غير مصنف

The Trilogy – Definitive Edition

يدرك اللاعبين القدامى حجم وقيمة سلسلة Grand Theft Auto وما قدمته لصناعة الألعاب بوجه عام وألعاب العالم المفتوح على وجه الخصوص على مدار أكثر من 20 عامًا، وفي المقابل، يعلم اللاعبين الجدد وصغار السن قيمة السلسلة بالنظر للشعبية الجارفة والنجاح المذهل للجزء الخامس، الأمر الذي ساهم في إشعال حماس الجميع بلا استثناء عند الإعلان عن GTA: The Trilogy – Definitive Edition والتي توفر فرصة لا تعوض للعودة للأجزاء الكلاسيكية والغوص في مغامراتها بطريقة أكثر حداثة، ولكن هل كانت تلك التحسينات كافية وتقدم التغييرات المنتظرة؟ أم أنها مجرد إضافات لا تسمن ولا تغني من جوع؟، بعد قضاء فترة كافية في خوض أحداث كل جزء من الألعاب الثلاثة، أعتقد أنني مستعد للإجابة على هذا السؤال بشكل وافي.

نتوقع منطقياً أن يكون الجزء الثالث الأجمل في هذا الريماستر لكونه الإصدار الأقدم تاريخياً وبالتالي سوف يمتلك الريماستر لمعاناً مختلفاً عليه أليس كذلك؟

في الحقيقة في بعض الجوانب هذا اللمعان ملحوظٌ فعلاً، تصاميم السيارات باتت أكثر واقعية الآن وتتحلى بانعاكسات ضوئية جميلة واللعبة بالمجمل تأتي بتحسينات ممتازة على الإضاءة ومؤثرات الانفجار بفارق كبير بينها وبين الريماستر وسوف ترى بعض المؤثرات الجميلة على السيارات عند محاولة تكسيرها، ولا شك أن التحسينات الأبرز كانت على تصاميم البيئات فقد أصبحت الآن أجمل وتم تحسين ألوانها ورفع جودة الأماكن الداكنة فيها لكي لا ينحدر جمالها عندما تقترب منها.

وقد تم أيضاً إضافة بعض المعالم الجديدة للمناطق البعيدة لكي تستمتع أكثر بالنظر إليها وزيادة مجال الرؤية كما هو متوقع بجانب علاج مشكلة اختفاء السيارة بعد ركنها بالقرب من المهمة فهي الآن سوف تبقى في مكانها لفترة طويلة وكافية، وقد تم إدخال عجلة اختيار الأسلحة وموسيقى الراديو الموجودة في GTA V لتسهيل هذا الأمر وجعل اللعبة مألوفة أكثر، وهنالك أيضاً بعض التحسينات البسيطة على آلية القيادة لكنها ليست جسيمة أو تستحق الثناء الشديد.

لديك أيضاً بعض الجمالية في أشياء أخرى صغيرة مثل رؤية تصميم حركيات جميل على السيارات عندما تنطلق من الثبات وعندما تضغط على المكابح، ولمن يهمه الأمر جميع كلمات الغش تعمل في اللعبة باستثناء كلمة غش الطيران حسب تجربتي الخاصة.

وهذا يعني بالمجمل أن عالم اللعبة بات أكثر واقعية من قبل بلا شك ولكن لم يخلو ذلك من مشاكل مخيبة للأمل للأسف قد تجعلك تتجنب شراء الريماستر إن كنت مهتماً بتجربة الجزء الثالث.

تبدأ المشاكل مع غياب الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، أمر غير متوقع من مطور مشهور بهذا الأمر مثل Rockstar، فمع أنه لم يشرف على تطوير الريماستر بنفسه إلا أنه لا يجب عليه تلطيخ سمعته بهذا الشكل.

