التخطي إلى المحتوى

التشبيه

في قصيدة جيل الطيبين

للشاعر الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي

يقول الشاعر الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي في قصيدة جيل الطيِّبين:

للهِ جيلُ الطَّيِّبينَ كانوا

كالطَّودِ ما ذَلُّوا ولا استكانُوا

هم كالغيومِ السابحاتِ بَذْلَا

وكالنخيلِ الباسقاتِ فَضلَا

أبي وجدِّي، جدَّتي وأمِّي

بهم أزال الله كلَّ غَمِّ

بهم رفَعنا الرأسَ في شموخِ

وما عرفنا لُغةَ الرُّضوخِ

هم القلوبُ المُفْعَماتُ حُبَّا

هم العقولُ الرَّاسخاتُ لُبَّا

أجدادُنا آباؤنا الكرامُ

منزلُهم في الخيرِ لا يُرامُ

وسَعيُهم في الخيرِ لا يُجارى

وقدرُهم في الناس لا يُضامُ

هم في ظلامِ العصرِ كالشموعِ

بل إنهم كالشمس في السطوعِ

آثارُهم كالأنجمِ الدَّراري

وذِكْرُهم كطَيِّبِ الأزهارِ

هم علَّمونا الحزْمَ والشجاعهْ

والحُبَّ والإيثارَ والقناعهْ

هم علَّمونا الصبرَ في الخطوبِ

ودَعوةَ الرحمنِ في الكروبِ

كم تَعبوا لراحةِ الأولادِ

كم بذلوا لِنُصْرةِ البلادِ

غَذَّوا بروحِ الِهمةِ الأجيالا

فحقَّقَ اللهُ لنا الآمالا

رجالُهم نِساؤهم حصونُ

لا ترتضي الذُّلَّ ولا تَهونُ

للهِ جيلُ الطيِّبينَ البَاني

جيلُ إباء الضَّيْمِ للأوطانِ

تلكَ الوجوهُ الطيِّبات المُسفِرهْ

نرجو لهم يا ربِّ منك المَغفرهْ

تعد قصيدة جيلُ الطيبينَ من آخر ما قرَّظته يد الشاعر القدير الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي؛ حيث كتبها في مكة المكرمة في أول ذو القعدة 1443هـ، ففيها وصفُ جيل الأوائل الجيل السابق لأجالينا الحالية (جيل الآباء والأجداد)؛ حيث وصفهم بما كان فيهم من مناقب وخصال، فهم بحق جيلُ الطيبين، فها هو الشاعر القدير الدكتور عبدالرحمن صالح يصفهم ويشبههم بالجبال في الثبات وعظيم الخصال، ويُشبههم في الكرم والعطاء كالغيومِ السابحاتِ؛ حيث يقول:

للهِ جيلُ الطَّيِّبينَ كانوا

كالطَّودِ ما ذَلُّوا ولا استكانُوا

هم كالغيومِ السابحاتِ بَذْلَا

وكالنخيلِ الباسقاتِ فَضلَا

أبي وجدِّي، جدَّتي وأمِّي

وها هو الشاعر القدير الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي يصف لنا جيل الآباء والأجداد؛ حيث يصفهم بالقلوب المُفْعَمات حُبًّا، ويصفهم بالعقول الراسخات؛ حيث يقول:

بهم أزال الله كلَّ غَمِّ

بهم رفَعنا الرأسَ في شموخِ

وما عرفنا لُغةَ الرُّضوخِ

هم القلوبُ المُفْعَماتُ حُبَّا

هم العقولُ الرَّاسخاتُ لُبَّا

ثم يصف لنا شاعرنا العشماوي جيل الآباء والأجداد مبينًا أنهم كرامٌ وأهلُ خير ومكانة وقدرٍ، ثم يُشبههم لنا بالشموع والسطوع، وآثارُهم كالأنجمِ الدَّراري، وذِكرُهم كطَيبِ الأزهارِ؛ حيث يقول:

أجدادُنا آباؤنا الكرامُ

منزلُهم في الخيرِ لا يُرامُ

وسَعيُهم في الخيرِ لا يُجارى

وقدرُهم في الناس لا يُضامُ

هم في ظلامِ العصرِ كالشموعِ

بل إنهم كالشمسِ في السطوعِ

آثارُهم كالأَنْجُمِ الدَّراري

وذِكرُهم كطَيِّبِ الأزهارِ

ولفضلهم الكبير علينا يدعو لهم شاعرُنا العشماوي (حفظه الله) بالرحمة والمغفرة، فيقول:

هم علَّمونا الحزْمَ والشجاعهْ

والحُبَّ والإيثارَ والقناعهْ

هم علَّمونا الصبرَ في الخطوبِ

ودَعوةَ الرحمنِ في الكروبِ

كم تَعِبوا لراحةِ الأولادِ

كم بذلوا لِنُصْرةِ البلادِ

غَذَّوْا برُوحِ الِهمةِ الأجيالا

فحقَّقَ اللهُ لنا الآمالا

رجالُهم نِساؤهم حصونُ

لا ترتضي الذُّلَّ ولا تَهونُ

للهِ جيلُ الطيِّبينَ البَاني

جيلُ إباء الضَّيْمِ للأوطانِ

تلكَ الوجوهُ الطيِّبات المُسفِرهْ

نرجو لهم يا ربِّ منك المَغفرهْ

رحِم الله جيل العظماء وبارَك الله في شاعرنا القدير الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي، فكم أمتَعنا ببلاغة التشبيه التي وظَّفها ببراعة في بيان مناقب وفضائل جيل الكبار، وبيان فضلهم وصفاتهم.