منوعات

سن اليأس المبكر.. الأعراض وطرق العلاج

يتعرض حوالي 5% من السيدات إلى سن اليأس المبكرة سنويًّا، ما يتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض المزعجة لهن، لذلك يلجأ معظمهن إلى البحث عما يساعدهن في تخطي تلك المرحلة من حياتهن، دون خسائر تذكر، لذلك جمعنا لكم كافة ما يتعلق بتلك المرحلة الصعبة وطرق التغلب على أعراضها ومخاطرها بشيء من التفصيل عبر السطور الآتية.

ما هي سن اليأس المبكرة؟

سن اليأس المبكرة عبارة عن مرحلة تمر بها المرأة، بحيث تنقطع بها الدورة الشهرية، ما يجعلها غير قادرة على الحمل مجددًا في المستقبل، وتحدث في عمر الـ40 وهو ما يعد مبكرًا عن العمر المحدد لتلك الفترة وهو 50 عامًا، ما ينتج عنه ظهور عدة أعراض ومخاطر صحية في حالة عدم اتخاذ الإجراء المثالي والسريع للتعايش معها.

أعراض سن اليأس المبكرة

يرافق حلول سن اليأس المبكرة على المرأة ظهور مجموعة من الأعراض، التي قد تكون نفسية وجسدية في الوقت نفسه، ولذلك تعرف تلك الفترة بكونها أصعب الفترات التي تمر على المرأة، بسبب نشوء الأزمات النفسية والجسدية أثناءها، وتتمثل أعراض سن اليأس المبكرة في النقاط التالية:

الهبات الساخنة

في الغالب تتعرض المرأة للهبات الساخنة التي تظهر بوضوح على الجسم، تحديدًا في المنطقة العلوية من الصدر والوجه، ودائمًا ما تكون في تزامن مع قرب ميعاد فترة الطمث، وقد يرافقها خفقان القلب والتعرق المفرط.

آلام الثدي

باقتراب حلول فترة سن اليأس المبكرة تشعر المرأة بآلام الثدي، بحيث يكون شديد الحساسية تجاه اللمس، وذلك بسبب نشوء تغيرات في توازن معدلات هرمون الأستروجين والهرمونات الأخرى في الجسم.

الإصابة بالاكتئاب

في الغالب ما ترافق سن اليأس المبكرة الإصابة بالاكتئاب لدى المرأة، فهي العرض الأكثر حدوثًا في تلك الفترة، إذ يصاحبه فقدان الشهية وانعدام التركيز، والعصبية الزائدة.

الاضطرابات القلبية

يسبب سن اليأس المبكرة الكثير من الاختلالات، في توازن الهرمونات وما إلى ذلك في جسم المرأة، على سبيل المثال: ارتفاع نسب الكوليسترول السيئ، مقابل هبوط نسبة الكوليسترول النافع داخل الدم، وبالتالي زيادة فرص الإصابة بالاضطرابات القلبية خلال تلك الفترة.

إجهاد البشرة

يؤثر انقطاع الدورة الشهرية وحلول سن اليأس المبكرة على البشرة بصورة سلبية، وذلك نتيجة هبوط معدلات الكولاجين في الجسم، وبالتالي ظهور التجاعيد والإصابة بالجفاف، ما يؤدي إلى إجهاد البشرة فيما بعد.

آلام الرأس

أعراض سن اليأس المبكر

تتعرض المرأة لآلام الرأس والصداع النصفي نتيجة التغيرات الهرمونية، لا سيما هرمون الأستروجين، وذلك بفعل حلول سن اليأس المبكرة لديها.

هشاشة العظام

مع الأسف تتأثر عظام النساء خلال سن اليأس المبكرة بشكل كبير، ما يسبب إصابتهن بهشاشة العظام فيما بعد، وذلك نتيجة انقطاع الطمث وانخفاض كثافة العظام.

