عربي ودولي

ف. تايمز: السعودية تتجه لتعزيز قدراتها العسكرية وصناعة الأسلحة المحلية

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن السعودية تسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية محليًا، وزيادة الاستثمار في التصنيع المحلي للأسلحة.

وصرحت الصحيفة في تقرير نشرته، الأربعاء، إن المسؤولين السعوديين حريصون على الترويج لمصنع للإلكترونيات الدفاعية، باعتباره أحد أحدث استثمارات صندوق الثروة السيادية في مجال التصنيع العسكري، والذي يأتي على رأس خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لتحديث اقتصاد المملكة.

قال مسؤولون سعوديون إن شركة الإلكترونيات المتقدمة، التي ينتج مصنعها في الرياض أجزاء من القنابل والطائرات بدون طيار، “جوهرة التاج” للصناعة العسكرية الناشئة في المملكة العربية السعودية.

اشترت الشركة السعودية للصناعات العسكرية (سامي)، التي أسسها قبل أربع سنوات من قبل صندوق الاستثمارات العامة لتوطين الإنتاج الدفاعي، شركة الإلكترونيات المتقدمة العام الماضي.

تمتلك المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر ميزانيات الدفاع في العالم، وقد أنفقت 57 مليار دولار على حماية البلاد العام الماضي، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

شركة الإلكترونيات المُتقدّمة هي محور خطة المملكة لزيادة الإنتاج المحلي إلى 50 في المائة من إنفاقها الدفاعي في غضون 10 سنوات.

شكل الإنتاج المحلي 3٪ فقط من ميزانية عام 2017، عندما تأسس سامي.

يتماشى مشروع التصنيع العسكري مع خطة رؤية الأمير بن سلمان لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط، وهو مشروع طموح، لكن محللين قالوا إنه سيكون من الخطأ رفضه.

ويعتقد فرانسيس توسا، مستشار الدفاع ومحرر تحليل الدفاع، أن المملكة العربية السعودية تنفق مبلغًا كبيرًا على الأسلحة، وصرح: “هذه الميزانية يمكن أن توفر لك صناعة إذا أردت ذلك”.

الاعتماد على الذات

كما تعكس الخطة رغبة المملكة في الاعتماد على الذات، خاصة أنها تخوض حربًا في اليمن المجاور، وتتعرض منشآتها النفطية وبنيتها التحتية لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران، بحسب الصحيفة.

وغالبا ما تواجه مشتريات الأسلحة من الولايات المتحدة، وهي المورد الرئيسي للأسلحة إلى المملكة، معارضة في واشنطن.

يناقش الكونجرس الأمريكي اقتراحين لمنع صواريخ جو – جو للسعودية بقيمة 650 مليون دولار.

قال الرئيس التنفيذي لشركة سامي، وليد أبو خالد، في مقابلة مع الفايننشال تايمز، إن أحد أسباب تأسيس الشركة هو تحقيق السيادة، ونريد هذا الاكتفاء الذاتي. والسبب الآخر هو “الوقت الذي يستغرقه أحيانًا لإصلاح المنتج وصيانته، وقد يستغرق انتظار قطع الغيار ما يصل إلى عامين”.

وتتطلع الشركة السعودية بالفعل إلى تجميع طائرات هليكوبتر بلاك هوك، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، مع العمالة المحلية. وكذلك مركبات مصفحة بالشراكة مع شركة إماراتية.

وتشهد المنطقة منافسة في الصناعات الدفاعية، حيث تصنع الإمارات طائرات بدون طيار وعربات قتالية مصفحة لاستخدامها في مناطق الصراع، كما تصنع إسرائيل بعضاً من أكثر الأسلحة تطوراً في العالم. حتى إيران، المنافس الإقليمي للمملكة، لديها صناعة أسلحة محلية متطورة بشكل متزايد.

إيران متهمة بالوقوف وراء هجوم صاروخي وطائرة مسيرة عام 2019 دمر منشأتين نفطيتين سعوديتين وأوقف حوالي 5٪ من إنتاج النفط العالمي.