عربي ودولي

تقديرات إسرائيلية: حماس تجهز مفاجآت تحسبا لأي جولة تصعيد جديدة

وتشير تقديرات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى أن حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” تستعد لـ “مفاجآت” تحسباً لجولة الحرب المقبلة مع الجيش الإسرائيلي.

حدد تقرير صادر عن “مركز القدس للشؤون العامة والدولة”، الثلاثاء، منطقة تثير هذه المخاوف بالدرجة الأولى، وتتعلق بحدوث اختراق في القدرات الصاروخية للحركة، أم أنها نجحت في تحسين الفعالية. من طائراتها بدون طيار.

وتخشى إسرائيل أن تكون الحركة قد استخلصت دروسًا محددة من العملية العسكرية الأخيرة في مايو / أيار الماضي، والتي وصفتها حماس بأنها معركة “سيف القدس”.

وذكر التقرير أن “حماس” تستغل فترة التهدئة الحالية على المستوى العسكري، من أجل استخلاص الدروس من الحرب الأخيرة، وإعداد “مفاجآت” خلال الحرب المقبلة.

وفقا للتقرير؛ وتنتظر حماس نتائج الاجتماع المرتقب بين رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي اعتبر أنه “سيكون حاسما بالنسبة لمصير قطاع غزة في الأشهر المقبلة”.

وأشار إلى زيارة وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة يوم الاثنين، ضم رئيس جهاز الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتة، والرئيس الجديد لـ “الشاباك” رونين بار، والاجتماع الذي عقده هذا الوفد مع وأشار رئيس جهاز المخابرات المصرية، إلى أن الزيارة تمهد الطريق للقاء بين كامل وبينيت.

سلط المركز الإسرائيلي الضوء على التقارير التي تحدثت عن خطة شاملة أعدتها القاهرة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، وتركز على 4 محاور منها 3 محاور تتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي والمستوى المعيشي لسكان المنطقة. أما القطاع الرابع فيقوم على أساس إبرام صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل.

وأشار إلى أن الحركة التي تسيطر على غزة إلى جانب الفصائل الفلسطينية الأخرى توافق مبدئيا على الخطة المصرية، وأن الجميع ينتظر الموقف الإسرائيلي النهائي.

لكن التقرير زعم أن “حماس لديها تحفظات على فكرة هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، حيث تعتبر الحركة نفسها حركة مقاومة، لكنها لا تعترض على هدنة تستمر بضعة أشهر”.

ونقل التقرير عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: “لا ينبغي رفع سقف التوقعات بشأن الخطة، في ظل الخلاف في الموقف بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة التبادل”.

كما اكدت المصادر ان “التناقض والخلاف بين الطرفين بهذا الشأن كبير جدا ويصعب حدوث انفراجة”.

على هذه الخلفية يرى المحلل السياسي يوني بن مناحم أن حماس تستعد للجولة القادمة من القتال ضد إسرائيل، وأنها الآن في خضم عملية إعادة بناء وترميم شبكات الأنفاق ومنظومة الصواريخ.

وافقت إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية على إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، بما في ذلك حديد التسليح والإسمنت، لاستخدامها في إعادة إعمار المنازل التي تضررت خلال العملية العسكرية الأخيرة.

غير أن التقرير الإسرائيلي نقل عن مصادر داخل غزة أن هذا الجزء من هذه المواد ذهب إلى “حماس” وأن الأخيرة تستخدمه لإعادة بناء الأنفاق.

وتطرق بن مناحم إلى سلسلة من الاختبارات المكثفة التي أجراها الجناح العسكري لحركة حماس في الأسابيع الماضية، والتي تضمنت اختبار أنظمة الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه البحر الأبيض المتوسط ​​، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، مشيرًا إلى أن الطائرة المسيرة اعترضتها “القبة الحديدية” الإسرائيلية. “النظام، الأسبوع الماضي، فوق البحر، كانت من بين هذه التجارب.

وأضاف أن “تل أبيب أبلغت القاهرة في الرابع عشر من الشهر الجاري بقلقها من هذه التحركات، خاصة فيما يتعلق بتوسيع حماس لاستخدام المسيرات لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، وكذلك لتنفيذ هجمات مستقبلية”.

وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية، نقلاً عن التقرير، إلى أن “كتائب عز الدين القسام” الذراع العسكري للحركة “تعمل على زيادة مدى الصواريخ، فضلاً عن تحسين دقتها وبناؤها حتى تصل إلى يمكن تحميلها برؤوس حربية يمكنها استيعاب كمية أكبر من المواد المتفجرة “.

وتتوقع المصادر أن تكون هناك “مفاجآت” تراها إسرائيل، والتي ستكون أكثر خطورة من أربع جولات حرب سابقة، وأن الصواريخ الفلسطينية ستستهدف مواقع عسكرية حساسة لم يتم استهدافها من قبل.

إضافة إلى ذلك، فإن قضية الطائرات بدون طيار هي أحد أسباب مخاوف إسرائيل، حيث يشير التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالة قلق لأن إيران تزود الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بطائرات مسيرة تعمل وحدات التطوير التابعة لحماس. لتتكيف مع الخطط الميدانية للحركة.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، اعتبر في وقت سابق أن منع نمو حركة حماس ووقف إطلاق النار من غزة سيسهم في تحقيق الأمن لمواطني إسرائيل وتحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان قطاع غزة.

بينما تؤكد مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية أن المؤسسة العسكرية والأمنية في تل أبيب تعتقد أن حركة “حماس” جاهزة لجولة جديدة من التصعيد.

وتقدر مصادر أمنية إسرائيلية أن الحجم الكلي وكمية الصواريخ التي بحوزة “حماس” كافية لجولة إضافية من التصعيد، لأن ترسانة “حماس” لم تتضرر بشكل خطير في العدوان الإسرائيلي الأخير.

وتأتي هذه التقديرات رغم ادعاء الجيش، بعد عدوان أيار، أن “حماس” ستواجه صعوبات في استعادة قوتها العسكرية، لكن الجيش يراقب تجديد ترسانته وبطء تصنيع الصواريخ.