عربي ودولي

مخزونها ينفد.. السعودية تطلب إمدادا صاروخيا عاجلا من واشنطن ودول خليجية وأوروبية

قال مسؤولون أمريكيون وسعوديون إن الذخائر التي تستخدمها المملكة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية الأسبوعية التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية بطائرات بدون طيار ؛ ساري المفعول.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن المسؤولين المذكورين قولهم إن المملكة العربية السعودية تناشد الولايات المتحدة وحلفائها في دول الخليج (بما في ذلك قطر) وأوروبا لإعادة إمدادهم بشكل عاجل بصواريخ باتريوت الاعتراضية، التي انخفض مخزونها بشكل خطير.

وشددت المصادر نفسها أن السعودية تعرضت خلال الأشهر الماضية لنحو 12 صاروخا باليستيا وهجمات بطائرات مسيرة حوثية من اليمن باتجاه المملكة كل أسبوع.

نجح الجيش السعودي في صد معظم صواريخ الحوثي باستخدام نظام صواريخ باتريوت (سطح – جو)، لكن ترسانته من الصواريخ الاعتراضية.

في غضون ذلك، أعاد الجيش الأمريكي نشر العديد من أسلحته التي كانت توفر الأمن في السابق للسعودية، كجزء من تحول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من الشرق الأوسط إلى تكريس نفسها لمواجهة الصين.

بينما يبدو أن المسؤولين الأمريكيين على استعداد للموافقة على تزويد المملكة العربية السعودية بصواريخ باتريوت الاعتراضية اللازمة، فإن المسؤولين في الرياض قلقون من أنه بدون وجود مخزون كافٍ من هذه الصواريخ، فإن استمرار هجمات الحوثيين التي تستهدف المملكة قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح أو أضرار. البنية التحتية النفطية الهامة.

وفي يناير كانون الثاني قصف الحوثيون مباني تابعة للديوان الملكي السعودي لكن لم يصب أحد بأذى.

النداء السعودي يختبر التزام واشنطن تجاه الشرق الأوسط، وخاصة تجاه الرياض، حيث حاولت إدارة بايدن في السابق إعادة تشكيل العلاقة بين الجانبين حول مجموعة من القضايا بما في ذلك حقوق الإنسان والحرب في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي. في أكتوبر 2018 من قبل فرقة الموت. سعودي تابع للنظام السعودي.

وفي أحد مؤشرات التوتر، تم إلغاء زيارة مقررة لوزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” إلى المملكة في سبتمبر الماضي، وأُعلن أن سبب إلغاء الزيارة هو وجود مشاكل في الجدول الزمني، لكن الولايات المتحدة وعاد وزير الدفاع مرة أخرى إلى المنطقة الشهر الماضي ولم يقم بزيارة السعودية.

وبالعودة إلى أزمة مخزون باتريوت، نقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي سعودي قوله إن عدد هجمات الحوثيين التي تستهدف المملكة ازداد بشكل ملحوظ.

وأشار إلى أن طائرات مسيرة تابعة للحوثيين ضربت السعودية 29 مرة في نوفمبر و 25 مرة في أكتوبر، فيما تعرضت البلاد لـ 11 هجومًا بالصواريخ الباليستية الشهر الماضي و 10 في أكتوبر.

وصرح المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن “تيموثي ليندركينغ”، الجمعة، خلال مشاركته في منتدى، إن الحوثيين نفذوا نحو 375 هجوماً عبر الحدود السعودية عام 2021.

اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخا باليستيا فوق الرياض يوم الاثنين. وصرحت وزارة الدفاع السعودية إن عملية الاعتراض تسببت في شظايا في عدة أحياء سكنية لكنها لم تتسبب في أضرار.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت ومضات من الضوء بعد أن اعترض نظام باتريوت هجوم الحوثيين.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إنه على الرغم من مخاوفهم بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وقضايا أخرى، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن لديهم التزامًا بمساعدة المملكة العربية السعودية وحمايتها، خاصة وأن واشنطن تكافح لخفض أسعار النفط.

وفي عام 2019، استهدف هجوم شنه الحوثيون منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية بالمملكة العربية السعودية، ما تسبب في تعليق جزء من إنتاج النفط لفترة وجيزة، وفي آذار / مارس هاجم الحوثيون ميناء نفطياً سعودياً رئيسياً، لكنها لم تسبب ضررا.

قال مسؤولون أميركيون وسعوديون إن المملكة نجحت إلى حد كبير في الدفاع عن نفسها، حيث أحبطت ما يقرب من 9 من أصل 10 هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن المزيد من الصواريخ الاعتراضية لن تعالج مشكلة الميزانية بعيدة المدى، حيث تبلغ تكلفة كل منها حوالي مليون دولار، مقارنة بالطائرات بدون طيار الصغيرة الحجم وغير المكلفة نسبيًا.

وصرح المسؤول السعودي: “الهجمات التي تشنها طائرات مسيرة مسلحة تشنها المليشيات الإرهابية تشكل تهديدا أمنيا عالميا جديدا نسبيا، ووسائل التعامل معه تتطور”.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة السعودية طالبت الولايات المتحدة بتزويدها بمئات من صواريخ باتريوت الاعتراضية الأخرى التي تصنعها شركة ريثيون تكنولوجيز، كما تواصلت مع حلفاء خليجيين منهم قطر ودول أوروبية.

قال مسؤولان أمريكيان إن بيعًا مباشرًا للصواريخ الاعتراضية للسعودية قيد النظر من قبل وزارة الخارجية، وسيُطلب من وزارة الخارجية أيضًا الموافقة على أي عمليات نقل من حكومة أخرى مثل قطر.

وصرح مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية في بيان “الولايات المتحدة ملتزمة تماما بدعم الدفاع الإقليمي للسعودية، بما في ذلك ضد الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها مقاتلو الحوثي المدعومون من إيران في اليمن”.

وأضاف “نحن نعمل عن كثب مع السعوديين والدول الشريكة الأخرى لضمان عدم وجود فجوة في المخزون”.