن يتحسن وضعهم قريبًا.