منوعات

نقص هرمون النمو.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

تقلق الأمهات بشأن قصر قامة أطفالهن مقارنة بأقرانهم في المرحلة العمرية نفسها، وقد يكون هذا بسبب العوامل الوراثية، أو بسبب نقص هرمون النمو، ويتم التأكد من هذا الأمر من خلال معرفة أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال، فإن كنتِ قلقة بشأن طفلك أو إن كنت بالغًا وتشعر أنك تعاني من نقص في الكتلة العضلية، فتعرف معنا على كل ما يخص هرمون النمو، وكيف يمكن زيادته في الجسم.

ما هو هرمون النمو؟ 

هو عبارة عن بروتين يُنتج في الغدة النخامية الموجودة في المخ ويُفرز في مجرى الدم، ويتم تنظيم معدلاته بواسطة عدة هرمونات معقدة، والجدير بالذكر أنه يفرز عند الأطفال والبالغين على السواء، وليس كما هو شائع بين الناس أنه يُنتج في جسم الأطفال فقط، ولكن تختلف وظائفه باختلاف الفئة العمرية، إذ إنه مسؤول عن زيادة الطول والكتلة العضلية والحد من دهون الجسم عند الأطفال، بجانب أنه يتحكم في عمليات الأيض عند الأطفال والبالغين.

متى يُنتج هرمون النمو؟ 

تكون ذروة إنتاج هرمون النمو في الجسم في فترة الليل أثناء النوم، حيث تفرز المنطقة التي تحت المهاد هذا الهرمون بمعدل 75% أثناء النوم من إجمالي المعدل الذي يُفرز بشكل يومي، وخاصة في المرحلة الثالثة والنهائية من النوم، وهي فترة النوم العميق، كما يُفرز أثناء ممارسة الرياضة، ليعيد بناء عضلات الجسم.

أسباب نقص هرمون النمو

تظهر أعراض نقص هرمون النمو بسبب عدة عوامل، ومنها عوامل خلقية أو عوامل مكتسبة، ويمكن توضيحها في التالي:

أسباب خلقية

حدوث طفرة جينية تنتقل من أحد الوالدين أو كليهما إلى الطفل، أو وجود عيوب خلقية في المخ، مما يؤدي إلى قصور نمو الغدة النخامية أو نموها بشكل غير كاف، وهي المسؤولة عن إفراز هرمون النمو، وبالتالي يحدث الخلل في إفرازه.

أسباب مكتسبة

في حال تعرض الطفل إلى إصابة حادة في الرأس أو الدماغ، أو إذا أصيب بالأمراض التي تؤثر بالسلب في أنسجة الجسم، مثل: الساركويد، وداء السل فإنه سيعاني من نقص إفراز هرمون النمو، كما أن هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تؤثر في إفرازه، مثل:

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بورم الغدة النخامية، أو إصابة الطفل نفسه بورم في الرأس.
  • ضعف سريان الدم إلى الغدة النخامية.
  • حدوث مشكلات مرتبطة بهرمونات الغدة النخامية أو منطقة تحت المهاد.
  • إجراء جراحة في المخ.
  • الخضوع للعلاجات الإشعاعية في الدماغ
  • الإصابة بالعدوى.
  • يرتبط نقص إفراز هرمون النمو بقلة إفراز هرمونات أخرى، مثل: هرمون الغدد التناسلية المسؤول عن إنتاج الهرمونات الجنسية، وهرمون فازوبريسين المسؤول عن إنتاج الماء في الجسم، وهرمون الغدة الدرقية والمنمّي لقشر الكظر.
  • التوتر وقلة النوم لفترات طويلة.

ما أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال والبالغين؟ 

تختلف الأعراض التي تظهر على الأطفال المولودين بعيب خلقي أو الأطفال الذين يعانون من النقص لعوامل مكتسبة، عن الأعراض التي تظهر على البالغين والتي تكون مكتسبة، وهذا ما سنوضحه في الآتي:

أعراض قلة هرمون النمو عند الأطفال

قصر القامة أو التقزم وتأخر البلوغ لدى الأطفال من العلامات الرئيسة على نقص هرمون النمو، بالإضافة إلى بعض العلامات الأخرة المتمثلة في الآتي:

  • زيادة دهون منطقة البطن.
  • الصوت ذو النبرة المرتفعة.
  • بطء نمو الأسنان الدائمة.
  • الجبهة الكبيرة للطفل، ويكون ذلك نتيجة الإغلاق غير الكامل للجمجمة.
  • بطء نمو الأظافر.
  • صغر حجم العضو التناسلي الذكري، ولكن هذا العرض نادر.
  • نمو عظام الوجه بشكل بطيء للغاية، بجانب صغر حجم الأنف.

