الطقس المتقلب.. ولماذا انقرضت الببغاوات الزرقاء؟ | قل ودل
تمثل الببغاوات الزرقاء خاصةً المتكلمة منها مصدرًا للشغف لمحبي الطيور بشكل عام، فالمعروف عن عالم الببغاوات قدرتها المذهلة على تقليد الأصوات بشكل مرح للغاية، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى اقتناء بعضها فقط من أجل المرح والتسلية، ولكن قد تكون المتاجرة بتلك الكائنات سببًا في الانقراض.
ما هي الببغاوات الزرقاء؟
تعد تلك الببغاوات أحد أنواع الببغاوات المنتشرة حول العالم، والببغاوات الزرقاء تشمل أنواعا متعددة أيضا، تتميز بلونها الأزرق الرائع، وجميعها تشترك في الصفات الجسدية والحجم والمظهر كذلك، إذ تمتلك منقارا قويا يمكنها من سحق البذور التي تعتمد عليها في الغذاء.
كما تتميز تلك الطيور الزرقاء بأرجل قوية، من أجل التمكن من الإمساك بالأشجار والمأكولات المتنوعة من الفواكه والخضروات وغيرها، وبالرغم من تداول الأنباء حول تعرض هذا النوع من الببغاوات للانقراض، إلا أن بعض أنواعها يوجد بالأخص في قارتي إفريقيا، وأمريكا الجنوبية وبالتحديد داخل البرازيل.
هل الببغاوات الزرقاء مهددة بالانقراض؟
عام 2018 تم الإعلان بشكل رسمي بأن هذا النوع من الببغاوات من أنواع الطيور المهددة بالانقراض، وذلك لوجود أقل من 100 طائر فقط على قيد الحياة في هذا التوقيت، وبالطبع أثار الأمر اهتمام الجهات المختصة والمنظمات لإنشاء أماكن مخصصة داخل الموطن الأصلي لتلك الطيور في مختلف أنحاء العالم، مما ساعد في إحياء فرصة كبيرة للحفاظ على الأعداد المتبقية من الببغاوات الزرقاء.
وحتى وقتنا الحالي تهتم الكثير من المنظمات بزيادة أعداد طيور الببغاوات، للحد من فرص تعرضها للانقراض، ومن بين أهم المنظمات «منظمة ACTP»، «منظمة تابعة لمنظمة NEST» ومنظمة الوبرة.
خطوات لمكافحة الانقراض
الجدير بالذكر أن تلك المنظمات قامت بأولى خطواتها للحفاظ على أنواع الببغاوات الزرقاء، بإعادتها إلى موطنها الأصلي وهي البرية، وذلك للتأكد من أنه تم الحفاظ على أعداد كبيرة منها داخل البيئة الأصلية، والمناسبة للمعيشة الخاصة بها، وبالفعل حققت منظمة الوبرة نجاحًا كبيرًا ومشهودًا، من أجل الحفاظ على الببغاوات الزرقاء من الانقراض عن طريق برنامج خاص للتلقيح الاصطناعي.
وكانت الخطوة الثانية التي قامت بها تلك المنظمات لحماية الببغاوات الزرقاء من الانقراض، هي خطوة توفير مساكن مناسبة لها غير البرية، داخل مواقع خاصة للحفاظ عليها من أي تدخل بشري قد يؤثر على حياتها، إضافةً إلى المزارع التي تم صنعها خصيصًا لها، والتي تم اعتبرها موطنا أصليا لها.
أما آخر خطوة من الخطوات التي قامت بها تلك المنظمات، فكانت توعية السكان بالحفاظ على أنواع الببغاوات الزرقاء المتبقية من الانقراض، وكانت تلك الخطوة أبرز الطرق الفعالة في حماية الببغاوات الزرقاء من خطر الانقراض، وعلى الرغم من كل هذه الخطوات والإجراءات الخاصة بحمايتها، ما زال حتى الآن ذلك النوع من الببغاوات مهددًا بالانقراض، حيث انخفضت أعدادها من البرية في أواخر التسعينيات بمعدل 2500 حتى 3000 طائر، وجميع تلك الأعداد تم التصريح عنها وفقًا لتصريح الصندوق العالمي للطبيعة.
أسباب انقراض الببغاوات الزرقاء
جميع أنواع تلك الفصيلة من الببغاوات مهددة بالانقراض، مما دفع المنظمات المختصة بعمل خطوات وقائية لحماية الأعداد المتبقية منها، حيث وصلت نسبة الأعداد المهددة بالانقراض إلى 25%، وقد بينت تلك المنظمات أسباب الانقراض، وكان منها ما يلي:
- التلوث البيئي.
