منوعات

أسباب السعادة من أقوال أهل السعادة

أسباب السعادة من أقوال أهل السعادة

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فزوال الهموم، وذَهاب الغموم، وجلاء الأحزان، وراحة البال، مطلب لكل إنسان في هذه الحياة، فهي السعادة التي ينشدها كل إنسان، لكن لا يمكن أن يسعد الإنسان ويرتاح وتزول همومه وغمومه وأحزانه، وهو فاقد لنعمة الإسلام، ونعمة الإيمان بالله، والهداية، وهؤلاء الكفار عندما فقدوا هذه النعم، صارت حياتهم بؤسًا وشقاءً، ورعبًا وهلعًا، وخوفًا وأحزانًا، وهمومًا وغمومًا، رغم ما يتمتعون به من نعم دنيوية، قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: السعادة في الدنيا والآخرة ليست بوجود الأسباب الدنيوية، فهم عندهم [أي: الكفار] من الأسباب الدنيوية الشيء الكثير، ومع ذلك لم يسعدوا في حياتهم، إذ عندهم من الشقاء والبؤس ما الله به عليم.

 

إن السعادة في الاستقامة، فمن رام السعادة الحقيقية، فليجاهد نفسه ليكون من أهل الهداية، فلا تقتصر سعادته على الحياة الدنيا، بل يكون سعيدًا في دنياه، وفي قبره، وفي آخرته، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الموت لا بد منه، فإن كان العبد من أهل الهداية، كان سعيدًا بعد الموت، وكان الموت موصلًا له إلى السعادة الدائمة الأبدية، فيكون رحمة في حقه.

 

ومن رغب البحث عن أسباب السعادة، فليبحث عنها عند أهل السعادة، وهم العلماء الربانيون، وقد يسَّر الله الكريم لي، فجمعتُ بعضًا من أقوالهم، عن أسباب السعادة، أسأل الله أن ينفعني والمسلمين بها.

 

معرفة الله جل جلاله، وتوحيده وإفراده بالعبادة:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:اللذة التامة والفرح والسرور، وطيب العيش، والنعيم، إنما هو في معرفة الله، وتوحيده والأُنس به، والشوق إلى لقائه، واجتماع القلب والهمِّ عليه، فإن أنكد العيش عيش من قلبه مُشتت، وهمه مفرَّق، فاحرِص أن يكون همُّك واحدًا، وأن يكون هو الله وحده، فهذا غاية سعادة العبد، وصاحب هذه الحال في جنة معجلة قبل جنة الآخرة وفي نعيم عاجل.

 

وقال: التوحيد يفتح للعبد باب السعادة.

 

وقال العلامة السعدي رحمه الله: هذان الأمران وهما: معرفته وعبادته، هما اللذان خَلَقَا الله الخلق لأجلهما، وهما الغاية المقصودة منه تعالى لعباده، وهما الموصلان إلى كل خير وفلاح وصلاح، وسعادة دنيوية وأخروية، وهما أشرف عطايا الكريم لعباده، وهما أشرف اللذات على الإطلاق، وهما اللذان إن فاتا فات كل خير، وحضر كل شر.

 

وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك:

السعادة سببها توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، وطاعته وطاعة رسله، هذه أسس السعادة.

 

وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: سعادة العبد وعِظَم صلاح قلبه، وعِظَم صلاح روحه، بأن يكون تعلقه بالله جل وعلا وحده.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز محمد السدحان: توحيد الله تعالى من أعظم أبواب السعادة.

 

محبة الله جل جلاله:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: محبة الله وحده، ومحبة ما أحبَّ، وهذه المحبة هي أصل السعادة ورأسها، وقال: المحبة روح الإسلام، وقطبُ رحى الدين، ومدار السعادة والنجاة، وقال: أعظم سعادة العبدة تفريغ قلبه لحب الله، ولسانه لذكره.

