ما الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي؟ | قل ودل

توجد سمات رئيسية توضح الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي، حيث نجد أن الخجل أمر طبيعي لدى معظم الأفراد الأسوياء ولا تصاحبه أعراض جسدية، كما أنه لا يؤثر عليهم بشكل سلبي في التواصل، أما الرهاب الاجتماعي فهو اضطراب نفسي يؤثر على مختلف علاقات الفرد ويعوق تقدمه ونجاحه وقد يجعله في بعض الأحيان يلجأ إلى إدمان المخدرات هروبا من الناس.

ما الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي؟

يعتقد البعض أنه لا يوجد فرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي ولكن الدراسات قد أثبتت عكس ذلك تماما، حيث نجد أن:

الخجل: هو التزام الصمت في المواقف الاجتماعية وتظهر تلك السمة في المواقف الاجتماعية الجديدة أو مع الأشخاص الغرباء، وسرعان ما يزول ذلك العرض لدى الشخص حينما يألف الأشخاص أو المكان.

يعد الخجل إحدى سمات الشخصية الطبيعية ولا ينتج عنه أعراض جسدية مثل الرعشة وضيق التنفس، ونجد الأشخاص الخجولين لا يخشون من التقييمات السلبية بشأن سلوكياتهم، فهي لا تمثل فارقا كبيرا لديهم.

القلق الاجتماعي: هو خوف من الإذلال أو الإحراج أمام الآخرين، وينظر مريض الرهاب الاجتماعي لنفسه على أنه غبي ويقيم نفسه بشكل سلبي على الدوام، ويتحاشى الخروج للأماكن العامة أو المناسبات والذهاب للمطاعم ويركز على تقييم الآخرين له، كما تواجهه صعوبة في أداء المهام اليومية، وتظل هذه السمات ملازمة للمضطرب على الدوام.

3 علامات توضح الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي

أبرز السمات التي توضح الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي، وتتمثل في التالي:

أولًا: شدة الخوف

تختلف درجة الخوف لدى الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي عن الأشخاص الذين يعانون من الخجل، حيث نجد المصابين بالرهاب الاجتماعي تظهر لديهم رجفة ملحوظة عند التواجد في تجمعات أو التحدث مع أشخاص غرباء ويظل ذلك الخوف ملازما له في كل عملية تواصل، أما الشخص الخجول فيشعر بقلق طبيعي غير ملحوظ وسرعان ما يزول بعد بضع دقائق من الوقت ولا يؤثر ذلك على تواصله مع الآخرين، كما أن خجله قد يظهر مع الغرباء فقط.

ثانيًا: مستوى التجنب

مصابو القلق الاجتماعي يتجنبون دوما حضور المناسبات والتواجد في الأماكن العامة والتحدث مع أحد، وينظرون إلى مثل هذه المواقف بأنها خطر يهددهم، أما الأشخاص الخجولون فيقبلون على حضور المناسبات والتجمعات بشكل طبيعي ولكن مع فرد أو اثنين من المقربين لهم.

ثالثًا: ضعف الأداء

الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يخشون الإقبال على وظائف جديدة ويبتعدون عن جميع الأعمال التي تتم وسط جماعة، حتى وإن كلفهم ذلك مستقبلهم أو خسائر مادية، أما الذين يتسمون بالخجل فيقدمون على إنشاء مشاريع والعمل وسط جماعات، لكنهم يخجلون من التحدث عن الأمور المادية.

أعراض القلق الاجتماعي

تتعدد أعراض القلق الاجتماعي والتي تتمثل في التالي:

• احمرار الوجه.
• رعشة اليدين وبعض أنحاء الجسد.
• التحدث بصعوبة.
• ظهور تقلصات مفاجئة في المعدة.
• زيادة نبضات القلب.
• النسيان المفاجئ لبعض الأمور الأساسية عند التحدث.
• تحاشي التواصل البصري.
• الابتعاد عن تجربة كل ما هو جديد.
• الرد على الأسئلة بصورة مقتضبة جدا.
• التحدث بشكل سريع.
• توقع الفشل من كل موقف اجتماعي.
• تحليل كل السلوكيات والكلمات بشكل مبالغ فيه.

