غير مصنف

مراجعة المجلد 2 من الجزء 5 والأخير من مسلسل La Casa De Papel (البروفيسور)

هذه مراجعة خالية من الحرق للمجلد 2 من الجزء 5 من مسلسل La Casa De Papel، لكنها تحتوي على حرق للمجلد 1 وما قبله.

انتهى وأخيراً مسلسل La Casa De Papel مع صدور آخر 5 حلقات منه يوم الجمعة 3 ديسمبر، وانتهت معه ملحمة السطو التي امتدت على 5 مواسم طويلة بدأت منذ عام 2017 وأخذتنا عبر رحلة طويلة من المشاعر والسرقات والشخصيات المختلفة التي أصبحت ظواهر عالمية بحد ذاتها. لكن هل كانت النهاية ترتقي لكل هذه الضجة الكبيرة؟ يمكنني أن أقول بأن الجواب هو نعم من ناحية القصة وملحمة الشخصيات التي عاشتها، بالرغم من الثغرات العديدة بالقصة التي ابتلى بها المسلسل منذ الموسم الثالث تقريباً.

لقد شعرت بالاستياء عندما علمت أنهم قسموا الموسم الأخير إلى قسمين، حيث أني بالأصل أعتقد أن المسلسل أصبح تجارياً يريد فقط الاستفادة من الضجة الكبيرة التي حصل عليها عبر تمديده إلى 3 مواسم إضافية (بل 4 مع تقسيم الموسم الخامس إلى قسمين)، وأعتقد أنه كان سيبقى مسلسلاً أسطورياً لو اكتفى بعملية السطو الأولى فحسب. كما أظن أنه كان يكفي إضافة حلقتين فقط للقسم الأول من الموسم الخامس لإنهاء المسلسل بالخاتمة نفسها من دون إطالته بحبكات لا داعٍ لها إطلاقاً، والتي كان ببساطة يمكن للموسم أن ينجح من دونها من دون الحاجة إلى نصف ثانٍ.

سأعتمد بتقييمي لهذه المراجعة على جانبين، الأول هو أنه نصف موسم فحسب، والثاني هو أنه الخاتمة النهائية للمسلسل بأكمله. من ناحية أنه نصف موسم، لا أجد أنه أضاف شيئاً قيماً للمسلسل ككل، باستثناء بعض لقطات الفلاشباك التي سلطت الضوء على شخصية برلين المفضلة لدى المشاهدين والتي شعرت فعلاً بوجوده أكثر من أي من المواسم السابقة، بالإضافة إلى لقطات حول ابنه وزوجته مع مفاجأة غير متوقعة تضفي بعض الحماس على القصة، بالرغم من أنه ينجم عن لقطات الفلاشباك تلك حبكة جانبية بالمسلسل لم يكن لها أي داعٍ على الإطلاق، والتي شعرت بأنها أُضيفت فقط لإطالة الموسم لخمس حلقات إضافية.

وفي لقطات فلاشباك أخرى نعود 5 سنوات للوراء لنتعرف على كيفية انضمام بوغوتا إلى الفريق، حيث نرى برلين يذهب مع مارسيليا وباليرمو إلى إحدى محطات استخراج النفط العائمة في البحر المتجمد لتجنيد بوغوتا في عملية لسرقة قطعة محورية وهامة جداً في عملية السطو التي يخوضها الآن فريق البروفيسور، في دلالة على الفترة الزمنية الطويلة التي احتاجتها عملية السطو هذه من التخطيط والتفكير والتنفيذ. لكن طريقة وضع لقطات الفلاشباك هذه بين الأحداث الحماسية للغاية يتسبب بإبطاء المسلسل لدرجة محبطة أحياناً.

هناك فجوات أخرى تعاني منها القصة، فعلى سبيل المثال، تكشف الحلقة الوثائقية التي نراها بعد نهاية الحلقة الأخيرة أن المسلسل استعان بخبير مختص لتصميم طريقة تنفيذ عملية السطو بطريقة صحيحة علمياً (وهذه إحدى نقاط القوة في المسلسل)، لكن من المستغرب أنهم في نفس الوقت لم يعيروا بالاً لأشياء غير منطقية مثل مشهد مطاردة سيارات تسلك فيه إحدى السيارات طريقاً أطول بكثير لكن تتمكن بطريقة ما من أن تسبق السيارات الأخرى التي تسير بنفس السرعة. كما أن هناك تحول بإحدى الشخصيات التي لن أقول من هي كي لا أحرق عليكم شيئاً، لكن بعد كل ما مررنا به بالمواسم السابقة نجد من الصعب تصديق هذا التحول بهذه البساطة.

