غير مصنف

كيفية التعامل مع الزوجة الناشز

كيفية التعامل مع الزوجة الناشز هو سؤال يجول ببال الكثير من الناس لحاجتهم إلى معرفة إجابته نظرًا لكون النشوز هو رفض الزوج والخروج عن طاعته التي وصفها العرف ووضع إطارها الشرع حيث إن أساس الزواج المودة والرحمة وقوامه الاحترام فقد امتاز كل من الزوجين بعدد من الامتيازات وإذا خرج أحدهما من نطاق ما مُيز به ودخل إلى نطاق مميزات الزوج الآخر فحينها تحدث المشكلة بين الزوجين وفي هذا المقال يوضح موقع المرجع معنى مصطلح الزوجة الناشز وكيفية التعامل معها والكثير من الأحكام المتعلقة بالزوجة الناشز والنشوز.

تعريف الزوجة الناشز ومواصفاتها

ذكر الله تعالى النشوز في القرآن لما له من عظيم الأثر في تدمير المجتمع الإسلامي فالزوجة الناشز هي الزوجة التي تخرج على طاعة زوجها فتعصى أوامره أو تمتنع عن تلبية نداء الفراش، ويمكن تحديد المواصفات والأفعال التي إن اجتمعت في الزوجة كانت ناشزًا فيما يلي:

  •  الزوجة التي ترفض نداء الفراش من الزوج وترفض إعطائه حقوقه الزوجية.
  •  الزوجة التي تقوم بإدخال بيت زوجها أحد الأشخاص الذين يرفض الزوج دخولهم لبيته.
  • الزوجة التي تخرج من البيت بدون إذن زوجها أو تخرج بعدما طلبت من زوجها الإذن بالخروج فرفض طلبها.
  •  الزوجة التي تكسر مبدأ الطاعة وتعصى أوامر زوجها أيا كان نوع هذه الأوامر طالما أنه لم يطلب منها حرامًا.

وبشكل عام يمكن القول أن النشوز هو أي فعل يحدث من الزوجة ترفض فيه سلطة الزوج الآمرة لها أو ترفض فيه طاعة زوجها لأي سبب، أما في حالة سب الزوجة لزوجها أو التطاول عليه لفظيًا فلا يعد ذلك نشوزًا في الدين برغم حرمته إذ أن الزوجة برغم سبها لزوجها لم تخرج عن طاعته ولم تترك بيته فيستطيع أن يقتص منها جزاء لها على إهانته بخلاف حالة رفض الطاعة حيث أنها لا يمكن فيها القصاص.[1]

علامات عدم احترام الزوجة لزوجها

كيفية التعامل مع الزوجة الناشز

إن القرآن الكريم قد قال القول الفصل في كيفية التعامل مع نشوز الزوجة فقال الله تعالى “وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ”[2] ومن الجلي أن الطريقة الوحيدة المسموح بها في التعامل مع الزوجة الناشزة هي الطريقة التي وردت في الدين الإسلامي التي تتكون من المراحل الثلاث ” الموعظة – الهجر – الضرب” ونفصل كل مرحلة من مراحل التعامل مع الزوجة الناشز فيما يلي:

الموعظة الحسنة بلين القول

إن هذه المرحلة هي أولى مراحل التعامل مع نشوز الزوجة حيث إن الزوج في هذه المرحلة يقوم بوعظ زوجته بلين القول والتكلم بالحكمة معها والاستناد إلى كتاب الله وما أقره الشرع عليها من حقوق للزوج ويذكرها بعقاب من يخالف كلام الله سواء أكان المخالف الزوج أم الزوجة وعلى الزوج أن يتحلى بأقصى قواعد الهدوء وضبط النفس في هذه المرحلة من مراحل رد الزوجة إلى طبيعتها الوادعة فيحدثها بالعقل والمنطق ويطلب منها أن تكون امرأة صالحة من أجل الحفاظ على بيتهما وأولادهما فإن عادت عن نشوزها لم يكن للزوج الحق في هجرها أو ضربها وإن لم تعد توجب على الزوج أن ينتقل إلى مرحلة الهجر في المضجع لتأديب زوجته.

