منوعات

ابن تيمية “المنطقي” لحمو النقاري

ابن تيمية “المنطقي” لحمو النقاري

 

صدر حديثًا كتاب “ابن تيمية المنطقيأو منطق “الرد على المنطقيين“”، تأليف: د. “حمو النقاري”، نشر: “دار إبداع للنشر والتوزيع”.

 

ويرصد هذا الكتاب موطن آخر من مواطن تميز ابن تيمية الموسوعي، وهو جانب تميز ابن تيمية المنطقي في إطار ردوده الكثيرة على الفرق الضالة وتعقبها بنفس أسلحتها الجدلية والعقلية، وفي كتابه “الرد على المنطقيين” نرى أهم التعقبات الفكرية لابن تيمية في بيان تهافت المناطقة وفقر بضاعتهم وكسادها في مواجهة علوم النقل، ولم يكن ميراث ابن تيمية المنطقي – من جهة الاصلاح العقلي ومن جهة الرد – يحمله من طلبة العلم إلا قليل منهم، لذا كانت هذه الملاحظة جديرة بتغليب جانب التعمق من جانب ابن تيمية في رصد أدلة الفرق المخالفة ونقضها، وكان ابن تيمية ربَّما يفرد الردَّ على مقالة تكون لفِرقة بعينها، أو أخذتْ بها فِرَق عِدَّة، وانتشرتْ بين طوائفَ ومذاهب، أو يُفرِد نقدًا لفرقة وحْدها، فيَعرِض أصولَها، ويَحكي نشأتها ويعدِّد أئمتها، أو ربما خصَّص لمخالف مصنَّفًا للردِّ عليه، ونقْد أصولٍ شاعتْ عنه.

وهذا الكتاب تقريب ومقارنة وتحليل لكتاب ابن تيمية “الرد على المنطقيين”، ومناقشات نقدية لبعض التعليقات المعاصرة حول أفكار الكتاب.

والكتاب عبارة عن تجميع نصوص ابن تيمية في كتاب (الرد على المنطقيين) التي رأى الدكتور النقاري أنها دالةً على مواقف منطقية، وتحليلها والإشارة إلى ما فيها من تعلق بالعلوم العقلية.

وقام المؤلف بتبويب هذه النصوص على ثلاثة أبواب:

المبادئ العامة الموجهة لكلام ابن تيمية في المنطق اليوناني.

المبادئ العامة الموجهة لكلام ابن تيمية في نظرية التدليل المنطقية.

المبادئ العامة الموجهة لكلام ابن تيمية في نظرية التعريف المنطقية.

وقد تعمد المؤلف تقديم “نظرية التدليل” وتأخير “نظرية التعريف” مخالفًا التقليد السائد في المنطق من تبعية مبحث التصديق لمبحث التصور.

وقد سكت الدكتور النقاري عن النصوص التي تعلقت بالمجال العقدي أو الفقهي أو السلوكي، ليكون الكتاب أشبه بـ (المتن المنطقي التيمي)، كما وضع د. “حمو النقاري” لفقرات الكتاب المختارة عناوينَ جانبية لتساعد القارئ على السير في الخريطة المنطقية التيمية، وهذا الكتاب الذي قُصد به إبراز وتحديد آراء ابن تيمية المنطقية هو مقدمة لكتاب آخر يتلوه إن شاء الله؛ موضوعه مقارنة هذه الآراء بالآراء الأخرى المعتبرة بالدرس المنطقي القديم والحديث.

تقول الباحثة (أنكه فون كوجلجن) – الأستاذة بجامعة برن للعلوم الإسلاميَّة – في بحثٍ مطول عن (نقد ابن تيمية للمنطق الأرسطي ومشروعه المضاد):

“كان ابنُ تيمية – باتِّفاق خصومِه وأنصاره – شخصيَّة ذاتَ طراز عظيم؛ فهو فقيه ومتكلّم ناقد للمنطق الأرسطي، والتصوف من جهة، وناقدٌ استثْنائي وباحثٌ أخلاقي من جهة أخرى”.

وترى “أنكه فون كوجلجن”: أنَّ بعْضَ المهتمين يصفون فِكْر ابنِ تيميَّة بالتجريبية والاسميَّة على حَذَرٍ، ومن هؤلاء المستشرق “وائل حلاق”، بينما يذهب البعضُ إلى أبْعد من ذلك؛ فقد كتب “عبدالرحمن الوكيل” في مقدمة كتاب “نقض المنطق” لابن تيميَّة: أن الكتاب يدلُّ على عبقرية ابن تيميَّة التي فجَّرتِ الثورة التي أشعلها فيما بعد فرنسيس بيكون (1561 – 1626)، وجون ستيورات ميل (1806 – 1873).

والمؤلف هو د. “حمو النقاري” أستاذ المنطق بجامعة محمد الخامس أكدال- الرباط منذ 1978 م، حاصل على جائزة المغرب الكبرى للكتاب سنة 1991 م.

من مؤلفاته:

“المنهجية الأصولية والمنطق اليوناني” الدار البيضاء، 1992م.

“منطق الكلام من المنطق الجدلي الفلسفي إلى المنطق الحِجَاجي الأصولي”، الرباط: دار الأمان، 2005م.

“المنطق في الثقافة الإسلامية”، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، 2013م.

“أبحاث في فلسفة المنطق”، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، 2013م.

“منطق تدبير الاختلاف من خلال أعمال طه عبد الرحمن”.

“نظرية العلم عند أبي نصر الفارابي”.

“من أجل تجديد النظر في علم أصول الفقه – من خلال منطق القانون”.

“معجم مفاهيم علم الكلام المنهجية”.

“التحاجج – طبيعته ومجالاته ووظائفه”.