منوعات

أسباب غزوة بدر الكبرى – مكساوي

 

غزوة بدر الكبرى بالتفصيل، كانت غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة النبوية وكانت أولى الغزوات التي قادها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضد أعدائه وفيما يلي سنتعرف على غزوة بدر الكبرى بالتفصيل ونتعرف على كافة الأسباب والنتائج التي أسفرت عنها.

شاهد أيضا: هل التخاطر حرام

 

أسباب غزوة بدر الكبرى

عقب هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة بدأ ببناء الدولة الاسلامية وكان يسعي لتحقيق الاستقرار فيها.

كما أن النبي عليه السلام أبرم عدة معاهدات للقبائل التي كانت محيطة بالمدينة ليضمن السلام للدولة الاسلامية.

كما أن القتال لم يؤذن به للمسلمين بعد، وقد أذن لهم حينما نزل قول الله

تعالي: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).

فكان الاسلام يمنع المسلمين من قتال المشركين وكان يأمرهم بالإعراض عنهم فقط.

وكانت هناك عدة أسباب لوقوع غزوة بدر منها ما يلي:

  • وكان السبب الرئيسي الذي أدى لقيام غزوة بدر هو استلاء قريش على أموال المسلمين.

وحينما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بوجود قافلة لقريش عائدة         من بلاد الشام.

  • و قرر الرسول مهاجمتها من أجل استرداد أموال المسلمين التي قامت قريش بنهبها.

بالإضافة إلى أن هذه الأموال ستكون ضربة لقريش في اقتصادها.

كما أن هذه القافلة كان من السهل الاستلاء عليها؛ حيث أنها لايحميها سوى 40رجل فقط.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعد المسلمين للجهاد ويرفع من روحهم المعنوية للجهاد في سبيل الله.

  • كما أن هذا الحل كان أنسب حل لزيادة العُدّة واسترجاع الأموال المنهوبة منهم

كما أن المسلمين بهذا الهجوم سيثبتوا للمشركين أنهم قوة لا يجب            الإستهانة بها.

  • ومن أسباب وقوع غزوة بدر هي إعلاء كلمة الحق والدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة.
  • وأن يقضي المسلمين على المخاطر التي كانت تواجههم من استيلاء قريش على أموالهم وممتلكاتهم.
  • غضب المشركين من خروج الرسول صلى الله عليه وسلم للخروج لاعتراض القافلة التي كان يرأسها أبي سفيان.
  • رغبتهم بإرجاع كافة الممتلكات التي تم سلبها منهم، بالإضافة لضعف القوة الاقتصادية لقريش.

 

  • رغبة المسلمين في استعادة الممتلكات المسلوبة منهم، وإضعاف القوّة الاقتصاديّة لقريش.

 

مشاورة الرسول صلبى الله عليه وسلم وتنظيم الجيش الإسلامي

كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه عادة، وقد عقد النبي

صلى الله عليه وسلم مجلس شورى ليسمع رأي أصحابه في أعتراض قافلة قريش.

وكان أبو بكر الصديق من الموافقين لاعتراض القافلة ومؤيدا لذلك، كمكا وافق أيضا عمر بن الخطاب والمقداد بن عمرو -رضي الله عنهما-

 

ومن هنا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يجهز الصحابة استعدادا لمواجهة المشركين.

بالإضافة لتنظيم الجيش الاسلامي، وأرسل عيون للمسلمين من أجل التعرف على الأخبار.

وقد سار الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس الجيش الاسلامي بالطريق المؤدي لمكة المكرمة.

وبعد ذلك قام بالانحراف ناحية اليمين متجها للنازية ومنها ساروا بإتجاه بئر بدر.

وقد وصلت أخبار خروج المسلمين لاعتراض القافلة لابي سفيان فأرسل

شخص يدعى ضمضم بن عمرو للتوجه لمكة بأن يأتوا لحماية القافلة من اعتراض المسلمين.

