منوعات

سبيس إكس وStarlink.. خبير يوضح لـ الشروق خصائص الإنترنت الفضائي وإمكانية استخدامه في مصر

نشر في:
السبت 12 مارس 2022 – 2:58 م
| آخر تحديث:
السبت 12 مارس 2022 – 2:58 م

أعلنت شركة “سبيس إكس” التي يمتلكها إيلون ماسك، عن تقديم خدمتها عبر الأقمار الصناعة من خلال خدمة “Starlink”، في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، بدءا من عام 2023.

وتقوم فكرته على توفير خدمات الإنترنت في كل دول العالم، خاصة في الأماكن التي لا تتوفر بها تغطية جيدة لشبكات المحمول اللاسلكية، وكذلك التي لا تتوفر فيها بنية تحتية تسمح لسكانها بالحصول على الإنترنت الأرضي، المعتمد على الكابلات الأرضية.

وأثار إعلان الشركة تقديم خدمة الإنترنت الفضائي في مصر، حالة من الجدل، حول التكلفة العالية للاشتراك، وكذلك الوضع القانوني لاستخدام تلك التقنية.

وفي هذا الصدد، حاورت “الشروق”، المهندس إسلام غانم، استشاري تقنية المعلومات والتحول الرقمي، لمعرفة تفاصيل كاملة حول خدمة الإنترنت الفضائي وإمكانية استخدامها في مصر.

وإلى نص الحوار:

• ما هو الإنترنت الفضائي وكيف يعمل؟

– هو تقنية يتم فيها الاتصال بالإنترنت عن طريق القمر الصناعي دون الحاجة إلى الكابلات الأرضية، بل عن طريق طبق من نوع خاص، وبه سلك مثل “الراوتر”، يتم وضعه فوق أسطح المنازل، ويقوم بالتقاط الإنترنت من القمر الصناعي مباشرة، وبالتالي لا يحتاج إلى شريحة أو خط أرضى.

والإنترنت الفضائي موجود منذ فترة وهناك شركات عديدة تقدم هذه الخدمة، لكن كان هناك عائق أن الأقمار الصناعية للشركات الحالية -قبل استخدام الإنترنت الفضائي- كانت توضع على بُعد كبير جدا، يبلغ 35 ألف كيلومتر.

• ما هي الشركة المسؤولة عن خدمة الإنترنت الفضائي؟

– يعد الإنترنت الفضائي، أحد مشروعات شركة “سبيس إكس” لاستثمار واستغلال الفضاء، وقامت الشركة بتنفيذ مشروعها عن طريق وضع الأقمار الصناعية على بُعد 500 كيلومتر فقط وليس 35 ألفا كما هو الحال في الشركات الأخرى، وبالتالي فإن هذا الارتفاع المنخفض، خلق فرقا كبيرا جدا في سرعة الإنترنت بالمقارنة مع الأقمار الحالية.

• ما الفرق بين الإنترنت الفضائي والعادي؟

– هناك عدة اختلافات، منها أن الإنترنت الفضائي لا يحتاج إلى شريحة أو خط أرضي، بل طبق يتم شراؤه من شركة “ستار لينك” بنحو 500 دولار، والاشتراك الشهري بحوالي 90 دولارا.

وأعلنت الشركة أن سرعة الإنترنت الفضائي ستكون بمقدار من 100 إلى 150 ميجا لكل ثانية، في حالة الاشتراك العادي بمبلغ 100 دولار في الشهر، وهناك الاشتراك الأغلى ويعطي من 150 إلى 500 ميجا في الثانية، وسيكون الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية.

لكن سنتحدث عن الاشتراك العادي حاليا، حيث تكون سرعته هي نفس سرعة الإنترنت الموجودة في الولايات المتحدة، وهي أسرع بكثير من الموجود في الشرق الأوسط كله وليس مصر فقط، وهنا يتضح الفرق بين الإنترنت الفضائي والعادي.

بالإضافة إلى أن في حالة الإنترنت الحالي، هناك بعض الأماكن لم يدخلها الإنترنت لعدم وجود بنية تحتية. كذلك هناك فرق آخر بين النوعين، وهو أنه بدخول الإنترنت الفضائي، سيصل الإنترنت إلى السفن في البحار والمحيطات، وكذلك الطائرات في الجو، وهو أمر غير متوفر في حالة الإنترنت العادي في بعض الدول.