لم يتم لمس تصاميم الشخصيات بأي تحسينات ملحوظة بل أشكالها وملابسها الغريبة تجعل من جمال البيئات والسيارات قضية تناقض كبيرة أثناء اللعب، تبث فيك شعوراً بأنها من عمل مطور هاوي لم يكن لديه الوقت أو الميزانية لتغيير أشكال الشخصيات وملابسها وجعل كل شيء على مستوى واحد من الجودة

تفتقد اللعبة لاهتمامٍ حقيقيٍ بالتفاصيل الصغيرة وتشعرك جميع التحسينات أنها سطحية وسوف تمل منها بعد ساعات قليلة، على سبيل المثال لم يتم تحديث مؤثرات إطلاق النار على الزجاج ولن تحصل حتى على أي تأثير عند إطلاق النار على إضاءة السيارات، وللأسف أغلب المشاكل الموجودة في النسخة الكلاسيكية لا تزال هنا مثل عدم وجود أي إمكانية للتفاعل مع الطائرات التي تستطيع المرور خلالك دون أي تأثير عليك أو عليها، ولا تزال لا تستطيع إصابة الأشخاص الموجودين داخل السيارة وكأن زجاجها مصنوع من الفولاذ وهو عيب كبير بالنسبة لمشروع ريماستر، وبالحديث عن العيوب الكبيرة فإن هطول الأمطار في اللعبة سيئ للغاية ويجعل من الصعب رؤية أي شيء من حولك ناهيك عن مشكلة الظلمة المبالغ بها والتي إذا حاولت علاجها عبر رفع نسبة السطوع سوف تنزعج من ظهور العمر القديم للعبة بمجسمات عجوزة.

لم يتم لمس تصاميم الشخصيات بأي تحسينات ملحوظة بل أشكالها وملابسها الغريبة سوف تجعل من جمال البيئات والسيارات قضية تناقض كبيرة أثناء اللعب، فمع أن اللعبة مصقولة بشكل جيد لتعمل بسلاسة على المنصات المعاصرة إلا أنها سوف تبث فيك شعور أنها من عمل مطور هاوي لم يكن لديه الوقت أو الميزانية لتغيير أشكال الشخصيات وملابسها وجعل كل شيء على مستوى واحد من الجودة، واعتقد أن هذه المشكلة من أكثر الأشياء التي تتسبب في انخفاض جودة الريماستر وعدم وصوله للاعبين بانطباع جيد.

كما تعاني اللعبة من مشكلة حقيقية في الذكاء الاصطناعي، قد لا تكون عائقاً أمام إكمال المهمات (ولو أن بعض المهمات كان بحاجة إلى بعض الموازنة) ولكن الذكاء الخاص بسكان المدينة شبه معدوم ويقومون بأشياء غبية للغاية كأن تتوقف السيارة بالكامل عن التحرك عند وجود عائق أمامها وتبقى على هذه الحال دون القيام بأي شيء إلى أن تقوم اللعبة بشكل غير واقعي بإزالة العائق.

أيضاً لم يتم صقل طريقة تحرك الشخصية بشكل كافي بحيث سوف تشعر باستمرار أنها ثقيلة الحركة، ولم يستغل المطور هذه الفرصة لإضافة طور لعب بمنظور الشخص الأول وللأسف لا تزال غير قادر على السباحة.

تلك المميزات والعيوب السابق ذكرها يمكن تطبيقها حرفياً على باقي ألعاب المجموعة بما في ذلك Vice City و San Andreas، مع استثناءات محدودة للغاية، مثل مغامرة Tommy Vercetti المبهرة وقت إطلاقها قبل أكثر من 17 عاماً مع الأجواء الصيفية الحماسية والشواطئ التي تستقبل زوارها بكل ترحاب، والسيارات التي تكتظ وقت الذروة في الطرقات، وبالفعل شهدت اللعبة إضافة باقة جديدة من السيارات والدراجات البخارية التي لم يسبق له الظهور في العنوان الأصلي مع باقة من المحطات الموسيقية التي تبقيك منسجماً مع ألحان الثمانينيات الشهيرة، وكما ذكرت في السطور السابقة، ستجد نماذج أفضل للمركبات ومناظر طبيعية محسنة بدرجة كبيرة بما في ذلك المباني والطرقات، ولكن في المقابل ورغم التحسينات الكبيرة في مظهر الشخصية الرئيسية إلا أن باقي نماذج الشخصيات لم تحظ بأي اهتمام، كما هو الحال مع الذكاء الاصطناعي وآليات التصويب والرسوم المتحركة.

