وأضاف “أصبحت الدولة مركزاً إقليمياً للدعم والتموين والخدمات اللوجستية في مجال الإغاثة الإنسانية الطارئة، ومقراً دائماً للكثير من المنظمات الإنسانية الدولية التي وجدت في الإمارات المكان الملائم لإدارة عملياتها الإغاثية في الأقاليم المجاورة، وذلك بفضل توجيهات ودعم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”.
وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يصادف الثامن من مايو (آيار): “تمتلك الإمارات بنية تحتية جيدة أهلتها للقيام بهذا الدور الحيوي، ومن أراضيها تنطلق قوافل الإغاثة براً وبحراً وجواً إلى مختلف الدول والمناطق التي تشهد أزمات وكوارث طبيعية، حتى أصبحت من أهم الدول الفاعلة والمانحة للمساعدات الإنسانية في العالم، وتعتبر مبادراتها في هذا الصدد صمام أمان وواحة أمل لكل الشعوب التي تعاني وطأة الظروف وتقاسي محنة الكوارث والأزمات”.
وشدد على التزام الدولة بنهجها الإنساني المتميز وخطها المتفرد في تعزيز القيم والمبادرات التي تحد من وطأة المعاناة الإنسانية وتساند جهود التنمية البشرية في المجتمعات النامية والمضطربة.
وأشار الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى أن الإمارات تعتبر وجهة مفضلة للقوى الخيرة في العالم لإطلاق مبادراتها الإنسانية اعترافاً بدور الدولة في إقامة الشراكات الهادفة والبناءة لصون الكرامة الإنسانية وتخفيف معاناة البشرية.
ودعا الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى تعزيز أوجه التضامن مع القضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من شعوب العالم، وناشد سموه المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية لبذل المزيد من الجهود لتنمية المجتمعات الأكثر هشاشة والعمل سويا لدرء المخاطر المحدقة بملايين البشر حول العالم، نتيجة الأزمات الصحية وتداعيات النزاعات والحروب والتغيرات المناخية والأزمة الاقتصادية العالمية ونقص الغذاء والدواء وشح المياه واتساع رقعة الفقر والجوع وتفشي الأمراض والأوبئة.
وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن تخصيص يوم عالمي للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر يمثل فرصة طيبة لتأصيل الحوار والنقاش حول المواضيع الجوهرية التي تهم الحركة، خاصة أن العالم يشهد أوضاعاً متغيرة الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في مفاهيم الشراكة وتنسيق جهود الحركة وتطوير استراتيجية العمل التطوعي والإنساني والنظر إليه بصورة شمولية بعد المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية، بالإضافة إلى إيجاد وسائل أكثر فاعلية لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها في المناطق المضطربة وتحقيق التنمية المستدامة دون أن نتخلى عن مبادئنا الأساسية.
وأشار رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في تصريحه إلى أهمية الدور الذي تضطلع به مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر على الساحة الإنسانية الدولية رغم التحديات، وقال إن الحركة اكتسبت خبرة كبيرة في التدخل السريع أثناء الأزمات والكوارث والحد من تأثيرها على البشرية وحشد الدعم والتأييد لضحاياها من المدنيين، داعيا سموه المانحين والمتبرعين من الدول والحكومات والمؤسسات والأفراد للإيفاء بالتزاماتهم المالية تجاه مكونات الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر حتى تضطلع بدورها على الوجه الأكمل وتحقق تطلعاتها في صون كرامة الأفراد وتنمية المجتمعات.
وقال الشيخ حمدان بن زايد: “بالنسبة لنا في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي يمثل الثامن من مايو (آيار)مناسبة للوقوف مع الذات وتقييم المسيرة والدفع بها إلى الأمام، والمساهمة بفاعلية في حشد التأييد للبرامج وتعزيز الشراكات مع كافة قطاعات المجتمع، ونشر القيم والمبادئ التي نسعى لتحقيقها إلى جانب تسخير الإمكانات وتفعيل الآليات المتاحة لتحقيق المزيد من التوسع والانتشار، وإضافة مكتسبات جديدة للمستهدفين من أنشطتنا وبرامجنا الإنسانية في الداخل والخارج، وتعزيز القدرة على الحركة والتأهب للكوارث والتجاوب السريع مع نداءات الواجب الإنساني في كل مكان وهي أهداف عليا نعمل من أجلها ونسعى لتحقيقها دائماً”.
وأضاف: “في هذا السياق نعمل بقوة لاستغلال قدراتنا بصورة أكبر والاستفادة من المزايا المتوفرة لدينا لأقصى درجة، وتعزيز الشراكة مع الآخرين والعمل سويا والتنسيق الجيد داخل الميدان”.
وأشاد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بدور المحسنين والخيرين في مساندة جهود الهيئة، مؤكداً أن مبادراتهم النبيلة عززت مكانة الدولة الإنسانية وعمقت قيم الخير والفضيلة المتأصلة في نفوس أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، وحيا سموه جهود العاملين والمتطوعين والمنتسبين للهلال الأحمر، مؤكداً عظم المسؤولية التي يتحملونها وحيوية الرسالة التي يقومون بها بتجرد ونكران ذات.