أعراض أخرى

هناك مجموعة من الأعراض الأخرى لحلول سن اليأس المبكرة لدى المرأة، والتي قد ترافق العلامات المذكورة سابقًا، وتتمثل في النقاط الآتية:

  • اضطرابات النوم.
  • التغيرات المزاجية.
  • زيادة الوزن.
  • خسارة امتلاء الثديين.
  • جفاف المهبل.
  • تساقط الشعر.
  • نزيف دموي غير منتظم.
  • انخفاض الطاقة.
  • انتفاخ البطن.
  • الرغبة في التبول المستمر.
  • تغيرات الرغبة الجنسية.
  • الإرهاق والضعف.
  • التوتر والقلق.

أسباب انقطاع الطمث

أسباب انقطاع الطمث

في الواقع تولد كل امرأة ولديها عدد محدد من البويضات المخزنة داخل المبيضين، وفي كل شهر يطلق أحد المبيضين بويضة واحدة، والتي تعرف باسم فترة الطمث، وبمجرد أن ينتهي عدد البويضات يتوقف المبيضان عن إخراج البويضات شهريًّا، حتى مرور عام مستمر، حينئذ تحدث مرحلة سن اليأس، والتي تعد مرحلة طبيعية للغاية لكن بعض السيدات قد يتعرضن لها في وقت مبكر، لذلك بالفقرة التالية نعرض الفئات الأكثر عرضة من النساء لحدوث سن اليأس المبكرة.

الفئات الأكثر عرضة لحدوث سن اليأس المبكرة

هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص حدوث سن اليأس مبكرًا لدى المرأة، والتي تتمثل في:

  • التدخين، يساعد على تسريع حدوث سن اليأس مبكرًا بحوالي 3 أعوام.
  • التاريخ الأسري لحلول سن اليأس المبكرة.
  • استئصال المبايض أو أحداهما.
  • الخضوع للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي تحديدًا في منطقة الحوض.
  • استئصال الرحم.
  • الإصابة بأمراض معينة، على سبيل المثال: اضطراب التعب الممتد، أو أوبئة العقدة الدرقية، أو الملاريا، أو السل.
  • قصور المبايض، نتيجة الإصابة بأوبئة وراثية، مثل: اضطراب تيرنر، أو الإصابة بأوبئة المناعة الذاتية، كداء كرون، وعدوى المفاصل الروماتيدية، والذئبة.
  • الإصابة بالالتهابات الفيروسية، على سبيل المثال: الفيروس الـCytomegalovirus المضخم للخلايا، أو فيروس النكاف.

تشخيص سن اليأس المبكرة

سن اليأس المبكر عند المرأة

يمكن الكشف عن حدوث سن اليأس المبكرة من خلال عمل بعض الفحوصات التشخيصية الطبية، والتي تتمثل في السطور الآتية:

  • معرفة التاريخ الأسري من سن اليأس المبكرة للحالة، ومدى انتظام فترة الطمث.
  • قياس معدلات هرمون الأستروجين والموجه للعقد التناسلية داخل الدم.
  • تشخيص الإصابة بالأمراض التي من المحتمل أن تكون عاملا لحلول سن اليأس المبكرة.
  • إجراء الفحوصات التشخيصية، لاستبعاد العوامل الأخرى المسببة لانقطاع الدورة الشهرية، على سبيل المثال: الاضطرابات الهرمونية، وخسارة الوزن الشديد، وحدوث الحمل، والإصابة ببعض أوبئة الجهاز التناسلي.

طرق علاج سن اليأس المبكرة

بالطبع ليس هناك أي طريقة لإعادة المبيضين، للعمل مجددًا بعد حدوث سن اليأس المبكرة لدى المرأة، لكن المقصود من مصطلح علاج سن اليأس المبكرة هو اتخاذ الإجراء المثالي للتعايش مع تلك الفترة، دون حدوث خسائر أو اضطرابات صحية في المستقبل، وتتمثل تلك الطرق في النقاط التالية:

العلاج الدوائي

يتوقف العلاج الدوائي لسن اليأس المبكرة على استهلاك العلاجات الدوائية بالهرمونات البديلة، ويعد العلاج الرئيسي لتلك الفترة، نظرًا لاحتمالية حدوث الاضطرابات الصحية الخطيرة المرتبطة بها، وينصح باستهلاك العلاج لمدة تتجاوز وقت حدوث سن اليأس، بهدف مد جسم المرأة بالحماية الكلية من تلك الاضطرابات.

