منوعات

كان قارون من قوم من – مكساوي

كان قارون من قوم من..، القرآن الكريم هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويحتوي كتاب الله على الكثير من القصص التي وردت عن الأمم السابقة وهي مليئة بالعبر والمواعظ، ومن هذه القصص قصة قارون المتكبر الظالم فكيف عاقبه الله عز وجل، وفيما يلي سنجيب على كان قارون من قوم من..

شاهد أيضا: الزمالك يعلن إلغاء معسكره في الإمارات

كان قارون من قوم

قارون كان من قوم موسى، وهذا يعني أنه كان من بني اسرائيل الساكنين بمصر.

وقد أنعم المولى عز وجل على قارون بالكثير من الأموال والنعم ولم يشكر الله عز وجل عليها

بل أن تكبر حيث أنه كان يرى أن كل ما وصل إليه بسبب عظمته وقدرته الفائقة.

وقارون هو بن يصهر بن لاوي بن يعقوب، وتربط بينه وبين النبي موسى عليه السلام صلة قرابة

حيث أنه ابن عمه وكان محباً للنبي موسى عليه السلام.

كما أنه كان حريصاً على حفظه للتوراة، وكان يتلوها بصوت رائع وجميل، وقد

أنقلب قارون بعد ذلك على النبي موسى عليه السلام وعلى دعوته كما أنه أصبح غير مؤمن بها.

تعرف على قصة قارون

قارون كان رجل صاحب جاه ومال كثير وكان بالبداية يؤمن بالله عز وجل ولكن سرعان ما طغى ولم يعبد الله، كما أنه كان يعامل الناس بتكبر ويظلمهم.

ولم يشكر الله عز وجل على هذه النعم التي أنعمها عليه وأن الله عز وجل يقدر أن يأخذها منه كما أعطاها إياه.

وقد عاقبه الله عز وجل على كل ذلك حينما كان يمشي بالأرض وهو مرتدي كل زينته وقام الله عز وجل وخسف به وبداره الأرض.

ما هي الأسباب التي أدت إلى بغي قارون

وكانت هناك أسباب لبغي قارون منها ما يلي:

الكنوز والأموال الطائلة التي أعطاها له الله عز وجل حيث أنه كان يرى أنه هو من يرزق نفسه بكل هذه الأموال والكنوز.

وقد زاد جبروته حينما قام فرعون بتمليك بني إسرائيل.

 

دائما ما كان حريصا على أن يكون متميزا عن قومه وأن يصبح أفضلهم حتى يصبحون تحت رحمته.

 

 

كان ثرائه الفاحش أثره على قومه وعلى الفقراء والمحتاجين حيث أنه تكبر عليهم بسبب ثرائه.

من الذي أغوى قارون؟

قارون كان مؤمن برسالة النبي موسى عليه السلام وكان يعبد الله عز وجل، كما أن عبادته كانت تفوق بني إسرائيل.

وقد أعتزل قارون قومه بأحد الجبال لمدة أربعين يوما لكي تعبد فيه ربه، وظل إبليس يحاول أن يفتن قارون ولكنه لم يتمكن من ذلك.

ومن هنا عمل إبليس حيلة لكي يوقع بقارون فقام بالتمثل بصورة رجل يعبد الله وظل معه حتى رأي قارون أنه قد فاقه في عبادته.

ومن هنا بدأ يتواضع له، وقام إبليس بإستدراج قارون حتى أنه قال له نحن لا نشهد للقوم أي جماعة أو جنازة فقام قارون بالموافقة على ذلك.

كان بني إسرائيل يأتون لقارون بالطعام فقال إبليس له نحن صرنا عالة على

بني إسرائيل فعلينا أن نخرج يوم لكي نكسب به ونعبد الله عز وجل ببقية الجمعة.

وبدأ يستدرجه إبليس بقوله له نحن صرنا لا نخرج صدقة ولا نقدم المساعدات لأحد فعلينا أن نعبد الله يوما ونعمل يوما.

وبهذه الطريقة تمكن إبليس من قارون كما أن الدنيا قد فتحت له وأصبح ثريا حتى أنه ترك العبادة وترك الزهد.

كنوز قارون

كان قارون يملك أموالا طائلة وقد أطلق عليها كنوز بسبب اكتنازه إياها وعدم رغبته بإخراج الزكاة منها.

مفاتيح كنوز قارون لم يتمكن الرجال الأقوياء من حملها، وتم صناعة هذه المفاتيح من جلد الإبل، وكل مفتاح منهم خاص بكنز من كنوز.

وكانت مفاتيح هذه الكنوز يحملها مع بأي مكان يذهب إليه، وكان بحاجة ل 70 بغل ليتمكنوا من حمل هذه المفاتيح.