 

الاعتصام بالله عز وجل والتوكل عليه:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: مدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله، والاعتصام بحبله، ولا نجاة إلا لمن استمسك بهاتين العصمتين.

 

فأما الاعتصام بحبله فإنه يعصم من الضلالة، والاعتصام به يعصم من الهلكة، والاعتصام به، فهو التوكل عليه والامتناع به، والاحتماء به وسؤاله أن يحمي العبد ويمنعه، ويعصمه ويدفع عنه.

 

طاعة الله عز وجل وعبادته:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الطاعة عاقبتها سعادة الدنيا والآخرة.

وقال أسعد الخلق أعظهم عبودية لله، وقال: سعادة العبد أن يفعل المأمور ويترك المحظور.

 

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: رب العالمين، وأرحم الراحمين، وأقدر القادرين، لا تُنال سعادة إلا بطاعته، وقال: فأوامره سبحانه، وحقه الذي أوجبه على عباده، وشرائعه التي شرعها لهم، هي قرة العيون، ولذة القلوب، ونعيم الأرواح وسرورها، وبه سعادتها، وقال: امتثال أمر الله غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده.

 

وقال السعدي رحمه الله: امتثال أمر الله وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة.

 

تقديم حق الله جل جلاله على هوى النفس:

وقال العلامة ابن عبدالسلام رحمه الله: السعادة كلها في اتباع الشريعة، في كل ماورد، وصدر، ونبذ الهوى فيما يخالفها.

 

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ما قدَّم أحد حق الله على هوى نفسه وراحتها، إلا رأى سعادة الدنيا والآخرة، ولا عكس ذلك، فقدم حظ نفسه على حق ربه، إلا ورأى الشقاوة في الدنيا والآخرة.

 

الرد عند التنازع إلى حكم الله ورسوله:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]؛ أي: هذا الذي أمرتكم به من طاعتي وطاعة رسولي وأولي الأمر، وردِّ ما تنازعتم فيه إليَّ وإلى رسولي – خير لكم في معاشكم ومعادكم، وهو سعادتكم في الدارين، فهو خير لكم وأحسن عاقبة، فدلَّ هذا على أن طاعة الله ورسوله وتحكيم الله ورسوله، هو سبب السعادة عاجلًا وآجلًا.

 

اتباع سنة الرسول علية الصلاة والسلام:

قال الحسن الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد: موافقة السنة في أفعاله.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعادة والهدى في متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: فلا نجاة للعبد ولا سعادة إلا باجتهاده في معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علمًا، والقيام به عملًا، وكمال هذه السعادة بأمرين آخرين:

 

أحداهما: دعوة الخلق إليه،

الثاني: صبره وجهاده على تلك الدعوة.

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: الخير كله، والسعادة في الدنيا والآخرة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والسير على سنته، وسلوك مسلك أصحابه رضي الله عنهم؛ لأنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، هم وأتباعهم بإحسان؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: 100].

 

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الله تعالى بارك في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام بركةً لا نظير لها، ومن بركة دعوته ما يحصل لتابعه من الطمأنينة، والاستقرار، والسعادة، والثبات وغير ذلك.

 

الإيمان الصحيح، والعمل الصالح:

قال العلامة السعدي رحمه الله: الإيمان الصحيح، والعمل الصالح، عنوان على سعادة صاحبه، وأنه من أهل الرحمن، ومن الصالحين من عباد الرحمن.

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: في سورة العصر أن من صفات الرابحين الناجينالسعداء: الإيمان، والعمل الصالح، هذه صفات الرابحين، وصفاتالسعداء.

 

وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: أسس السعادة: إيمان وتقوى، وعمل صالح، ولا تكون السعادة بدون ذلك.

 

الرضا بالقضاء والقدر:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: سعادة العبد أن يسلم للمقدور.

 

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: الرضا بالمقدور من سعادة ابن آدم، كما في المسند والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله)، فالرضا بالقضاء من أسباب السعادة.

