منوعات

هل وجه المرأة عورة – مكساوي

هل وجه المرأة عورة هو تساؤل يتردد من قبل الكثير من النساء المسلمات الراغبات في التعرف على حقيقة تلك المسألة الفقهية لتجنب الوقوع في المعصية والإثم، ومنذ القدم وهناك خلاف بين العلماء حول حكم إظهار المرأة لوجهها وكفيها ولمن يمكنها الكشف عنهما، وأمام من يحرم ذلك، وفي مكساوي سوف نوضح لكم قول العلماء وأئمة المذاهب الأربعة حكم ما إذا كان وجه المرأة وكفيها عورة أم أنهم غير كذلك.

هل وجه المرأة عورة

حدث خلاف بين علماء الإسلام من حيث القول بإن كان وجه المرأة عورة أو أنه غير ذلك، فمن العلماء من قال بأنه عورة ويجب عليها سترة عن مرأى الناس من غير محارمها، وذلك هو الصواب، لأن وجه المرأة هو عنوانها وأبرز ما يستدل من خلالها على محاسنها وجمالها أو قبحها، وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة الأحزاب الآية 53 (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).

كما يقول تعالى في سورة النور الآية 31 (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ)، في حين ذهب علماء آخرين بالقول إن وجه المرأة ليس من قبيل الزينة ولا مانع من إظهاره، خاصةً أنها قد تكون في حاجة لإبرازه، وقد استدل أنصار ذلك الرأي بقول الله تعالى في الآية السابقة بأن المقصود مما ظهر منها أنه هو وجهها، وذلك الرأي أخذ به ابن عباس رضي الله عنهم وبعض السلف.

وكما قال ابن مسعود أن الصواب فيما يتعلق بما ظهر منها هو ملابسها، دون ذكر الوجه والكفين، ولكن الكلام هنا أتى في العموم، والبعض قالوا أن في قوله تعالى من سورة الأحزاب الآية 53 (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ)، أن الحجاب الوارد ذكره ليس المقصود منه الوجه ولكن في المطلق، وأكمل الله سبحانه قوله في الآية الكريمة (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)، وأوضح أن الحجاب أطهر لجميع قلوب النساء والرجال.

هل وجه المرأة عورة إسلام ويب

إن الحكم فيما إذا كان وجه المرأة وكفيها عورة أم أنهم غير ذلك هي مسألة خلاف بين علماء الإسلام منذ أعوام كثيرة، وكل فريق ذهب إلى رأي استدل عليه بأدلة من القرآن الكريم والسنة، ولكن أغلب الفقهاء اتفقوا على أن كل من وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة لا بد من سترها، بينما اختلفوا في أمر آخر وهو هل هما من العورة التي يحل النظر لها أو يحرم، فالبعض من العلماء ذهب إلى أن النظر إليهما حلال إلا في حالة الخشية من الفتنة، والبعض الآخر ذهب إلى التحريم المطلق للنظر إليهما سواء أمنت الفتنة أو لم تأمن.

وقد ذهب رأي المذاهب الأربعة إلى أن وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة، باستثناء بعض من الحنابلة الذين قالوا بأنهما عورة، وفي ذلك يقول ابن عبد البر بالتمهيد “اختلف العلماء في تأويل قول الله عز وجل ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، فروي عن ابن عباس وابن عمر إلا ما ظهر منها الوجه والكفان وروي عن ابن مسعود (ما ظهر منها) الثياب قال لا يبدين قرطاً ولا قلادة ولا سواراً ولا خلخالا إلا ما ظهر من الثياب، واختلف التابعون فيها أيضاً على هذين القولين وعلى قول ابن عباس وابن عمر الفقهاء”.

كما وقال الإمام الكاساني الحنفي رحمة الله عليه ببدائع الصنائع حول تلك المسألة” فلا يجوز النظر من الأجنبي إلى الأجنبية الحرة إلى سائر بدنها إلا الوجه والكفين، لقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ”، الآية الكريمة من (سورة النور:30)، ولكن النظر لمواضع الزينة الظاهرة وهما الوجه والكفين رخصة من الله تعالى لقوله سبحانه في سورة النور الآية 31 (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا).

ويقول أبي حنيفة رضي الله عنه أن مواضع الزينة الظاهرة وجه المرأة وكفيها لأنها تحتاج إلى الأخذ والعطاء، والبيع والشراء، وعادةً لا يمكنها القيام بذلك بدون كشف وجهها وكفيها، لذا يحل لها كشفهما، وفي ذلك يقول المالكي بأقرب المسالك” وعورة المرأة مع رجل أجنبي عنها جميع البدن غير الوجه والكفين”.

ما صحة حديث المرأة كلها عورة

روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) وهو حديث صحيح، وليس بذلك انتقاص للمرأة ولكن يقصد منه حث المرأة على الستر لصيانتها من شياطين الإنس والجان ممن يرغبون في التلاعب بها وتدنيس عفتها وشرفها، وقد ذهب أغلب قول العلماء إلى أن عورة المرأة بالصلاة سائر جسدها باستثناء الوجه والكفين، وفي غير الصلاة عند حضور الرجال الأجانب عنها فهي كامل جسمها على الأرجح في قول العلماء، في حين أن عورتها مع محارمها فهي سائر أجزاء البدن باستثناء الأطراف كالقدمين والذراعين والرأس.

هل وجه المرأة عورة ذلك هو ما أجبناكم عنه في مكساوي من خلال قول علماء وفقهاء الإسلام، وقد استقر رأي جمهور المذاهب الأربعة أن وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة لحاجتها إلى إظهارها في التعاملات من بيع وشراء وغيرها، في حين ذهب بعض الحنابلة إلى أنهما عورة يجب سترهما، والله تعالى أعلم.

المراجع