وكان أبي سفيان رجل يتمتع بالدهاء فلم يقف منتظرا وصول المدد من مكة.

بل أنه حاول الفرار بالقافلة وتغير طريقها حتى تمكن من الابتعاد عن المكان الذي كان المسلمين فيه، وبذلك نجت القافلة.

وبعد أن نجا أبي سفيان بالقافلة علم أن أهل مكة تجهزوا للخروج فخرج منهم ألف مقاتل، و700 بعير بالإضافة إلى مئة فرس.

فأرس أبي سفيان لهم يخبرهم بأنه قد نجا بالقافلة ويمكنهم الان العودة إلى مكة.

ولكن رفض أبو جهل وعزم على المسير لبدر ويظلوا بها ثلاثة أيام لكي

تسمع بهم القبائل وتعلم أن قوة لا يستهان بها ويتمكنون من فرض سيطرتهم.

تطوُّر الأحداث

بعد أن علم النبي صلى الله عليه وسلم بأن القافلة التي كان أبو سفيان يقودها قامت بتغير الطريق ونجاتها.

وأن أهل مكة خرجوا للمسلمين ببدر أصبح المسلمين في موقف صعب.
فالمسلمين لم يخرجوا للقتال ولم يستعدوا لذلك الأمر.

وكان النبي يرى أن عودة المسلمين للمدينة سيضعف من قوة ومكنة المسلمين ومن ناحية اخرى سيزيد من قوة وبطش المشركين.

وان عاد المسلمين للمدينة فهذا يجعل المشركين يتجرءون ويواصلوا المسير للمدينة لقتال المسلمين بها.

ومن هنا أسرع النبي صلى الله عليه وسلم بعقد مجلس عسكري لصحابته.

وقد أوضح لهم حقيقة الأمر وأن الموقف خطير وصعب؛ نظرا لعدم استعدادهم له.

وكان رد فعل المسلمين على ذلك مهاجرين وأنصار بالوقوف مع النبي صلى الله عليه وسلم في قتالهم.

وقد بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً لهم: (سيروا على بركةِ اللهِ 

وأبشروا، فإنَّ اللهَ قد وعدني إحدَى الطَّائفتين، واللهِ لكأنِّي الآن أنظرُ إلى

المستهلكين).

بدأ المسلمين بوضع الخطة ورغب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمكن المسلمين من الوصول إلى بئر بدر أولا.

 وقد أشار الحبّاب بن منذر بأن ينزل جيش المسلمين بأدني ماء ويقوموا ببناء حوض على البئر

وبذلك يشرب المسلمين من ماء البئر ولا يشرب منه المشركين فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ بمشورة الحباب.

 

كما أن سعد بن معاذ أقترح بأن يتم بناء مقلا يكون مركز للقيادة؛ وكان

الهدف من بناءه هو المحافظة على حياة النبي صلى الله عليه وسلم

وإمكانية الرجوع للصحابة بالمدينة في حالة هزيمة المسلمين.

ووافق المسلمين على هذا الرأي كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أثنى عليه.

وتم بناء مركز القيادة بأحد التلال المرتفعة المطلة على ساحة المعركة.

كما أن سعد بن معاذ وبعض من شباب الأنصار تكفلوا بحماية النبي صلى الله عليه وسلم.

وبدأت قلوب المسلمين تطمئن وتزداد ثقة خاصة حينما أنزل الله عز وجل

عليهم مطرا خفيفا والذي قام بتطهير قلوب المسلمين من وسواس

الشياطين.

كما أن الرمال تماسكت وأصبحت سهلة للمسير عليها، قال تعالي:(إِذ

يُغَشّيكُمُ النُّعاسَ مَنَةً مِنِ وَنُزَلُ عَلَيكُم مِن السََّمِا الأمهات

النبي صلى الله عليه وسلم.