 

الإخلاص في العمل:

قال ذو النون رحمه الله: من أعلام السعادة: الإخلاص في السعي.

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: الإقبال على الله والإخلاص له، فيا سعادة من دخل في هذا الحصن.

وقال العلامة السعدي رحمه الله: عنوان سعادة العبد، إخلاصه للمعبود.

وقال: لا طريق للفلاح سوى الإخلاص في عبادة الخالق، فمن وفِّق لذلك فله القدح المُعلى من السعادة، والنجاح والفلاح.

وقال: مدار السعادة ومادتها: الإخلاص لله الذي أصله الإيمان بالله.

 

العلم النافع والعمل الصالح:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الخير والسعادة والكمال والصلاح منحصر في نوعين: في العلم النافع، والعمل الصالح.

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: العلم النافع هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله، ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته، ويدفعه إلى أداء فرائض الله وإلى ترك محارم الله، وإلى الدعوة إلى الله عز وجل، ومن رزق العلم النافع فقد رزق أسبابالسعادة إذا عمل بذلك، واتقى الله في ذلك.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: العلم هو أعظم باب للسعادة، وهو المفتاح الأكبر للأُنس والراحة.

 

وقال العلامة السعدي رحمه الله: أما العلم النافع، فهو العلم المزكِّي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين، وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث وتفسير وفقه، وما يعين على ذلك من علوم العربية.

 

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: العلم النافع والعمل الصالح اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسبهما، فمن رُزِقهما فقد فاز وغَنِمَ، ومن حُرمهما فالخيرَ كلَّه حُرِمَ، وهما مورد انقسام العباد إلى مرحوم ومحروم.

 

وقال: محبةُ العلم من علامات السعادة وبغضُ العلم من علامات الشقاوة، وهذا كله إنما هو في علم الرسل الذي جاؤوا به، وورثوه للأمَّة، لا في كلِّ ما يسمى علمًا.

 

الفقه في الدين:

قال ذو النون رحمه الله: من أعلام السعادة: الفقه في الدين.

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من فقِه في الدين كان من أهل السعادة.

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: من أسبابالسعادة التفقه في الدين؛ كما قال علية الصلاة والسلام: (مَن يُرد الله به خيرًا يفقِّه في الدين)، فمن علامات الخير والسعادة التفقه في دين الله، والتفقه في الشريعة، حتى يعرف المسلم ما يجب عليه وما يحرم عليه، فيعبد الله على بصيرة.

 

الاستمرار في تعلم مسائل التوحيد والقراءة في مسائله:

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: العلم هو الشفاء، فالتعلم لا بد منه، ومن قال: التوحيد أمر فطري، لا نحتاج إلى أن تعلمه، ولا إلى أن نبذل فيه الوقت، ولا الجهد، فهذا جاهل بنفسه، وجاهل بحق ربه عز وجل، بل التوحيد يحتاج العبد أن يتعلمه دائمًا، حتى لا يقع في شيء من نواقض ذلك التوحيد، فمن علامات سعادة المؤمن، وطالب العلم، والداعي إلى الله عز وجل أن يكون دائم التعلم للتوحيد، والقراءة في مسائله.

 

التوبة والإنابة إلى الله:

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: من السعادة أن يطول عمرُ العبد ويرزُقه الله الإنابة.

 

وقال العلامة السعدي: قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ [التوبة: 74]؛ لأن التوبة أصل لسعادة الدنيا والآخرة.

 

وقال: سمى الله الرجوع إليه فرارًا؛ لأن في الرجوع إلى غيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز.

 

وقال العلامة ابن باز: التوبة إلى الله فيها الخير العظيم، والسعادة في الدنيا والآخرة.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز محمد السدحان: من أسباب السعادة: المبادرة بالتوبة النصوح.

