منوعات

مفاسد قنوات اليوتيوب – مكساوي –

السؤال:

الملخص:

أمٌّ تشكو إعراض ابنها عن الزواج بعد خِطبته لفتاة اكتشف أنها تطبق تعليمات حلقات على اليوتيوب بعنوان: “كيف تجعلين الرجل خاتمًا في إصبعكِ؟”، ففسخ الخِطبة، وهو الآن مُعرِض على الزواج، وهي تسأل: كيف تثنيه عن قراره ذلك؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خطب ابني فتاة على خُلُقٍ، وتحافظ على صلاتها، وأحبها بصدقٍ، لكنه اكتشف مع مرور الأيام وكثرة التعامل أنها تُطبِّق حرفيًّا حلقات على اليوتيوب بعنوان: “كيف تجعلين الرجل خاتمًا في إصبعك؟”؛ فصُدِم، وشكَّ في كونها تصلي؛ إذ إن هذا ليس سلوك فتاة ديِّنَة، ثم فسخ الخِطبة.

المشكلة أن ابني أبْعَدَ أمر الزواج عن خاطره، وأصبح يشك في كل الفتيات؛ لأن هذه القنوات أفسدت عقول الفتيات، فهل هو محقٌّ فيما يرى؟ وماذا أفعل كي أُثنيَه عن قراره برفض الزواج؟ وأخيرًا أود من خلالكم توعية الفتيات بألَّا يشاهدْنَ مثل هذه القنوات التي تفسد عقولهن، وتصد الشباب عن الزواج بهن، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإن مثل هذه القنوات جَنَتْ على الفتيات قبل الشباب، فهي قنوات تحريضية حملت على عاتقها تفكيكَ الأُسَرِ، وتدمير أوصال المجتمع بالقصد وبدون القصد، ربما تكون صاحبة القناة تحسب أنها تُحْسِنُ صُنْعًا، وهي تصف للفتيات كيف تسيطر على زوجها، وتكون لها الكلمة العليا، بل وتجعل زوجها كالخاتم في إصبعها، والحق أن حسن التَّبعُّل يجعل للمرأة مكانة عالية، وحبًّا راسخًا في قلب زوجها، فتملكه بأخلاقها وحسن السمع والطاعة.

 

إن ابنك في صحة وعافية وستر، قد نجاه الله مبكرًا من الزواج من فتاة طائشة لا تعرف للزوج حقًّا، وربما لا تعرف للرب عبادة كما توحي رسالتك؛ فهذه نعمة كبيرة، لا بد أن يحمد الله عليها.

 

لكن يبدو أن ابنك لم يُحسِنِ اختيار الوسط الذي خطب منه هذه الفتاة، وقد تسرَّع في التعلق بها، ربما نظرًا لجمالها، وقلة خبرته في الحياة.

 

هذا الشاب يحتاج أن يفهم ما الذي يجب عليه أن يبحث عنه في الفتاة وأهلها، يبحث عن فتاة متدينة بالفعل، تعرف حق ربها قبل أن تعرف حق زوجها، من بيت متدين، تعلمت فيه معنى الأسرة واحترام الأب، تعلمت أن الزوج هو رب الأسرة وراعيها وهو المسؤول عنها، رأتْ أمَّها تحترم أبيها وتسمع له وتطيع، ليس رهبة من أبٍ قاسٍ، ولكن رغبة في ودٍّ وحبٍّ وحنانٍ وطمأنينة، لا تكون إلا في بيتٍ يعرف كل فرد فيه دوره في الحياة.

 

وأنتِ – يا سيدتي صاحبة الرسالة – عليكِ دور كبير في البحث عن الفتاة المناسبة، وحسن اختيار البيت الذي سيكون منه النسب والزواج، وأنا على ثقة أنه لو وجد تلك الفتاة التي يقتنع بها عقله، ويطمئن إليها قلبه، فلن يمانع، هو الآن تحت وقع صدمة عاطفية سوف تزول بمرور الوقت، وسوف ينساها سريعًا، طالما كانت بعيدة عنه، ولا يقع بينهما لقاءات أو مكالمات هاتفية، دَعِي الزمن يأخذ مجراه، واطمئني، فلن تطول المدة إن شاء الله.

 

يسَّر الله له أمره ورزقه بالزوجة الصالحة.