التخطي إلى المحتوى

هل الدعاء يغير القدر؟ هذا السؤال يدور في ذهن الكثيرين الذين يحتاجون إلى تغيير ما يمر بهم من أحداث مؤسفة وغير مرغوب فيها إلى حال أفضل وأمور أكثر فائدة ونفع لهم، وعليه نوضح الإجابة بشكل كامل في هذا المقال من خلال ما ورد من دلائل على ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.

هل الدعاء يغير القدر

الإجابة على هل الدعاء يغير القدر هي نعم، وذلك من خلال العديد من الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال جموع العلماء والمفكرين كما في التالي:

  • قول الله سبحانه وتعالى “وَقَالَ رَبُكم ادْعُوني اسْتَجِب لَكُم”، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-“لا يَرُدُّ القدرَ إلَّا الدُّعاءُ”.
  • هذا لا يتنافى مع علم الله الأبدي سبحانه وتعالى بما سوف يحدث في حالة تغير القضاء النافذ.
  • حيث تكون العلاقة ما بين الدعاء والقدر في صورة تنازع دائم، حيث ينزل القدر من السماء فيلقاه الدعاء ويستمران في التنازع حتى يغير الدعاء المستجاب من القدر النافذ.
  • حول هذا التنازع ما بين الدعاء والقدر هناك حديث نبوي يقول، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-“لا يُغْنِي حَذَرٌ من قَدَرٍ، والدعاءُ ينفعُ مما نزل، ومما لم يَنْزِلْ، وإنَّ البلاءَ لَيَنْزِلُ، فيَتَلَقَّاه الدعاءُ، فيَعْتَلِجَانِ إلى يومِ القيامةِ”.

اقرأ أيضاً: دعاء دخول الحرم

أسباب إجابة الدعاء

سبق وتحدثنا على أن إجابة هل الدعاء يغير القدر تعتمد على مدى توافق هذا الدعاء مع الشروط المحددة للاستجابة، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

  • رد جميع الحقوق والأمانات إلى أصحابها، وعدم أخذ أي أموال حرام أو بدون وجهه حق، وهذا ما يؤكد عليه الحديث النبوي الشريف “أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: “يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا، إنِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”، وقالَ: “يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ” ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ”.
  • إظهار الخشوع والتضرع عند الدعاء، مع استحباب استقبال القبلة أثناء الدعاء ورفع اليدين مع ضم باطن اليد وتوجيه باطنها إلى السماء.
  • أن يحرص العبد على الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، وانتقاء الأوقات المستحب فيها الدعاء ومنها دبر كل صلاة مفروضة وقبل التسليم منها وعند نزول المطر وخلال أوقات السفر.
  • كما يعد بر الوالدين من موجبات استجابة الدعاء بجانب الإكثار من العبادات والنوافل.

اقرأ أيضاً: دعاء تسهيل الأمور المتعسرة

مقامات الدعاء مع البلاء

تتضمن الإجابة على هل الدعاء يغير القدر، وجوب العلم بأن الدعاء الذي تتوفر فيه شروط الاستجابة هو الوحيد القادر على إحداث هذا التغيير، وعليه يجب التعرف على مقامات الدعاء في حالات البلاء وهي الآتي:

الدعاء أقوى من البلاء

  • يصبح دعاء العبد من القوة القادرة على دفع البلاء في حالة كونه يوافق جميع شروط وأسباب الإجابة.
  • وذلك هو وعد الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين عند قيامهم بالدعاء، وهذا في قول الله سبحانه وتعالى “أمَّن يُجِيبَ المُضّطَرَ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُؤ”.
  • هذا بجانب قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-“ما مِنْ رجلٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثِ خِصالٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ له دعوتَه، أو يَدَّخِرَ له مِنَ الخيرِ مِثْلِها، أو يَصرِفَ عنه مِنَ الشرِّ مِثْلِها، قالوا يارسولَ اللهِ، إذًا نُكْثِرُ، قال: اللهُ أكثرُ”.

الدعاء أضعف من البلاء

  • يحدث ذلك بسبب قلة إيمان العبد في قوة الدعاء، أو عدم توجيه أسباب إجابة الدعاء.
  • على الرغم من ذلك قد يقوم حتى الدعاء الضعيف أمام البلاء بتخفيف شدته وآثاره، فلا وجود للقنوط من رحمة الله.

 تنازع الدعاء مع البلاء

  • هذا ما سبق الحديث عنه من منازعة كل من الدعاء والبلاء لبعضهم البعض، حتى يغير الدعاء القدر بإذن الله.

اقرأ أيضاً: دعاء تحصين النفس

حتى نتمكن من الإجابة على هل الدعاء يغير القدر، يجب الإحاطة بكافة الأسباب اللازمة لقبول الدعاء والتحلي بالإيمان الكامل بأن الله سبحانه وتعالى قادر على تحقيق ما يتمناه عباده الصالحين.