التقاء الجمعان ببدر

بدأ الجيشان بالالتقاء وكانت بداية اللقاء حينما هجم الأسود بن عبد الأسد وحلف أن يصل لحوض المسلمين للشرب منه.

ولكنه لم يستطع الوصول؛ حيث أن حمزة بن عبد المطلب قد تصدى له وقام بقتله.

وكان لهذا الأمر أثر كبير في اشتعال المعركة، كما أن 3 فرسان من قريش قاموا بالخروج من الجيش وطالبوا أن يبارزوا ثلاثة فرسان من المسلمين.

 وكان فرسان قريش هم عتبة وأخاه شيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، فهَم ثلاثة من الفرسان من الأنصار للخروج إليهم.


المزيد من المشاركات

 وقيل أن قريش طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون الفرسان من بني عمّهم.

وقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من أرجع الأنصار ليكون عشريته أو من واجهوا المشركين.

وقد خرج إليهم عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبدالمُطّلب، وعليّاً بن أبي طالب، وأستطاع هؤلاء الثلاثة من هزيمة المشركين.

فكانت هذه بداية سيئة للمشركين ومخيبة للآمال فقاموا بالهجوم على جيش المسلمين.

وكان الأسلوب الذي يتبعه المشركين بالقتال هو الكر والفر.

ومعناه هو أن يذهب الجيش كافة لقتال المسلمين من المقاتلين والفرسان والرماح.

وفي حالة صمود المسلمين يعودون من أجل تنظيم الصفوف، ثم يعودوا مرة ثانية.

  بينما المسلمين كان الأسلوب الذي اتبعوه يختلف تماما من أسلوب المشركين.

فقام النبي صلى الله عليه وسلم بترتيبه وتنظيمه لصفوف المقاتلين.

 وكانت الصفوف الأمامية لهم تقوم بالمقاتلة بالرمح وبذلك يتمكنوا من مواجهة الفرسان، بينما الصفوف الاخرى كانت تقوم برمي النبال.

 كما كانت كل صفوف المسلمين بمواقعها التي حددها لهم النبي صلى الله عليه وسلم.

 وكان هذا الأسلوب من الأساليب الجديدة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم في قتال الأعداء بدلا من الأسلوب الذي أتبعوه وهو الكر والفر.

قتال الملائكة مع المسلمين

كانت المعركة التي دارت بين المشركين وجيش المسلمين تزداد في قوتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا الله عز وجل بالنصر.

إلى جانب ذلك كان يرفع النبي صلى الله عليه وسلم من معنويات جيش المسلمين والمقاتلين في سبيل الله.

 وقد أوحى الله عز وجل لهم بقوله: (إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي

م .مِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُرِدَين.).

فأرسل الله عز وجل لهم مددا من الملائكة يقاتلون معهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقاتل مع المسلمين.

كما أنه عليه السلام كان يأخذ حفنة من التراب ويلقيها على وجوه الأعداء

فكان إلقاءه لها تصيب عين وفم من جاءت عليه ولم يسلموا منها، قال

تعالى: (وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلـكِنَّ اللَّـهَ رَمى).

ألقي الله عز وجل في قلوب الأعداء الرعب حتى أنهم رغبوا بالانسحاب

والفرار من جيش المسلمين حتى تمكن المسلمين من إلحاق الهزيمة بهم.

 

 

نتائج غزوة بدر

انتهت معركة بدر بانتصار المسلمين على جيش المشركين، وقد أطلق

على هذا اليوم يوم الفراقان؛ لأن الله عز وجل قد فرق فيه بين الحق والباطل.

وعقب نهاية المعركة ظل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ببدر قام فيها بدفن الشهداء.

كما رغب بأن يأخذ جيش المسلمين راحة بعد هذه المعركة.

كما أن المسلمين قد حصلوا على الكثير من الغنائم في هذه المعركة

ولكنهم أعادوها بعد أن أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لأن الاسلام لم يكون بين حكم هذه الغنائم بعد.

