منوعات

هل الاحتفال بالكريسماس شرك – مكساوي

خلال هذا المقال نتعرف على هل الاحتفال بالكريسماس شرك ، مع اقتراب احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية كل عام يتساءل الكثير من المسلمين ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية؟، حيث يخشى المسلم أحياناً أن يقع في ذنب بسبب فعل يراه هيناً خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع غير المسلمين، خلال هذا المقال نتحدث عن بعض الأحكام في هذا الشأن ونقدم لكم حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية عبر مكساوي.

هل الاحتفال بالكريسماس شرك

  • وضحت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال برأس السنة الميلادية جائز شرعاً ولا حرمة فيه.
  • لا مانع من الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام فهو من الرسل الذين يؤمن المسلمون ببعثتهم ورسالتهم.
  • لا يؤاخذ عبد على عقيدة غيره وإنما يحاسب على عقيدته فقط، فإن كان يحتفل بمولد سيدنا عيسى كأحد أنبياء الله أو يحتفل بميلاده كمناسبة اجتماعية أو احتفال ترفيهي في بعض البلدان فإن ذلك لا يضر في شيء والله أعلم.
  • ليس احتفال المسلم بميلاد عيسى عليه السلام إقراراً بعقيدة المسيحيين أو اتباعاً لغير الإسلام طالما أنه يؤمن بأن عيسى عليه السلام أحد الرسل الذين أمرنا الله تعالى بالإيمان ببعثتهم ورسالتهم.
  • من عقيدة المسلم أن يؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله وألا يفرق بين أحد من رسلهم، فجميعهم بعثوا برسالة الإسلام وكان محمد صلى الله عليه خاتمهم وآخرهم.
يقول تعالى في كتابه الكريم:"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة:285) صدق الله العظيم.

حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

يقول تعالى في كتابه الكريم:"لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8) إِنَّمَا  يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ  وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " (الممتحنة:8-9) صدق الله العظيم.
  • من الآية الكريمة يتضح لنا أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تجوز شرعاً من باب البر والود.
  • لا يشترط أن يؤمن المسلم بهدف أو سبب العيد وما يحمله من عقائد مغلوطة فاسدة، حيث أن التهنئة تكون من باب المجاملات الاجتماعية والبر الذي لم ينهى الله عنه في القرآن.
  • تعتبر المعاملة بالحسنى من صور القسط الذي أمر الله به ومدحه في الآية الكريمة.
  • لا يُستقيم أن يعيش المسلم في مجتمع غير مسلم أو يتعامل مع غير المسلمين في الدول الإسلامية دون بر وقسط ومودة باسم الإنسانية، بل أنه من أخلاق الإسلام رد الإساءة بالإحسان لعل الدفع بالتي هي أحسن يغير من قلوب الأعداء أحياناً، فكيف يكون الحال بمن لا عداوة معه؟.
  • طالما أن غير المسلم لم يقاتل المسلمين في الدين أو يحاول إخراجهم من ديارهم فالبر مستحب من المسلم من باب الدعوة إلى الله بالحسنى، والقسط أو العدل واجب عليه في كل حال فلا يصح أن يعامل الناس معاملة سيئة إن عاملوه بالحسنى أو لم يضروه في شيء.

حكم الرد على تهنئة النصارى

يقول تعالى في القرآن الكريم:"وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا" (النساء:86) صدق الله العظيم.
  • من الآية الكريمة يتضح لنا حكم الرد على تهنئة غير المسلمين للمسلم، فالتهنئة تشابه التحية.
  • يأمرنا الله في الآية الكريمة بالرد على التحية بأحسن منها أو ردها على الأقل والتهنئة ليست مجرد تحية بل هي من باب الود والمحبة والسلام، ويجب على المسلم الرد بأحسن منها إن استطاع أو ردها على الأقل.
  • ليس الإيمان بدين غير الإسلام مبرراً للتعامل مع الشخص بقسوة أو عدم احترام طالما أنه لم يحارب الإسلام والمسلمين.
  • لم ينهانا الله عمن لم يقاتلونا في الدين أن نبرهم ونقسط إليهم ومن القسط والبر رد التهنئة لغير المسلم والله تعالى أعلى وأعلم.

