كيف تؤثر نزلات البرد عند الحامل على الجنين؟

لم تسعكِ الفرحة الغامرة بمجرد معرفتكِ خبر الحمل الذي طالما تتوقين إليه، ولكن لا تجعلي هذه الفرحة تنسيكِ التغيرات التي تطرأ على الجهاز المناعي بما في ذلك نزلات البرد عند الحامل الشائعة، والذي هو محور حديثنا اليوم، تابعي معنا لمعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها مع ذكر أبرز العلاجات الطبيعية؛ لعدم الإضرار بصحتك وجنينكِ. 

نزلات البرد عند الحامل وأعراضها 

تعد الإنفلونزا من الأمراض الفيروسية التي تلحق الضرر بالجهاز التنفسي، وفي الظروف الطبيعية يتأثر الإنسان بها وتسبب له بعض الأعراض المرضية التي تؤرقه، وتتضاعف الخطورة عند المرأة الحامل؛ نظرًا للتغيرات الكبيرة التي تحدث للجهاز المناعي، ومن ضمن الأعراض التي تصيبها ما يلي:

• آلام في الجسم. 
• سيلان واحتقان الأنف. 
• التهابات في الحلق. 
• قشعريرة. 
• الشعور بالإرهاق والتعب طيلة الوقت. 
• القيء الشديد. 
• ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة. 
• سعال. 

هل تؤثر الإنفلونزا على الجنين؟ 

ثمة عدد من المضاعفات النادرة المتعلقة بنزلات البرد عند الحوامل، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها تسبب خطورة، كالتهاب السحايا أو التهاب الدماغ، وهناك أخرى تؤثر على نمو الجنين، لأنه كما ذكرنا أن ارتفاع درجات حرارة الجسم من ضمن الأعراض الشائعة للبرد، وذات صلة بعيوب الأنبوب العصبي لدى الجنين، وهذا يعني حدوث فتحة في الدماغ أو العمود الفقري، تظهر جلية في الفترات الأولى من نمو الجنين، وبهذا تعرفتِ على إجابة سؤال كيف تؤثر نزلات البرد عند الحامل على الجنين؟ 

متى يمكن استشارة الطبيب؟ 

ستستمر أعراض نزلات البرد معك قرابة 10 أيام أو أسبوعين، قد تقل أعراض وتتلاشى أخرى، ولكن إذا ظهرت أي من هذه الأعراض التالي ذكرها، حينها ينبغي عليك استشارة طبيبك المختص على الفور: 

• نزيف مهبلي. 
• الشعور بضيق في التنفس. 
• حمى. 
• القيء المتكرر. 
• الدوار. 
• ألم شديد في منطقة الصدر. 
• قلة حركة الجنين.

مشروبات لعلاج البرد عند الحامل 

تتمثل إجابة سؤال: هل يمكن علاج نزلات البرد عند الحامل في الشهور الأولى؟ في عدم وجود علاج فعال يمكن تناوله، ولكن من خلال استهلاك بعض المشروبات الطبيعية قد تسهم بشكل كبير في تقليل حدة الأعراض بصورة كبيرة وتقلل وطأة الشعور بالتعب الشديد خاصةً في بداية الحمل، ناهيك عن مدى أمانها على صحة الحامل وجنينها، ومن أمثلتها ما يلي: 

الزنجبيل 

إذا أطلقنا عليه صيدلية متكاملة من العلاجات الطبيعية الممتازة، لن نوفيه حقه، إذ يعد من أفضل المشروبات الفعالة على المستوى العام، ويساعد على التخلص من البكتيريا والفيروسات المسببة لنزلات البرد عند الحامل على وجه الخصوص، فضلًا عن قدرته الفائقة في التقليل من الأعراض المزعجة الأخرى المصاحبة للحامل كحرقة المعدة والغثيان الصباحي، فقط اتبعي ما يلي: 

• وضع حوالي ملعقة صغيرة من الزنجبيل المطحون إلى كأس من الماء. 
• وضعه على النار قرابة 5 دقائق. 
• يتم تصفيته. 
• تحليته بملعقة من العسل الأبيض ومن ثم استهلاكه مرتين في اليوم الواحد. 

لا تكثري من تناوله حتى لا تنقلب الأمور رأسًا على عقب وبدلًا من جني فوائد تخلصك من نزلات البرد، تجنين الأضرار التي تخيم عليك وعلى جنينك. 

خل التفاح

من العلاجات الطبيعية الفعالة لحل مشكلة نزلات البرد عند الحامل، إذ يعد قاتلًا طبيعيًا لكثير من الفيروسات، بالإضافة إلى مساهمته في التخلص من الحموضة المتكررة التي تطرأ كثيرًا خلال فترة الحمل، ومشبع بأنواع من البكتيريا النافعة تسهم في التغلب على العدوى. 

الشوربات الساخنة

تشتهر الشوربات الساخنة كأحد المشروبات الفعالة في علاج نزلات البرد عند الحامل في الشهور الأولى، مثل: شوربات الخضار، الدجاج واللحوم، تكمن أهميتها في التقليل من الانسداد الأنفي وتهدئة الحلق والأغشية المخاطية، جنبًا إلى جنب فإنها تمد الحامل بالعناصر الغذائية لمقاومة الفيروسات والعدوى. 

