غير مصنف

مراجعة فيلم Army of Thieves

هذه المراجعة خالية من الحرق لفيلم Army of Thieves، والذي يتوفر حالياً عبر شبكة نيتفليكس.

عند مشاهدة فيلم Army of Thieves للمنتج زاك سنايدر، هناك أسئلة لا بد أن الجميع سيطرحها ليحددوا شعورهم تجاه الفيلم، إلى أي درجة يرتبط بفيلم Army of the Dead كأحداث؟ وهل يقدم أي عمق إضافي على قصة فيلم الزومبي السابق أم هو منفصل بالكامل عنه؟ هل هو فيلم زومبي أم سطو أم آكشن؟ والإجابة نوعاً ما هي أنه لا يرتبط به فعلياً سوى بشخصية لودفيغ نفسه الذي كان أحد أبرز الشخصيات بالجزء الأول، وأيضاً في آخر مشهد عندما نرى باتيستا يجند لودفيغ، لكن لا صلة أخرى حقاً.

أعتقد أن اللعنة التي يعاني منها الفيلم هو ارتباطه بسلسلة أضخم في عالم زومبي تجعله يقع تحت نفس المظلة ويُحاكم باعتباره جزء من ذاك العالم. وبالتالي أي شخص قرر مشاهدته باعتباره جزء ذو أحداث سابقة لفيلم Army of the Dead بسبب حبهم لأفلام الرعب أو الزومبي، فسيصابون بنوع من خيبة الأمل، لأنه لا يتعلق إطلاقاً بالزومبي بل أنهم مجرد شيء بعيد في خلفية الفيلم الذي يتطرق إليهم على شكل مقتطفات ولمحات خاطفة لا أكثر، لكن لو تم النظر إليه كفيلم فرعي مستقل تماماً وليس كجزء سابق مباشر، كفيلم يتمحور حول عمليات سطو مع لمسة من الكوميديا والآكشن، فستستمتعون به أكثر.

ربما لو كان من الضروري فعلاً صنع جزء ذو أحداث سابقة بهذا الكون، لكان من الأفضل التركيز على قصة منشأ الزومبي وتفسيرها، أو على شخصية سكوت وارد (دايف باتيستا) وفريقه وكيف واجهوا انتشار الزومبي حتى قاموا باحتوائه ضمن حدود لاس فيغاس. لكن قصة لودفيغ تبتعد كل البعد عن أية عناصر تتعلق بالفيلم الأول لتجعل Army of Thieves لا يشبه سابقه إطلاقاً سوى بالعنوان. لكن نظراً لأن الشخصية المفضلة لدي في فيلم Army of the Dead كانت لودفيغ، وبما أني من محبي أفلام السطو، فلقد استمتعت بالفيلم بعدما فصلت ذهنياً أي ارتباط بينه وبين سابقه.

تجري أحداث الفيلم قبل 6 سنوات من فيلم Army of the Dead، ويتمحور حول لص الخزائن المحترف لودفيغ ديتر (ماتياس شفيغوفر، وهو مخرج الفيلم أيضاً) والذي نكتشف أن اسمه بالواقع هو سيباستيان شلنتشت فونرت (أو شيء من هذا القبيل وفقاً لكل أعضاء الفريق الذين يجدون صعوبة في لفظ الكنية)، والذي كان مجرد شاب يعمل كمحاسب في بنك ويعيش وحيداً في حياة روتينية يحلم فيها بالخروج من الملل ويمضي وقت فراغه بتسجيل مقاطع فيديو على قناته المسكينة على يوتيوب التي لا تحظى بأية مشاهدات إطلاقاً حول شغفه الحقيقي: فتح الخزائن، وخاصة سلسلة من الخزائن الأسطورية التي صممها هانس واغنر قبل أن يدفن نفسه في آخر واحدة منها لتصبح قبره النهائي.

ويتغير كل شيء عندما تحصل إحدى فيديوهاته على مشاهدة واحدة، مع تعليق يطلقه نحو مغامرته، فيلتقي بفتاة تدعى غوين (ناتالي إيمانويل)، وهي لصة مجوهرات محترفة تريد استغلال بدء انتشار الفوضى من الزومبي لسرقة تلك الخزائن الأسطورية قبل نقلها، فتعرّفه على فريقها المؤلف من رولف (غاز خان) وهو سائق هروب بارع للغاية، والهاكر المحترفة كارينا (روبي أو في)، وبطل الآكشن التقليدي براد كيج (ستيوارت مارتن) الذي استوحى شخصيته من مشاهدة أفلام نيكولاس كيج. وهم عصابة هاربة من الإنتربول.

