منوعات

الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية – مكساوي –

الكاتب جريج كاروسو
ترجمة دلال أحمد عارف
تحميل نسخة PDF

مدخل فلسفي شامل حول الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية؛ نص مترجم لد. جريج كاروسو، ومنشور على (موسوعة ستانفورد للفلسفة). ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة، والتي قد يطرأ عليها التعديل من منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد على تعاونهم واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة.


 

تشير الشكوكية  Skepticism في المسؤولية الأخلاقية أو المعروف باسم التشكك في المسؤولية الأخلاقية إلى مجموعة من الآراء التي تأخذ على محمل الجد أن البشر لا يتحملون أبدًا المسؤولية الأخلاقية عن أفعالهم بمعنى محدد، ولكن بالمعنى العام المهيمن إمكانية المسؤولية. غالبًا ما يتم تميز هذا المعنى من خلال مفهوم الأهلية الأساسية Basic desert، ولكن يتم تعريفه من حيث التحكم في الفعل اللازم للوكيل Agent الذي يستحق اللوم والجدير بالثناء. ويرفض بعض المتشككين في المسؤولية الأخلاقية فكرة المسؤولية الأخلاقية تمامًا؛ لأنهم يعتقدون أنها غير متماسكة أو مستحيلة الوجود. كما يرى آخرون أنه على الرغم من إمكانية ذلك، فإن أفضل نظرياتنا الفلسفية والعلمية حول العالم تقدم أسبابًا قوية ومقنعة لقبول الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية. ومع ذلك فإن ما تشترك فيه جميع أنواع الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية هو الاعتقاد بأن التبرير ضرورة لتأسيس المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية والممارسات ذات الصلة، مثل الثناء الذي يتسم بالرجعية واللوم والعقاب والمكافأة (بما في ذلك العقوبة الانتقامية)، مع عدم تلبية المواقف التفاعلية المتمثلة في الاستياء والسخط. ومن الناحية التاريخية، فقد دافع سبينوزا، وفولتير، وديدرو، ودي هولباخ، وبريستلي، وشوبنهاور، ونيتشه، وكلارنس دارو، وبي إف سكينر، وبول إدواردز، عن صورة من صور الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية، كما دافع عنها مؤخرًا كل من: جالين ستراوسون، وديرك بيريبوم، وبروس والر، ونيل ليفي وتاملر سومرز وجريج دي كاروسو.

يميل منتقدون هذه الآراء إلى التركيز على الحجج الداعية الى الشكوكية في المسئولية الأخلاقية وعلى الآثار المترتبة على مثل هذه الآراء، لأنهم يخشون من أن تبني مثل هذا الرأي قد يكون له عواقب وخيمة على كل من: علاقاتنا الشخصية، والمجتمع، والأخلاق، والمعنى، والقانون. كما أنهم يخشون، على سبيل المثال من أن التخلي عن الإيمان بالمسؤولية الأخلاقية يقوض الأخلاق، ويمنعنا من التعامل بشكل مناسب مع السلوك الإجرامي، ويزيد من السلوك المعادي للمجتمع ويدمر معنى الحياة. ومع ذلك فإن المتشككين المتفائلين يردون بالقول بأن الحياة بدون إرادة حرة ومسؤولية أخلاقية للأهلية الأساسية ليست مدمرة كما يعتقد الكثيرون. ويجادل هؤلاء المتشككون المتفائلون بأنه لا يمكن تهديد احتمالات إيجاد معنى في الحياة أو الحفاظ على العلاقات الشخصية الجيدة، كما يؤكدون كذلك بأن الأخلاق والأحكام الأخلاقية ستبقيان سليمتان ولن يصيبهما العوار. وعلى الرغم من استبعاد العقوبة القاسية والعقابية، مثل عقوبة الإعدام إلا أنهم يجادلون بأن فرض هذه العقوبات القاسية، قد يكون الهدف منه هو خدمة أغراض أخرى غير معاقبة المذنب، فعلى سبيل المثال: دوره في القضاء على خطورة الجناة وإعادة تأهيلهم أو ردعهم.

