منوعات

ما هي مخاطر الشجار أمام الأولاد؟

تحدث الكثير من الخلافات بين الزوجين مهما كان مستوى الحب والتوافق بينهما، فالحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة، إلا أن هذه الخلافات لها أضرار عندما تكون أمام الأبناء دون مراعاة للآثار السلبية التي تعود على حالتهم النفسية، ما يستدعي معرفة مخاطر الشجار أمام الأولاد، لتلافي حدوثها.

تأثير الخلافات الزوجية على الأولاد

مخاطر الشجار أمام الأولاد

لا يخلو أي منزل من المشكلات بين الزوجين، ولكن تختلف أسباب الخلافات، وعدم اتباع التصرف السليم أثناء هذا الشجار، يؤدي ذلك إلى مشكلات كثيرة قد تحدث للأبناء ولا يقصد هنا الطفل ذو الـ5 أعوام، ولكنها تؤثر على الأبناء من عمر الرضاعة إلى عمر 18 عاما، حيث تتسبب تلك الخلافات في إحداث مشكلات نفسية واجتماعية للأبناء مثل:

العدوان

يتعرض الأبناء إلى آثار نفسية وأضرار كبيرة، تنمي لديهم معتقدات خاطئة قد تصل معهم إلى الجدال والقتال، ويكون هو الطريق الوحيد لحل المشكلات عند اختلافهم مع أحد، ويجب على الأهل أن يتذكروا جيدًا أنهم القدوة التي يتبعها الأبناء ويقلدونها في تصرفاتهم، وتصبح بعد ذلك عادة لديهم.

فشل في العلاقات

شجار الأهل أمام الأولاد بشكل مستمر يفقد الطفل الثقة بالنفس، نتيجة تعرضه لعلاقات فاشلة لا تدوم وقد تنتهي بالطلاق أو الانفصال، والبعض الآخر يتجنب تمامًا إقامة أي نوع من العلاقات تخوفًا من تعرضه لما تعرض له الوالدان.

ضعف التحصيل الدراسي

لا يدرك الآباء مخاطر الشجار أمام الأبناء وما يتعرضون له بسبب كثرة الخلافات، وعند حدوثها يطلب منهم الذهاب إلى غرفهم ظنًا منهم بأن أبناءهم داخل الغرفة يقومون بواجباتهم، ولكن للأسف يحدث عكس ذلك، حيث ينشغل الأبناء بمشاكل والديهم مما يؤثر عليهم بشكل سلبي في التحصيل الدراسي، ولا يبقى لديهم وقت كافٍ لإنهاء الأعمال المدرسية، وتظهر عليهم اضطرابات سلوكية.

مشكلات صحية

يتعرض الطفل نتيجة القلق مما يراه من الخلافات المستمرة والمتكررة إلى الاكتئاب والعجز، فهناك من يتوقف عن تناول الطعام، وهناك من يتناول الطعام بشراهة، ما يسبب ألما في المعدة، وصداعا مستمرا، وصعوبة في النوم، وكل ذلك يؤدي بعد فترة طويلة إلى الحاجة للذهاب للأطباء المختصين لعلاج ما تسببت فيه العلاقات الأسرية المتوترة.

تأثير المشكلات الزوجية على الأطفال الرضع

مخاطر الشجار أمام الأولاد 
مخاطر الشجار أمام الأولاد

كثير من الآباء يعتقدون أن الأطفال الرضع لا يدركون المشكلات التي تحيط بهم، وليس لديهم استجابات للغضب أو الصراخ، ولكن أظهرت العديد من الدراسات البريطانية الحديثة أن هناك تأثيرا قويا على المواليد والرضع، كما أن الطفل داخل رحم أمه يستجيب إلى ما تتأثر به الحالة المزاجية للأم نتيجة الخلافات الزوجية، حيث جاءت هذه الدراسات بعد مرور سنوات طويلة من البحث والمتابعة والتي أظهرت ما يلي:

  • الخلافات الزوجية عندما يتعرض لها الأطفال تؤدي إلى زيادة ضربات القلب مع زيادة هرمون التوتر.
  • حدوث مخاطر جينية قد تؤثر على النمو العقلي للطفل الرضيع.
  • تتسبب المشكلات الزوجية العنيفة إلى إصابة الأطفال بالقلق والتوتر، وقد يؤدي الأمر إلى أسوأ من ذلك، وهو إصابة الطفل بالتوحد.
  • تعرض الأطفال الرضع للكثير من المشاكل النفسية التي تكبر معهم، وتتمثل بعد ذلك في القسوة والعداوة.
  • فقدان الطفل الرضيع للشهية واضطرابات في النوم، وعدم التركيز، وكثرة البكاء دون سبب.
  • التأثير على الطفل وإصابته بصدمة نفسية كبيرة.