لكن تعاني شخصيات الفيلم (مثل حال الفيلم الأول) من انعدام العمق والتأثير على المشاهد، بداية من العصابة التي لا يوجد انسجام بين أعضائها، كما نحصل على لقطات سريعة ومختطفة فقط حول خلفية كل منهم، فلا نشعر بالتعاطف مع دوافعهم، وبالرغم من أنهم يشرحون أن غوين نفسها تريد السطو على الخزائن بسبب أهميتها كأسطورة، إلا أن السيناريو (من تأليف شاي هاتين) لا يبذل جهداً لجعل رغبتها هذه مقنعة جداً. كما أن الدافع الكبير لبقية الفريق هو الثراء، لكن في كل مرة ينجحون بها بعملية سطو لا يأخذون من المال سوى قدر قليل جداً.

وينطبق الأمر أيضاً على عميل الإنتربول ديلاروس (جوناثان كوهين) وشريكته بياتريكس (ناعومي ناكاي)، والذي لديه دافع وحيد، وهو القبض على تلك العصابة، وذلك لحنقه الشديد تجاههم فقط لأن براد أطلق النار على مؤخرته، فيتناسى وجود الزومبي بالكامل، كما لو أن العالم ليس على حافة الإنقراض، مما يجعل شخصيته غير محببة إطلاقاً، بل ومثيرة للإزعاج في بعض الأحيان.

لكن من ناحية أخرى، يمتاز الفيلم بالخفة، وبحس الفكاهة المميز الذي أحببناه بشخصية لودفيغ من الفيلم الأول، فيضحكنا بشخصيته الحمقاء والبريئة مع المواقف الفكاهية مع دخوله إلى عالم الإجرام للمرة الأولى، بالإضافة إلى بعض مشاهد الآكشن الدموية والمميزة (لكن القليلة) مع مشهد قتالي تبدع به ناتالي إيمانويل، فيشكلان ثنائياً متميزاً يجمع بينهما انسجام واضح، لكن قصتهما لا تحصل على فرصة للازدهار كما تستحق بسبب قيود ارتباط الفيلم بكون Army.

كما نستمتع بالتنقل بين الدول المختلفة مع مناظر طبيعية وأبنية ساحرة في كل مكان، بالإضافة إلى طريقة الإخراج المميزة التي تضفي طابعاً كوميدياً إضافياً على القصة. كما أن تصاميم الخزائن رائع للغاية، حيث تحمل كل خزنة قصتها الخاصة من الأساطير الإسكندنافية، والتي ترتبط طريقة فتحها بتلك القصة، مع نقوش رائعة جداً، تجعلها متميزة للغاية عن تلك عادية المظهر التي يفتحها لودفيغ في Army of the Dead. وبالرغم من أنه ينجح بفتح كل واحدة منها بسهولة كبيرة ومن دون أي تحدي يذكر في قصة تتمحور حول الخزائن الصعبة والمعقدة للغاية، إلا أن طريقة تصوير كيفية فتحها من الداخل مع كل البكرات والعتلات والأقراص، تجعل المشاهدة ممتعة جداً، ومرضية لحظة يتم فتح الباب.

في النهاية أقول أن Army of Thieves يمتاز بطابع فكاهي ممتع والعديد من مشاهد الآكشن المميز والدموي أحياناً، وأداء رائع من الممثل ومخرج الفيلم ماتياس شفيغوفر، مما يجعل مشاهدته كفيلم مستقل ممتعة، لكنه يعاني من لعنة “السلسلة”، فلو لم يكن مرتبطاً بكون أوسع، وخاضعاً للأحكام المسبقة بكونه جزء سابق الأحداث لفيلم Army of the Dead، وتوقعات المشاهدين لرؤية المزيد من الزومبي، لكان سيتمكن شفيغوفر من إطلاق العنان لنفسه أكثر، مما يجعلني أتمنى لو لم يكن جزءاً من السلسلة. كما يتركني في تساؤل حول ما سيحمله فيلم Planet of the Dead القادم والذي يختتم الثلاثية، أو مسلسل الأنمي Army of the Dead: Lost Vegas الذي يصدر في 2022.

لو كنتم تريدون مشاهدة Army of Thieves باعتباره جزء ذو أحداث سابقة لفيلم Army of the Dead حباً بالزومبي أو الرعب، فستصابون بخيبة أمل لأن الزومبي لن يظهروا سوى بمقتطفات عابرة، لكن لو نظرتم إليه كفيلم فرعي منفصل وليس كجزء سابق مباشر، فستستمتعون به أكثر. حيث يقدم قصة مميزة حول عمليات سطو بطابع فكاهي مع آكشن مثير وإن كان أقل من المطلوب وإخراج مميز من ماتياس شفيغوفر الذي يلعب دور البطولة أيضاً.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.