منوعات

حكم تعاطي المخدرات – مكساوي

في الإسلام لم يحرم أمر أو يحلل إلا لحكمة تفيد صحة الإنسان وحده، والعقل هو ما تميز به الإنسان عن ثائرة المخلوقات، لذا يسعى الجميع لمعرفة حكم تعاطي المخدرات في حين أنها من مذهبات العقل، والمخدرات تتواجد بأشكال متنوعة وعلى هيئات مختلفة وبالرغم من هذا فإن حكم تناولها واحد، وهو ما سنتعرف عليه عبر موقع مكساوي فيما يلي.

حكم تعاطي المخدرات

جاء الإسلام بهدف الحفاظ على النفس البشرية في كل ما يواجها سواء معنوي أو مادي، والعقل أهم ما يميز الإنسان لذا فمن ذهب عقله بسبب مرض ما أو خلل صحي رفع عنه التكليف في كافة فروض الدين، أما عن حكم المخدرات فهو التحريم برأي جميع من العلماء، وهذا لما تسببه من أضرار جسيمة يمكننا معرفتها في النقاط التالية.

  • المخدرات واحدة من مذهبات العقل مثل الخمر، فمتعاطي المخدرات لا يبالي ولا يشعر يما يحدث حوله أو ما يقوم به.
  • كما يبدأ الفرد في التقصير في الفروض الدينية المتنوعة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فساد وضياع دين العبد.
  • للمخدرات الكثير من السلبيات والمفاسد على ثائر الجسد وليس العقل وحده، ومازال العلماء والفقهاء في طي اكتشاف أضرارها مع مرور الأيام.
  • فتؤدي المخدرات إلى العديد من الأضرار الفسيولوجية العقلية بجانب خطورتها على الجنس البشري حيث إنها تؤثر على الحالة الجنسية لمتعاطيها وغالبًا ما تتسبب في تشوه الأجنة، وفي بعض الأحيان تسبب العقم، ومن هنا يأتي الضرر فأمة الإسلام قوتها في شبابها وأعدادها.
  • متعاطي المخدرات غالبًا ما يفقد كرامته وإنسانيته مع تقدم التعاطي والوصول إلى الإدمان.
  • قال ابن تيمية عن نبات الحشيش بأنه ظهر مع ظهور التتار، وهو من المنكرات وشره أعظم من الخمر ويظهر على الوجه والتعافي منه أصعب من التعافي من شرب الخمر.
  • كما أكد التحريم ما جاء في المؤتمر الإقليمي السادس للمخدرات الذي تم في الرياض عام 1974 ميلاديًا لما أجمعه فقهاء المذاهب الإسلامية، وشمل التحريم إنتاج المخدرات أو زراعتها

الدلائل القرآنية التي اعتمدها العلماء في تحريم المخدرات

  • يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة المائدة- الآية 90، وتدخل المخدرات هنا ضمن العائلة التي تضم الخمر، فهي مثلها من مذهبات العقل والتي تمنع الصلاة وتسكر العبد، وهنا يثبت تحريمها لما جاء في الآية الكريمة السابقة.
  • يقول تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) سورة البقرة – الآية 195، في هذه الآية نجد إثبات واضح للتحريم فيأمر الله المؤمنين بعدم إلحاق الأذى بالنفس بشكل متعمد، والمخدرات تعتبر من أدوات القتل البطئية فالإنسان يستمر في تعاطي السموم وإيصالها بجسده لتحدث عملية قتل بطيئة للخلايا وهو أحد أشكال الهلاك النفسي والجسدي.

ما حكم من تكرر منه تعاطي المخدرات؟

المخدرات هي أنواع من الأدوية يتم الحصول عليها بطرق غير قانونية، وتتعدد أنواعها وتختلف وعند تعاطيها بطريقة خاطئة دون استشارة من طبيب تسبب حالة من ذهاب العقل ووصول الجسد لنشوة كاذبة مؤقتة فلا يقوى الإنسان على العيش بدون تعاطيها مع الاستمرار في استخدامها والوصول إلى حالة الإدمان.

  • في حالة تكرار تعاطي المخدرات بعد النصح والتأكد من أن الفرد واعي لما يفعل، ويفعله مع الإلمام بتحريمه وما يرد عنه فالحكم هنا يصبح إقامة الحد عليه.
  • لا مانع أيضًا من إلحاق الأمر بسجن الفرد في مكان لا يسمح له بالتعاطي.
  • يقول بعض العلماء أنه من الجائز قتله، حيث إنه يعتبر فرد مضر للمجتمع والدين.
  • لا يصل الأمر حد القتل إلا بعد إقامة الحدود الأخرى للعديد من المرات حتى يقلع عن التعاطي ويمتنع عنه.
  • يقول ابن تيمية بأن الحشيش المكون من ورق العنب حرام، والحكم على من يتناولها يكون الجلد، وأن الحشيش أشد ضررًا على النفس والمجتمع من الخمر، وكلاهما يمنع التعبد لله عز وجل وذكره.

