السرايا والغزوات، بعد أن فرض الله عز وجل على المسلمين القتال خاص الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الغزوات والمعارك من أجل دعوة الناس إلى دين التوحيد وإقامة الدولة الاسلامية العظمى، وكانت البداية عقب هجرة النبي محمد من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وكانت العلاقات بين المسلمين والقبائل تشتد وهذا أدى لضرورة القتال ويطلق على المعارك التي قد شهدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم باسم الغزوات، بينما يطلق على المعارك التي لم يشهدها باسم السرايا، وفيما يلي سنتعرف على السرايا والغزوات التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضا: أسباب غزوة بدر الكبرى
غزوة بدر الكبرى
كانت غزوة بدر الكبرى أول الغزوات التي خاضها المسلمين مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد وقعت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة النبوية، والموافق ليوم 17 من شهر رمضان.
وسبب وقوع هذه الغزوة رغبة المسلمين في اعتراضهم للقافلة القادمة من بلاد الشام والتي كان يقودها أبي سفيان حتى تكون تعويضا عن الأموال
التي سلبها المشركين من المسلمين واستيلائهم على ممتلكات المسلمين.
وحينما وصلت الأخبار لأبي سفيان أرسل رسول لقريش ينصرهم لسرعة التوجه إليه وحماية القافلة.
وفي ذلك الحين تتبع أبي سفيان أثار المسلمين ليعلم الطريق الذي ساروا منه
واتخذ طريق آخر ونجا من المسلمين، وأرسل لأهل مكة بعدم خروجهم لأنه تمكن من النجاة بالقافلة من المسلمين.
ولكن قريش رفضت أن تعود لديارهم وصممت على التوجه لفرض سيطرتها على المنطقة وقتال المسلمين.
نزل المسلمين في بدر وقاموا بإقامة حوض على بئر بدر ليتمكنوا من الشرب منه وبذلك يشرب المسلمين من البئر ولا يشرب منه المشركين.
وقد بلغ عدد المشركين بغزوة بدر نحو 1000 مقاتل، بينما بلغ عدد جيش المسلمين نحو 313 رجل.
وجدير بالذكر أن المسلمين حينما خرجوا كان هدفهم اعتراض القافلة فقط ولهذا لم يكونوا على استعداد للقتال.
وعلى الرغم من أن عدد جيش المسلمين كان أقل بكثير من عدد جيش المشركين إلا أن المسلمين تمكنوا من الانتصار بفضل الله عز وجل.
كما أن المسلمين قد أخذوا أسرى من جيش المشركين وكان عددهم سبعين وقد أعتق بعضهم بالمال والآخرين من غير شيء.
غزوة أحد
كانت غزوة أحد هي الغزوة الثانية التي خاضها المسلمين، وكانت هذه الغزوة بالعام 3 من الهجرة النبوية، والموافقة ليوم السبت 15 من شهر شوال.
وكان سبب وقوع هذه الغزوة هي رغبة المشركين وأهل مكة من الانتقام
من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين الذين قاموا بقتل عدد كبير منهم بالإضافة إلى هيبتهم التي ضعفت بالمنطقة.
كما أن قريش كانت ترغب بتأمينها لطريق التجارة القادم من بلاد الشام،
ورغبتهم في التخلص من المسلمين والقضاء عليهم قبل أن تزداد قوتهم أكثر من ذلك.
وجيش المشركين في هذه المعركة كان أكثر من عددهم بـ غزوة أحد؛ حيث بلغ عددهم نحو 3000 الالاف مقاتل.
بينما بلغ عدد جيش المسلمين نحو 700 رجل، ودارت معركة حامية الوطيس بينهم.
وكان النصر بالبداية حليف المسلمين وبدأ المشركين بالفرار.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم جعل 50 رجلا من الرماة تعالى أعلى الجبل وطلب النبي منهم عدم ترك أماكنهم.
ولكنهم حينما رأوا المشركين يفرون ظنوا أن المعركة انتهت ونزلوا من أجل جمع الغنائم ومخالفين أوامر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وحينما رأى خالد بن الوليد الرماة نزلوا من أماكنهم أنتهز هذه الفرصة وقام بالالتفاف من خلف المسلمين وصعدوا للجبل وقتلوا الرماة الباقين بأعلاه.
