منوعات

العمدة في الأحكام لعبد الغني المقدسي تحقيق عبد المحسن بن محمد القاسم

العمدة في الأحكام لعبد الغني المقدسي تحقيق عبد المحسن بن محمد القاسم

 

صدر حديثًا كتاب “العمدة في الأحكام”، تأليف: الحافظ “عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي” (ت 600 هـ)، تحقيق: د. “عبد المحسن بن محمد القاسم”، سلسلة “متون طالب العلم”، توزيع: “دار التدمرية للنشر والتوزيع”.

وهذا التحقيق الجديد يتميز بأنه محقق على (12) نسخة خطية نفيسة؛ منها نسخة رئيسة عليها إجازة إلى المصنف.

وبعض هذه النسخ عليها خطوط عدد من كبار العلماء وإجازاتهم؛ كمحمد ابن سماك العاملي، وابن خلدون، وابن الحاج البلفيقي، وابن لُب، وأحمد بن جزي الكلبي، وأبو بكر ابن العجمي، وغيرهم، وقيود العرض والقراءة عليهم، ومنها ما هو منقول من نسخ متصلة بالمصنف أو تلاميذه أو تلاميذهم.

إلى جانب عزو أحاديث الكتاب عزوًا دقيقًا، ونسبة الألفاظ إلى من أخرجها.

مع الترجيح بين فروق تلك النسخ الخطية، وإثباتها في الحواشي.

وامتاز هذا التحقيق بشرح الغريب من الألفاظ، مع بيان الأمكنة والمقادير والاطوال والأوزان وتحويلها إلى المقادير المعاصرة.

وحسن الاعتناء بعلامات الترقيم، وتقسيم المتن.

إلى جانب ذكر المحقق نُكَتًا مفيدة من كلام العلماء على المتن.

وامتاز هذا الإصدار لكتاب “عمدة الأحكام” بوجود نسختان من الكتاب:

(1) نسخة مجردة من حواشي التحقيق مناسبة للحفظ.

(2) نسخة كبيرة تتضمن حواشي التحقيق.

ويعتبر كتاب “عمدة الأحكام” للإِمام الحافظ تقي الدين، أبي محمد عبد الغني المقْدِسِيِّ الجُماعيليِّ الحنبليِّ من أَجود الكتب التي صنفت في أحاديث الأحكام، حيث انتقى المؤلف أحاديثه مما اتفق عليه الإِمامانِ البخاريُّ ومسلم في صحيحيهما إلا في القليل منها ممن انفرد به أحدهما، وأَلفه استجابة لطلب بعض طلبة العلم في اختصار جملة من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وجعل الله لهذا الكتاب قبولًا من أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرهم، ونفع الله به نفعًا عظيمًا وذلك من أمارات حسن قصد المؤلف – رحمه الله تعالى – وسلامة منهجه وعظيم توفيق الله له، ولذا اعتنى به أهل العلم حفظًا وتدريسًا، وشرحًا وتعليقًا، وتَميّز به الكتاب بِأمرين هامّين.

الأمر الأول: صحة الأحاديث الواردة فيه. حيث اشترط مصنّفه الاقتصار على ما اتفق عليه الشيخان رحمهما الله.

الأمر الثاني: اختصاره وشموله لجميع كتب الفقه.

قال الزركشي: “وقد طار – كتابه – في الخافِقَين ذكرُه، وذاع بين الأئمة نشرُه، واعتنى الناس بحفظه وتفهمه، وأكبوا على تعليمه وتعلمه، لا جرم اعتنى الأئمة بشرحه، وانتدبوا لإبراز معانيه عن سهام قَدْحِه” “النكت على العمدة” للزركشي (ص: 2).

وعبد الغني المقدسي هو الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر المقدسي الجمَاعيلي ثم الدمشقي المنشأ الصالحي الحنبلي.

وُلِدَ بجمَاعيل من أرض نابلس سنة541 هـ، ونُسِب لبيت المقدس لقُرب جمّاعيل منه ولأن نابلس وأعمالها جميعًا من مضافات البيت المقدس، ثم انتقل مع أسرته من بيت المقدس إلى مسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي لمدينة دمشق أوَلًا، ثم انتقلت أسرتُه إلى سفح جبل قاسيون فبنوا دارًا تحتوي على عدد كبير الحجرات دُعِيَتْ بدار الحنابلة، ثم شرعوا في بناء أول مدرسة في جبل قاسيون وهي المعروفة بالمدرسة العمرية، وقد عُرِفَتْ تلك الضاحية التي سكنوها بالصالحية فيما بعد نسبةً إليهم لأنهم كانوا من أهل العلم والصلاح.

اتَّجه الحافظ عبد الغني إلى طلب العلم في سن مبكرة، فتتلْمَذ في صغره على عميد أسرته العلامة الفاضل الشيخ محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو عمر، ثم تتلمذ على شيوخ دمشق وعلمائها فأخذ عنهم الفقه وغيره من العلوم.

كانت له رحلات علمية جابَ خلالها كثيرًا من البقاع، وسمع فيها بدمشق والإسكندرية وبيت المقدس ومصر وبغداد وحرَان والموصل وأصبهان وهمذان وغيرها.