 

فائدة:

يقول أحد الممثلين التائبين: لقد بحثت عن السعادة طوال عمر وجودي في مهنة الفن، فلم أجدها، حُزت الكثير من المال فلم أجد السعادة، نلت الكثير من الشهرة فلم أجد السعادة، تجولت في العالم فلم أجد السعادة، يراني الناس أضحك فيظنون أنني سعيد، وأنا أتعذَّب من الداخل بكل ما تعني هذه الكلمة، لم أجد السعادة إلا بعد الرجوع إلى الله، السعادة في الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، وهذه العناصر الثلاثة التي تؤدي للاستعداد ليوم الرحيل، وهذا والله هو سرُّ السعادة.

 

وتقول فنانة تائبة: حياتي الآن راحة بعد قلق، وسعادة بعد عذاب، واطمئنان بعد تكالب على الدنيا، فالماضي كان عبارة عن حياة صاخبة، مليئة بالقلق، والتوتر، والخوف، لكن حياة اليوم فيها حب الله تعالى.

 

التقوى:

قال العلامة السعدي رحمه الله: امتثال العبد لتقوى ربه، عنوان السعادة، وعلامة الفلاح، وقال: ينبغي الاهتمام بما يجلب السعادة الأبدية، وهو التقوى.

 

وقال: السعداء هم: المؤمنون المتقون.

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: التقوى هي سبب السعادة والنجاة، وتفريج الكروب، والعز والنصر، وهي سبب الأمن والخير والسعادة في الدنيا والآخرة.

 

الهداية والاستقامة على دين الله:

قال الإمام ابن حزم رحمه الله: السعيدُ من أَنِسَتْ نفسُه بالفضائل والطاعات.

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: العبد مضطرٌّ دائمًا أن يهديه الله الصراط المستقيم، فإنه لا نجاة من العذاب ولا وصول إلى السعادة إلا بهذه الهداية.

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: من أراد الأمن في الدنيا والسعادة في الآخرة، فعليه بهذا الدين وأن يلتزم به.

 

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: إذا رأيت من نفسك أن الله عز وجل قد منَّ عليك بالهداية، والتوفيق والعمل الصالح، ومحبة الخير وأهل الخير، فأبشر فإن في هذا دليلًا على أنك من أهل اليسرى الذين كُتبت له السعادة.

 

وقال العلامة صالح الفوزان: إذا تولاك الله برعايته وبتوفيقه وهدايته في الدنيا وفي الآخرة، فإنك تسعد سعادة لا شقاء بعدها أبدًا، في الدنيا يتولاك بالهداية والتوفيق والسير على المنهج السليم، وفي الآخرة يتولاك بأن يدخلك جنته خالدًا مخلدًا.

 

ومن استقام على طاعة الله سهُلت عليه الطاعة، وتيسَّرت له أسبابها، وهذا من علامات سعادته؛ قال ذو النون رحمه الله: من أعلام السعادة: التيسير للعمل.

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من كان سعيدًا ييسَّر للأعمال الصالحة التي تقتضي السعادة.

 

وقال العلامة السعدي رحمه الله: قال صلى الله عليه وسلم: (أما أهل السعادة، فييسَّرون لعمل أهل السعادة)، فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرةً له، مسهَّلةً، ومحفوظًا بحفظ الله عن الأعمال التي تضُرُّه، كان هذا من البشرى التي يَستدلُّ بها المؤمن على عاقبة أمره، فإن الله أكرمُ الأكرمين، وأجودُ الأجودين، وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمَّهُ.

 

وقال ابن عثيمين رحمه الله: تجد الإنسان السعيد – نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم – يسهل عليه عمل أهل السعادة، فتَسهُل عليه الصلاة، وتسهل عليه الصدقة، وتسهل عليه صلاة الأرحام، ويسهل عليه كلُّ عمل خير، فإذا رأيت أن الله قد منَّ عليك بهذا، وأن عمل الخير مُيسر لك، فأبشر بالخير، فإن هذا يدلُّ على أنك من أهل السعادة.

 

والسعيد يسعد بالأعمال الصالحة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعيد يسعد بالأعمال الصالحة.