حكم حيازة الحشيش وعقوبة المخدرات في السعودية

بقراءة المجلد الأول من مجموعة الأنظمة السعودية والتوجه إلى أنظمة الأمن الداخلي والأحوال المدنية والأنظمة الجنائية والتوجه إلى نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، نجد أن العقوبات الأساسية والأصلية لهذا الفعل تقع تحت المواد السابعة والثلاثين والثامنة والثلاثين وحتى المادة الحادية والخمسون.

  • من خلال المادة الثامنة والثلاثين يمكننا التبين بأن كل من امتلك أو وجد معه مادة مخدرة باختلاف أنواعها أو أي مؤثرات عقلية يصل الحكم عليه بالجلد لخمسين مرة كأقصى حد  في كل مرة تتواجد معه مادة مخدرة.
  • كما يصل الأمر إلى السجن لخمس سنوات على أقل تقدير، ولا يتعدى الاعتقال 15 عام.
  • هذا الحكم يتم لكل من يتعامل بالمخدرات سواء تعاطيها أو تموليها أو إنتاجها.
  • هناك بعض الحالات التي من خلالها يتم تشديد العقوبة المحددة والتي تتضمن ما يلي:
    • في حالة تباين واحدة من ضمن الحالات التي وردت في المادة 37 في قانون مكافحة المخدرات السعودي.
    • إذا تم ارتكاب جريمة جنائية نتيجة لتعاطي المخدرات، وإذا تم تعاطي المخدرات في مكان تعليمي أو مسجد أو بجانب المؤسسات العامة والإصلاحية.
    • إذا استغل الفرد أحد من أبنائه أو المسؤول عنهم خاصة القُصر في تعاطي المخدرات أو بيعها أو أي عمل يخصها.
    • إذا دبر الفرد مكان لتعاطي المخدرات أو ترويجها أو أي عمل متعلق بها.
  • ضمن المادة التاسعة والثلاثين أيضًا نجد أن العقوبة تتضمن الاعتقال لمدة تصل إلى سنتين أو بحد أقصى خمس سنوات، أو الجلد بعدد لا يتخطى الـ50 مرة.
  • كما تتضمن العقوبة غرامة يصل مقدارها بين 3000 – 30000 ريال سعودي لأي شخص وجد معه مواد مخدرة أو مواد تؤثر على العقل  وساهم في نقلها أو تسليمها  لسبب لا يخص الترويج أو التعاطي في حالة كانت المواد غير مرخص بها.
  • أما عن الأحكام التكميلية فهي تبدأ من المادة الثانية والخمسين وحتى المادة السابعة والخمسين وتبدأ بمصادرة المواد التي تم العثور عليها مع الفرد ويتم إتلافها أو تسلم كاملة للجهات المختصة، ويتضمن المجلد الأحكام العامة والختامية المخصصة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية.

متى تسقط سابقة المخدرات

يمكن أن تكون الإجابة على سؤال هو ما جاء في الأحكام العامة من نظام مكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية ضمن المادة الستون والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • في حالة رأت المحكمة العديد من الأسباب الواضحة والتي يمكن اعتبارها سببًا أدى بالفرد إلى هذا الأمر وإذا أظهر المتهم الأخلاق الحميدة من الممكن أن تقل مدة الحكم الخاص به.
  • من الممكن أيضًا الابتعاد عن الأحكام المتواجدة في المواد السابعة والثامنة والثلاثين وحتى المادة الحادية والأربعين في حال الإلمام بأن الفرد لن يعود لمثل هذا الفعل من جديد.
  • أيضًا يمكن أن تتخذ المحكمة القرار بوقف الحكم على المتهم تبعًا للمادة الـ48، في حالة أن هذه السابقة هي الأولى للمتهم.
  • في كافة الأوقات وقبل اتخاذ أي حكم يجب استبيان الأسباب التي أدت لهذا الفعل من قبل المتهم.
  • إذا لم يعود المتهم للفعل من جديد طوال فترة الحكم عليه يصبح الحكم موقوف وكأنه لم يتواجد.

في النهاية وبعد معرفة حكم تعاطي المخدرات فمن خلاله تبينا الآثار العائدة على استخدام المخدرات بأشكالها المتنوعة على النفس البشرية والمجتمع بشكل عام، ومن خلال الحديث يمكننا الإلمام بأهمية التوعية ضد المخدرات والامتناع عنها منذ الصغر.

يمكنكم الاطلاع على المواضيع المشابهة عبر موقع مكساوي من هنا:

المصدر