الهجر في المضجع

مرحلة هجر الزوجة في المضجع هي ثاني مراحل علاج نشوز الزوجة التي حكم بها الله عز وجل حيث يقوم فيها الزوج بهجر الزوجة في الفراش حتى تشعر بعظيم خطأها في حق زوجها عندما تشعر بابتعاده عنها ونفوره منها وقد اختلف فقهاء المسلمين في الهجر في الفراش وكيفيته ومدته فانقسموا إلى الآراء التالية:

مدة هجر الزوجة في المضجع شرعًا

اختلف الفقهاء حول المدة التي يجوز للزوج فيها شرعًا أن يقوم بهجر زوجته الناشز لتأديبها ويرجع ذلك إلى أن الله تعالى لم يبين مدة جواز هجر الزوجة ولا كيفيته لذا قام بعض الفقهاء بترك مدة هجر الزوج لزوجته مفتوحة حتى تعود الزوجة إلى رشدها وتدخل في طاعة زوجها بينما قال البعض أن مدة هجر الزوج لزوجته تكون من شهر حتى أربعة أشهر وقال آخرين أن الهجر في الجماع ومكان النوم لا يوجد له مدة محددة بينما الهجر في الحديث لا يجوز أن يزيد على ثلاثة أيام لأنه لا يحل للمسلم أن يخاصم مسلمًا أكثر من ثلاثة أيام.[3]

صور الهجر في المضجع

توجد العديد من الصور التي يمكن أن يقوم الزوج عن طريقها بهجر زوجته في المضجع فيمكن للزوج أن يقوم بهجر زوجته في المضجع عن طريق عدم النوم إلى جوارها لكن يكلمها ويجامعها بشكل عادي ويمكن للزوج أن يقوم بهجر زوجته في المضجع عن طريق البعد عن جماعها أو الحديث معها أو النوم إلى جوارها ويمكن للزوج أن يهجر زوجته في المضجع عن طريق الكلام معها لكن ترك مجامعتها والنوم إلى جوارها ويرجع تعدد صور الهجر في المضجع إلى اختلاف الفقهاء في تحديد ماهيته حيث إن الله تعالى لم يوضح معنى الهجر في المضجع بشكل قاطع مما ترك الباب مفتوحًا لاجتهادات الفقهاء.[3]

مذهب الحنفية في الهجر في المضجع

للحنفية آراء عدة في مسألة الهجر في الفراش فقد قال بعض الفقهاء أن الهجر في المضجع هو ترك مجامعة الزوجة والجلوس معها في البيت ومحادثتها وقال بعض الفقهاء الآخرين أن الزوج في حال هجره لزوجته يجامعها بشكل طبيعي ولكن لا يكلمها لأن الجماع حق للزوج ولا يجوز أن يعاقب الزوج زوجته بإسقاط حق نفسه بينما كان لعدد قليل من فقهاء المذهب الحنفي رأي آخر وهو أن الهجر في الفراش لا يعني ألا يبيت الزوج مع الزوجة من الأساس بل يعني هجر الزوج لزوجته عدم مجامعته لها لكن يبيت معها في نفس المكان إن لم يكن له بيت آخر فإن كان له بيت آخر يذهب لزوجته الأخرى ويهجر بيت زوجته الناشز وقد اتفق فقهاء الحنفية على أن مدة هجر الزوج لزوجته تكون مفتوحة بلا رقيب على الزوج حتى تدخل الزوجة إلى طاعة الزوج مرة أخرى عندها لا يحل له أن يهجرها وإن فعل كان هجره لها ذنبًا عليه.[3]

مذهب المالكية في الهجر في المضجع

رأي المالكية هو الرأي المشهور بين العامة وهو ينص على أن الهجر في الفراش معناه أن الزوج لا يشارك زوجته الغرفة ويتركها وحيدة ولا يجامعها لكن يتحدث معها بشكل عادي ولا يخاصمها على أن المالكية قد حددوا مدة الهجر بأن لا تزيد على أربعة أشهر على أقصى درجة حتى لا يكون في ذلك إضرارًا بالزوجة لمنعها عن استيفاء حقوقها الشرعية.[3]