وظلوا يقتلون في المسلمين حتى قتلوا نحو 70 شهيد، وبذلك تبدل نصر المسلمين لهزيمة.
غزوة بني النّضير
كان بني النضير أحد الأقوام الذين عقد النبي محمد صلى الله عليه وسلم معاهدة.
ولكن اليهود عقب هزيمة المسلمين في غزوة أحد بدأوا يتجرأون على المسلمين، وقاموا بنقض العهد.
ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يخرج بني النضير من المدينة ويبعد عنها.
ومن هنا بدأ عبد الله بن أبي يرسل إلي بني النضير بأن يظلوا في أماكنهم و
يحاربوا المسلمين وسيقوم عبد الله بن أبي بتقديم الدعم لهم وإرسال مقاتلين معهم.
ودارت المعركة بين الطرفين والتي انتهت بمغادرة بني النضير من المدينة.
غزوة الأحزاب
حدثت غزوة الأحزاب في 5 من الهجرة، وحدثت هذه الموقعة بسبب توجه رؤساء من بني النضير لقريش من أجل تحريضهم في مقاتلة المسلمين.
والرغبة بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى نقض العهد.
وقد أشار أحد المسلمين على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يحفروا خندق، ولهذا سميت بغزوة الخندق.
غزوة بني قريظة
وقعت غزوة بني قريظة عقب غزوة الأحزاب والتي وقعت في العام الخامس من الهجرة النبوية.
وسبب وقوع هذه الغزوة هو نقض اليهود من بني قريظة لعهد النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة لمساعدتهم لقريش وتكوين حزب معهم.
وكان دائما على استعداد لغدر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا
فقد خرج لهم الرسوم مصطحبا معه جيش يتألف من 3000 مقاتل، والذين قاموا بمحاصرة نحو 25 ليلة.
وظلوا في هذا الحصار حتى قاموا بالخضوع لأوامر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
غزوة الحديبية
وقعت غزوة الحديبية بالعام السادس من الهجرة النبوية، والتي وقعت بعد
المزيد من المشاركات
رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم بالمنام أن اتجه لبيت الله الحرام وكانوا آمنين محلّقين رؤوسهم.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يعدوا العدة للتوجه لبيت الله الحرام لأداء العمرة، وقاموا بالإحرام من ذي الحليفة.
ولأن المسلمين لم يكن هدفهم في التوجه سوى أداء فريضة العمرة فلم يصطحبون معهم سوى سلام المسافر.
حتى تكون قريش على علم بعدم رغبتهم في القتال، وقد وصلوا للحديبية
ولكن قريش رفضت دخولهم على الرغم من علمهم أن مقصد المسلمين أداء الفريضة فقط.
فقام النبي صلى الله عليه وسلم بإرسال عثمان بن عفان حتى يخبر قريش بسبب قدومهم.
وقد أشيع بين الناس أن عثمان بن عفان قتل، ولهذا رغب النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعدوا العدة ويقاتلهم.
فقاموا بإرسال رجل يدعى سهيل بن عمرو لكي يتفق معهم على صلح، وقد تم الصلح بين الطرفين على أن يتم الصلح بينهم لمدة عشرة سنوات.
وان قدم أحد من قريش للمسلمين أن يردهم وإن قدم أحد من المسلمين لا ترده قريش.
غزوة خيبر
في السنة السابعة من الهجرة وقعت غزوة خيبر؛ حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرغب بالتخلص من التجمعات لليهود والتي كانت تشكل على المسلمين خطر؛ ولهذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ولكن الأمر قد انتهى بهم للصلح.
غزوة مؤتة
في السنة الثامنة من الهجرة بشهر جمادى الأولى وقعت غزوة مؤتة، والتي وقعت بسبب غضب النبي صلى الله عليه وسلم من قتل الحارث بن عمير الأزدي.
وكانت الإمارة لزيد بن حارثة وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم في حالة
إصابة زيد يتولى الإمارة من بعده جعفر، ومن بعد جعفر يتولى عبدالله بن رواحة.