 

تلاوة القرآن الكريم، وتدبُّره، واتباع ما فيه:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمُّل له، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تُطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما، وثمراتهما ومآل أهلهما، وتَتِلُّ في يده مفاتيح كنوز السعادة.

 

وقال العلامة الزركشي رحمه الله: الحمد لله الذي نوَّر بكتابه القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمتهُ الحكماء، وأبكمت فصاحته الخطباء، فالسعيد من صرف همتَه إليه، ووقف فكره وعزمه عليه.

 

وقال العلامة السعدي رحمه الله: الذكر الذي أنزله الله على رسوله، الذي فيه حياة القلب والروح، وسعادة الدنيا والآخرة، وفلاح الدارين.

 

وقال: المؤمن مهتد بالقرآن متبع له، سعيد في دنياه وآخراه.

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله: السعيد من تدبره وتعقَّله وعمِل بما فيه، والشقي من أعرض ذلك، واتَّبع الهوى والشيطان، نعوذ بالله من ذلك.

 

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: بركة القرآن ما يحصل للمتمسِّك به من صحة القصد، وسلامة المنهج، والسعادة في الدنيا والآخرة.

 

وقال: فعليك يا أخي بتدبر القرآن، فستجد فيه العجائب من المواعظ والأحكام والحكم، فإن هذا القرآن يا إخواني كلامُ رب العالمين الذي أنزله لنتدبر آياته ونتعظ به، والقرآن خير وبركة، فعليك بتدبر آياته، وتصديق أخباره، والعمل بأحكامه، إن كنت تريد السعادة في الدنيا والآخرة.

 

وقال: كتاب الله كله فوائد، فالسعيد من تدبَّره وتعقله، وعمل بما فيه.

 

التعامل مع الناس بما يرضي الله عز وجل:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الناس، السعيد الرابح من عامل الله فيهم، ولم يعاملهم في الله، وخاف الله فيهم، ولم يخفهم في الله، وأرضى الله بسخطهم، ولم يُرضهم بسخط الله، وراقب الله فيهم، ولم يراقبهم في الله، وآثر الله عليهم، ولم يؤثرهم على الله، وأمات خوفهم ورجاءهم وحبَّهم من قلبه، وأحيا حبَّ الله وخوفه ورجاءه فيه.

 

حسن الخلق:

قال أبو علي الجوزقاني رحمه الله من علامات سعادة العبد حسن أخلاقه مع الإخوان.

 

الصدق في الأقوال والأعمال:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:السعادة دائرة مع الصدق والتصديق.

 

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فيه عظم مقدار الصدق في القول والفعل، وتعليق سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرهما به.

 

التواضع والرحمة:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زِيدَ في علمه زِيدَ في تواضعه ورحمته.

 

الحياء:

قال محمد بن منصور الطوسي رحمه الله: من السعادة: الحياء.

 

فعل الخير والإحسان إلى الآخرين:

قال أبو علي الحسن بن علي الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد بذل معروفه للخلق.

 

وقال الإمام الغزالي رحمه الله: الإحسان سبب الفوز ونيل السعادة.

 

وقال الإمام النووي رحمه الله: وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعسر، والوضع عنه، إما كلُّّ الدَّين، وإما بعضه من كثير أو قليل، وفضل المسامحة، وأنه لا يَحتقر شيئًا من أفعال الخير، فلعله سبب السعادة والرحمة فيه.

 

وقال العلامة السعدي رحمه الله: عنوان سعادة العبد سعيُه في نفع الخلق.

 

وقال: مدار السعادة ومادتها الإحسان إلى الخلق بجميع وجوه الإحسان.

 

القناعة:

قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: قال علية الصلاة والسلام: (خيرُ الناس من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه)، لوكان عندك أموال قارون وأنت غير قانع، فلن تسعد بها، ولو كان عندك ما يكفيك قوت يومك وأنت قانع وشاكر لله تعالى، فستحظى بالسعادة.

