منوعات

من هو الخليفة المستعصم بالله؟ – مكساوي

من هو الخليفة المستعصم بالله؟، يعد هذا السؤال هو محور مقالنا اليوم حيث أننا سنتعرف على هذا الخليفة العباسي الذي كان آخر الخلفاء العباسيين، حكم الخليفة المستعصم بالله بغداد ما بين عام 1242 و1258 عقب خلافة والده المستنصر بالله.

المستعصم بالله

كان المستعصم بالله يتسم بالكرم وسليم الباطن بالإضافة لحسن دينه وكان كوالده يتبع السنة النبوية وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يأخذ من أبيه الحزم والقوة والهمة العالية، ولهذا كان فريسة سهلة في يد المغول.

لم يتمكن المستعصم النجاة ببغداد من أيادي المغول عقب أن خانه ابن العلقمي وزيره، والذي كان له دور كبير في الخطة التي قد وضعها هولاكو والمغول ليتمكنوا من السيطرة على بغداد.

شاهد أيضا: اكثر مسجلي الأهداف في تاريخ كأس العالم

نبذة عن الخلافة العباسية

كانت الخلافة العباسية من أهم وأكبر الخلافات الإسلامية بالعالم الإسلامي والتي استمرت نحو 524 سنة.

وكانت هذه الخلافة ما بين عامي 132 وحتى 656ھ، وقامت عقب انتهاء خلافة الأمويين ومقتل الخليفة الأموي مروان بن محمد.

وجدير بالذكر أن الفتوحات الإسلامية بالخلافة الإسلامية لم تظل مستمرة بل أنها توقفت حتى ظهر بها دول مستقلة عنها

مما أدي إلى ضعف الخلافة بها كالدولة الأموية بالأندلس، ودولة الأدارسة.

كما أن الخلافة العباسية قد مرت بمراحل عديدة كان بدايتها عصر القوة والذي كان بين

132 إلى 232ھ  والذي بدأ من عصر أبو العباس السفاح حتى عهد الواثق.

والخلافة العباسية كانت مستقلة وكان الخليفة هو الرأي الأول وصاحب النفوذ.

وبعد ذلك بدأ الجند يسيطرون على الحكم بداية من الفترة التي حكم فيها المتوكل ونهاية عهد المستكفي.

وظل هذا الضعف سائدا حتى عهد المستعصم بالله، وبدأت الدول المستقلة بالظهور واحدة تلو الأخرى ظهور الدولة البويهية.

وبعد ذلك ظهور السلاجقة، وبعد ذلك تمكن المسترشد من استقلاله عن السلاجقة.

من هو الخليفة المستعصم بالله؟

المستعصم بالله هو عبد الله بن منصور بن المستنصر بالله، وقد لقب باسم المستعصم بالله العباسي.

وهذا الخليفة يعد آخر الخلفاء الذين تولوا الخلافة العباسية وهو الخليفة رقم 37، وقد ولد  ببغداد عام 609ھ .

كان معروف عن هذا الخليفة جمال خلقه وخٌلقه وتدينه وإنفاق الكثير من الأموال بالصدقات.

وبالرغم من هذه الصفات الطيبة إلا أنه  كان أحد أسباب نهاية الدولة العباسية بسبب ما يلي:

عدم حزمة.

ضعف شخصيته ولينه بالكثير من الأمور.

في عام 640ھ تمكن من الوصول للحكم عقب وفاة المستنصر بالله والده.

وفي ذلك الحين تمكن المغول من التوجه نحو الدولة الاسلامية بالمشرق والسيطرة عليها، واتجاههم لبغداد وبعد ذلك التوجه لمصر.

وقد قام بإرسال رسالة للمستعصم بالله والخضوع له بالطاعة والولاء، وفي ذلك الحين كان الخليفة العباسي يظن أن هذا الأمر لن يحدث.

ولكن حدث مالم يتخيله الخليفة العباسي حيث أن وزيرة قد خانه بعد أن تحالفه مع المغول، وبعد ذلك قام هولاكو بالاتجاه صوب بغداد وحاصرها.


وقام ابن العلقمي باخراج الجنود من بغداد، وظل حصار بغداد فترة

وفي ذلك الحين قام الوزير ابن العلقمي بمحاولات لإقناع الخليفة بالصلح وتسليم بغداد.

