منوعات

بداية جديدة.. إحنا رايحين على فين..؟!

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

زادت في الفترة الأخيرة معدلات الجريمة بكل أشكالها من قتل وسرقة واغتصاب ونصب واحتيال ومعدلات انتحار مرعبة وبشعة وبطرق أكثر بشاعة، انهارت كافة المعايير الأخلاقية واختلفت في كل فئات المجتمع كل فئة لها معاييرها الخاصة وتشتت كل المبادئ والأعراف وأصبحنا لا نفرق بين الخطأ والصواب، بل بالعكس ازدتنا سوءاً أصبحنا نحلل الحرام ونحرم الحلال.. وخلقنا جيلا مختلفا تماما عن مجتمعنا الشرقي وتزايدت نسبة الطلاق في الأسرة المصرية وتخلى كل من الأب والأم عن دورهما الأساسي وهي تربية الأولاد وأصبحنا نرى في الشارع والمدرسة والنادي جيلاً لا يتفق تماماً مع معايير الأخلاق والدين، على الرغم من تقدم التكنولوجيا، وأصبح العالم كله أمامنا على شاشات متواجدة بين أيدينا نستطيع أن نحصل على أي معلومة بمجرد الضغط بلمسة واحدة إلا أننا للأسف فشلنا فشلاً زريعاً في التقدم أخلاقيا وتعليميا ودينيا، وكل منا يرى هذا التحول الغريب والمرعب وللأسف الأمر يزداد سوءاً، ومع ذلك الكل يتعمد الصمت الرهيب.. ويأتي هنا السؤال المهم: لماذا كل هذا يحدث؟ ما الذي حدث داخل المجتمع الشرقي؟ من المسؤول عن هذا الخلل التربوي والأخلاقي وأيضا الديني؟ هل كل فرد أياً كان وضعه أو مكانته أو حتى منصبه سأل نفسه ماذا حدث؟ نحن الآن نحتاج ببساطة إلى ما يسمى (ثورة أخلاق) يجتمع فيها كل علماء النفس والاجتماع مع رجال الدين لإعادة ونشر القيم الأخلاقية مرة أخرى وتعاليم الدين أياً كان إسلامياً أو مسيحياً أو حتى يهودياً، لأن مبادئ الرسالات السماوية كلها واحدة تحثّ على الأخلاق الكريمة والتسامح والحب والدعوة إلى الخير وتجنب الأذى والاحترام والبعد عن كل الجرائم بكل أنواعها، للأسف طغت الماديات على كل معايير الأخلاق وأصبحنا نرى ونسمع كل يوم عن جرائم قتل وسرقة وحوادث لا يقدر عقل أن يستوعبها أو حتى يتخيل حدوثها، هل السبب وراء تفكك الأسرة هو البحث عن المال والوجاهة الاجتماعية والوصول إلى مستوى أعلى؟.. كل هذا أدى إلى التفكك الأسري حتى لو متواجدين في منزل واحد لأن التفكك والانفصال الأسري ليس معناه أن يحدث الطلاق، ولكنه أصبح داخل البيت الواحد، كل فرد يعيش عالمه الخاص به وافتقدنا لغة الحوار والتفاهم والحب وضاعت الأولاد بينهم وبين ما يمارسه في الشارع والمدرسة والنادي.. هل نسينا أو تناسينا معاييرنا وأخلاقنا وأصبحت المادة هي لغة الحوار أم هناك سبب آخر؟ هل بُعدنا عن القيم ومبادئ الدين الإسلامي جعل هذا الانهيار يزداد بل وبالعكس أصبح جزء كبير من المجتمع يرى أن الذي يحدث أمر طبيعي وليس موجوداً في مجتمعنا فقط بل يحدث في كل المجتمعات الأخرى؟ أم اختلاف أجيال وتنشئة اجتماعية نتجت عما يسمى بالتحرر والتقدم ولكنه ليس بتحرر إنما هو انحلال فكري قبل أن يكون انحلالاً أخلاقياً أو دينياً.

نلاحظ فيما سبق أننا نحن المسؤولون أمام أنفسنا وأمام الله سبحانه وتعالى عن ما وصلنا اليه من تدهور أخلاقي.. يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته ” ماذا فعلنا بأنفسنا لكي يصل بنا الحال لما نحن عليه، علينا مراجعة أنفسنا مرة أخرى والرجوع إلى كتاب الله الكريم وسنة نبيه أشرف خلق الله، وكل منا يقوم بدوره الأساسي والهام داخل الأسرة ثم المجتمع من واجبات قبل أن يسأل عن حقوقه للرجوع مرة أخرى إلى مجتمعنا الشرقي السليم.. وإذا استطعنا أن نصل إلى هذه النقطة ونعمل على دعمها بكل طرق التربية الصحيحة ويتكاتف فيها كل فئات المجتمع سوف نصل إلى مؤشر إيجابي تكون نتيجته الوصول إلى بر الأمان.. عذرًا الرجوع إلى “أخلاقنا”.

بداية جديدة تجعلنا ننسى كل الأحداث الغريبة على الأسرة المصرية وعلى مجتمعنا الذي أنا وأنتم نشأنا فيه على الاحترام والأخلاق والإنسانية ومساعدة الضعيف لابد من إعادة ترميم النفس البشرية من جديد، فلقد تم إهلاكها بل واغتيالها معنوياً بكل الطرق وزادت وتشتت ما بين الوصول والصراع على الماديات وما بين السبب الرئيسي من وجودها إلا وهو عبادة رب هذا الكون وتنفيذ ما أمرنا به.. يقول الله سبحانه وتعالى “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين” واضحة وصريحة ومباشرة ممن في يده مفاتيح الكون ينبهك ويأمرك بأن وظيفتك في الحياة أنك تعبده هو وحده فقط ولا تحمل عبء الرزق نهائيا ولا تقلق منه فهو وعدك بأنه الرزاق.. علينا من الآن أن نتبع كلام الله الذي يبعث في نفوسنا الطمأنينة والأمان لكي نستمتع بسلام نفسي وهدوء داخلي واستقرار داخل حياتنا ومستقبلنا وبالتأكيد كل ذلك سوف تكون له آثاره الإيجابية على أولادنا ومستقبلهم الأخلاقي .

رابط المصدر