جدول المحتويات


 

1. الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية والأهلية الأساسية

بادئ ذي بدء، عند تقديم هذا المقال، من المهم أولاً توضيح نوع المسؤولية الأخلاقية التي يشكك فيها المتشككون أو ينكرونها. حيث يؤكد معظم المتشككين في المسؤولية الأخلاقية أن أفضل نظرياتنا الفلسفية والعلمية حول العالم تشير إلى أن ما نقوم به والطريقة التي نتصرف بها في النهاية هي نتيجة العوامل الخارجة عن سيطرتنا، سواء كانت هذه العوامل متمثلة في الحتمية أو الصدفة أو الحظ، وهذه العوامل المشار إليها ليست مسؤولة أخلاقيًا أبدًا بالمعنى المطلوب لتبرير بعض الأحكام أو المواقف أو المعاملة القائمة على الأهلية، مثل الاستياء والسخط والغضب الأخلاقي واللوم الذي يتسم بالرجعية والتخلف والعقاب الانتقامي. وهذا لا يعني أنه لا توجد مفاهيم أخرى للمسؤولية يمكن التوفيق بينها وبين الحتمية أو الصدفة أو الحظ، كما أننا لا ننكر أنه قد تكون هناك أسباب وجيهة للإبقاء على أنظمة معينة للعقاب والمكافأة. وعلى العكس من ذلك، فإن الإصرار على تحميل الأشخاص الذين يستحقون اللوم، أو الثناء، أو العقاب، أو المكافأة المسئولية عن أفعالهم، سيكون بمثابة تحميلهم المسؤولية عن نتائج التعسف الأخلاقي أو عما هو خارج عن سيطرتهم في نهاية المطاف، وهو أمر غير مقبول وفاقد لأسس العدالة بصورة جوهرية. ويدافع المشككون الآخرون عن الادعاء الأكثر اعتدالًا وهو أنه في أي حالة معينة قد نميل فيها للحكم على أن الوكيل مسؤول أخلاقيًا بالمعنى القائم على الأهلية، فإننا نفتقر إلى المبرر المعرفي للقيام بذلك .(e.g., Rosen 2004)

يقدم “ديرك بيريبوم” تعريفًا مفيدًا جدًا لنوع المسؤولية الأخلاقية التي يشكك فيها المتشككون، والتي يسميها المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية ويحددها على النحو التالي:

أن يكون الوكيل مسؤول أخلاقيًا عن فعل بهذا المعنى، وأن يقوم به بطريقة تستحق اللوم، إذا فهم أن هذا الفعل خطأ أو يصيبه العوار من الناحية الأخلاقية، ومن ناحية أخرى سيستحق هذا الوكيل الثناء إذا أدرك أن الفعل الذي قام به كان صائبًا ونموذجيًا من الناحية الأخلاقية. إن الأهلية موضوع الخلاف هنا أساسية، وهذا يعني أن الوكيل يستحق اللوم أو الثناء لمجرد أنه قد قام بهذا الفعل، في ضوء فهم وضعه الأخلاقي، وليس على سبيل المثال، انطلاقًا من فهمه للاعتبارات التبعية أو الاعتبارات التعاقدية لأفعاله (2014 a:2).

وتمشيًا مع هذا التعريف، فقد اقترح المشككون الآخرون في المسؤولية الأخلاقية أننا نفهم المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية من حيث ما إذا سيكون من المناسب في أي وقت لقاض افتراضي قد أنزل من السماء وعنده علم بكل شيء (الذي لم يخلق بالضرورة الوكلاء محل المساءلة) إدارة مختلف أنواع المعالجات (بمعنى أخر منح المكافآت أو إنزال العقوبات الأكبر أو الأقل) للوكلاء البشريين (من قاموا بالفعل) على أساس الأفعال التي قام بها هؤلاء الوكلاء خلال فترة حياتهم (انظرCaruso & Morris 2017; cf. G. Strawson 1986, 1994). والغرض من التذرع بمفهوم القاضي الإلهي في الآخرة هو غرس أي مكافآت أو عقوبات تصدر بعد الموت لن يكون لها فائدة أخرى سواء كانت إيجابية أو سلبية. وبالتالي فإن أي اختلافات في معاملة الوكلاء (مهما كانت طفيفة) ستبدو مبررة فقط من منظور الأهلية الأساسية، وليس من منظور النواحي العقابية.