أعراض نقص هرمون النمو عند البالغين

غالبًا ما تظهر أعراض نقص هرمون النمو عند البالغين في حالة كان هذا النقص حادًا، ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • الشعور بالإعياء والقلق والاكتئاب.
  • قلة الرغبة الجنسية وضعف الوظائف الجنسية.
  • قلة الكتلة العضلية.
  • ارتفاع معدلات الدهون عن النسب الطبيعية، وخاصة الدهون حول منطقة الخصر.
  • الشعور بالحاجة إلى الانعزال عن الآخرين.
  • قلة كثافة العظام، وزيادة احتمالية حدوث كسور في العظام، وخاصة مع تقدم العمر.
  • الشعور بالحساسية المفرطة تجاه البرودة أو الحرارة.
  • نقصان قوة الشخص وعدم قدرته على ممارسة الرياضة.
  • وجود تغيرات في معدلات الكوليسترول في الدم.

كيف يمكن تشخيص نقص هرمون النمو؟ 

من المفترض أن يستفسر الطبيب في زيارة المريض الأولى عن تاريخه الصحي، كما يجري له بعض الفحوصات البدنية كقياس الوزن والطول وطول الذراعين والساقين، ومن ثم يطلب إجراء بعض فحوصات الدم لقياس معدلات هرمون النمو والهرمونات الأخرى التي تؤثر فيه في الجسم، وذلك لاستبعاد وجود مشكلات صحية تؤثر في النمو، بالإضافة إلى بعض الفحوصات التي يطلبها، والمتمثلة في التالي:

  • اختبار الأشعة السينية لليد، للتأكد من عمر العظام ومدى نموها، وتقييم إمكانية النمو بشكل عام.
  • تصوير الرنين المغناطيسي للرأس، للتحقق من عدم وجود مشكلات في الغدة النخامية أو في الدماغ بشكل عام.
  • اختبار عامل النمو الشبيه بالأنسولين.
  • فحص تحفيز هرمون النمو، وذلك عندما يصف الطبيب أدوية للمريض لتحفيز إفراز هرمون النمو ليراقب مدى تطوره، فإذا لم يرتفع معدل هرمون النمو يصف له علاجات أخرى.

كيفية علاج نقص هرمون النمو

علاج نقص هرمون النمو

بعد إجراء الفحوصات السابق ذكرها وتأكد الطبيب من أن الشخص يعاني من نقص هرمون النمو فإنه سيصف العلاج الأشهر على الإطلاق، ألا وهو حقن هرمون النمو الصناعي، وذلك في حالة كان المريض طفلاً ويعاني من قصر القامة، أو بالغًا ومصابًا بالتهاب السحايا أو أورام الغدة النخامية، أو إذا كان قد تعرض لإصابات في الرأس أو خضع للعلاجات الجراحية أو الإشعاعية، فكل هذه الحالات توقف إفراز هرمون النمو.

كيفية تلقي حقن هرمون النمو 

يصف الطبيب هذه الحقن بصورة يومية في بعض الحالات أو لمرات محدودة في الأسبوع، ويتلقى حينها المريض هذه الحقن تحت الجلد في مناطق معينة، مثل: أعلى الفخذين، أو في ظهر الذراعين، وجوانب البطن، والجزء الخارجي من الأرداف على أن يتم التبديل بين هذه المناطق في كل مرة، وينصح الطبيب بتلقي هذه الحقن قبل النوم بساعة، ويمكن تقديم موعد الجرعة لساعات قليلة، ولكن لا يمكن تلقي الجرعة قبل الخامسة مساءً.