 

حفظ الأمانة وعدم الخيانة:

قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: حفظ الأمانة يوجب سعادة الدارين والخيانة توجب الشقاء فيهما.

 

السلامة من الظلم والجهل:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعيد من تاب الله عليه من جهله وظلمه، وإلا فالإنسان ظلوم جهول.

 

نبذ الخُيلاء والكبرياء:

قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: الزَم رحمك الله اللصوق إلى الأرض، والإزراء على نفسك، وهضْمها، ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة، أو حُب ظهور أو عجب، ونحو ذلك من آفات العلم القاتلة له، المذهبة لهيبته، المُطفئة لنوره، وكلما ازددت علمًا أو رفعة في ولاية، فالزَم ذلك تُحرِز سعادةً عظمى.

 

قلة العيوب:

قال الإمام ابن حزم رحمه الله: لا يخلو مخلوق من عيب، فالسعيد من قلَّت عيوبه ودقَّت.

 

أن تكون سيئات العبد نُصب عينيه:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه إذا أراد بعبده خيرًا أنساه رؤية طاعاته، ورفعها من قلبه ولسانه، فعلامةُ السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره، وسيئاتهُ نصبَ عينيه.

 

طاعة الله، وخوف عدم القبول:

سئل سعيد بن إسماعيل بن سعيد الحيري رحمه الله: ما علامة السعادة؟ فقال: علامة السعادة أن تطيع الله وتخاف أن تكون مردودًا.

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: من علامة السعادة أن تطبع، وتخاف ألا تقبل.

 

الزوجة الصالحة والأبناء البررة:

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من سعادة المرء أن تكون زوجته صالحة، وأولاده أبرارًا.

 

قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: السعيد إذا حصلت له امرأة عَلِمَ دينها، ومال إليها، عقد الخنصر على صحبتها.

 

المعاشرة بالمعروف بين الزوجين:

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الواجب على الإنسان إذا كان يحب أن يحيا حياة سعيدة مطمئنة، هادئة أن يعاشر زوجته بالمعروف، وكذلك بالنسبة للزوجة مع زوجها وإلا ضاعت الأمور وصارت الحياة شقاء، فعليك يا أخي بالمعاشرة بالمعروف، وقال: الألفة بين الزوجين تجعل الحياة سعيدة، واسأل من ألَّف الله بينهم وبين زوجاتهم كيف يحيون أسعد ما يكون، ومن بينه وبين أهله شيء من الجفاء، فانظر ماذا يكون عليه كل يومٍ، وكلَّ صباح، كل منهما يدعو على الثاني، ويتعبون الناس، ويتعبون القضاة، ويتعبون أقاربهم.

 

ولذلك أَحُثُّ إخواني الذكور أو أخواتي الإناث على الصبر، ودوام الحال من المُحال، وعلى التَّحمُّل، وعلى طلب الألفة حتى يكون الزوجان سعيدين.

 

مصاحبة الصالحين

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من سعادة المرء: أن يكون إخوانه صالحين.

وقال أبو علي الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد: صحبته لأهل الصلاح.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: مجالسة الصالحين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم، وعلى رأسهم العلماء، وطلبة العلم.

 

فائدة: يقول مغني تائب: اشتهرت شهرة كبيرة، وأصبح اسمي على كل لسان، وصوتي يسمع في كل بيت، وعلى الرغم من هذه الشهرة، فإني لم أكنْ غيرَ سعيدٍ، كنت أشعر بالتعاسة والشقاء، وأحس بالملل، وبضيق الصدر.

 

ثم ذكر أنه تعرف على صحبة طيبة عن طريق أخيه، يقول: كنت أشعر بشعور غريب وأنا أجلس معهم، وكنت أشعر بسعادة عظيمة تغمرني، لم أشعر بها من قبل، كنت أشعر بالسعادة مع هؤلاء الأخيار تزداد يومًا بعد يوم، والضيق والهم والشقاء يتناقص يومًا بعد يوم، حتى امتلأ صدري بنور الإيمان، وعرفت الطريق إلى الله الذي كنت قد ضللت عنه مع ما كنت أملِكه من المال والثراء والشهرة، وأدركت أن السعادة ليست في ذلك المتاع الزائل، إنما هي في طاعة الله عز وجل.