يميز معظم المتشككين في المسؤولية الأخلاقية بين المداخل التي تتسم بالعقاب والقائمة على الأهلية للوم والعقاب (انظر، e.g., Nadelhoffer 2011; Pereboom 2001, 2014a; Morris, forthcoming; cf. Vargas 2012a, 2015 هؤلاء الذين يرفضون هذا التمييز باعتباره مفرط في التبسيط). إن المداخل القائمة على النواحي التبعية هي مداخل ومناهج تطلعية بمعنى أن الوكلاء يعتبرون أن هناك أهدافًا مناسبة للانتقام أو العقاب على الأفعال غير الأخلاقية التي يرتكبونها على أساس أن مثل هذه المعاملة ستمنع على سبيل المثال الوكيل (أو غيره من الوكلاء) من القيام بمثل هذه الأفعال في المستقبل. ومن ناحية أخرى، تعتبر المسؤولية القائمة على الأهلية بمثابة نظرة رجعية وعقابية، وهذا يعني أن أي اتجاهات أو مواقف أو علاجات عقابية من الممكن أن تكون ردود أفعال مناسبة لفعل أو قرار غير أخلاقي مبرر ببساطة بموجب الفعل أو القرار نفسه، بغض النظر عن النتائج الجيدة أو السيئة التي قد تنجم عن الاستجابات أو ردود الفعل العقابية (انظر موريس، قادم في عرض هذه المقالة). ومن منطلق الفهم بهذه الطريقة، تتطلب المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية نوعًا من القوة أو القدرة التي يجب أن يمتلكها الوكيل لتبرير أنواع معينة من الأحكام، أو الاتجاهات، أو المواقف، أو العلاجات القائمة على الأهلية استجابةً لقرارات أو أفعال قام بها الوكيل أو فشل في أدائها. ويمكن تبرير ردود الفعل على أسس رجعية بحتة لن تروق للاعتبارات التبعية أو التطلعية، مثل الحماية المستقبلية أو المصالحة المستقبلية أو التكوين الأخلاقي المستقبلي. وهذا هو النوع من المسؤولية الأخلاقية الذي ينكره المتشككون في المسؤولية الأخلاقية (e.g., Pereboom 2001, 2014a; G. Strawson 1986; N. Levy 2011; Waller 2011, 2014; Caruso 2012; Vilhauer 2009a,b, 2012; Sommers 2009; Focquaert, Glenn, & Raine).

والأهم من ذلك، فإن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية مع الشك أو انكار المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية يتوافق مع كون الوكلاء هم المسؤولين طبقًا لما يرى الآخرين. فعلى سبيل المثال تتعلق مسؤولية الإسناد بالأفعال أو المواقف التي تُنسب بشكل صحيح إلى شخصية الوكيل أو تعكسها. أي أننا مسؤولون عن أفعالنا عندما تعكس تلك الأفعال هويتنا كوكلاء أخلاقيين، أو بمعنى أخر عندما تُنسب إلينا. ونظرًا لأن الإسناد لا يرتكز على الأهلية الأساسية أو على الثناء واللوم الذين يتسمان بالرجعية والتخلف، فإنه يظل مستقلاً عن المساءلة القائمة على الأهلية (انظر (Shoemaker 2011, 2015; Watson 1996; Eshleman2014، ويتوافق مع الشكوكية في المسئولية الأخلاقية.

كما ادعى بعض المتشككين أن الشعور بالمسؤولية الذي دافع عنها توماس سكانلون (1998) وهيلاري بوك (1998) تتوافق مع رفض مبدأ الأهلية الأساسية (انظر Pereboom 2012, 2014a; cf. Jeppsson 2016a). ووفقًا لهذا المفهوم للمسؤولية، يكون الشخص مسؤولاً عن الفعل أو الموقف في حالة ارتباطه بقدرته على الحكم التقييمي بطريقة تجعله من حيث المبدأ مطالبًا بتبرير قيامه بفعله للآخرين (Scanlon 1998; Bok 1998; Pereboom 2014a). وعندما نواجه سلوكًا غير أخلاقي، فعلى سبيل المثال، فإنه يجوز من الناحية الشرعية والقانونية تمامًا أن نسأل الوكيل، “لماذا قررت أن تفعل ذلك؟” أو “هل تعتقد أنه كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله؟” وإذا كانت الأسباب المقدمة للرد على مثل هذه الأسئلة غير مرضية من الناحية الأخلاقية، فإننا نعتبر أنه من المبرر دعوة الوكيل لتقييم نقدي لما تشير إليه أفعاله حول نواياه وشخصيته، أو لطلب اعتذار، أو لطلب إصلاح ما أفسده هذا الشخص.

