منوعات

طال بحثي عن زوجة، فهل أقبل؟

السؤال:

 

الملخص:

شاب يريد أن يتزوج فتاة لم تتأثر بما في المجتمع من الأفلام والمسلسلات والأغاني، وغير ذلك، خطب له أهله فتاة تصغره كثيرًا، أهلها ذوو دين، لكنها كسائر بنات جيلها من حيث التأثر بما في المجتمع، وهو متردد في الزواج منها؛ إذ كبرت سنه، وطال بحثه، ويسأل: ما النصيحة؟

 

التفاصيل:

منذ أكثر من سنة ونصف، طلبت من أهلي البحث عن عروس لي، ولم تثمر أي من المحاولات؛ إما لرفض أهل الفتاة، أو لأنها لم تعجبني، أو لم تعجب أهلي؛ لأمر ديني أو لغيره، مع أنني لم أرَ أي واحدة أو أحدث أباها حتى الآن.

في الوقت الحالي اقترح عليَّ أهلي إحدى البنات الكريمات، تصغرني كثيرًا؛ حيث إني في الثلاثين من عمري، في حين أن عمرها 16 سنة، وهي لا تختلف كثيرًا عن الأخريات من ناحية التدين؛ حيث إنني أريد فتاة لا تشاهد الأفلام والمسلسلات، ولكن يبدو أن أهلها عندما أحسوا بالأمر – ولم نصارحهم به – أبدَوا بوادر جيدة؛ فقد جعلوها ترتدي النقاب (ولم تكن منتقبة)، وغير ذلك؛ ما جعلني أفكر في هذا الاختيار؛ لأن الصغيرة أدعى لقبول التغيير، وأهلها ذوو دين، لكن أصاب أبناءهم ما أصاب الناس من بلاء في الإنترنت، وكذلك لأنهم أبدوا بوادر حسنة، والزواج في هذه السن ليس أمرًا غريبًا في عائلتهم، لا يقلقني كثيرًا أمر فارق السن، فأنا أستطيع تكوين علاقات جيدة مع مَن يصغرني، وأنا إنسان مرن، ولدي صفات تمنحني طمأنينة جيدة في هذا الجانب، والحمد لله، الأمر الذي أخشاه أن أكون بزواجي منها أخالف وصية رسولي صلى الله عليه وسلم بأن أظفر بذات الدين، وأن أتخذ زوجة تعينني على أمر آخرتي، فهذه الكريمة ما زالت صغيرة، وهي لا تختلف كثيرًا عن غيرها في أمر التدين، ولا يظهر في هذه السن كل أبعاد التدين، أضف إلى ذلك أن من قواعدي في الزواج أن يرضى كل طرف عن الآخر كما هو، وألَّا يراهن على تغييره؛ فهو قد لا يتغير، وقد يتغير إلى الأحسن أو الأسوأ، فعلى المرء أن يحكم على ما يراه، ولكن من زاوية أخرى، طال بحثي وأحس أنني أحتاج الزواج، وتأخرت فيه، وأقول لنفسي: إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة، ولا أدري إن كان هذا الاستدلال صحيحًا، فهذه أمور تقوِّي جانب الإقدام على هذا الزواج، وأنا أفكر: ماذا لو لم تتغير بالمعاشرة والنصح؟ ماذا سيحدث لتربية أبنائي؟ وغير ذلك من أبعاد الزواج، ولكني محتاج للزواج فعلًا، وتأخرت، وطال البحث، فهل أُقدم أو أستمر في البحث؟ مع العلم أنني صليت الاستخارة عدة مرات، أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

 

أخي العزيز:

العمر ليس مهمًّا؛ فقد بلغتْ مبلغ النساء.

ثانيًا: ما مقياس الصلاح والتقوى؟

إن كانت تقوم بواجباتها الدينية؛ كالصلاة، والصيام، وملتزمة بحجابها وطاعة زوجها، فهذه علامات خير وصلاح، وبقية الأمور تأتي مع الوقت، والتعامل المثالي؛ فالحياة بأكملها ليست مريحة، بل تحتاج إلى صبر ومجاهدة.

 

فلا تتوقع صلاح الزوجة من أول ما تدخل عندك، أو حتى من أول شهر، أو حتى سنة.

 

ولكن ما يصلح الزوجة وغيرها المعاملة بالحسنى، والمعاشرة بالمعروف، وأنت قبلت بزوجة عمرها لا يعتبر كبيرًا، وتعتبر مراهقة في هذه السن، ومن هنا يسهل عليك تربيتها دينيًّا، وتطويعها في أمور البيت وغيرها.

 

من المهم أن تقرأ في الهدي النبوي والشرعي في كيفية التعامل مع الزوجة.

 

وقبل هذا كله عليك بالاستخارة في أمر الزواج منها، فإن وجدت راحة وقبولًا في نفسك، فأقدم ولا تخف، مع الدعاء وإخلاص النية.

أسأل الله أن يبارك لك وعليك، آمين.