- إزالة بعض الغابات التي تسكنها الببغاوات الزرقاء.
- تغيرات أحوال الطقس.
- نمو وكثرة المدن.
- المتاجرة غير المشروعة بالحيوانات، والطيور الأليفة وتحديدًا أنواع الببغاوات الزرقاء.
- انخفاض أعداد المواليد.
- تسلل أنواع من الحيوانات الأخرى داخل الموطن الخاص بها.
- عدم توفر مصادر غذاء مناسبة للطيور، خاصةً الببغاء الأزرق بأنواعه.
أنواع الببغاء الأزرق
تشمل فصيلة الببغاء الأزرق العديد من الأنواع المختلفة، وكل نوع يمتلك صفات مختلفة عن النوع الآخر ومكانا خاصا به للتعايش والتكاثر، ولعل أبرز هذه الأنواع ما يلي:
جنس Anodorhynchus
يمتلك ذلك الجنس 3 أنواع مختلفة من الببغاوات الزرقاء، وقد يرجع الاختلاف بينها في أماكن تواجدها، إلى جانب بعض الاختلاف الطفيف في الشكل، وهي كالآتي:
Anodorhynchus hyacinthinus
يسمى هذا النوع بالببغاء الأزرق، أو كما يطلق عليه «ببغاء الصفير» وهذا النوع يرجع أصله إلى ببغاء شرق ووسط أمريكا الجنوبية، يغطي اللون الأزرق جسمه بالكامل، ولكنه يختلف عن غيره في الصوت النابع عنه، وكذلك منطقة العينين وأسفل المنقار يظهران باللون الأصفر، وهذا النوع هو الأكثر تعرضًا للانقراض.
Anodorhynchus leari
يعرف هذا النوع بـ«ببغاء لير» أو الببغاء النيلي، وما يميزه أيضًا هو لونه الأزرق الرائع، ولكن باستثناء منطقة أسفل المنقار والتي تكون مغطاه باللون الأسود، وفي القرن التاسع عشر تم اكتشاف ذلك النوع من الببغاء.
Anodorhynchus glaucus
يستوطن هذا النوع من الببغاوات قارة أمريكا الجنوبية، تحديدًا في الأرجنتين وداخل البرازيل والباراغواي، وما يميزه هو لونه الأزرق المائل للفيروزي، ولكن باستثناء منطقة الرأس التي تظهر بلونها الرمادي الرائع، وهو من الأنواع الموجودة ضمن قائمة الطيور المهددة بالانقراض.
جنس سيانوبسيتا
يشمل هذا الجنس من الببغاء الأزرق نوعا واحدا فقط وهو «Cyanopsitta spixii»، حيث يشتهر هذا النوع باسم ببغاء مكاو الصغير، وهو من أصل برازيلي، كما يتميز بأنه من أصغر أنواع الببغاوات الزرقاء.
معلومات عن الببغاوات الزرقاء
في عام 2011 م تم الإعلان عن الببغاء الأزرق، كونه معرضًا للانقراض حول العالم بأكمله، وبالتحديد ما يقارب 13% من أنواعه المتعددة، كما تم الإعلان مرة أخرى في عام 2018 عن انقراض عدد أكبر من المعلن عنه سابقا، وبعيدًا عن الانقراض ربما لم تسمع من قبل عن المعلومات التالية حول الببغاء الأزرق:
- غالبًا ما يستخدم الببغاء الأزرق منقاره القوي لكسر المكسرات وتناولها.
- يمكن للببغاوات أن تعيش حتى 80 عامًا.
- تبقى صغار الببغاوات، منذ لحظة ولادتها وحتى إتمام عامها الأول تقريبًا.
- يتميز الببغاء الأزرق بشكل عام بذكائه القوي، وأصواته الصاخبة المرحة.
- كما أن تلك الكائنات اجتماعية للغاية وتفضل العيش في مجموعات.
- يشتهر الببغاء بالأخص «المكاو» بتقليده الجيد للبشر بصورة مرحة للغاية.
وختامًا، قد تكون تلك الكائنات الاجتماعية الجميلة ما زالت مهددة بخطر الانقراض إن لم يكن البعض منها منقرضا بالفعل، بالرغم من جميع المحاولات حرصًا على حفظ السلالات المختلفة، ولكن بعض ظروف البيئة وحتى البشر يسعون فقط لأغراضهم دون النظر إلى العواقب.