ولم يخرج لقومه إلا وهو بكامل زينته وكان يستعلي بما يملكه من الزينة أمام أعين الناس، ولهذا كان البعض يتمنى أن يكون عنده مثل ما عند قارون.

إرسال النبي موسى عليه السلام لقارون


حينما بدأ قارون يتكبر ويتباهى بما عنده من الكنوز وعدم شكر الله عز وجل

على ما رزقه بدأ الكثير من الصالحين يحاولون رده عن طغيانه وعدم تباهيه وتفاخره بما عنده لأن الله عز وجل لا يحب أن تكون هذه الصفات بعباده.

كما أن النبي موسى عليه السلام قام بالتنبيه عليه بعدم اكتنازه للأموال وأن يعطي منها الفقراء والمحتاجين حتى ينال رضا الله عز وجل.

ولكنه لم يستجب لكل هذا بل زاد في تكبره وعناده حتى أنه نسب كل هذا الرزق لنفسه وأنه هو من عنده وليس من عند الله.

قارون ومال الزكاة

أنزل الله عز وجل حكم الزكاة على النبي موسى عليه السلام، وفي ذلك الحين كان قارون أموالا طائلة تفوق الجميع.

وقد ذهب قارون وصالح للنبي موسى عليه السلام وطلبوا منه أن يعطيهم دينار واحد فقط على كل ألف دينار، ودرهم واحد على الألف درهم، وعلى كل ألف شاة يعطيهم شاة واحدة.

وحينما عاد قارون إلى منزله وسوس له الشيطان بأن ذلك كثير ولهذا لم يرغب بإخراج أي شيء من هذه الأموال.

وكان عنده قوم يذهبون إليه ليسهروا معه، وحينما ذهبوا إليه قال لهم ” إنَّ

موسى أمركم بكثير من الأمور وأطعتموه ويريد الآن أخذ أموالكم فماذا نفعل”؟

فردوا عليه  قائلين ” أنت كبيرنا ولك أن تأمرنا بما تشاء”.

فقال لهم: “نأتي بامرأة بغي ونعرض عليها المال حتى تتهمه بنفسها”.

وقام قارون بإعطاء هذه المرأة 1000 دينار بالإضافة للذهب.

وباليوم التالي ذهب قارون لموسى عليه السلام فقال له القوم في انتظارك بالخارج لكي تعظهم وحينما خرج النبي إليهم بدأ بعضهم.

وقد قال لهم موسى عليه السلام: “من زنا وليس له امرأة جلدناه مائة جلدة، ومن زنى وله امرأة رجمناه حتى الموت”.

فرد قارون عليه قائلا: “وإن كنت أنت”، فرد عليه موسى عليه السلام: وإن كنت أنا.

فقال له قارون: القوم قد زعموا أنك قد فَجَرتَ بامرأة.

فرد عليه قائلا: أحضروا المرأة.

وحينما حضرت قال لها نبي الله موسى عليه السلام: ” بالله الذي فلق البحر وأنزل التوراة أن تقول الصدق”.

فقالت المرأة الحقيقة فسجد النبي موسى عليه السلام باكيا وهو يقول ” اللهم إن كنت رسولك فاغضب لي”.

نهاية قارون

حينما دعا النبي موسى ربه أن يغضب له أستجاب له الله عز وجل، كما أن الله عز وجل قام بأمر الأرض أن تكون طوعا لأوامر موسي.

فذهب نبي الله موسى عليه السلام لقومه وذكر لهم أن الله عز وجل قد

بعثه لقارون وقال لهم من أراد قارون فليبقي معه ومن يريدني فليبقي معى.

فقام القوم باعتزاله باستثناء رجلان  وأمر نبي الله الأرض أن تأخذهم فأخذتهم.

وظل قارون ينادي على موسى يناشده حتى أنه ناشد موسى عليه

السلام نحو 70 مرة وكان يناشده بصلة الرحم التي بينهم ولكن النبي موسى لم يلتفت لكلامه.

العبر المستفادة في قصة قارون

هناك العديد من العبر والدروس المستفادة من قصة قارون وهي كما يلي:

 

لابد على المسلم أن يكون حريصا على إخراج الصدقة من أمواله وعدم اكتناز.

الكبر من الصفات السيئة التي لا يجب أن يتحلى بها المرء.

النصر بالنهاية يكون حليفا للمؤمنين حيث أن الله عز وجل لا يبقيهم في محنتهم كثيرا.

شكر الله عز وجل على النعم الكثيرة التي أعطاها للعبد وعدم امتثال النعم لنفسه.

ألا يتسم العبد بالغرور.

التصدق ولو بجزء بسيط من الأموال من أجل التصدق بها على المحتاجين أو القيام بالمشاريع الخيرية.

صرف الأموال بحكمة.