ونظرا لأن هذا الخليفة كان ضعيف الرأي قبل بالصلح وقام بتسليم بغداد لهولاكو؛

ولكن ما حدث أن هولاكو رأي أن الفرصة قد حانت له حتى قتل الخليفة وأبنائه وفعل ذلك.

نهاية الخلافة العباسية

عندما بدأت الخلافة العباسية تضعف تم تقسيمها لأتابكيات وبدأت قوة اخرى تبدأ بالظهور بالمشرق والتي قد أطلق عليها اسم المغول.

وهذه الخلافة هي عبارة عن عدد من القبائل التي قام تيموجن أو جنكيزخان بتوحيدها بالهضبة المنغولية.

وقامت هذه الدولة بالتوسع ناحية الغرب حتى وصلت لبلاد ما وراء النهر وأيضا خراسان

حتى وصلت للدولة الخوارزمية التي قامت بالقضاء على السلاجقة.

وتم محاولة السيطرة على الخلافة عن طريق السلطان محمد خوارزم شاه، وقام جنكيز خان بإرساله لوفد تجاري صوب أسواق الدولة الخوارزمية وقام بقتل كافة أفراد الوفد

ليس هذا فحسب بل أنه أقدم أيضا على سلب الأموال، وهذا الأمر قد أغضب جنكيز خان كثيرا، ولهذا طلب تسليم اينال من محمد خوارزم.

والذي لم يوافق على هذا الطلب وكانت هذه الحادثة هي بداية انتهاء الاجتياح المغولي الذي تم بالعالم الإسلامي.

وتمكن جنكيز خان من سيطرته لأملاك خوارزم حتى وصلت لخراسان، وعقب الوفاة تمكن أحفاد خوارزم بسيطرتهم على العالم الإسلامي.

لهذا بدأ هولاكو بوضع الخطط من أجل إخضاعه للخلافة وتمكن بذلك من القضاء على حركة الاسماعيلية، وبعد ذلك بدأ يتفرغ للخلافة

وقد أستغل الفتن الداخلية التي وقعت بين كل من مجاهد الدين أبيك وأيضا مؤيد الدين العلقمي.

كما أنه أرسل رسالة مضمونها تهديد المستعصم بالله بالقيام بهدم كل من القلاع والحصون وتقديم الولاء والطاعة لهم.

قام الخليفة بالرد علي هذه الرسالة برفضه ما جاء بها

ومن هنا حصلت خيانة الوزير ابن العلقمي الذي قام بإرسال رسالة لهولاكو يدعمه فيها بدخول بغداد ومساعدته بإخراج الجنود منها.

في ذلك الوقت قام الخليفة بطلبه الدعم من الأيوبيين ببلاد الشام، بالإضافة للاستعانة مماليك مصر وبعضا من الأتابكيات

وقد باءت محاولته بالفشل ولم يقبلوا مساعدته، خشية من المغول وقوتهم،

كما أن كل منهم كان منشغل في المماليك في مصر كانوا غير مستقرين بالحكم نتيجة الصراعات الكائنة بينهم.

وأيضا الأيوبيين ببلاد الشام كانت هناك صراعات قائمة بينهم، وفي عام 656 هجرية تحرك جيش المغول حتى تمكن من الوصول لبغداد.

وقام هولاكو بمحاصرة بغداد بدءا من همذان، وعندما علم الخليفة بذلك قام بمحاولة لردهم

وكانت من خلال إرساله أموال وهدايا حتى يردوا الحصار عن بغداد.

وقد رفض هولاكو هذا الأمر، ومن ناحية اخرى سهل ابن العلقمي الأمر على هولاكو حينما أخرج الكثير من الجنود من المدينة.

ورد هولاكو على ذلك الامر بقتله لهؤلاء الجنود، واقناع الخليفة بالصلح وقبل الخليفة هذا الأمر وعند خروجه للصلح غدر هولاكو به وقام بقتله.

ظل المغول محاصرين بغداد 40 يوما وكانت من أسوأ الفترات التي مرت على بغداد؛ حيث أن هولاكو قام بقتل الكثير من السكان وسلبه للخيرات.

بالإضافة لهدم كل من قصور بغداد ومنازلها، وقتل الكثير من سكانها، وتلف الكتب الموجودة بها .