فوائد حقن هرمون النمو 

هناك عدة فوائد لاستخدام هذه الحقن في حالة البالغين، ومنها تحسين الأداء الرياضي وزيادة معدلات الطاقة في الجسم، بالإضافة إلى زيادة كثافة العظام والعضلات، مما يعني قلة احتمالية التعرض للكسور، كما تقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، أما في حالة الأطفال الذين ظهرت لديهم أعراض نقص هرمون النمو فإن تلقيهم هذه الحقن سيساعدهم على زيادة أطوالهم بمعدل 8 إلى 10 سنتيمترات في العام.

أضرار حقن هرمون النمو

تحدث أضرار جسيمة في حالة البالغين الذين يسيئون استخدام حقن هرمون النمو لتحسين أدائهم الرياضي، حيث يسبب استخدامها دون دواعٍ طبية على المدى البعيد ضخامة الأطراف والتعرض لمضاعفات خطيرة كالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان، وفشل القلب، وارتفاع ضغط الدم، والشعور بآلام وتورم في المفاصل، وتوقف التنفس خلال النوم.

بالنسبة للأطفال فهناك بعض المخاطر التي تحدث لهم إذا لم يتم تلقيها تحت إشراف طبي، ومنها زيادة حجم الجسم والعضلات بشكل غير طبيعي في حال زيادة الجرعة، كما يمكن أن تسبب كسلا في الغدة النخامية، وقد وُجد أن الإفراط في أخذ هذه الحقن دون الحاجة إليها يعرض الطفل لمشكلات في الدماغ والعظام، بالإضافة إلى أن الآلام التي يشعر بها الطفل أثناء العلاج تؤثر في حالته النفسية بالسلب.

بدائل أخرى لعلاج نقص هرمون النمو

نقص هرمون النمو عند الأطفال

نظرًا لأضرار حقن هرمون النمو يبحث العديد من الناس الذين يعانون من أعراض نقص هرمون النمو عن بدائل أخرى لزيادته، ولحسن الحظ هناك أدوية يمكن تناولها عبر الفم تُستخدم حسب إرشادات الطبيب أسبوعيًّا، وتُعرف بالأدوية المنشطة لهرمون النمو.

يمكن استخدام الفيتامينات أيضًا في علاج نقص هرمون النمو، حيث تعتبر الحل الآمن تمامًا في مثل هذه الحالة، وخاصة للأطفال، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال الدراسة التي أجريت في عام 2007 على بعض الأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو، حيث ارتفع لديهم عند تناول مكملات الزنك وفيتامين أ والحديد.

هل يمكن علاج هرمون النمو طبيعيًّا؟ 

يمكن زيادة هرمون النمو بطرق طبيعية في الحالات البسيطة، مثل البالغين الذين يرغبون في زيادة كتلتهم العضلية، وذلك من خلال ممارسة تمارين التحمل مع القوة، فقد أُثبت أن لهما تأثيرا فعالا في إنتاج هرمون النمو في الجسم، وهناك أيضًا بعض الأطعمة والأعشاب التي يمكنها تحفيز إفراز هرمون النمو في الجسم، ومنها ما يلي:

  • الفول: يحفز إفراز هرمون النمو في الجسم، نتيجة احتوائه على مادة لي دوبا، كما يزيد من مستويات هرمون الدوبامين والتستوستيرون.
  • المكسرات: حيث إنها غنية بالأرجنين الذي يزيد من هرمون النمو.
  • زيت جوز الهند: يحفز إفراز هرمون النمو في الجسم بعد نصف ساعة إلى 90 دقيقة من استهلاكه.
  • نبات الحلبة: من النباتات الشهيرة في آسيا والتي تعزز إفراز هرمون النمو، بالإضافة إلى أنها تعزز من مستويات الطاقة، ويمكن الحصول على هذه الفوائد من خلال تناولها كشاي.

ختامًا.. في حال ظهرت على طفلك أعراض نقص هرمون النمو فتوجهي إلى الطبيب وأجري الفحوصات التي سيطلبها منك، فكلما بادرتِ بعلاجه في مراحل مبكرة زادت قابليته للنمو إلى أن يصل إلى طول الشخص الطبيعي، واحرصي على تغذيته بشكل سليم مع العلاج، للحصول على نتائج سريعة.