ويتضمن أسلوب العلاج الهرموني تناول الأقراص الدوائية، أو استعمال حبوب للمهبل، أو استخدام رذاذ أو غسول، أو لاصقات جلدية، والتي تنطوي على ما يلي:

  • الإستروجين.
  • مجموعة هرمون البروجستينات، على سبيل المثال: البروجستيرون.
  • البروجستيرون وهرمون الإستروجين معًا، وتسمى بالعلاج الهرموني المشترك.

من الممكن أيضًا اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي أو التداوي بالتنويم، بهدف علاج الأعراض الحادة المصاحبة لتلك الفترة من حياة المرأة.

العلاج غير الدوائي

يمكن للمرأة اللجوء إلى الطرق الآتي بيانها بهدف التأقلم مع مرحلة سن اليأس المبكرة، والتخلص من أعراضها المزعجة، ومنها:

  • الحفاظ على استقرار نسب الفيتامينات والعناصر المعدنية في الجسم، عن طريق استهلاك المكملات الغذائية والتعرض بشكل يومي لأشعة الشمس.
  • التوقف عن عادة التدخين المضرة.
  • مراعاة اتباع نظام غذائي سليم ومتوازن، بحيث يضم الكثير من الأطعمة الصحية الطازجة.
  • علاج علامات سن اليأس بتناول الأعشاب المهدئة، مثل: البابونج.

ما هي مخاطر سن اليأس المبكرة؟

مخاطر سن اليأس المبكر

هناك بعض المخاطر الصحية التي قد تسببها سن اليأس المبكرة عند المرأة، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • الوفاة المبكرة.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • التعرض للجلطة القلبية.
  • تكسر العظام.
  • العجز الجنسي.
  • الاضطرابات العصبية المختلفة، مثل: الخرف.

كيف تتغلبين على مخاطر وأعراض سن اليأس المبكرة؟

أغلب النساء يعانين من انعدام الثقة في أنفسهن، والإحساس باليأس، بالإضافة إلى الإرهاق المستمر والحالة الصحية المضطربة، الأمر الذي من شأنه أن يسبب الإصابة بالاكتئاب في المستقبل، لذلك جمعنا لكِ أكثر الطرق التي تساعدك في التغلب على مخاطر وأعراض سن اليأس المبكرة والآتي بيان تفصيلي بكل طريقة على حدة:

الوزن الصحي

من الضروري أن تسعى المرأة إلى الوصول إلى الوزن المثالي والصحي، مع مراعاة عدم تجاوزه أو الانخفاض عنه، وذلك لأن علامات سن اليأس المبكرة تحدث بصورة بارزة لدى السيدات ذواتي الأوزان الزائدة والأجسام الممتلئة، ولذلك تساهم خسارة الوزن وتقليل الدهون في حماية جسم المرأة من الإصابة بمخاطر سن اليأس المبكرة، خلال المراحل العمرية المقبلة.

النظام الغذائي السليم

كما ذكرنا في السابق أن المرأة في مرحلة سن اليأس المبكرة تكون بحاجة إلى اتباع نظام غذائي سليم ومتوازن، لذلك إليكِ أهم النصائح التي تساعدك في ذلك، وهي كما يلي:

  • مراعاة الإكثار من استهلاك الخضار والفاكهة الطازجة وقليلة السعرات الحرارية، إذ إنها تساهم في تقليل فرص الإصابة بالاضطرابات القلبية أثناء مرحلة سن اليأس، بالإضافة إلى أنها تزيد من قوة العظام وتقيها من التعرض للكسور فيما بعد.
  • ضرورة الحصول على نسب كافية من فيتامين د ومعدن الكالسيوم، حيث يوجد كل منهما في الحليب والخضروات الورقية، ومشتقات الألبان، والأطعمة البحرية، وأشعة الشمس ما قبل فترة الظهيرة.
  • تجنب تناول المشروبات المحتوية على نسب مرتفعة من مادة الكافيين، إذ إنها تتسبب في زيادة الإصابة بالهبات الساخنة أثناء مرحلة انقطاع الدورة الشهرية.
  • مراعاة الإكثار من استهلاك الماء بحد أقصى تناول 8 كؤوس منها بشكل يومي، إذ إنها تقلل من فرص الإصابة بالجفاف، وتساهم في الإحساس بالشبع وخسارة الوزن.
  • تجنب تناول الأطعمة المتضمنة لنسب مرتفعة من مادة الكربوهيدرات المكررة والسكر، اللذين يساهمان في زيادة حدة علامات انقطاع الدورة الشهرية.
  • مراعاة استهلاك الأطعمة المحتوية على نسب مرتفعة من البروتينات، إذ إنها تحمي المرأة من الإصابة بانخفاض كتلة العضلات وكثافة العظام أثناء مرحلة سن اليأس المبكرة.

ممارسة الرياضة

في الواقع تتمتع الرياضة بدور مهم في التحكم بأعراض انقطاع الدورة الشهرية لدى المرأة، حيث تساهم في وقاية العظام والمفاصل من الهشاشة والتكسر، بالإضافة إلى أنها تعزز من عملية الأيض في الجسم، كما تحمي المرأة من التعرض للهبات الساخنة المزعجة، وأخيرًا تقلل من التعرض لاضطرابات النوم والإحساس بالضغط العقلي؛ لذلك ينصح بضرورة ممارسة مجموعة من التمارين الرياضية المناسبة، على الأقل لمدة 30 دقيقة بشكل يومي.

تقليل الهبات الساخنة

سن اليأس المبكر

يمكن للمرأة التخلص من الهبات الساخنة المفاجئة والمزعجة أثناء مرحلة سن اليأس، من خلال عمل ما يلي:

  • مراعاة ارتداء ثياب خفيفة.
  • تجنب البقاء داخل بيئة حارة.
  • مراعاة ارتداء ثياب تمتص الرطوبة، على سبيل المثال: الملابس الرياضية أو الثياب المصنوعة من القطن.
  • تناول علاجات دوائية محددة تحت إشراف طبي.

حماية المهبل من الجفاف

يتسبب جفاف المهبل الناتج عن حلول سن اليأس المبكرة في تعرض المرأة للكثير من الاضطرابات، مثل: الإصابة بالالتهابات أو العجز الجنسي أو الإحساس بالآلام الحادة عند ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوج، ويمكن التخلص منه وعلاجه عبر اتباع ما يلي:

  • استعمال مستحضرات الترطيب أو المزلق المهبلي.
  • تناول الأعشاب الطبيعية المساهمة في زيادة هرمون الإستروجين وبالتالي التخلص من جفاف المهبل، مثل: أعشاب اليانسون.
  • استهلاك المكملات الغذائية، ولكن بعد استشارة الطبيب، لزيادة تدفق الدورة الدموية إلى المهبل وبالتالي علاج جفافه وزيادة ترطيبه بفعالية.

سن اليأس المبكرة مرحلة صعبة بالنسبة لكل امرأة، إذ من المحتمل أن ينتج عنها العديد من الاضطرابات الجسدية والنفسية، التي تصبح مخاطرة صحية إذا لم يتم التعايش معها بطريقة صحيحة، لذلك عزيزتي يمكنكِ التغلب على تلك الفترة الصعبة من حياتكِ عن طريق الالتزام بالنصائح المذكورة سابقًا، مع الحرص على التوجه إلى الاستشارة الطبية إذا لزم الأمر.

مصدر 1مصدر 2