منوعات

زوجتي تبرئ نفسها من أي خطأ

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتك هو:

يبدو في مشكلتك غموضٌ لا بد من إيضاحه؛ مثل:

هل زوجتك موظفة إدارية؟ وهل هي قيادية؟ وهل هي تعتاد في حياتها الدقة والنظام؟ وهل تعتاد الأمر والنهي في حياتها الوظيفية، أو في بيت أهلها؟

 

يبدو أن ذلك كله موجود، وأنه من أسباب مشكلتكم.

 

ويبدو أيضًا في المقابل أنك من النوع الذي يأخذ الأمور ببساطة وسماحة وتساهل في بعض الأمور الترتيبية.

 

ويبدو أيضًا أن لديها قوة شخصية في مقابل شخصيتك التي تبدو متوسطة بين القوية والضعيفة، بدليل أنك تأمرها وتنهاها، وأنها تُخفي مخالفتها لك عنك.

 

وكل ما ذكرته قبل قليل له تأثير قوي في نشوء المشاكل بينكما.

فاختلاف التفكير ونمط الحياة واختلاف الشخصيات مؤثر جدًّا، بل ومُزعج بشكل كبير.

 

وإذا عُلم ما سبق، فما الحل لمشكلتك؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: المرأة بطبيعتها مهما كانت قوية الشخصية تحتاج لرجل أقوى منها لتحسَّ معه بالأمان، وإذا وجدت هذه القوة المنضبطة بالضوابط الشرعية، فإنها تحس بالأمان، بل وتهاب الرجل؛ فلا تستطيع تحريك ساكن إلا بموافقته، وأنت لست ضعيفًا، لكن توسطك في مقابل قوتها قد يُفسَّر بالضعف؛ ومن هنا تنشأ بعض المشاكل، والتعالي، والتعامل النِّدِّيُّ للزوج؛ ولذا لا بد من تغيير نمط تعاملك بما يُشعِرها بالقوة والحزم في غير رُعُونة ولا ظلم.

 

ثانيًا: أشْعِرْها بحزم أن البيت لا يجتمع فيه رجلان، بل فقط رجل وامرأة خاضعة له بالمعروف، وأن الحياة الزوجية لا تستقيم أبدًا بالتعامل الندي؛ فالرجل هو الملك في البيت، والزوجة هي مستشاره الناصح له.

 

ثالثًا: لا تُزكِّ نفسك، وتفقَّدْ سلوكك معها، ربما أن عندك أخطاء تقصم ظهر البعير لم تُلْقِ لها بالًا؛ فحاسب نفسك، وأصلح من سلوكك.

 

رابعًا: أما تذكيرها لك أثناء الحوارات بينكما بأخطائك الماضية، فلها أحد سببين؛ هما:

1- إما أنك تستفزها بكلامٍ لا داعيَ له، أو تتهجم عليها.

 

2- أو أنها محاولة منها للتشويش على الموضوع الأساس، وتشتيت الذهن عنه.

 

وهذه الطريقة يستعملها حتى بعض المتحاورين في القنوات الفضائية، وهي في الحقيقة تعبير عن العجز عن النقاش الهادف والرد البنَّاء؛ ولذا فعليك ألَّا تسمح بهذه الطريقة، ولا ترد على مثل هذه المجادلات.

 

خامسًا: أما محاولتها إبعادَ الخطأ عنها دائمًا، واتهامها لك دائمًا أنك أنت المخطئ، فهذه من عادة المتحاورين في الغالب؛ أي: إن كل واحد منهما يرى نفسه على الصواب والثاني على الخطأ، إلا من عصمه الله بالتقوى؛ لذا لا بد في حياتكما ومحاوراتكما من أن تأخذا بمبدأ التغافل وعدم التدقيق؛ فما كل ما يُلحظ يستحق أن يُناقَش؛ فسدِّدوا وقاربوا وتسامحوا.

 

ولي رسالة في صفحتي بشبكة الألوكة عنوانها: (فن التغافل والتغاضي)؛ فلعلكما تستفيدان منها.

 

سادسًا: حاسب نفسك، أخشى أنك من النوع الحساس الذي يُفسر كل تصرف من الغير بالاستهجان والانتقاص، ومن ثم التدقيق والسؤال، وكثرة الأوامر والنواهي، فتضِجُّ الزوجة من تدقيقه، وتتهرب منه بالتخفي أو الكذب.

 

سابعاً: انظر في الأمور التي تُحذِّرها من فعلها وتفعلها في الخفاء، هل هي مخالفات شرعية أو هي من الأمور العادية التي تختلف فيها وجهات النظر، أو هي تشديدات منك لا داعيَ لها؟

 

ثامنًا: لنكن صُرَحاء، بعض الرجال يصِلُ أحيانًا في تعاملاته مع زوجته إلى نوع من الوسوسة المُفضية للشكوك وللتشديد؛ فراجع نفسك وحاسبها.

 

تاسعًا: اعلم – حفظك الله – أن المرأة تحتاج من زوجها حتى تحبه وتطيعه وتكرمه للأمور الآتية:

الالتزام بالواجبات الشرعية.

الأخلاق وحسن التعامل.

الكرم.

حسن العشرة والتغافل.

الصدق.

عدم التشديد الخارج عن الحدود الشرعية.

الثقة فيها والصدق معها.

عاشرًا: لا تنسَ أسبابًا عظيمة جدًّا لحل كل المشاكل الأسرية؛ وهي:

الدعاء وهو أهمها.

الاستغفار والتوبة.

المحافظة على الصلاة في أوقاتها بالمساجد وصلاة النافلة بالبيت.

الإكثار من تلاوة القرآن في البيت.

المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار دخول المنزل والخروج منه.

الصدقة.

الاسترجاع.

إبعاد صور ذوات الأرواح والتماثيل من البيت، وكذلك الموسيقى والقنوات الهابطة.

حفظكما الله، وأعاذكما من نزغات الشياطين.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.