مذهب الشافعية في الهجر في المضجع

قال بعض الشافعية أن هجر الزوجة لا يعني ترك فراشها ولا ترك مضاجعتها وإنما كل ما في الأمر هو أن يخاصمها الزوج ولا يكلمها بطريقة حسنة بينما قال بعضهم أن هجر الزوج لزوجته الناشز يكون بألا يجامعها وذهب آخرين من الشافعية إلى أن هجر الزوج لزوجته الناشر في الفراش يكون بألا يبيت معها في نفس المكان فقط لكن يجامعها ويتحدث معها بشكل عادي وقد استقر الشافعية على أن أقصى مدة لهجر الزوجة هي ثلاثة أيام لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدد مدة جواز انقطاع المسلم عن محادثة أخيه المسلم في الكلام بثلاثة أيام والزوجة تدخل في عموم المسلمين فلا تخرج من نص الرسول.[3]

مذهب الحنابلة في الهجر في المضجع

الحنابلة قد قالوا بإمكانية مضاجعة الزوج لزوجته بصورة عادية أثناء الهجر على ألا يكلم الزوج زوجته أثناء هجره لها ولا يبيت معها في نفس الغرفة أيضًا وقد قرروا أن المدة التي يجوز أن يعتزل الزوج فيها غرفة زوجته مفتوحة حتى تعود الزوجة إلى طاعته لكن مدة الانقطاع عن الحديث معها لا يجوز أن تزيد على ثلاثة أيام لأنه لا يجوز للمسلم أن يخاصم أخيه المسلم أكثر من ثلاثة أيام.

هل يمكن للزوجة أن تقوم بهجر زوجها في المضجع

بالرغم من أن الزوج له الحق في هجر الزوجة في الفراش إذا خرجت عن طاعته إلا أن الزوجة ليس لها الحق في أن تهجر زوجها في الفراش حتى وإن كان يعاملها بشكل سيئ حيث إن أحد أهم الحقوق التي للزوج على زوجته هو حقه في أن تقوم زوجته بإعفافه ولا يجوز أن يسقط هذا الحق بأي حال من الأحوال لكن إذا كان الزوج مبالغًا في إيذاء زوجته ففي هذه الحالة يجوز للزوجة أن ترفع أمرها إلى القاضي ليحكم بالتفريق بينها وبين زوجها لتخليصها من ظلمه.

التأديب بالضرب غير المبرح

إن الإسلام هو الدين الذي كرم النساء ولهذا لم يجز الدين الإسلامي ضرب النساء إلا ضربًا خفيفًا وهذا هو المتفق عليه فإن ضرب الزوج زوجته بقوة كان من حقها أن تطلب الطلاق منه شرعيًا وإن أدى الضرب إلى إيذاء جسدي جاز لها الاقتصاص منه والضرب لتأديب الزوجة الناشز هو أخر حل يمكن استخدامه معها لإصلاحها وحتى يحق للزوج استعماله يجب أن تكون زوجته هي المخطئة بصورة تامة إذ لا حرج عليها في عصيانه في الخطأ أو لو كان فاحشًا أو سبابًا أو لعانًا ويفضل ألا يقوم الرجل بضرب امرأته أيا كان السبب اقتداء بالنبي فقد تحدثت السيدة عائشة عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت “ما رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضرَب خادمًا قطُّ ولا ضرَب امرأةً له قطُّ ولا ضرَب بيدِه شيئًا قطُّ إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللهِ ولا نِيلَ منه شيءٌ قطُّ فينتقِمَه مِن صاحبِه إلَّا أنْ يكونَ للهِ فإنْ كان للهِ انتقَم له، ولا عرَض له أمرانِ إلَّا أخَذ بالَّذي هو أيسرُ حتَّى يكونَ إثمًا فإذا كان إثمًا كان أبعدَ النَّاسِ منه”[5] فالأفضل ألا يقوم الزوج بضرب زوجته حتى ولو كانت ناشزًا لكن إن كان الضرب هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يعيد الزوجة للطريق المستقيم يجوز له أن يضربها على أن يكون ذلك وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية وهي:[4]

ماهية ضرب الزوجة الناشز في الإسلام

الضرب للزوجة الناشز المقصود في الدين الإسلامي هو الضرب غير المبرح لتأديب الزوجة وجعلها ترجع إلى طاعة زوجها فلا يجوز للزوج أن يضرب زوجته ضربًا مبرحًا حتى وإن كان ذلك هو الحل الوحيد لتأديبها وجعلها تعود إلى الطريق المستقيم فإن ضرب الزوج زوجته ضربًا مبرحًا كان يحق لها أن تطلب الطلاق حتى وإن كان ضربه المبرح لها بسبب خروجها عن طاعته حيث إن الضرب المبرح ممنوعًا في الشريعة الإسلامية منعًا باتًا، كما لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته لتأديبها إذا كان سبب نشوزها راجعًا لكونه يسيء إليها.