كما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الناس أولا للدخول في الإسلام قبل أن يبدأوا بالقتال، وقد انتهت هذه الغزوة بانتصار المسلمين.
غزوة الفتح
وقعت غزوة الفتح بالعام الثامن من الهجرة، والتي تعرف بفتح مكة.
وكان سبب توجه الرسول لفتح مكة حينما اعتدى بنو بكر على بني خزاعة وقاموا بقتل عدد منهم.
وكان المسلمين جاهزين للمسير إلى مكة، وفي ذلك الحين أعلن أبو سفيان إسلامه.
وقد أعطى الرسول الامان لمن يدخل بيت أبي سفيان؛ وذلك تقديرا للمكانة التي كان يتمتع بها.
وتجهز الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ودخلوا إلى مكة فاتحيها وهم يكبرون الله عز وجل على هذا الفتح المبين.
كما طاف الرسول والمسلمين بالكعبة المشرفة وقاموا بتحطيم الأصنام التي كانت عندها، وبعد ذلك قاموا بأداء ركعتين، ثم عفا الرسول عن أهل مكة.
غزوة حُنين
وقعت غزوة تبوك للعام الثامن من الهجرة الموافق ليوم 10 من شهر شوال.
وسبب وقوع هذه الغزوة أن قبيلة هوازن وقبيلة ثقيف كانوا يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم يقاتلهم عقب فتح مكة.
ولهذا بدأوا يتجهزون لبدء قتال المسلمين، فتوجه الرسول إليهم ومعه المسلمين لقتالهم وكان النصر بالبداية حليف قبيلتي هوازن وثقيف.
وبعد ذلك تحول هذا النصر هزيمة وانتصار المسلمين عليهم.
غزوة تبوك
في العام التاسع من الهجرة وقعت غزوة تبوك، وسبب وقوعها هو رغبة الروم في قضائه على الدولة الإسلامية.
وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ومعه جيش المسلمين ولكنهم ظلوا في تبوك نحو 20 ليلة ولكن لم يحدث قتال ورجعوا.
الفرق بين الغزوة والسرية
هناك فرق بين كل من الغزوات والسرايا؛ حيث أن الغزوات هي التي قد شارك النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيها، وكان متوليا قيادتها.
وكان النصر حليفا للمسلمين بكافة الغزوات التي قاموا بها ماعدا غزوة أحد
وكان الانتصار بالبداية حليف للمسلمين لولا عصيان الرماة لأوامر الرسول ونزولهم عن أماكنهم.
كما أن الله عز وجل كان ينزل ملائكته لتدافع عن المسلمين.
وقد بلغ عدد الغزوات التي قام بها المسلمون بلغ نحو 28 غزوة، وقد ظل المسلمون يقومون بالغزوات لنحو 8 سنوات.
بينما السرايا فهي التي لم يشارك فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتولى قيادتها أحد الصحابة رضوان الله عليهم.
كما أن هذه السرايا كان لها دور عظيم لردع المشركين، ومن هذه السرايا ما يلي:
سرية سيف البحر: وكان يقود هذه السرية حمزة بن عبد المطلب، وقد وقعت بالعام الأول بالهجرة.
وسرية رابغ: وكان يقود سرية رابغ عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، ووقعت أيضا بالعام الأول من الهجرة النبوية.
سرية الخرّار: كان يقود هذه السرية سعد بن أبي وقاص، والتي حدثت بالعام الأول من الهجرة.
وسرية ذخلة: وقاد هذه الغزوة عبد الله بن جحش الأسدي، وقد وقعت بالعام الثاني من الهجرة.
نتائج الغزوات والسرايا
هناك العديد من النتائج التي نتجت عن وقوع السرايا والغزوات منها ما يلي:
نشر الديانة الاسلامية، كما يتم نشر كل من الأمن والأمان بالصحراء.
نتج عنهم تحقيق السيادة لكافة المسلمين بالأرض وأيضا استخلاف المسلمين بها.
هزيمة الكفار ونشر الديانة الإسلامية.
الاطلاع على مكائد اليهود والقضاء على خبثهم.
كما نتج عنها إتقانها الرسول والمسلمين لوضع الخطط العسكرية.