منوعات

الرؤيا الصادقة – مكساوي –


المزيد من المشاركات

الرؤيا الصادقة

 

لقد بدأَتْ علامات قرب التكليف بالنبوة تقترب وتظهر بوضوح أكثر، كل ذلك لأجل إعداد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر؛ كيلا تأتيه النبوة فجأة، فكانت الدلالات تشير إلى اقتراب موعد التكليف، فما كان يراه في الحُلُم يتحقق كأنما كان يراه رؤيا العين، وهذا ما سُمِّي بالرؤيا الصادقة؛ فقد حدثت عائشة رضي الله عنها: “أن أولَ ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم – من النبوة – الرؤيا الصادقة، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفَلَق الصبح، قالت: وحُبِّب إليه الخَلوة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده، وكان من العلامات الأولى تسليم الحجر والشجر عليه حين يكون بعيدًا عن البيوت والناس، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، فيلتفت فلا يرى إلا الشجر والحجارة، ومكث على هذا فترة إلى أن أتاه التكليف بالنبوة”، ويروي عامر بن ربيعة أن زيد بن عمرو بن نفيل قال: إنا لننتظر نبيًّا من ولد إسماعيل، ثم من بني عبدالمطلب، ولا أراني أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك حياة ورأيته فأقرئه مني السلام، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك، قلت: هلم، قال: هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بكثير الشعر ولا بقليله، ولا تفارق عينه حمرة، وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يُخرجه قومه ويكرهون ما جاء به، ويهاجر إلى يثرب، فيظهر بها أمره، فإياك أن تنخدع عنه؛ فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكل من أسأله من اليهود والنصارى والمجوس يقول: هذا الدين وراءك، وينعتونه مثل ما نعتُّه لك، ويقولون: لم يبقَ نبي غيره، قال عامر: فلما أسلمتُ أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول زيد وأقرأته السلام، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترحم عليه، وقال: ((قد رأيته في الجنة يسحب ذيولًا))”.

رابط المصدر