مخاطر الصراخ أمام الأطفال

من التساؤلات الهامة التي يجب الانتباه إليها هي هل يمكن للشجار أن يهدم نفسية أطفالنا؟ بالتأكيد نعم، وبالأخص الشجار الذي يحدث داخل الأسرة وقد يتطور إلى حد العنف لدرجة كبيرة مثل إهانة الأم أمام الأبناء، مما يكون له رد فعل قوي ومشاعر سلبية قد تسيطر على سلوكيات الطفل وتفكيره، ويصبح الأمر أكثر سوءًا إذا كان الأطفال طرفًا في تلك المشاكل، حيث يشعر الطفل بعقدة الذنب الكبيرة مما يؤدي إلى أضرار على صحة الأبناء ومنها:

  • شعور الطفل بعدم الثقة والأمان مما ينعكس عليه، ويصبح شخصا انطوائيا ومنعزلا عن المجتمع.
  • الشعور بالخوف من الجميع وعدم مقدرته على التواصل بشكل طبيعي مع من حوله.
  • إصابة الطفل بالتبول اللاإرادي أثناء النوم.

ضرب الأم أمام الأطفال وتأثيره عليهم

خلافات الوالدين وتأثيرها على الأبناء يكون شديدا وبالأخص عند ضرب الأم أمام الأبناء، وهو من الموضوعات الهامة التي يجب الوقوف عندها، لأنها عادة سيئة تحدث دون مراعاة مشاعر الأطفال أو مشاعر الأم، فهذه الحالة قد تكون الحياة بينهما مستحيلة أو تلجأ الأم إلى طلب الطلاق، ويبدأ هنا التفكك الأسري وضياع الأطفال، مما يؤثر بشكل كبير على نفسية الطفل المملوءة بالمشاحنات والتوتر.

قد يتقمص الابن بعد ذلك دور والده في كل الأفعال والمواقف، وقد ينعكس بشكل آخر على معاملة الأطفال لأبيهم، فبعضهم يرون أن الأب هو الظالم، أو يؤثر على صحة الطفل النفسية وتصبح مهتزة لما يحدث ويصبح الشخص ضعيفا من الداخل، وعنيفا في انفعالاته، وضعيفا في قراراته، ودائمًا تحدث له نوبات من الخوف، وقد يلجأ الطفل إلى الضرب عند حل المشكلات.

كما يحدث انهيار للقدوة والمتمثلة في أبيه وأمه ولا يحترمهم، فمن وجهة نظره تصبح الأم التي تعرضت للعقاب ليست مؤهلة بما يكفي بأن تعطي له نصيحة سليمة، ويبدأ بأخذ قوته من الخارج، ويصبح أكثر عرضة للانحراف حتى يثبت نفسه.

وتجنبًا لحدوث كل تلك المشكلات لأبنائنا ينصح بحل هذه الخلافات الزوجية بعيدًا عن الأطفال نهائيًا حتى لا يشعر بها الأبناء، وأن نبتعد تمامًا عن الإهانات أو استخدام الشتائم والألفاظ البذيئة، حتى لا يتعلمها الأبناء ويصبحوا أشخاصا غير أسوياء.

مشكلات الشباب مع الوالدين

مخاطر الشجار أمام الأولاد 
مخاطر الشجار أمام الأولاد

يؤكد الباحثون أن الأسرة لها دور كبير في تكوين نمط شخصية الفرد، وأخلاقياته بشكل عام، وجميع اتجاهاته، والتي تتمثل في الأمانة، والصدق، والوفاء، والقيم، والأخلاق، وعند بداية الشباب تبدأ نقطة التحول بين علاقة الشباب بالآباء وذلك ليس لتغير ظروف الأسرة وإنما تتغير وجهات نظر كل من الآباء والأبناء، مما يجعل الشباب يشعرون بأن بقية أفراد الأسرة لا يفهمونهم، ويصبح لديهم فكرهم الخاص بهم، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل بين الأبناء وباقي أفراد الأسرة والتي تصل إلى بعض الأفكار الخاطئة ومنها:

  • الشعور بالاضطهاد في تلك المرحلة التي يحتاجون فيها إلى الأمن، فدائمًا ينفر الأب من أفعال ابنه ويظل يعامله كطفل صغير، ويبدأ بالبحث عن هويته بين الكبار.
  • يشعر الشباب بتقييد حريتهم عندما يريدون فعل أشياء، ويأتي دور الأب ببعض المحاولات المقرونة بالمخاوف والقلق على أبنائهم بدافع العطف والخوف، ويعتقد الأبناء هنا بأن الأب يقيد حريتهم.
  • الشعور بعدم تقدير الذات بسبب عدم ثقة الوالدين والقلق المستمر عليهم.
  • حرمانهم من إبداء الرأي أو اختيار بعض الأشياء مثل الأصدقاء والملابس، وقد يصل الأمر إلى حرمانهم من تقرير المصير مثل اختيار نوع الدراسة أو العمل.
  • التفرقة بين الأبناء في الأسرة الواحدة مما يزيد من مشاعر الحقد والكراهية.
  • الشجار والخلافات بين الوالدين، مما يحول الأسر إلى جحيم يعاني منه الشباب، ويلجؤون في هذا الوقت إلى أصدقاء السوء فيسهل انحرافهم.