لكن هذا لا يعني أن الحلقات الخمس لم تقدم بعض الأشياء الرائعة أيضاً، ويمكنني القول أن آخر حلقتين حملتا الكثير من الآكشن الرائع والمشاعر المؤثرة بالإضافة إلى تغير غير متوقع بالأحداث يترك المشاهدين وجميع الشخصيات من بينهم البروفيسور في صدمة غير متوقعة، فيعود المسلسل إلى نقطة قوته الأساسية التي ميزت المواسم الأولى، وهي ألعاب الذكاء التي يخفيها البروفيسور في جعبته، سواء كانت مخططات مدروسة بعناية من قبل بدء عملية السطو، أو مرتجلة اضطر فيها لاتخاذ القرارات المصيرية لحظة بلحظة والأحداث تتكشف أمامه.

وبالإضافة إلى كل ما سبق، لطالما كانت الشخصيات بحد ذاتها هي إحدى نقاط القوة بالمسلسل، مع قصصها المتشابكة والمعقدة والمشاعر المتبادلة بينهم سواء كأحباء أو أصدقاء، من بينها التفاعل القوي الذي يحدث بين شخصيتي البروفيسور وأليثيا. ونشهد بحلول نهاية المسلسل الشخصيات قد تطورت بشكل جيد بغالبيتها. كما يتم تكريم طوكيو بمشهد وداعي أخير ببعض لقطات الفلاشباك حيث تحتفل مع العصابة ويطلقون العنان لأنفسهم بالرقص قبل أن تجري حديثاً خاصاً في نهاية السهرة مع البروفيسور لا بد سيترك أثراً كبيراً لدى محبيها. بالرغم من أني كنت أتمنى لو أننا شهدنا مشهداً يجمع كامل الفريق من المواسم الأولى أيضاً (أو على الأقل نيروبي) كنوع من التكريم لكل من أوصل أصدقائنا إلى هنا.كما سررت للغاية بمشهد مليء بالمرح يغني فيه الأصدقاء أغنية “بيلا تشاو” الشهيرة على إيقاعاتهم الخاصة بلحظة ما.

أود الإشادة هنا بالممثل فيرناندو كايو بدور الكولونيل تامايو الذي يتألق بأداء متميز ورائع يظهر بارزاً هذا الموسم، والذي قال أحد أهم العبارات بالمسلسل التي ظلت تحوم برأسي طيلة وقت مشاهدتي للمسلسل، حيث يسأل البروفيسور: “ألم تصور نفسك على أنك روبن هود؟ والآن تسرق الذهب الاحتياطي للبلد؟”. وهو سؤال تصارعت معه طيلة المواسم السابقة من اللحظة التي بدأ المسلسل يصور العصابة على أنهم مجموعة من الثوار التي تلقى الدعم الشعبي بالرغم من أنهم لم يقدموا شيئاً حقيقياً للشعب، بل أن عملية سطوهم الأخيرة على احتياطي الذهب للبلاد سيتسبب (حتى وفقاً لكلمات البروفيسور نفسه) بانهيار اقتصادي كبير للبلاد ستجعلها تعاني أكثر مما حصل مع اليونان. وجاء جواب البروفيسور محبطاً لي، حيث قال: “أنا لص ابن لص وشقيق لص، وأتمنى أن أصبح والداً للص أيضاً”.

لكن كما ذكرت سابقاً، تقييمي في هذه المراجعة سيعتمد باحد جوانبه على الخاتمة النهائية للمسلسل بأكمله، والتي برأيي كانت ملائمة لهذه الملحمة الطويلة. لن أحرق عليكم شيئاً لكن يمكن القول أنها لن تخيب الآمال مثلما حصل مع مسلسلات مثل Game of Throne، وخاصة مع آخر حلقتين حيث يتصاعد الحماس كثيراً سواء من ناحية الآكشن بحد ذاته، أو ما هو موجود على المحك، أو حتى التفاعلات بين الشخصيات نفسها. لذا يمكن القول أنكم ستنهون المسلسل وأنتم تشعرون بالرضا الكامل في نهاية هذه الرحلة الطويلة.

يعاني المجلد 2 من الجزء 5 من نفس الثغرات بالقصة التي عانى بها المجلد 1 أو حتى المواسم الأخيرة جميعها، كما أنه لم يكن هناك داعٍ لتقسيمه إلى نصفين حيث كانت تكفي إضافة حلقتين للنصف الأول لتبقى القصة متكاملة وغنية من دون الحاجة إلى الإطالة، لكنه من ناحية أخرى يقدم في آخر حلقتين الكثير من الآكشن الرائع الذي ميز المسلسل بالإضافة إلى مفاجآت غير متوقعة بالأحداث، مع خاتمة ملائمة لهذه الملحمة الطويلة ستجعل المشاهدين يشعرون بالرضا بعد هذه الرحلة الطويلة ويودعون شخصياتهم التي أحبوها على مدار 5 مواسم مع دموع مختلطة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.