وبعد ذلك نزل قوله تعالي: (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلَّـهِ وَالرَّسولِ

فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ).

كما بين الله عز وجل في اية اخرى كيفية تقسيم هذه الغنائم.

كما أخذ المسلمين 70 رجل أسيراً من المشركين وقد أصطحبهم معه

للمدينة كما أن المسلمين قتلوا منهم أسيرين ممن كانوا معروفين بأذيتهم القاسية للمسلمين وهم:

 النضر بن الحارث وكان يحمل لواء جيش المشركين بغزوة بدر.

 والاخر عقبة بن أبي معيط قام من قبل بمحاولة خنق النبي صلى الله عليه وسلم.

وحينما وصلوا للمدينة قام الرسول صلى الله عليه وسلم باستشارة الصحابة

بقضية الاسرى فرأي أبي بكر الصديق أن يقوموا بأخذ الفدية منهم مقابل سراحهم.

بينما كان رأي عمر بن الخطاب أن يتم قتلهم؛ بسبب شدة إيذائهم للمسلمين.

وقد أخذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر وأخذ الفدية منهم مقابل سراحهم.

شهداء المسلمين بغزوة بدر

كان جيش المسلمين بغزوة بدر يبلغ 300 وبضعة عشر رجلا، بالإضافة إلى الفرسان ونحو 70جمل.

بينما كان جيش المشركين بغزوة بدر نحو 1000رجل، ونحو 200 فرس، فكانوا ضعف جيش المسلمين ثلاثة مرات.

وعلى الرغم من أن عدد جيش المسلمين كان قلة بالنسبة لجيش المشركين إلا أن خسائر جيش المشركين كانت فادحة.

فأستشهد من جيش المسلمين بالمعركة نحو 14 رجل منهم 6 شهداء من المهاجرين، و8 شهداء من الأنصار.

بين القتلى من جيش المشركين كان 70 رجل كان معظمهم قادة قريش، كما أن أبو جهل كان من ضمن قتلي جيش المشركين.

 وتم قتله على يد اثنين من الأنصار عزموا على قتله حينما علموا بأذيته

الشديدة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقتل على يد معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح.

كما ذكر الله عز وجل فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين

شهدوا بدر، قال تعالي: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي

سَبِيلِ اللَّـهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّـهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن

ي .شَاءُ َّنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّ أُولِي الْأَبْصَارِ).

الدروس المستفادة من غزوة بدر

ظل الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين يعانون أشد أنواع العذاب

على أيدي المشركين حتى أن الله عز وجل قد أذن لهم بالهجرة من مكة للمدينة.

وبالمدينة بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة الاسلامية، وهذه المعركة كان لها العديد من الدروس المستفادة منها ما يلي:

رفعت هذه المعركة الروح المعنوية للمسلمين بعد أن كانوا يخشون من

مقاتلة المشركين الذين كانت أعدادهم تفوق جيش المسلمين ثلاثة أضعاف.

على القائد أن يستشير قادته وألا يجبرهم على خوض أي معركة إلا بعد استماعه لهم.

أن يكون القائد حريصا على حياة الجنود ومساندتهم ومساعدتهم بالقتال.

الله عز وجل يقف مع المؤمنين المجاهدين في سبيل الله ويؤيدهم بمعاركهم.

لماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم؟

غزوة بدر سميت بذلك نسبة للمكان الذي نزل فيه المسلمين ودارت به المعركة، وبئر بدر يوجد بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

بينما يرجع تسمية بئر بدر بهذا الاسم لأمرين وهما:

سمي بذلك نسبة لرؤية البدر في البئر؛ وهذا يدل على شدة صفاء هذه المياه.

والرأي الاخر يقول أن تسمية هذا البئر يعود للرجل الذي قام بحفر البئر هو بدر بن يخلد بن النضر.