منوعات

زوجتي لا تصلي ولا تتعظ

السؤال:

الملخص:

رجل يشكو زوجته التي لا تُصلي وتشاهد المسلسلات كثيرًا، ما جعل أولاده لا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كارهون، وهو في مشاكل دائمة معها، ويسأل: ما النصيحة؟

 

تفاصيل السؤال:

زوجتى لا تصلي، وتشاهد المسلسلات كثيرًا، وأنا دائم المشاكل معها بسبب ذلك، وهذا جعل الأولاد يقومون إلى الصلاة بصعوبة، وكلما كلمتُها، فإنها لا تقابلني إلا بالعناد.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: أرى أن تنظر لزوجتك بشفقة؛ فهي مريضة بمرضٍ أعظمَ من الأمراض العضال، كيف لا وهي تعصي الله سبحانه بترك الركن الثاني من أركان الإسلام؛ وهو الصلاة التي أجمع علماء الأمة على تعظيمها، وعلى أن تاركها يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتل؟

 

ولذا فأَكْثِرْ من الدعاء لها بالهداية؛ فهو سبب نافع جدًّا؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

ثانيًا: استمرَّ في وعظها وتذكيرها بالموت والجنة والنار، وبعظمة الصلاة، وبأنها هي الركن الوحيد الذي عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم تاركَه كافرًا في الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة))؛ [رواه مسلم]، وبيِّن لها أن بعض علماء الأمة يَرَون تارك الصلاة كافرًا كُفرًا أكبرَ، ولا يجوز للزوجين البقاء معًا مع ترك أحدهما للصلاة، وأنَّ من مات على ذلك، فمصيره جهنم خالدًا فيها.

 

ثالثًا: لتكن الموعظة لها بعدد من الطرق؛ منها: الوعظ المباشر، ومنها: إرسال رسائل وعظية مكتوبة، أو مسموعة مرئية في بيان خطر ترك الصلاة، ومنها: الطلب من عقلاء أهلها وقريباتها العاقلات وعظَها.

 

رابعًا: لا تنسَ أثر الجليس الصالح والجليس السوء، فإن كان لها جليسات سوءٍ، فابذل ما استطعتَ لتتركهنَّ، وحاول تعريفها على جليسات صالحات.

 

خامسًا: ثبت لديَّ أن بعض من تركوا الصلاة أو ألحدوا، كان ذلك لتأثُّرهم بمواقع إلكترونية سيئة أو إلحادية، تنفرهم من الصلاة، ومن البرِّ، وتغرز في القلوب كرهَ الدين كله، وتحث النساء على الاستقلال عن التبعية للرجل أو ما يسمى بالنسويات، فإن وجدتَ عند زوجتك شيئًا من ذلك، فأغلق هذه الأبواب نهائيًّا، وبيِّن لها خطورتها.

 

سادسًا: فإنْ بعد هذه الجهود استجابت، فالحمد لله، وإن عاندت واستمرت على تركها للصلاة، فكن صريحًا معها، وخيِّرها بين المحافظة على الصلاة لتستمر معها أو الطلاق.

 

سابعًا: وإن أيضًا بعد هذا التهديد لم تبالِ، فلعلك تستخير الله أن تعطيها طلقة واحدة وتتركها عند أهلها مدة من الزمن؛ لعلها تراجع نفسها وتتوب.

 

ثامنًا: وأما مشاهدتها للمسلسلات، فصحيحٌ أن أغلب هذه المسلسلات لا خيرَ فيها، وفيها دعوة للفجور والعقوق وسوء العشرة، ولكن ركز الآن على الصلاة؛ فهي الأساس فإذا حافظت عليها، فإن الصلاة كما قال سبحانه: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

 

تاسعًا: وبعد محافظتها على الصلاة تنتقل إلى وعظها برفقٍ وحكمة عن مشاهدة المسلسلات، وتبين لها أضرار مشاهدتها.

 

عاشرًا: أنت مصاب بمصيبة وكربة عظيمة في زوجتك؛ ولذا فأكْثِرْ من أمرين لهما بالغ الأثر في تفريج الكرب؛ وهما: الاستغفار، والاسترجاع؛ وتذكر قوله سبحانه: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56].

 

ولذا فلا تشمت بها أبدًا، ولا تعيرها ولكن عليك بأمرين مهمين؛ هما:

ادْعُها للحق.

وادعُ لها بصدقٍ.

 

بالنسبة لأولادك أكْثِرْ معهم من أمرين؛ هما:

من الدعاء لهم؛ لأن دعاء الوالد لولده أو عليه مستجاب؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات يُستجاب لهن لا شكَّ فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده))؛ [رواه ابن ماجه (3862) وحسنه الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (596)، ولفظ الإمام أحمد (7197): ((ودعوة الوالد على ولده))].

 

عِظْهم وبيِّن لهم منزلة الصلاة عند الله سبحانه، وعقوبة تاركها والمتساهل بها.

 

حفظك الله، وهدى زوجتك للحق، وفرَّج كربتك.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.