منوعات

تأثر الأبناء بوفاة الأم – مكساوي –

السؤال:

الملخص:

رجل توفيت زوجته وتركت له ابنًا وابنة، ومع الاتجاه للتعليم عن بعد بسبب كورونا، بدأ يلاحظ إهمالهما للدراسة، كما لاحظ غيرة من ابنته على أخيها، وأنها أصبحت عنيدة في أحيان كثيرة، فلا تستجيب بسهولة للتوجيه والإرشاد، ويسأل: ما الحل؟

 

تفاصيل السؤال:

ماتت زوجتي منذ ثمانية أشهر، وتركت لي ابنة في الثانية عشرة من عمرها، وابنًا في التاسعة من عمره، وقد تزوجت بعلمهم، ولله الحمد تعامل زوجتي الثانية لطيف، غير أنني لاحظت عليهم إهمالًا في الدراسة منذ بداية التعليم عن بُعد؛ هذه هي المشكلة من حيث العموم، المشكلة الثانية تخص ابنتي؛ إذ إنني ألحظ عليها غَيرة على أخيها، وأيضًا تصدر منها بعض الألفاظ السيئة عندما تغضب، وأصبحت صعبة المراس ولا تستجيب بسهولة لِما نطلبه منها أحيانًا، حتى وإن كان أمرًا توجيهًا وإرشادًا للأفضل فيما يتعلق بحياتها وتعاملها من حيث العموم، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيبدو من مشكلتك الآتي:

ابنتك وابنك لا زالا متأثرَيْنِ نفسيًّا من وفاة أمهما، وأثر ذلك في تعامل البنت مع من حولها، وخصوصًا أخاها، وفي إهمالهما للدراسة.

 

ثانيًا: البنت لا زالت طفلة أو في بداية المراهقة؛ لذا تحصل منها بعض السلبيات غير المتعمدة.

 

ثالثًا: ربما أن من أسباب تعاملها مع أخيها أنها ترى منك زيادة حب له، فيظهر ذلك في شكل غَيرة عليه، بينما هو قد يكون في الحقيقة غيرة منه، والحل أقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: الدعاء للابن والبنت بالصلاح وذهاب الغيرة.

 

ثانيًا: عدم إظهار الحب الزائد للابن، أو الشفقة الزائدة عليه.

 

ثالثًا: استمرار المناصحة لها كلما أخطأتْ، وذلك بهدوء وحكمة وعدم تسفيهٍ لها.

 

رابعًا: مراعاة مشاعرها المكتومة بفقدان أمها الغالية وما ينتج عنها من سلبيات التعامل.

 

خامسًا: لا بد من أن تجتهد أنت وزجتك في احتواء البنت والولد، والقرب منهما، والحنو عليهما، لعلكما تعوضانهما شيئًا مما افتقداه من مشاعر الأم الحانية.

 

سادسًا: إن كان ممكنًا الطلب من المُرشدة الطلابية تلمُّس نفسية البنت، وماذا تفتقده؛ فلعل ذلك يُساعد في الوصول لحلول أُخرى نافعة بإذن الله.

 

سابعًا: مثل وضع أبنائك يحتاج لصبر ومصابرة، وكظم غيظٍ؛ لأنك تتعامل إما مع أطفال أو مراهقين لا يُقدِّرون عواقب تصرفاتهم، وزاد عليها نفسياتهما الخاصة.

 

ثامنًا: أكْثِرْ من الاسترجاع والاستغفار والصدقة، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، فهي مجتمعة سياجات للحفظ من سائر الشرور.

 

تاسعًا: اهتم بأصل شرعي؛ وهو تشجيعهما كلما عملا عملًا طيبًا، ولو كان قليلًا.

 

عاشرًا: لا تُدقق على كل تصرفاتهما، بل غضَّ الطرف عن بعضها، ولتكن نبرة توجيهاتك وملاحظاتك تحمل نبرة الحاني المُشفق لا نبرة الشامت.

 

حفِظك الله، وأصلح الله لك ذريتك، وأعاذكم جميعًا من نزغات الشياطين.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.