عربي ودولي

تجريم الانتحار وعقوبة لمن يفشل فيه.. مشروع قانون مصري يثير غضبا

أثار مشروع قانون قدمه البرلمان المصري، يجرم الانتحار ومحاولة الانتحار، ويفرض عقوبات على الجاني إذا فشل، ردود فعل غاضبة بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتبر مشروع القانون الذي قدمه النائب أحمد مهني يوم السبت أن “محاولة الانتحار جريمة في بعض التشريعات يعاقب عليها في حين لا يعاقب البعض الآخر. لذلك فإن جريمة الانتحار هي جريمة خاصة لها ظروف وظروف خاصة “.

وطالب النائب في مسودته بعقوبة رادعة لمن يحرض على الانتحار وتدمير الذات، وأضاف أن القانون المصري لا يجرم الانتحار أو محاولة الانتحار بل التحريض على الانتحار.

كما دعا مهاني إلى محاسبة كل من ينشر أخبارًا أو إشاعات من شأنها “بث روح الإحباط والتشاؤم بين المصريين”، معتبراً أن هذه الإجراءات “ستحد قدر الإمكان من هذه الظاهرة الغريبة (الانتحار)”.

والملفت في مشروع القانون أن “مهني” طالب أيضا بتجريم حوادث محاولة الانتحار، وصرح في هذا السياق: “طبعا العقوبة لن تكون حبسا، فمن ينتحر ليس مجرما بطبيعته، بل هو بالأحرى”. الانتحار نتيجة خلل نفسي أو مجتمعي يستدعي العلاج وليس الحبس أو السجن.

واقترح البرلماني المصري إضافة مادة إلى قانون العقوبات تنص على معاقبة “كل من يحاول الانتحار”.

وأوضح أن العقوبة هي “الإيداع في إحدى العيادات المنشأة لهذا الغرض بقرار من وزير العدل (…) من أجل العلاج طبيا ونفسيا واجتماعيا”.

كما طالب بأن تكون مدة بقاء المحكوم عليه الذي لم ينتحر في المصحة 3 أشهر، ولا تزيد عن 3 سنوات “ما لم يقرر القاضي خلاف ذلك”.

وفي حالة انتحار المحكوم عليه مرة أخرى فإن القانون المقترح يقضي بمعاقبته بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسين ألف جنيه.

يأتي مشروع القانون هذا بعد أن شهدت مصر عدة حالات انتحار هزت الرأي العام، كان آخرها انتحار الطفلة “بسنت خالد”، وهي طالبة تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، تعيش مع أسرتها في قرية بمحافظة الغربية. (دلتا النيل / شمال مصر).

ابتلعت الفتاة قرصا ساما، بعد أن علم والدها بـ “فيديو مزيف” لشابين أرادوا ابتزازها إلكترونيا، بعد أن رفضت إقامة علاقة معهم.

وأثار اقتراح القانون ردود فعل واسعة على شبكات الاتصال بين المصريين، وانتقدوا مشروع القانون، وأبدوا استغرابهم من معاقبة المنتحر بدلاً من البحث عن الأسباب التي دفعته إلى هذه الخطوة ومعالجتها.

وتساءل النشطاء عن جدوى مشروع القانون، وعن دور البرلمان في الانتحار، وهل هو تشريع لمعاقبتهم، أم تشريع يحسن أوضاعهم ولا يقودهم إلى الانتحار؟

هل تعلم من هموت نفسي وأودكم في داهية؟ مش موتي لا انتحار هدا ما تبقى 😄 مصر تبكي مضحكة والله

– Hala_Al-Mamarbet (@ hala_just_1)

كما توجد إحصائيات عالمية حول معدلات الانتحار .. ولا يشترط أن تظل مصر إحدى الدول الرائدة في هذه القائمة لسنوات متتالية وتستخدم كدليل للعالم ضد النظام على سبيل المثال .. ومع ذلك، الانتحار لساعات يطرح قضايا الرأي العام ويحول العالم ويفتح أعين الناس لمشاكل تجبر الحكومة على مواجهتها

– سلمى (@ salma3assem)

حتى في الانتحار بمص دماء هذا الناس، فأنت لا تملك دينًا ولا دينًا، بدلًا من رؤية أسبابه ومحاولة حلها وتغيير ظروف الناس وإحضار الأمان لكل بيت لأن هذه الحالات لا تحدث، أنت تقتل. أنت تعرف أن مصر من أكثر الدول التي تحدث فيها حالات الانتحار! إن المجلس الذي لا يمثل الشعب هو مجرد أمنية للحكومة

– alaa777alaa111 (@ alaa777alaa111)

بعد ذلك سيعمل الناس في مصر على توفير المال لمحاولات الانتحار

– محمد عثمان (@ MSMO_42)

انه مضحك جدا!!! الأول يناقش سبب الانتحار في مصر، وهو راتبك ومصاريفك الشخصية، إلا من حساب مستقبل الانتحار، ومعاشه اليومي، وإعاقته، ويأسه من الحياة الطبيعية. تبرع لسد حاجات المحتاج قبل الانتحار، تنازل عن نصف دخلك فقط، وكل مشاكل مصر ستحل في يوم واحد فقط.

– نجع (@ Nag2183366)

لا يعلمون أن مجلس النواب هذا قد يكون أحد أسباب الانتحار في مصر

– أحمد رامي ها (HassaanRamu)

وتحتل مصر المرتبة الأولى عربيا في حالات الانتحار، بحسب تقرير سابق لهيئة الإذاعة البريطانية، متفوقة على الدول التي تشهد صراعات مسلحة وحروبا أهلية، تليها السودان واليمن والجزائر.

في عام 2019، انتحر 3022 شخصًا في مصر وحدها، وفقًا لإحصاءات المنظمة.

وتشكك مؤسسات الحكومة المصرية في هذه الأرقام وتصفها بتقديرات غير دقيقة لكنها لا تنكر هذه الظاهرة.

أصدر مركز البحوث الاجتماعية والجنائية تقريرًا في عام 2020 أشار فيه إلى أن معدل الانتحار لم يتجاوز 1.29 شخصًا لكل 100 ألف شخص خلال عام 2018.

ورصد التقرير انتشار الانتحار بين سكان الريف وليس فقط سكان المدن المكتظة.