 

نسيان الأحزان:

قال الإمام ابن حزم رحمه الله: إذا نام المرء، خرج عن الدنيا، ونسي كل سرورٍ وحزن، فلو رتب نفسه في يقظته على ذلك أيضًا لسعد السعادة التامة.

 

ملازمة جماعة المسلمين:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه وصلواته وسعادة الدنيا والآخرة.

 

الاستخارة:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: في المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى)، فالمقدور يكتنفه أمران: الاستخارة قبله، والرضا بعده، فمن توفيق الله لعبده وإسعاده إياه أن يختار قبل وقوعه.

 

العقل:

قال الإمام ابن حبان رحمه الله: لا يتم دين أحد حتى يتم عقله وعمود السعادة العقل.

 

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: العقل عقلان: عقل غزيري، وهو أبُ العلم ومربيه ومُثمره، وعقل مكتسب مستفاد، وهو ولد العلم وثمرته ونتيجتُه.

 

فإذا اجتمعا في العبد، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، واستقام له أمرُه، وأقبلت عليه جيوشُ السعادة من كل جانب.

 

التماس الأعذار للمخطئ، وقبول عذره:

قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: التماس الأعذار لمن أخطأ في حقك من إخوانك، بسبب غضب أو انفعال، فاعتبرها زلة، وإذا اعتذر لك فاقبَل عذره.

 

استغلال الوقت فيما ينفع:

قال أبو علي الحسن الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد: مراعاته لأوقاته.

 

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: ثم تبرُق له بارقة أخرى، يرى في ضوئها عزة وقته، وخطره وشرفه، وأنه رأس مال سعادته، فيبخل به أن يضيعه فيما لا يقربه إلى ربه، فإن في إضاعته الخسران والحسرة والندامة، وفي حفظه وعمارته الربح والسعادة، فيشحُّ بأنفاسه أن يضيعها فيما لا ينفعه يوم معاده.

 

الصبر، والشكر، والاستغفار:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه وتعالى المسؤول المرجو الإجابة أن يجعلكم ممن إذا أنعم الله عليه شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هذه الأمور الثلاثة هي عنوان سعادة العبد.

 

وقال: ولما كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها ألا يهمل هذين الأصلين العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين، وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين؛ ليجعله يوم لقائه مع خير الفريقين، فلذلك وضع هذا الكتاب للتعريف بشدة الحاجة والضرورة إليهما، وبيان توقُّف سعادة الدنيا والآخرة عليهما.

 

وقال عنوان سعادة العبد أن يكون شاكرًا لله على نعمه، الدينية والدنيوية، وأن يرى جميع النعم من ربه، فلا يفخر بها ولا يعجب بها، بل يرى أنها تستحق عليه شكرًا كثيرًا.

 

وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركاُ أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.

 

قال العلامة ابن باز رحمه الله: هؤلاء الثلاث عنوانالسعادة، وإذا حرص المؤمن على هذه الكلمات تمت سعادته.

 

وقال: من رزق هذه الأمور الثلاثة وما شرعه الله فيها: وهو الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والتوبة عند الذنب، تمت سعادته وأفلح غاية الفلاح.

 

وقال العلامة السعدي رحمه الله: سنته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل أن من قام بدينه وشرعه لا بد أن يبتليَه، فإن صبر على أمر الله، ولم يبال بالمكاره الواقعة في سبيله، فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها، ومن السيادة آلتها.

 

وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: هذه الأمور الثلاث: إذا أُعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، هي عنوان السعادة، من وُفِّق لها نال السعادة.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي: علامات السعادة: إذا أصابه نعمة شكر، وإذا أصابته بلية صبر، وإذا أذنب يتوب، ويستغفر.