• ما قصة الإنترنت الفضائي وكيف بدأت؟

– بدأت منذ فترة، عندما قررت مجموعة من الشركات تجربة الحصول على الإنترنت من خلال القمر الصناعي، لكن بدت لهم مشكلة أن القمر لكي يغطي الكرة الأرضية كلها، كان يوضع على مسافة عالية جدا بعيدا عن سطح الأرض بنحو 35 ألف كيلومتر؛ لذا كان الإرسال والاستقبال لإشارة الإنترنت ضعيفا جدا.

بينما فكرت شركة “سبيس إكس” في مشروع الإنترنت الفضائي بطريقة أخرى، بحيث يكون على ارتفاع منخفض يبلغ نحو 500 كيلومتر، وبالتالي أصبح الإنترنت الفضائي يغطي مساحة أكبر، وبدأت فكرة المشروع عام 2015، وأطلقت الشركة أول قمر صناعي عام 2017، وتمتلك حاليا 2000 قمر صناعي على مستوى أجزاء من الكرة الأرضية.

ووضعت الشركة خطتها للمشروع على مرحلتين، الأولى يصل عدد الأقمار فيها إلى 12 ألف قمر صناعي بتكلفة 10 ملايين دولار، والثانية إطلاق 30 ألف قمر صناعي، وستقوم الشركة بعمل شبكة من الأقمار حول الكرة الأرضية لتمد سكان الأرض جميعا بالإنترنت.

وبعد النجاح الباهر الذي حققته شركة “سبيس إكس”، حاولت بعض الشركات الدخول على هذا الخط لتستحوذ على جزء منه؛ لأن الشركة أصبحت بدون منافس لها، وبالتحديد ظهرت 3 شركات لتنافس “سبيس إكس”، وهي الشركة الصينية “China Satellite Net”، التي أنشأت مشروعا شبيها بالإنترنت الفضائي، لكنها حتى الآن لم تعلن عن إطلاق أي قمر صناعي.

كذلك حاول مالك “أمازون” إنشاء شركة لمنافسة مشروع “سبيس إكس”، وظهرت شركة ثالثة بريطانية، لكن الـ3 شركات حتى الآن لم تطلق قمرا صناعيا واحدا، بينما أطلقت شركة “سبيس إكس” 2000 قمر حتى هذه اللحظة.

كما يجدر الإشارة إلى أنه حتى هذه اللحظة، أصبح لدى الشركة عملاء في 20 دولة، وبالتالي فإن ما تحقق في تلك التجربة الصغيرة التي بدأت في 2015 وكانت مجرد فكرة، وفي 2017 إطلاق أول قمر للوصول لعدد من المشتركين، معظمهم في الدول الغربية والولايات المتحدة، يعد نجاحا كبيرا، والدليل على ذلك أن بعض الشركات حاولت الدخول في هذا السباق الذي بدأته “سبيس إكس”، وذلك فى حد ذاته يعتبر نجاحا.

• ما هي التحديات التي ستواجه خدمة الإنترنت الفضائي؟

بعد إعلان نجاح تجربة الإنترنت الفضائي، انتقد علماء الفلك أن يكون هناك شركة واحدة تمتلك 30 ألف قمر صناعي تدور في مدار منخفض، معللين أن ذلك سيكون عائقا في اكتشاف الفلك والعلوم الخاصة به، بينما أفادت الشركة بأنه تم تصنيع الأقمار بتقنية لا تعوق حركة الفلك.

أما العائق الثاني هو الاتفاق مع الحكومات؛ لأنه لو أطلقت الشركة خدمة الإنترنت الفضائي بدون اتفاق، من الممكن أن تقوم الدولة بتشفير الخدمة وتجريم استخدامها وفرض العقوبات على المشتركين فيها، وحسب قانون تنظيم الاتصالات المصري، لابد لهذه الشركات من تقنين أوضاعها قبل توفير خدمات الاتصالات داخل مصر.

وبالتالي، لابد أن تتعاقد الشركة مع الحكومات أولا، وبالفعل فإن “سبيس إكس” تعاقدت مع حكومات 20 دولة للعملاء الموجودين حاليا، وأنا اعتقد أنه فيما بعد ستظهر مشكلة الحاجة إلى خدمة عملاء تستوعب هذا الكم؛ لأن التقنية ليست على مستوى دولة واحدة بل العالم.

كما أنه ستكون هناك منافسة كبيرة، حيث ستدخل الشركات الموجودة حاليا على خط المنافسة مع الإنترنت الفضائي، وستحاول تحسين جودة الإنترنت، وهو ما يصب في مصلحة العملاء.