وفقًا لـ “ديرك بيريبوم” (2014a) Derk Pereboom، وهو أحد المشككين البارزين في المسؤولية الأخلاقية، فإن الانخراط في مثل هذه التفاعلات أمر معقول في ضوء حق أولئك الذين تضرروا أو تم تهديدهم بحماية أنفسهم من السلوك غير الأخلاقي وعواقبه. وعلاوة على ذلك، قد تكون لدينا مصلحة في عقد المصالحة مع الوكيل الذي ارتكب الفعل الخطأ أو أحدث الضرر، ويمكن أن تكون محاسبة الشخصية المخطئة بهذه الطريقة بمثابة خطوة نحو تحقيق هذا الهدف، كما أنه لدينا أيضًا مصلحة في تكوينها الأخلاقي، ومعالجة مشاكلها الموصوفة كمرحلة مهمة في هذه العملية. وفي ضوء هذه القراءة التطلعية، ترتكز مسؤولية المساءلة ليس فقط في الأهلية الأساسية، ولكن في ثلاثة فياصل لا تتعلق بالأهلية وانما تستحضر الرغبات، ألا وهي: الحماية المستقبلية، والمصالحة المستقبلية، والتكوين الأخلاقي في المستقبل (انظر Pereboom 2014a).

كما تم تمييز المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية عن تحمل المسؤولية (Waller 1989, 1990, 2004, 2011, 2014). فعلى سبيل المثال، جادل “بروس والر” كما يلي:

تتطلب الأهلية والمسؤولية الأخلاقية قوة شبيهة بقوة الله تعالى- القوة الوجودية لاختيار أنفسنا، تلك القوة الإلهية التي خلقتنا من العدم، والقدرة الإلهية على أن نكون سببًا غير مسبب – التي لا نمتلكها.(2011:40)

ومع ذلك، يؤكد،

تتحمل أنت [مع ذلك] مسؤولية حياتك الخاصة، وهي مسؤولية تقدرها بشدة وتستمتع بممارستها (2011:108).

تختلف تحمل المسؤولية عند الشخص المسؤول أخلاقياً في أنه إذا تحمل الشخص المسؤولية عن نتيجة معينة، فلا يتبع ذلك أن يكون الشخص مسؤولاً أخلاقياً عن تلك النتيجة. ويمكن للشخص أن يتحمل المسؤولية عن أشياء كثيرة، من الأمور الدنيوية العادية إلى الأمور الأكثر أهمية وحيوية. فعلى سبيل المثال، يمكن للشخص أن يتحمل مسؤولية تدريس دورة دراسية أو تنظيم مؤتمر أو إقامة حفلة عيد ميلاد. ومع ذلك، فإن المسؤولية التي نتحملها تختلف اختلافًا عميقًا عن المسؤولية الأخلاقية التي من شأنها أن تبرر اللوم والعقاب والثناء والثواب نتيجة لمثل هذه الترتيبات المذكورة Waller 2011: 105; Pereboom 2001: xxi)).

