منوعات

جوزيفين ميرتل.. المرأة ذات الأربع أرجل

ولدت جوزيفين ميرتل كوربين في 12 مايو 1868، في مقاطعة لينكولن بولاية تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت حالة غير عادية ونادرة بشكل يثير الدهشة، أثار العلماء والباحثين ودارسي الطب، حيث كان لديها حوضان منفصلان و4 أرجل.

مم كانت تعاني جوزيفين ميرتل؟

كانت الحالة الصحية لها غير عادية بناءً على الفحوصات التي قام بها الأطباء، فلقد أصيبت بما يعرف باسم ديبيجوس وهو عيب خلقي حاد نادر الحدوث، حيث ينتج عن تشعب محور الجسم جهة اليمين وجهة اليسار مع تضاعف منطقة الحوض والساقين.

وتعد العوامل البيئية والجينية مسؤولة عن الإصابة بتلك الحالة، حيث يصاب به الطفل مبكرًا وهو في رحم أمه، مما يؤثر على مشتقات الحبل الظهري ويؤدي لظهور أطراف سفلية مكررة، وهذا ما حدث مع تلك المرأة، حيث كانت لديها مجموعتان من الأرجل، إحداهما بحجم طبيعي والأخرى صغيرة، ومن المدهش أن الأطباء المعالجين لها استنتجوا أن الساقين الإضافيتين كانا لتوأمها الذي لم يولد بعد، وأيضًا الأعضاء التناسلية الإضافية.

حياتها الشخصية

جوزيفين ميرتل ذات الأربعة أرجل

اتصفت جوزيفين ميرتل كوربين بجمالها المتأصل بغض بالنظر عن أنها حالة غريبة من نوعها، حيث امتلكت بشرة فاتحة وشعرا مجعدا وعينين زرقاوين، كما كانت تتمتع بالجاذبية والذكاء.

تركت ميرتل العمل في السيرك وهي في سن الـ18، ثم تزوجت طبيبا يدعى جيمس كلينتون بيكنيل عندما كانت في سن الـ19، وقد أحبها حبًا شديدًا، وفي سنة 1887 بعد سنة من زواجها أصبحت حاملًا ولكنها كانت تعاني من الصداع وقلة الشهية والحمى إضافة إلى ألم بالجانب الأيسر، وعند فحصها من قبل الطبيب اكتشف أن لديها رحمين، وقد أنجبت 8 أطفال نجا منهم 4 بنات وولد واحد فقط، حيث ولد منهم 3 أطفال من رحمها، وطفلين من الرحم الآخر.

حياتها العملية

استغل والداها الوضع الذي كانت عليه للحصول على المال، وقاما بإعداد كتيبات ترويجية، ووضعا إعلانات بالجرائد لتعريف الناس بها والإتيان لرؤيتها، ثم دفعا بها للمشاركة في العروض الترفيهية بالسيرك عندما كانت في سن الـ13.

وقد لاقت قبولًا كبيرًا من الجمهور، ولقبت بالفتاة التي تسير على 4 أرجل، وكان ذلك معتادًا بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في ذلك الوقت، ولم تكن أرجلها الصغيرة قوية بما يكفي لكي تستطيع تحريكها، وعلى الرغم من تلك الظروف الصحية التي وضعت فيها حققت ميرتل نجاحًا ملحوظًا في عملها في السيرك، واستطاعت أن تفعل كل شيء يفعله الشخص العادي ولم تقيدها ساقاها الإضافيتان عن فعل ما تريد.

كما كان ينظر لها على أنها شخصية غير عادية، حيث كانت مؤدية عروض جانبية وهي في سن مبكرة، وقد سافرت إلى عدد كبير من المدن للمشاركة في هذه العروض، وكانت تحصل على ما يصل إلى 450 دولارًا أسبوعيًا في ذلك الوقت، ورغم معاناتها عند المشي على أقدامها الكبيرة، إلا أن ذلك لم يعقها عن عملها بالسيرك، وبشكل عام كانت نشطة وذكية ولم تتأثر بكونها مختلفة.

وفاة جوزيفين ميرتل كوربن

جوزيفين ميرتل ذات الأربعة أرجل

توفيت جوزيفين ميرتل كوربين في السادس من مايو عام 1928 عن عمر يناهز الـ60 عاماً، نتيجة إصابتها بعدوى جلدية بالمكورات العقدية، حيث لم يكن العلاج بالمضادات الحيوية متوافرا في عشرينيات القرن الماضي.

وقامت عائلتها بوضع تابوتها في صندوق خرساني لحمايتها من لصوص القبور، ولقد طلب مجموعة من الهواة والمتخصصين عظامها من عائلتها مقابل قدر كبير من المال ولكنهم رفضوا المال لأنهم اعتقدوا أنها ينبغي أن تموت بسلام مثل أي شخص آخر، وتنتهي بذلك حياتها الملهمة لأنها لم تترك الفرصة لتلك الظروف للتحكم في حياتها، بل تغلبت عليها وارتفع شأنها، وأصبحت مصدرا للطاقة الإيجابية ومحفزة لأي شخص للتغلب على أي صعاب.