أسباب القلق الاجتماعي

تبدأ مشكلة الرهاب الاجتماعي بالظهور منذ الطفولة، لكن لا يتم ملاحظتها إلا في مرحلة متأخرة بداية، وتتطور مشكلة الرهاب في مرحلة المراهقة، يشيع ذلك الاضطراب بصورة كبيرة في المجتمعات فهو يمثل نسبة 8%، ومن أهم أسبابه ما يلي:

• التنشئة البيئية المتسلطة.
• علاقات الصداقة السيئة.
• العلاقات العاطفية الفاشلة.
• سوء المعاملة من الآخرين.

علاج الرهاب الاجتماعي

حينما تبدأ الأعراض الجسدية في الاختفاء لدى المصابين بالقلق الاجتماعي تتهيأ لهم الفرصة بالتواصل مع الآخرين بشكل أفضل، ويوضح هوهن ساريك ‑رئيس عيادات اضطراب القلق في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز-: إن مضطربي الرهاب الاجتماعي لا بد أن يخضعوا للعلاج، ولكن النتائج لا تظهر بعد أسابيع فحسب بل تستغرق النتيجة من 8 أشهر إلى سنة كاملة، ولكي يتم التخلص من ذلك الاضطراب يجب اتباع التالي:

أولًا: التنفس

1- التنفس العميق

يجب إجراء تمارين التنفس العميق بشكل يومي بما يتراوح من 5 إلى 10 مرات على مدار اليوم، وتتمثل الخطوات في أخذ نفس عميق يسمح بمرور الهواء إلى داخل الجسم ثم كتمه بالداخل لمدة 3 ثوان، بعد ذلك يتم إخراج الزفير بالتدريج لمدة 5 ثوان.

يتم ممارسة ذلك التمرين في مختلف الأوقات، ولكن يفضل أن يكون في مكان هادئ وأثناء إجراء تمرين التنفس يتوجب على الفرد ترديد عبارات إيجابية تزيد الثقة بالنفس، والقدرة على مواجهة مختلف المواقف الاجتماعية.

2- التنفس اليقظ

تعتمد تلك التقنية على تجاهل كافة الأحداث الماضية وعدم الاكتراث بالمستقبل والتركيز على اللحظة الحالية، والسماح لكافة الأفكار أن ترد إلى العقل دون التركيز عليها ويتم ذلك التمرين من خلال التالي:

• الجلوس بشكل مريح مع استقامة الظهر ثم تغميض العينين.
• أخذ نفس عميق والتركيز مع التنفس فقط، وتجاهل كافة الأفكار التي ترد إلى العقل.
• التركيز على اللحظة الراهنة فقط والتمتع بها.
• ثم إخراج الزفير بشكل بطيء.

ثانيًا: التدريب على المواقف

تعتبر تلك الطريقة من أفضل الطرق التي تحظى بنتائج رائعة، حيث يقوم الفرد بالتدريب على التحدث مع الآخرين ويتخيل نفسه يتواصل معهم بشكل بصري، مما يساهم ذلك في تحفيز عملية التواصل الفعال لديه.

ثالثًا: الخضوع للعلاج النفسي

لكي تتم معالجة مشكلة الرهاب الاجتماعي يجب أن يخضع المضطرب لعلاج نفسي، حيث يهدف العلاج إلى التعرف على كافة الأسباب التي أدت إلى ظهور مشكلة الرهاب لديه، خاصة العوائق التي واجهت المضطرب في طفولته.

ومن ثم يقوم المختص بإعداد خطة علاجية يسير عليها الشخص لإعادة الثقة بنفسه مرة أخرى، والتخلص من جميع الأعراض الجسدية التي تبدو عليه لحظة تواصله مع الآخرين.

الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي ينطوي على شدة ودرجة الخوف، كما أن أداء المهام يقل لدي مضطربي الرهاب الاجتماعي، وتظهر لديهم أعراض جسدية واضحة تتمثل في الذعر والهلع والرجفة.