 كيف أعرف أن زوجي يحبني وعلامات تؤكد حب الزوج لزوجته

القصد من ضرب الزوجة الناشز في الإسلام

أحلّ الله تعالى للزوج أن يقوم بضرب زوجته التي خرجت عن طاعته حتى تعود إلى طاعة زوجها وتحافظ على بيتها وأسرتها حتى لا يستشري الفساد في المجتمع وتتفكك الأسر المسلمة فالضرب في الإسلام يكون لأهداف تأديبية بحتة ينصلح بها حال المجتمع كله ولا يجوز للزوج أن يستخدم حقه الذي شرعه الله عز وجل له في الضرب لإلحاق الأذى بزوجته أو لتعذيبها فإن فعل كان آثمًا متجاوزًا لقصد الضرب الذي أمر الله به.[6]

وسائل ضرب الزوجة الناشز في الإسلام

اختلف الفقهاء حول الوسائل التي يجوز للرجل أن يستخدمها لضرب زوجته الناشز ضربًا غير مبرح فقال الشافعية والحنابلة أن الزوج يجوز له أن يقوم بضرب زوجته ضربًا مؤلمًا وإن كان غير مبرح فيمكن له أن يقوم باستخدام السوط والعصا أما الحنفية والمالكية وقليل من الشافعية والحنابلة فقد قالوا أن الزوج لا يجوز له أن يؤلم زوجته بالضرب لذلك لا يجوز له ضربها إلا بالسواك أو المناديل أو ما كان نحو ذلك من الوسائل التي لا تسبب ألمًا ولا ضررًا ولا تحز في نفس الزوجة ومن الأفضل ألا يضرب الزوج زوجته حتى إن كان ضربها من حقه حتى لا تتأذى كرامتها.

ضوابط ضرب الزوجة الناشز في الإسلام

توجد العديد من الضوابط التي يجب على الزوج المسلم مراعاتها أثناء قيامه بضرب زوجته الناشز وهذه الضوابط هي:[7]

  •  ألا يضرب الزوج زوجته إذا عادت إلى طاعته افتراءً وانتقامًا حيث أن الغرض من الضرب هو تأديب وإعادة الزوجة لطاعة زوجها فإن ضرب الزوج زوجته بعد عودتها بعد ذلك تعذيبًا لها والتعذيب محرم في الإسلام.
  • على الزوج ألا يضرب زوجته ضربًا يؤدي إلى حدوث إصابات جسدية ظاهرة بالزوجة مثل الكدمات أو الجروح كما أن عليه ألا يؤذيها ولا يفسد لها عضوًا أو يقلل لها جمالًا.
  • لا يجب أن تزيد الضربات التي تتلقاها الزوجة عن العشر ضربات بأي حال من الأحوال وتكون الضربات خفيفة حيث لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته بشكل مبرح حيث إن ذلك ينافي حقوقها التي كفلها لها الإسلام.
  •  يجب أن يوقن الزوج إن الضرب لا بد وأن يصلح الأمور بينه وبين زوجته ويجعلها تعود إلى طاعته وإلا إن كان الزوج يشعر أن ضربه لزوجته لن يحل المشكلة فلا يجوز له أن يضربها لأن الغرض من الضرب التأديب وليس التعذيب.
  •  ألا يكون الضرب مهينًا فلا يجوز أن يضرب الزوج زوجته على أماكن الكرامة مثل الوجه مثلًا.