 

خوف الشقاوة:

كان أبو الحسن الضرير رحمه الله، يقول: علامة السعادة: خوف الشقاوة.

 

الدعوة إلى الله عز وجل، والتواصي بالحق وبالصبر:

قال العلامة ابن باز رحمه الله: في سورة العصر أن من صفات الرابحين الناجين السعداء التواصي بالحق والتواصي بالصبر هذه صفات الرابحين، صفات السعداء.

 

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ من أثر الدعوة على الإنسان في نفسه أن الداعية إلى الله عز وجل يشعر بالسعادة، ويشعر بانشراح الصدر، ليس عند الداعية إلى الله عز وجل قلق ولا ريب في صدره، ولا بعد عن السكينة والطمأنينة لأنه دعا.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وذلك مع نفسك أولًا، ثم مَن تعول، ثم مع من تستطيع، والأمر بالمعروف من أعظم مفاتيح أبواب السعادة.

 

الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: طوبى لمن شغله عيبُه عن عيوب الناس، وويل لمن نسِي عيبه وتفرَّغ لعيوب الناس، هذا من علامة الشقاوة، كما أن الأول من أمارات السعادة.

 

الاهتمام بأمور المسلمين:

قال أبو علي الحسن بن علي الجوزقاني: من علامات سعادة العبد: اهتمامه بالمسلمين.

 

قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: مشاركة المسلمين في آلامهم وآمالهم، فإذا أحببت أن تسعَد، فشارك إخوانك المسلمين في أفراحهم وأتراحهم.

 

القراءة في كتب أهل العلم الموفقين:

قال العلامة ابن باز رحمه الله: من تأمل أحوال العلم الموفقين الذين نبغوا في هذه الأمة، وتدبروا كتاب ربهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ كأبي العباس بن تيمية رحمه الله، وتلميذيه: العلامة ابن القيم، والحافظ ابن كثير، وغيرهم ممن برزوا في هذا الميدان من أئمة الشأن، من تأمل أحوالهم، وفتح الله عليه بفَهم ما قالوا وكتبوا رأى العجب العجاب، والعبر الباهرة، والعلوم الصحيحة، والقلوب النيرة، والبراهين الساطعة، التي ترشد من تمسك بها إلى طريق السعادة، وسبيل الاستقامة.

 

الورع:

قال محمد بن منصور الطوسي رحمه الله: من السعادة: الورع في الدين.

 

الاستفادة من تجارب الناس:

قال الإمام الماوردي رحمه الله: إن السعيد من تصفح أفعال غيره فانتهى عن سيئها، واقتدى بأحسنها، فنال هنيء المنافع، وأمن خطر التجارب.

 

الزهد في الدنيا:

قال محمد بن منصور الطوسي رحمه الله: من السعادة: الزهد في الدنيا.

 

طهارة القلب:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أسعد الناس في الدنيا: أطهرهم قلبًا.

 

وفي الختام فمن قدَّر الله عز وجل عليه، فلم يجد أنواع النعيم في الدنيا، فلا يظن أنه حُرِمَ السعادة، فليست السعادة في نعيم الدنيا وزينتها، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الدنيا لو كانت هي المقصودة، وهي السعادة، لكان أحق الناس بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يمضي عليه الشهران والثلاثة ما يُوقد في بيته نار، إنما طعامه الماء والتمر، وما شبع ثلاث ليالٍ تباعًا من خبز البر.

 

فلنجاهد أنفسنا لنيل كنوز السعادة التي ذكرها سعداء الأمة، لنفوز بالسعادة الأبدية الدائمة، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فادع نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، والفوز الأكبر.

 

وجهاد المسلم نفسه يكون بالحرص على أداء الواجبات والمستحبات، وترك المحرمات والمكروهات، أسأل الله الكريم لي ولجميع المسلمين السعادة في الدنيا والآخرة.