في حين أنه قد يدعي بعض الفلاسفة (أو يفترضون) أن تحمل المسؤولية يستلزم أن تكون مسؤولاً أخلاقيًا (على سبيل المثال، سميلانسكيSmilansky 2012 )، ويبدو أن هذا يخلط بين تمييز مهم للغاية. فتحمل المسؤولية عن تنظيم مؤتمر تعني الموافقة على بذل الجهد اللازم لتحقيق مجموعة معينة من الأهداف أو المهام فعلى سبيل المثال، دعوة المتحدثين، والدعوة لتقديم العروض، وحجز المساحة المخصصة لإقامة المؤتمر، وما إلى ذلك من الأمور التنظيمية. وإذا ما فشل المؤتمر لأسباب خارجة عن سيطرة الفاعل تمامًا، لنفترض أنه كانت هناك عاصفة ثلجية هائلة في ذلك اليوم ولم يتمكن العديد من المتحدثين من القدوم إلى المؤتمر، فسيظل السؤال منفصلاً ومفتوحًا ويختص بما إذا كان الفاعل الذي تولى مسئولية تنظيم المؤتمر كان يستحق اللوم عن فشل هذا المؤتمر أم لا. بالنسبة للكثيرين، يكون الحدس قويًا إلى حد ما، خاصة في الحالات التي تكون فيها أسباب الفشل ترجع لعوامل خارجية بالنسبة إلى الوكيل على سبيل المثال، عاصفة ثلجية، أو رحلات جوية ملغاة، إلخ. لكن المتشككين يؤكدون أن الأمر نفسه يظل صحيحًا عندما يكون الفشل بسبب عيوب الوكيل أو عوامل ترتبط به دون غيره على سبيل المثال، الكسل؛ لأنه في عالم طبيعي خالٍ من المعجزات، فهذه أيضًا هي نتيجة عوامل خارجة عن سيطرة الوكيل على سبيل المثال، الحتمية أو الفرصة أو الحظ.  

2. حجج الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية

وبعد أن فهمنا نوع المسؤولية الأخلاقية التي يشك فيها المتشككون أو ينكرونها، يمكننا فحص الحجج الداعمة للشكوكية في المسؤولية الأخلاقية. وتقليديا، ارتبط مفهوم المسؤولية الأخلاقية ارتباطًا وثيقًا بمشكلة الإرادة الحرة. وفي الواقع، يعرّف العديد من الفلاسفة المعاصرين الإرادة الحرة ببساطة فيما يختص بالتحكم في العمل المطلوب للمسؤولية الأخلاقية (على الرغم من إضافة شرط معرفي للمسؤولية الأخلاقية بشكل عام) – على سبيل المثال انظر، Pereboom (2001, 2014a) , G. Strawson (1986, 1994), Campbell (1957), Clarke (2005a), N. Levy (2011), Richards (2000), Caruso (2012), Nahmias (2012), Mele (2006), Sommers (2007b, 2009), Vargas (2013), Wolf (2011), Vilhauer (2009a), Callender (2010). ووفقًا لهؤلاء المنظرين، فإن مفاهيم الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية إما يصمدان أو ينهاران معًا. وعلى الرغم من وجود بعض الاستثناءات الملحوظة في تعريف الإرادة الحرة بهذه الطريقة خاصة مع شبه التوافق لـ”جون مارتن فيشر” (Fischer & Ravizza 1998; Fischer 2007) وشبه التوافق العكسي لـ “بروس والر” (2015) حتى هؤلاء الفلاسفة يعترفون بأن المسؤولية الأخلاقية مفهوم مستقل إلا أنه يمكن أن تتعرض للتهديد من نفس النوع من أوجه القلق مثل الإرادة الحرة على سبيل المثال: الحتمية واللاحتمية والفرصة والحظ. وسوف أتناول كل من هذه التهديدات بالفحص والدراسة، كل في دوره.

1.2 الحتمية الشديدة

إن الحتمية السببية، كما يتم فهمها بصفة عامة، هي تقريبًا الأطروحة القائلة بكل حدث أو فعل، بما في ذلك الفعل البشري، المعروف بالنتيجة الحتمية للأحداث والأفعال السابقة وكذلك قوانين الطبيعة. وتأتي المشكلة التقليدية للإرادة الحرة والحتمية في محاولة التوفيق بين إحساسنا الحدسي بالإرادة الحرة مع فكرة أن القوى غير الشخصية التي ليس لدينا سيطرة نهائية عليها قد تحدد بسبب خياراتنا وأفعالنا. كما يجب أن أشير هنا إلى أن المشكلة ذات الصلة بهذه الجزئية المتعلقة بالحتمية الشديدة نشأت نتيجة لمعرفة الله المسبقة للأحداث والأفعال (انظر المدخل عن المعرفة المسبقة والإرادة الحرة). وفي الماضي، كانت وجهة النظر القياسية التي تقدم الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية هي الحتمية الشديدة: ويستند الرأي القائل بأن الحتمية السببية صحيحة، وغير متوافقة مع الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية؛ إلى إما لأنه يحول دون القدرة على فعل غير ذلك (اللاتوافقية Incompatibilism المتسعة) أو لأنه يتعارض مع كون الشخص “المصدر النهائي” للفعل (لا توافقية المصدر). وبالنسبة للحتميين المتشددين، فإن الإرادة الحرة الليبرالية والمتحررة مستحيلة ببساطة؛ لأن الأفعال البشرية هي جزء من عالم كامل الحتمية، وأن التوافق يصل إلى “مستنقع التهرب” (1884 James؛ انظر المدخل في الحجج الخاصة للاتوافقية).