بالرغم من أن العناوين السابقة كتبت تاريخ السلسلة بحروف ذهبية، إلا أن نجاح السلسلة وشعبيتها وصلت للقمة في لعبة San Andreas، لذلك من الطبيعي أن تكون الاهتمام الأول والاخير للطبقة العريضة ممن اقتنوا الثلاثية المحسنة، بمجرد انتهاء المشهد الافتتاحي وعودة “كارل جونسون” أو CJ لعالم الجريمة من جديد بجملته الشهيرة here we go again، ستجد العديد من الذكريات السعيدة التي لا تنسى تمر أمام عينيك كما حدث لأول مرة قبل ما يقارب عقدين من الزمان، ويمكن القول بكل ثقة أن San Andreas هي اللعبة الأفضل في المجمل في العناوين الثلاثة التي تم تحسينها، لكنها لا تزال تعاني من مشاكل فجة لن تنال رضا محبيها القدامى، ولا يمكن اعتبارها تقديم جيد لكل من لم تسنح له فرصة خوض أحداثها في السنوات الماضية.

يعود كارل إلى سان أندرياس ليدفن والدته بعد أن أمضى خمس سنوات في ليبرتي سيتي، ليجد أمامه العديد من الفرص الثمينة لمساعدة العائلة وإعادة الأمور لنصابها الصحيح، قدمت اللعبة وقتها عناصر ثورية مقارنة بأجزاء السلسلة السابقة، ورغم مرور كل تلك الفترة إلا أنها لا تزال تعمل بشكل مثالي وتظهر مدى الجودة والإتقان التي حظى بها العنوان في فترة التطوير ليقدم نقلة ضخمة لألعاب العالم المفتوح، هنا يمكنك تغيير قصة الشعر والحصول على وشم والذهاب للصالة الرياضية لتصبح مفتول العضلات وتزيد من قدراتك البدنية، مع ضرورة تناول الطعام بشكل مستمر ومنتظم وإلا ستصبح هزيلًا، أما الأفراط في تناول الوجبات الغذائية السريعة فيصيبك بالسمنة، وشراء الأراضي لفرض سيطرتك على المنطقة وغيرها من الإضافات، وهي آليات تحاكي الواقع تم تقديمها بشكل بسيط وغير معقد تحافظ على مستوى الواقعية ولا تصيب البعض بالملل كما حدث في RDR 2 على سبيل المثال، الأمر الذي يجعل San Andreas أشبه بأسطورة ستظل خالدة في تاريخ الصناعة للأبد، ولكن هل من الإنصاف معاملة الأساطير بمثل تلك الطريقة التي شاهدناها في النسخة المحسنة؟

حصل CJ على اهتمام كبير فيما يخص نموذج الشخصية والمظهر العام و تعابير الوجه، ولكن في المقابل تعاني كافة الشخصيات الأخرى من تعابير وجه كوميدية وشاحبة ربما تكون أسوأ من النسخة الأصلية في العديد من المواقف، أضف إلى ذلك الرسوم المتحركة البدائية عند دخول المركبة أو الخروج منها أو فتح أو غلق الأبواب، أو حتى التعبير باليد عندما تجد نفسك في مناقشة محتدمة، ناهيك من الذكاء الاصطناعي المتدني الذي يجعل الأعداء يواجهونك بصدر عاري في أي موقف دون الاحتماء أو محاولة تفادي الرصاص، وآليات إطلاق النار البدائية التي لم تستعين بأي ميزة من الجزء الخامس كما تم الإشارة من قبل باستثناء طريقة تغيير الاسلحة والأدوات المختلفة من القائمة الرئيسية، بالإضافة لباقة من المشاكل في الأداء التي لا أعلم سببها في نسخة محسنة للعبة صدرت قبل 17 عام، مثل هبوط معدل الإطارات فجأة في مواقف محدودة للغاية، أو نظام الإضاءة الكارثي في الأماكن المظلمة أو الأخطاء التقنية مثل سيارة عالقة في منتصف الطريق تمنع الجميع من المرور، أو ظهور حائط خرساني فجأة في “جروف ستريت” أمام منزلي مباشرة.