عقوبة الناشز في القانون السعودي

تبعًا للقانون السعودي فالزوجة الناشز تعاقب عقابًا ماديًا وأدبيًا فعلى الرغم من أن الزوجة الناشز لا يتم توقيع عقوبة على جسدها المادي إلا أنها تفقد كل الحقوق التي ترتبت على الزواج من حق في المأكل والملبس والمشرب والمهر وكافة الحقوق المادية المترتبة على الزواج ويكون ذلك بسبب رفضها الخضوع لطاعة الزوج ففي تلك الحالة يحكم القاضي بمخالعتها لزوجها والمرأة التي تخالع زوجها في الشريعة الإسلامية تسقط نفقتها ومهرها وكل حقوق التي تكون قد اكتسبتها من الزواج وهذا كله بخلاف ما إذا استطاعت الزوجة أن تجعل المحكمة ترى أسبابًا وجيهة لنشوزها فحينئذ لا يتم عقاب الزوجة ويعتبر النشوز حقًا لها لعدم جواز إجبار الزوجة على طاعة زوجها في ما لم يحله الله.

مقدار نفقة الأولاد بعد الطلاق في السعودية

حكم تعليق الزوجة الناشز

تعليق الزوجة يعني هجرها والابتعاد عنها وقطع نفقتها فلا هي متزوجة ولا هي مطلقة ولا يجوز للزوج تعليق زوجته دينيًا حيث يعد تعليق الزوج لزوجته ذنبًا عظيمًا إلا إن كانت الزوجة ناشزًا ففي حالة نشوز الزوجة يجوز لزوجها تعليقها ومنع النفقة الزوجية عنها حتى تعود للدخول في طاعته لكن على الرغم من ذلك لا يجوز للزوج أن يقطع النفقة على أولاده بسبب قطعها على أمهم حيث أن الأطفال لا ذنب لهم في مشاكل الأبوين، ويجوز للزوج أن يترك زوجته الناشز معلقة سواء أكان تركه لها في بيت الزوجية أم في بيت أهلها فإن عادت الزوجة إلى طاعة زوجها وجب عليه أن ينهي تعليقها فإن لم يفعل كان آثمًا، وعلى الرغم من جواز تعليق الزوج لزوجته إلا أنه يفضل ألا يفعل الزوج ذلك للحفاظ على دوام استمرار المودة والرحمة بين الزوجين فيستحب أن يكون حل التعليق هو الحل الأخير الذي يلجأ إليه الزوج ويستدل على ذلك الحكم بقول الله تعالى “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن” حيث أن تعليق الزوجة الناشز يعد من قبيل الهجر في المضاجع الذي حكم به الله لإصلاح الناشزات من نساء المسلمين.[8]

طلاق الزوجة الناشز

يحق للرجل تطليق زوجته الناشز في أي وقت وتحصل الزوجة المطلقة على حقوقها المالية ما عدا النفقة الزوجية لأن النفقة قد وجبت لها على زوجها كجزاء للامتناع عن الخروج والاحتباس لحقه عليها فإن أسقطت الزوجة حق زوجها في احتباسها سقط عنها حقها في النفقة أما باقي الحقوق فثابتة، أما إن لم يرد الزوج تطليق زوجته الناشز فمن حق الزوجة أن تفتدي نفسها بالمال وتطلب الخلع من زوجها وفي هذه الحالة يترتب على افتداء الزوجة لنفسها العديد من الأحكام هي:

  •  تخسر الزوجة التي قامت بخلع زوجها حقوقها المالية بعد الطلاق من مؤخر ونفقة عدة ونفقة متعة.
  • تكون الزوجة بعد الطلاق بالفدية قد طلقت طلقة بائنة بمعنى أن زوجها لا يستطيع مراجعتها إلا إذا وافقت هي على ذلك.
  • إذا وافق الزوج على مبدأ الطلاق على الفدية لكن لم يوافق على الفدية المعروضة من الزوجة يكون الحكم للقاضي حيث يحدد قدر الفدية التي يجب على الزوجة دفعها للخلع من زوجها.

الأصل في الزواج الحب والأمان والمودة والرحمة فإن فقد الزواج أحد هذه العناصر تحولت حياة الزوجين إلى جحيم وأصبح كل من الزوجين يبحث عن حل لإعادة العلاقة إلى نصابها الصحيح لذا في هذا المقال وضحنا كيفية التعامل مع الزوجة الناشز لمساعدة الأزواج على التعامل مع الزوجات الناشزات والحفاظ على البيت قائمًا والأسرة مجتمعة.