عربي ودولي

5 أسباب وراء قرب المصالحة بين الإمارات وتركيا

تتسارع الإمارات نحو تطبيع العلاقات مع تركيا، والتي ستتوج قريباً بزيارة مقررة لولي عهد أبوظبي الشيخ “محمد بن زايد” إلى العاصمة التركية أنقرة، للقاء الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، هذا. شهر.

وبحسب مسؤول تركي تحدث لـ “رويترز”، فإن “أردوغان” و “بن زايد” سيناقشان العلاقات الثنائية والتجارة الإقليمية والاستثمارات، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

الزيارة الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، ستكون علامة فارقة وذات أهمية كبيرة في العلاقة بين أبوظبي وأنقرة من جهة، وفي المحاور المنقسمة التي اصطفتها دول المنطقة في السنوات الأخيرة.، من جهة أخرى.

وجرت الاستعدادات المسبقة للزيارة، خلال الأشهر الماضية، من خلال الاجتماع النادر الذي جمع أردوغان ومستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان الذي زار أنقرة في أغسطس الماضي.

وصرح الأكاديمي الإماراتي “عبد الخالق عبد الله” في حواره مع قناة الحرة، إن اللقاء المقبل “يأتي تتويجا لزيارات سابقة ومحادثات عميقة جرت على مستويات مختلفة”.

وأضاف: “تتويج ولي عهد أبوظبي اجتماعات سابقة بزيارة شخصية لتركيا يعني أن فرص النجاح كبيرة”.

ويرى الباحث المتخصص في الشأن التركي “محمود علوش” أن اللقاء المرتقب بين الزعيمين “سيمثل إعلانًا رسميًا عن انتهاء القطيعة بين البلدين”.

وتطمح أبوظبي إلى إعادة العلاقات مع تركيا إلى طبيعتها بعد انقطاع طويل، خاصة فيما يتعلق بالجوانب السياسية والدبلوماسية لها، بحسب “عبد الله”.

لا شك في أن “الدينامية الجديدة التي سارت بها السياسات الإقليمية منذ بداية العام ساعدت في دفع قطار التطبيع بين تركيا والإمارات”، بحسب علوش.

يأتي الاقتصاد على قائمة الاهتمام الإماراتي، وهو دافع لهذه الزيارة في محاولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، خاصة أن حجم التبادل التجاري الإماراتي مع تركيا يبلغ 15 مليار دولار، وهو الثاني بعد العراق. .

ثانيًا، كان من الضروري تغيير المسار الاستراتيجي بين تركيا والإمارات، بسبب تغيرات وتوجهات الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى التحولات التي تشهدها سوريا والعراق وأفغانستان واليمن، بحسب الباحث التركي فراس رضوان أوغلو.

وأضاف: “هذه المنطقة بحاجة إلى أن يعتني بها الحلفاء، وبالتالي فإن الصدام بين البلدين سيزيد من الخسائر الاقتصادية إضافة إلى الخسائر بسبب كورونا”.

وثالثاً، يحمل اللقاء أبعاداً وأهدافاً سياسية عدة، لأن “تركيا والإمارات كانتا على خلاف في عدة ملفات، إذ تورطت أنقرة في الخلاف الخليجي، كونها كانت متواجدة عسكرياً في ليبيا وسوريا”، بحسب عبد-. خالق عبد الله “.

ويؤكد عبد الله أن “لدى الإمارات رغبة في مساعدة أنقرة في حل بعض أزماتها مقابل مواقف محددة عليها أن تتخذها من الملفين السوري والليبي”، وهو سبب ثالث لهذه المصالحة المتوقعة.

رابعًا، من وجهة نظر علوش، يأمل أردوغان بعودة الاستثمارات الخليجية لتعزيز الاقتصاد المتعثر مع اقتراب انتخابات عام 2023، وإن تحقيق المصالحة مع الإمارات سينعكس إيجابًا على جهود أنقرة لدفع عملية إعادة الإعمار. – تطبيع العلاقات مع مصر والسعودية.

خامساً، يظهر الاهتمام الإماراتي بالصناعات الدفاعية التركية بعد النجاحات التي حققتها في ساحات القتال، ويبدو أنهم يريدون الاستحواذ عليها لتنويع قدراتهم العسكرية، بحسب “علوش”.

لا يعتقد مدير معهد اسطنبول للفكر، بكير أتاجان، أن أبو ظبي وأنقرة قد تقدمان أي تنازلات متبادلة فيما يتعلق بإعادة العلاقات كما كانت قبل عام 2012.

واضاف ان “انقرة لا تريد مزج الاوراق وانما تقسيم الرابحين والخاسرين ثم مناقشة حل المشاكل مع دول منها الامارات”، مشيرا الى ان جائحة كورونا دفع الدول الى ادراك ان سوء العلاقات سينتج عنه ارتفاع. التكاليف.

وبحسب مصادر تركية، فإن “بن زايد” سيقدم لأردوغان شرحاً لأهمية استثمار تركيا في هذا المحور الإماراتي الإيراني التركي (محور الشارقة – مارسين)، لتقليص مدة الرحلة من 20 يوماً إلى 6 أيام فقط. -8 أيام.

وتدهورت العلاقات بين الإمارات وتركيا خلال السنوات القليلة الماضية، على خلفية اختلاف وجهات النظر حول العديد من الملفات الإقليمية. خاصة فيما يتعلق بتباين مواقف البلدين من «الإخوان المسلمين» والحصار المفروض على قطر والحرب في ليبيا.

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين ردا على سؤال حول العلاقات مع القاهرة وأبو ظبي: “إذا اتخذوا خطوات صادقة وملموسة وبناءة، فسنرد عليهم بشكل إيجابي أيضًا”.