منوعات

كيف أستعيد ثقة زوجتي بعد اكتشافها خيانتي؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتك هي فتنتُك بالنساء عبر وسائل التواصل، وتسأل عن حلٍّ لمشكلتك، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: ذكرتَ أن زوجتك ما قصرت معك بشيء مما يحتاجه الرجل من زوجته.

إذًا يبقى سؤال عريض يفرض نفسه: لماذا لجأتَ لغيرها من الفاسدات المفسدات!؟

 

هل أنت بالرغم من اجتهاد زوجتك معك غير مقتنع بها، ولا مُستعفٍّ بها تمامًا؟

 

إن كان الأمر كذلك، فتزوج ثانية إن كنت قادرًا لتُنقذ نفسك من الفتن.

 

ثانيًا: وإن كان ما تقع فيه مجرد فتنة لا علاقة لها بقصور في زوجتك، فإني أحذرك من الاستمرار في ولوج عَفَنِ الشات، وأي مصدر للفساد؛ لأنك بذلك تُهلك نفسك بالجري وراء السراب وخراب دينك وبيتك؛ وتذكر قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، ولاحظ هنا أن الله سبحانه نهى عن مجرد قرب الزنا بأي وسيلة؛ مثل: التبرج والخلوة، والكلام وإطلاق النظر، وغيرها، والنهيُ يقتضي التحريم، ومعنى ذلك أن كلَّ ما تفعله من دخول لمواقع الإباحيات إنما هو أوزار تحملها على ظهرك، وعصيان لربك سبحانه.

 

ثالثًا: وتذكَّر أن الله تعالى الرزاق أنعم عليك بنِعَمٍ كثيرة لا تُعَدُّ ولا تُحصى؛ منها وصولك إلى هذه المرحلة المتقدمة في العلم والمكانة كطبيبٍ يُشار إليك بالبَنانِ، ويتمنى كثيرون أن يصلوا إلى ما وصلتَ إليه، أفبعد هذا تترك شكر ربك سبحانه، وتَعْمَد إلى عصيانه، ما هذا؟

 

رابعًا: وتذكر أن ربك عز وجل الرزاق اختصك من بين سائر الناس بزوجة صالحة وَفِيَّةٍ، وقفت معك وقفاتٍ عظيمة بالصبر والنصح والحكمة، وسترت عليك، أتكافئها بالخيانة؟

 

خامسًا: تذكر أن هؤلاء اللاتي تقيم علاقات معهن، أو تشاهد صورهن إنما هنَّ في الحقيقة شياطين إنس غاوياتٌ، وجمالهن الباهر لك إنما هو خداع ومصطنع بالأصباغ والتركيبات، وأيضًا يحملن أمراضًا جنسيةً فتَّاكة قد تنقلها لنفسك ولزوجتك، وأنت طبيب وتعرف ذلك، فلماذا إذًا تتعلق بهن!؟

 

سادسًا: تذكر أن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، تستوجب غضب الرب سبحانه وعقابه، والقتل للمحصن بالرجم؛ قال تعالى: ﴿ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 3].

 

سابعًا: اعلم أنَّ ما حصل لك هو فتنة زيَّنها لك الشيطان؛ ليُوقِعَك في الفاحشة، وليُشتِّتَ شمل أسرتك بالطلاق؛ وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم عن حذيفة: ((تُعْرَضُ الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأيُّ قلب أُشرِبها نُكِت فيه نُكتةٌ سوداءُ، وأيُّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيضَ مثلِ الصفا، فلا تضرُّه فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسودَ مُربادًّا كالكوز مُجخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه، قال حذيفة: وحدَّثْتُه أن بينك وبينها بابًا مغلقًا يُوشِك أن يُكسر، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك؟ فلو فُتح لعله كان يُعاد، قلت: لا، بل يُكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجلٌ يُقتل أو يموت، حديثًا ليس بالأغاليط))؛ [أخرجه مسلم].

 

ثامنًا: فكن – رعاك الله – عصاميًّا، وجاهد نفسك وهواك وشهواتك ووساوس الشيطان، وكن ذلك الرجل القوي صاحب القلب الأبيض الذي لا تضره فتنة، ولا تستسلم للفتن؛ فتصبح صاحب القلب الأسود المنكوس.

 

تاسعًا: ومن أعظم ما يُعينك بإذن الله على الإقلاع عن هذه الفتن الآتي:

1- الصدق مع الله في التوبة.

2- الدعاء بصدقٍ وإلحاح.

3- مجاهدة النفس.

4- الاستغفار والتوبة باستمرار، وعدم اليأس من رحمة الله ومن قدرته سبحانه على إعانتك.

5- كثرة الاسترجاع.

 

6- هجر كل مواقع وصفحات السوء، ولعل من الحزم مع نفسك أن تحرمها من كل وسائل التواصل، وأن تكتفيَ بجوال مكالمات لا تحتفظ فيه إلا بأرقام الأقارب والأصدقاء فقط.

 

7- غيِّر رقم جوالك فورًا، ولا يعلم به إلا المقربون منك.

 

8- إن كان لك جلساءُ سوءٍ يشجعونك على هذه المنكرات، فاهجُرْهم فورًا وبلا أي تردد.

 

عاشرًا: سألت: كيف تستعيد ثقة زوجتك؟

إذا عملتَ ما أرشدتك له، وحافظت عليه، علِمتْ زوجتك بصدقك، ووثِقت فيك، فهي الآن تريد عملًا جادًّا، وقد شبِعت من الوعود المنكوثة.

 

حادي عشر: يوجد هنا بصفحتي بالألوكة استشارتان تحل مشكلتين؛ الأولى بعنوان: (التأثير السيء للإباحيات)، والمشكلة الثانية بعنوان: (أبي والإدمان على الإنترنت)، فاطَّلع على حلِّهما؛ ففيه إرشادات مناسبة لمشكلتك لعلك تستفيد منهما.

 

حفظك الله، وأعاذك من الفتن.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.