الليمون 

سواء قامت الحامل باحتساء الليمون باردًا أو ساخنًا، فهو يقلل من الأعراض التي تصاحب نزلات البرد ويخفف من احتقان الأنف؛ وذلك بسبب غناه بفيتامين سي، إذ يتمتع بقدرة هائلة على محاربة العدوى، داومي عليه بشكل منتظم حتى تجعلي فترة البرد أقصر. 

الشاي الأخضر 

يعد الشاي الأخضر من المشروبات الطبيعية الغنية بمركبات أكسدة عالية، والتي بدورها تسهم بشكل كبير في منع الجذور الحرة من ضرر الخلايا السليمة، كما أكدت بعض الدراسات العلمية أنه مضاد طبيعي للفيروسات وبالتالي فهو فعال في التغلب على نزلات البرد عند الحامل، إذ يعادل العقاقير المضادة للفيروسات، ويجب التنويه إلى دوره الحيوي في تحسين النشاط السريع للجهاز المناعي، والمعروف عنه بأنه دفاع قوي ضد العدوى والفيروسات، تناولي كوبين منه يوميًا أو الغرغرة به للتقليل من حدة أعراض الإنفلونزا والتخلص من أي جراثيم أو ميكروبات.

طرق الوقاية من نزلات البرد عند الحامل 

نظرًا لأن البرد عبارة عن فيروس يتفشى من خلال الرذاذ الذي يطلقه الإنسان أثناء العطس أو السعال، فليس لأي عقاقير كالمضادات الحيوية جدوى، ولكن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكنك اتباعها لتقليل فرص الإصابة بالإنفلونزا، وحتى في ظل الظروف العادية يستحب تطبيقها وهي على النحو التالي:

غسل اليدين بشكل مستمر 

من أولى الوسائل الدفاعية التي تحصنك ضد مختلف أنواع العدوى، بمجرد غسل يديكِ بمزيد من الماء والصابون قرابة 15 ثانية، فإنكِ تقضين بشكل نهائي على أي كائنات دقيقة لا ترى بالعين المجردة عالقة بسطح الجلد، ونخص بالذكر تلك الفيروس المسبب للإنفلونزا، وجدير بالذكر أن هناك أوقات معينة يفضل غسل اليدين فيها على الفور، وهي كما يلي:

• بعد مصافحة الآخرين. 
• قبل الوجبات. 
• عند العودة من الخارج. 
• عقب السعال أو العطس. 

وإذا كنتِ بالخارج ولم تتسنَ الفرصة لغسل يديك بالماء والصابون، فإنه يمكنك تطهير اليدين بمعقم شريطة أن يتضمن الكحول الإيثيلي بنسبة 70%.

النوم الجيد 

أثبتت بعض الدراسات العلمية وجود علاقة وثيقة بين أخذ القسط الكافي من النوم وتعزيز الجهاز المناعي للحامل، لذا من المهم أن توفري هذا العامل لتقوية مناعتك وبالتالي تجنب التعرض لنزلات البرد خلال فترة الحمل. 

إدراج المأكولات الغنية بفيتامين سي إلى غذائك

الليمون، البرتقال، الرمان وأي أطعمة أخرى مشبعة بفيتامين C تسهم بشكل كبير في تقوية المناعة، وبالتالي التقليل من فرص الإصابة بنزلات البرد خلال الحمل. 

التطعيم ضد الإنفلونزا 

يقلل التطعيم من خلال الحقن من فرص الإصابة بنزلات البرد حوالي 4 مرات، ويجب العلم بأنه وقائي وليس علاجا لنزلة البرد، لذا يوصى بالحصول عليه خلال الحمل لا سيما في الفترة الأخيرة من الحمل، لأنه يعطي الفرصة لأن تتكون أجسام مضادة وبالتالي الوقاية من الإنفلونزا، بالإضافة إلى فائدة أخرى تعود بالنفع والفائدة الكبيرين على الطفل بعد الولادة؛ لأنه بمثابة عامل مناعي استباقي تم اكتسابه من خلال الأم.

الإكثار من شرب الماء 

شرب الماء بكثرة من أبرز طرق الوقاية من نزلات البرد عند الحامل؛ لأنك تصبحين بأفضل صحة ولديكِ القدرة على مجابهة من الأمراض والعدوى. 

ختامًا وبعد العرض الشامل لموضوعنا نزلات البرد عند الحامل، تيقني أن جهاز المناعة لديك قد يطرأ عليه بعض التغييرات بمجرد حدوث الحمل، لذا تصبحين عرضة لبعض المشكلات الصحية، كالإنفلونزا، حينها لا تجعلي القلق يدفعك إلى تناول العقاقير الطبية، خذي العلاجات الطبيعية المنزلية حلًا مثاليًا واتبعي الإجراءات الوقائية، وإذا تفاقم الأمر لا تترددي حيال التحدث مع طبيبك، حفاظًا على صحتك وجنينك.