منوعات

صعوبة الكتابة مع كوني مدرسا

السؤال:

الملخص:

مدرس يشكو عدم قدرته على الكتابة بسهولة، منذ أن كان في المرحلة الابتدائية، ويسأل: ما النصيحة؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتذكر عندما كنت في المرحلة الابتدائية كان المعلم يكتب على دفتر “حسن خطك”، وأنا بعدها كنت أرجع إلى البيت أبدأ في الكتابة من جديد، وتارة كنت أكتب بصورة كبيرة، وأخرى بصورة صغيرة، وكنت أتعب جدًّا في كتابتي، لم أعرف السبب في ذلك، ثم إنني لم يكن لدي أي هواية، كان الطلاب يرسمون ويتكلمون ويضحكون، أما أنا فكنت أجلس في الصف بعد انتهاء الدرس وحيدًا لا ألعب مع أحد، فقط أراقب الطلاب، المهم لما أصبحت في المرحلة الإعدادية، كنت لا أرى السبورة بوضوح، وكان عليَّ أن أجلس في المقعد الأول، وكنت بطيئًا جدًّا عند الكتابة، كنت أعتمد على دفاتر الطلاب للعام الماضي، أو كنت أقرأ من دفتر زملائي، أتذكر أني قلت لصديقٍ لي بأنني أكره خطِّي وأن خطِّي غيرُ جميل، فقال لي بأن خطي جميل، لكني لا أحسن أكتب، ولما أصبحت في المرحلة الجامعية، أصبح الأمر صعبًا جدًّا، كنت أستنسخ محاضرات الطلاب، وكنت ألحظ الطلاب يكتبون بكل سهولة، ويتكلمون ويستمعون شرح المادة في نفس الوقت، وكانت المحاضرة ساعة ونصف، أما أنا فقد كنت أنظر إلى السبورة فقط، أنا الآن مدرس والحمد لله، أخاف جدًّا أن يطلب مني المدير أن أكتب أسماء طلاب الشبعة الأولى، وأنا لا أعرف حتى ماذا كتبت ولا أستطيع قراءة خطِّي، في حين أن غيري يكتب بكل أريحية، أما أنا فأعاني إذا ما كتبت ثلاثة أسطر، أرجو منكم أن تساعدوني.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

يبدو للفاحص لمشكلتك أن لها أحدَ سببين أو هما معًا؛ وهما:

التحطيم النفسي من قِبل بعض المعلمين والطلاب والأصدقاء، ويبدو أنه كان له أثر بالغ جدًّا على نفسيتك وعلى قدراتك.

 

ربما أنك تُعاني من ضعفٍ ببصرك، وضعف في أعصاب يدك أثَّرا على رؤيتك للمكتوب، وأديا لتحجيم قدرتك على الكتابة السريعة، وأيًّا كان السبب، فأقول مستعينًا بالله سبحانه لا بد من علاج حالتك بالآتي:

أولًا: أنت لست مُحطمَ القدرات كما قد أفهمك البعض، أو قد فهمت منهم، بل أنت رجل قوي شجاع، برغم كل ما أصابك من تسفيهٍ وانتقاصٍ من البعض – هداهم الله – فقد قالوا لك كلامًا لو نزل على جبال لهدَّها، ومع ذلك واصلت تعليمك وتخرجت، وأصبحت معلمًا فأنت بحقٍّ نموذج يُحتذى في الهمة والعزيمة.

 

ثانيًا: يجب أن تنسى تمامًا كل الكلام السلبي الذي قيل لك سابقًا أيًّا كان مصدره؛ فالإنسان السلبي ينظر بعين عوراء؛ أي أنه لا ينظر إلا لِما يظنه من نقص عند الغير، ويؤذيهم بالازدراء والتسفيه، فأعرض عنهم نهائيًّا، وكن ذا عزيمة صلبة كصلابة الجبال، وسأسوق لك مثالًا حديثًا، فاقرأه جيدًا واستفدْ منه: سمعت لمقطع يوتيوب لرجلٍ فاز بلقب بطل العالم في الخطابة، فقال عن نفسه أنه كان في صغره يُتأتأ في الكلام، وكان مُعلمه يوبِّخه على ذلك، وكان يهاب المجالس لهذا السبب، ثم جلس مع نفسه، وقال: لماذا أنا ناقص عن غيري؟ ولماذا أقتنع بأني لا أستطيع التخلص من تأتأتي ومن رهبة الكلام؟ ثم نسيَ كلام الناس التحطيمي، وبدأ يدرب نفسه، إلى أن تخلص من التأتأة والتعلثم، فأصبح فصيحًا، ثم فاز بلقب بطل العالم في الخطابة.

 

وأنت كن مثله أو أحسن منه، فأنت يبدو أنه ليس لديك عيب سوى استسلامك لتحطيم البعض لك، وقناعتك به، فإن تخلصتَ منه، فأنت فارسُ زمانك المغوار.

 

ثالثًا: هناك أسباب شرعية مهمة جدًّا جدًّا لعلاج حالتك؛ هي:

الدعاء، والاستغفار، والاسترجاع، والصدقة، والمجاهدة.

 

رابعًا: قد تحتاج لعرض نفسك على طبيب نفسي حاذق، أو طبيب أعصاب، وكذلك طبيب عيون.

 

خامسًا: ارقِ نفسك بالرقية الشرعية ليس لأن بك مرضًا معنويًّا لا، ولكن لأن القرآن شفاء من كل الأدواء.

 

شفاك الله، وثبَّتك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.