أخبار السعودية

الغرور مقبرة النجاح – صحيفة البوابة

اكلة فى دقيقتين

لا يوجد بشر في هذا العالم لا يريد التفوق والنجاح حتى الفاشل الذي لم يحقق النجاح تجده حاول تحقيقه ولكن قدراته وإمكاناته خانته ولم يتوفق في مسعاه والسبب في ذلك يعود ربما لجهله بنقاط قوته وحقيقة قدرته وما يستطيع التميز فيه فالله سبحانه وتعالي خلقنا جميعاً ومنح كل منّا هبات متعددة ولكن الناجح هو من يستطيع التعرف على هذه الهبات ومن ثم يعمل على الإبداع والتميز فيها ما يجعل الجميع يحترم فيه هذه القدرة ويحفظ له جمال تميزه فيها ولكن الداء العضال الذي تُعاني منه نسبة ليست بالبسيطة ممن كتب الله لهم التفوق والنجاح هو العجّب بالنفس والتكبر على الناس والغرور الذي يُكرّه الناس فيهم وفي نجاحهم.

إن مشكلة الكثير من الناجحين مع الغرور أنهم لا يرون فيه خصلة ذميمة تنهي عنها تجارب الحياة وينهى عنها النجاح نفسه وإنما يرونه حُسن تعبير عن ثقتهم في أنفسهم وممارسة حق مكتسب لا يرون غضاضة فيه وفي ممارسته ولا يتنبهون لخطر ذلك عليهم إلا حين ينفض من حولهم الناس ويخفت إظهار الإعجاب بنجاحاتهم والإشادة بها.

وأذكر في هذا السياق تجربة لأحد الناجحين الذي رغم أن نجاحه لا يمكن اعتباره نجاح كبير لم يتوصل إليه أحد قبله إلا أن الغرور تمكن منه تمكناً ملحوظاً ما جعل الكثير ممن هم على علاقة به يأخذون عليه تحليه بتلك الصفة التي أصر على بقائها في قوله وفعله أياً كان مردودها عليه ما تسبب في تشويه سمعته وسمعة نجاحه والسبب في إصراره على الاستمرار في التحلي بالغرور يتمثل في فهمه السقيم له وإيمانه بأن ما يفعله هو نوع من أنواع الثقة في النفس وليس غروراً قبيحاً يجب عليه التخلص منه.

إن الفهم الأعوج للغرور وكيف أن شريحة من الناجحين ترفض التخلي عنه وسبب الرفض يعود للفهم المغلوط عن الغرور الذي يرونه كما ذكرت آنفاً ثقة بالنفس ويرون في التخلي عنه ضعف يجب ألا يطالهم وألا يتمكن منهم وهنا تتضح معضلة الكثير من الناجحين التي عنوانها الرئيس يتمثل في عدم قدرتهم على التمييز بين التواضع والضعف وبين الغرور والثقة بالنفس ما يجعل النتيجة الطبيعية للتحلي بهذا الخُلُق البغيض (الغرور) تقزيم قدرات هؤلاء الناجحين وتحجيم إنجازاتهم بل والإساءة إليها.