تفسير ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى

يقول تعالى في كتابه الكريم:"وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" (البقرة:120) صدق الله العظيم.
  • يخاطب الله تعالى في الآية الكريمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن اليهود ولا النصارى لن يرضوا عنه إلا إذا اتبع ملتهم.
  • تقر الآية حقيقة منطقية لا تقبل الشك أو سوء التأويل، فمن رضي من اليهود والنصارى عن سيدنا محمد اتبعوا ملته وآمنوا برسالته وتحولوا لدين الإسلام، أما بقيتهم فمن المستحيل أن يرضوا عن سيدنا محمد إلا إذا اتبع ملتهم وأنكر نبوته وأقر بصحة عقيدتهم الضالة.
  • ثم يقول تعالى “قل إن هدى الله هو الهدى” بمعنى أن بيان الله وحكمه هو البيان الحق وأن الاهتداء يكون له وحده سبحانه وتعالى وليس لغيره والعياذ بالله، ولذلك يحذر الله النبي في الآية الكريمة من اتباع أهوائهم وينذره بأنه إن اتبع أهواءهم رغبة في رضاهم أو محبتهم بعد ما جاءه من العلم بضلالهم فإنه لن يكون له من الله ولي يتولى أمره ولا نصير يدفع عنه غضب الله وعقابه.
  • يُساء تفسير تلك الآية عند الكثير من المسلمين فيستنبط بعضهم منها أحكاماً مثل: أنه لا يجوز فعل ما يرضي اليهود ولا النصارى أو أن اليهود والنصارى لن يرضوا عن مسلم إلا إذا اتبع ملتهم أو أن رضا اليهود والنصارى عن أحد المسلمين ينتقص من إيمانه وعقيدته والعياذ بالله.
  • ينطبق الجزء الأول من الآية الكريمة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحده دون سائر المسلمين لكونه نبي الإسلام، فالرضا المشروط باتباع الملة في الآية الكريمة لا ينطبق إلا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحده لكونه نبي الإسلام، وكون اتباعه لملة اليهود أو النصارى نصراً لتلك الملة في ضلالها وانتهاءً تاماً للإسلام، أما باقي المسلمين فلا يضر اتباع أحدهم لملة اليهود أو النصارى ملة الإسلام في شيء، وإنما يضر من فعل ذلك وحده أن يترك ملة الإسلام وهو يعلم أن الإسلام دين الحق.
  • قد يرضى اليهود أو النصارى أو الكفار عن مسلم دون أن يتبع ملتهم أو ينتقص ذلك من دينه وإيمانه في شيء، كأن يقدم شيئاً يفيد الناس على اختلاف أديانهم في دنياهم، كاكتشاف دواء أو ما شابه ذلك مما قد يستفيد به المسلمون وغيرهم في الدنيا فيستحق ذلك المسلم رضا الناس ورضا الله، ولا ينتقص رضا اليهود أو النصارى أو غيرهم عن المسلم من إيمانه في شيء، طالما أنه لم يفرط في دينه ليرضيهم وطالما كان رضاهم عنه في فعله ما يرضي الله عز وجل وكان الله وحده من وراء القصد.
  • المعيار الوحيد لما يجب فعله أو ما يجب الامتناع عنه هو رضا الله سبحانه وتعالى واتباع أوامره، وليس رضا غير المسلمين أو سخطهم على فعل يفعله المسلم داعياً لترك هذا الفعل إن كان يرضي الله أو غير محرم فعله، وكذلك ليس رضاهم أو سخطهم داعياً لفعل ما يغضب الله.
  • وختاماً لا يجب على المسلم إلا أن يحرص على رضا الله سبحانه وتعالى وحده، فإن رضي عنه اليهود أو النصارى أو إن سخطوا عليه لم يضره ذلك في شيء طالما كان رضاهم عنه أو سخطهم عليه في رضا الله وحده.

إلى هنا ينتهي مقال هل الاحتفال بالكريسماس شرك ، تحدثنا خلال المقال عن حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية كما وضحنا حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وحكم الرد على تهنئة غير المسلمين للمسلم، وتفسير الآية الكريمة رقم 120 من سورة البقرة، قدمنا لكم مقال حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية عبر مكساوي.