وجدت في الريماستر بعض الملاحظات الأخرى التي ليست عيوباً بحتة وإنما أشياء بحاجة إلى بعض الصقل لتصبح أفضل، آلية التصويب وإطلاق النار على الأعداء لا تزال كما هي من النسخة الأصلية، ومع أنها تعمل بشكل مقبول إلا أنها كانت بحاجة لمعاملة أفضل بلا شك، كما ومن الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن وصف المطور للريماستر قد يثير بعض إساءة الفهم عندما تقرأ أنه يتمتع بنفس آليات تحكم الجزء الخامس فهذا غير صحيح لأنه غير مطبق بالكامل، حيث مثلاً لا تستطيع الاختباء من الشرطة وأنت داخل السيارة ولا يمكنك بنقرة زر الولوج بسرعة إلى الخريطة ولا يمكنك التحكم بإضاءة السيارة لإطفائها وتشغيلها حسب ما تفضله، وعليك الأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن التنوع في تصاميم السيارات لهذه اللعبة محدود بالمقارنة مع الأجزاء المعاصرة ولم يتم علاج ذلك في الريماستر، ومثل حال باقي عناوين الريماستر فإن زيادة مجال الرؤية سوف يخلق بعض اللحظات الغريبة لأنك تستطيع الآن رؤية كامل الخريطة بنظرة واحدة!

كل ذلك جعلني استنتج في نهاية المطاف أن الريماستر موجه في النهاية إلى من لم يلعب هذه الألعاب مطلقاً في حياته ويريد تجربتها اليوم لكن يخشى أن تجعله النسخة القديمة يشعر بالنفور من رسوماتها القديمة، ولكن حتى على الرغم من ذلك كان من الأجدر تقديم ريميك كامل بدلاً من ريماستر خفيف القيمة.

ليس سرًا أن ألعاب GTA الثلاثة الصادرة في بداية الألفية السابقة أشبه بالجواهر أو قطع الماس التي لا تقدر بثمن، ولكن عوضًا عن إخراج تلك الجواهر من باطن الأرض وتقديمها بالشكل اللائق لمحبيها بعد أكثر من 17 عام، اكتفت Rockstar بنفض الغبار وتقديمها بطريقة كسولة ومهينة، لا هي نالت استحسان محبيها القدامى، ولا ترحب باللاعبين الجدد بالشكل الكافي، حصلت المجموعة على تحسينات جيدة تشمل نماذج الشخصيات الرئيسية والمركبات والمباني والطرق وتأثيرات الطقس، ولكن في المقابل تعاني من تعابير الوجه الكارثية لمعظم الشخصيات الأخرى، والذكاء الاصطناعي المتدني، وآليات إطلاق النار البدائية، والرسوم المتحركة التى عفى عليها الزمن، مع بعض الأخطاء التقنية التي تظهر بصورة ملحوظة في جزء San Andreas، ولتبسيط الأمر قدر المستطاع، هناك الكثير من التعديلات المجانية التي عمل عليها اللاعبون أنفسهم لتلك العناوين الكلاسيكية أكثر دقة وجودة مما قدمته Rockstar في الريماستر الذي يكلف 60 دولاراً.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.