منوعات

ما الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين – مكساوي

 

ما الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين، حينما ننظر في التاريخ الإسلامي نلاحظ أن هناك بعض الأوقات التي قد أخر المولى عز وجل فيها النصر للمسلمين وهذا لسبب والذي سنتعرف عليه في هذا المقال، والتي من أبرزها زيادة محبة المؤمنين للمولى عز وجل وثقتهم بالله وأن النصر قادم بإذن الله، وفيما يلي سنجيب بشكل أكبر عن ما الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين؟

شاهد أيضاً: ما في فوائد القرنفل على الريق؟

أسباب تأخير النصر على المسلمين

تعرض المسلمين ببداية الدعوة الإسلامية للكثير من المواقف والابتلاءات التي قد تلقوها من الكفار والمشركين الذين كانوا يحاربون الإسلام والمسلمين.

وكان حرص المشركين على القضاء على هذا الدين وعدم انتشاره؛ ولهذا فقد خاص النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين الكثير من الحروب والغزوات ضد المشركين.

وببعض الأوقات كان النصر يتأخر عن المسلمين والسبب في ذلك ما يلي:

الحكمة من ذلك التأخير أن المولى عز وجل أراد من ذلك أن يلجأ المسلمين إليه ويزداد تقربهم وحبهم إليه.

لكي تتمكن الدولة الإسلامية ببذل قصاري جهدها والاستبسال في الدفاع عن الدولة الإسلامية بكل ما أوتوا من قوة، وهذا يبين مدى حب المسلمين لله عز وجل.

وحتى يكون القتال خالصاً لوجه الله تعالي وخالي من أي أمور دنيوية، ولهذا كان تأخير النصر على المسلمين.

قد يكون ذلك نظراً للبيئة الموجودة بذاك الوقت ليست مهيأة لكي يستقبل المسلمين العدل؛

ولهذا فالمولى عز وجل أراد بالبداية أن تتطهر النفوس وتصبح جاهزة لاستقبال الحق.

ومن الممكن أن يكون السبب في تأخير النصر للمسلمين لكي يستطيع المسلمين أن يصلبوا

عودهم، ويصبحون أقوى وبذلك يتمكنون من النصر على الكفار والمشركين.

وقد حدث ذلك الأمر في غزوة بني قريظة؛ حيث أن اليهود كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه

وسلم عهد ولكنهم نقضوه.

ومع ذلك تمكن المسلمين بأمر الله من الانتصار عليهم ولكن بالوقت المناسب.

كما أن تأخير النصر والذي يأتي بالوقت المناسب حتى يكون المسلمين على يقين بأن النصر جاء

من عند الله عز وجل وليس لأنفسهم، وأن الله عز وجل نجاهم من الهلاك.

أما إن كان النصر مبكر فربما يظن المسلمين بأنهم سبب هذا الانتصار، فكان هذا سبب لتأخير

النصر عليهم، وبذلك لا يتزعزع الإيمان في قلوبهم بل أنه يزداد.

كما أن التأخير يكون فيه ابتلاء للمؤمن بقدر ايمانه بالمولى عز وجل، حتى يأتي النصر من عند الله.

كما أن الله عز وجل حينما ينزل البلاء على المسلمين فهو بذلك يميز المؤمنين الحق عن الكفار

والمشركين.

قال تعالى: مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُ ۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۚ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ


المزيد من المشاركات

ما الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين؟

حينما ينزل المولى عز وجل على قوم مصيبة أو ضرر فإن هذا الأمر يكون اختبار من الله عز وجل

يختبر به عباده المؤمنين.

وهل عبده سيصبر على هذا البلاء أم أنه لن يصبر، وإذا صبر العبد  نال الثواب العظيم من المولى

عز وجل.

كما يجب على المؤمن أن يكون على علم بأن كل ما يأتي به خير من عند الله عز وجل، وكل شئ

يكون بحكمة من الله، قال تعالي: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ).

وكلما ظل الإنسان في البلاء كلما كفر به المولى عز وجل الخطايا والذنوب، والدليل على ذلك قول

الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب، ولا نصب، ولا أذى

حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”

وقد يكون الحكمة بتأخير النصر هو رفع الدرجات للمؤمن سواء كان في الدنيا أو بالآخرة، فالبلاء يقع بقدر وشدة الإيمان.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل… فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة” رواه البخاري.

ومن الجدير بالذكر أن البلاء قد يكون بمثابة عقاب من المولى عز وجل لعباده المؤمنين بسبب ذنوبهم التي قد اكتسبوها بحياتهم.

ولكي يميز الله عز وجل بين المؤمن الحق وبين الكافر والمنافق.

قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).

البلاء قد يصاب المسلمين بالأجر والثواب العظيم، وذلك حينما يغتنم العبد هذا البلاء في تلاوة

القران الكريم والتقرب بالعبادات من المولى عز وجل.

وقد يؤخر المولى عز وجل النصر عن المسلمين لكي ينالوا نصر عظيم، ويكون أثره كبير بنفوس

المسلمين مثلما حدث بفتح مكة.

قال تعالى: [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ

رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)].

ومن حكمة التأخير أيضاً أن يشد المسلمين الهمة لكي ينالوا النصر، وألا يكونوا كسالي ويأتي لهم

النصر بدون بذل أي جهد أو عناء.

فالنصر لا يأتي بمجرد أن العبد يؤدي الصلاة، ويخرج الذكاة فقط، هبل النصر يكون بحاجة لبذل

المؤمن قصاري جهده لكي ينتصر.

لهنا وصلنا لنهاية مقالنا والذي تعرفنا فيه على ما الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين، ونتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذا المقال وتمكنا من سرد كل المعلومات التي تخص هذا الموضوع.