امتحن الحافظ عبد الغني الحنبلي لمهاجمته عقيدة الأشاعرة أتباع أبي الحسن الأشعري (ت: 324 هـ)، إذ تبنى الوزير السلجوقي نظام الملك (ت: 485 هـ) المذهب الأشعري وفتح للأشعرية المدارس في بغداد وأرجاء العراق، فتعرض الحافظ عبد الغني لحملة كبيرة وقاسية من جانب الأشاعرة في كل موطن وبقعة زارها، نظرًا لعلمه الواسع واجتماع طلبة العلم عليه وأيضًا نظرًا لحدته وصرامته عند النقاش.

أثنى عليه الذهبي فقال: “الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق العابد الأثري المتبِع”.

قال ابن النجار عنه: “حدَّث بالكثير وصنَّف في الحديث تصانيف حسنة، وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد، قيِّمًا بجميع فنون الحديث، عارفًا بقوانينه وأصوله وعلله وصحيحه وسقيمه وناسخه ومنسوخه وغريبه وشكله وفقهه ومعانيه وضبط أسماء رواته ومعرفة أحوالهم، وكان كثير العبادة ورعًا متمسِّكًا بالسنة على قانون السلف..”.

وقال سبط ابن الجوزي: “كان عبد الغني ورعًا زاهدًا عابدًا يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة ويقوم الليل ويصوم عامة السنَة، وكان كريمًا جوادًا لا يدخِر شيئًا، ويتصدق على الأرامل والأيتام حيث لا يراه أحد، وكان يرقِّع ثوبه ويؤثر بثمن الجديد، وكان قد ضَعُف بصرُه من كثرة المطالعة والبكاء، وكان أوحد زمانه في علم الحديث والحفظ”.

توفاه الله في يوم الاثنين 23 من شهر ربيع الأول سنة 600 للهجرة، وله 59 سنة. ودفن بمقبرة القرافة بمصر.

وقد رثاه غير واحد من الأئمة منهم الإمام أبو عبد الله محمد بن سعد المقدسي الأديب بقصيدة طويلة مطلعها:

وقد خلّف من الولد عزَ الدين أبو الفتح محمد، وجمال الدين أبو موسى، وأبو سليمان عبد الرحمن، ثلاثتهم من العلماء رحمهم الله.

وأورد “عبد الله البصيري” 56 عنوانًا للكتب التي صنفها الحافظ المقدسي، منها:

1- الكمال في أسماء الرجال.

وهو أول مؤلف في رجال الكتب الستة، قال عنه المزي: “هو كتاب نفيس، كبير الفائدة”.

2- تبين الإصابة لأوهام حصلت لأبي نعيم في معرفة الصحابة.

يقع في جزأين، يدل على براعة الحافظ وحفظه، وقد مدحه الحافظ أبو موسى المديني لما سمع منه هذا الكتاب.

3- الجامع الصغير لأحكام البشير النذير.

4- الصفات.

5- ذم الرياء.

6- ذم الغيبة.

7- فضل الصدقة.

8- الأحكام الصغرى.

9- الأحكام الكبرى.

10- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والمحقق هو د. “عبد المحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن قاسم” إمام وخطيب المسجد النبوي من عام 1418 هـ الموافق 1997م.

ولد بمكة المكرمة عام 1388 هجري، الموافق 1967م.

والده هو الشيخ العابد محمد بن عبد الرحمن ابن قاسم، جامع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وهو من ألزم طلاب الشيخ به، فلازمه اثنين وثلاثين (32) عامًا، وكتب عنه أكثر من ثلاثين ألف (30,000) ورقة، في أكثر من ألف (1,000) دفتر، ومنها خرج شروحات الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مثل: شرح آداب المشي إلى الصلاة، وشرح كشف الشبهات، وجدُّه هو الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي، جامع مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية مع ابنه محمد بن عبد الرحمن ابن قاسم.

حصل على ماجستير في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام.

حصل على دكتوراه في الفقه الإسلامي من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام.

له عدة مؤلفات منها:

1. الخطب المنبرية في خمسة (5) مجلدات، أربعة (4) منها مطبوع.

2. تيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول.

3. المسبوك حاشية تحفة الملوك – في الفقه الحنفي – في أربع مجلدات (4) وأصله رسالة دكتوراه في ستة (6) مجلدات.

4. خطوات إلى السعادة.

5. طريقة لترك التدخين.

6. شروط حد السرقة على المذاهب الأربعة – رسالة ماجستير.

القواعد الواضحات في الأسماء والصفات – لم يطبع.

7. المدينة المنورة “فضائلها – المسجد النبوي – الحجرة النبوية”.

8. فضائل الحرمين الشريفين.

9. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – أصل من أصول الدين.

10. كيفية حل السحر.

11. الوصية والوقف “خطوات عملية لكتابتهما”.

12. إخراج شرح العقيدة الواسطية من تقريرات الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، كتبه وجمعه والده الشيخ محمد بن عبد الرحمن ابن قاسم.

13. متون طالب العلم: في ستة مستويات إضافة إلى مستوى تمهيدي، يتضمن اثنين وعشرين (22) متنًا من أصول العلوم، محققة على أكثر من مئة وعشرين (120) مخطوطة.

14. البيان في غريب القرآن – لم يطبع… وغيرها.