وكان للحتمية الشديدة سطوتها الكلاسيكية في الوقت الذي سادت فيه الفيزياء النيوتونية (انظر Spinoza 1677 [1985] ; d’Holbach 1770)، إلا أنها لديها عدد قليل جدًا من المدافعين عنها في وقتنا الحالي؛ لأن كثيرًا من المنظرين استندوا على التفسير القياسي لميكانيكا الكم من أجل تفويض أطروحة الحتمية العالمية، أو على الأقل للتشكيك فيها، ولكن هذا لا يعني أن الحتمية قد تم دحضها أو تحريفها من قبل الفيزياء الحديثة؛ لأنها لم تفعل ذلك حقاً. ولايزال هناك مدافعون حديثون عن الحتمية (e.g., Honderich 1988, 2002) والتفسير النهائي للفيزياء لم يتم طرحه بعد في هذا النقاش (انظر، على سبيل المثال، مدخل ميكانيكا بوميان). ومن المهم أيضًا أن نضع في اعتبارنا أنه حتى لو سمحنا بوجود بعض اللاحتمية على المستوى الجزئي لوجودنا -المستوى الذي تدرسه ميكانيكا الكم-، فمن المحتمل أن تظل وضعية الحتمية قوية (Honderich 2002:5) حيث هي.

على المستوى العادي من الخيارات والأفعال، وحتى النشاط الكهروكيميائي العادي في أدمغتنا، فإن القوانين السببية تحكم ما يحدث. كل هذا هو نتاج السبب والنتيجة فيما يمكن أن نطلق عليه واقع حياتنا (Honderich 2002: 5).

ومع ذلك، فإن معظم المتشككين المعاصرين يميلون إلى الدفاع عن المواقف التي يعتبرونها نتاج للحتمية التقليدية الشديدة.

2.2 اللاتوافقية الشديدة

إن أحد هذه المواقف هي اللاتوافقية الشديدة التي تؤكد بأنه مهما كانت الطبيعة الأساسية للواقع، سواء كانت حتمية أو غير الحتمية، فإننا نفتقر إلى المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية. كما أن اللاتوافقية الشديدة ترقى إلى مستوى رفض كل من التوافقية والتحررية. وتؤكد أيضاً بأن نوع الإرادة الحرة المطلوبة للمسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية لا يتوافق مع الحتمية السببية نتيجة لعوامل خارجة عن سيطرة الوكيل، كما أنه لا يتوافق مع نوع اللاحتمية في العمل الذي تتطلبه أكثر النسخ versions المعقولة من التحررية (انظر Pereboom 2001, 2014a).

 ويمكن نسج حجة اللاتوافقية الشديدة على النحو التالي: مقابل الرأي القائل بأن الإرادة الحرة متوافقة مع الحتمية السببية لأفعالنا، نتيجة لعوامل طبيعية خارجة عن إرادتنا (بمعنى آخر، التوافقية)، كما يؤكد معظم المنظرين الذين يدفعون بعدم التوافق الشديد على أنه لا يوجد فرق ذا صلة بين هذه الإمكانية المشار إليها وبين أفعالنا التي يتم تحديدها بشكل سببي عن طريق المتحكمين في أفعالنا (e.g., Pereboom 2001, 2014a). [من أجل الاطلاع على حجج إضافية ضد التوافقية، انظر المدخل الخاص بالحجج الداعمة للاتوافقية.] وفي مقابل التحررية السببية للحدث، يدفع المنظرون الذين يتبنون عدم التوافق الشديد بصفة عامة باعتراض مبني على “الحظ” أو “العامل الخفي”، الذي يجعل الوكلاء غير قادرين على تقرير ما إذا كان يمكن اتخاذ القرار أو القيام بالفعل، وبالتالي لا يمكن أن يكون لهؤلاء الوكلاء أو الفاعلين السيطرة على الفعل المطلوب للمسؤولية الأخلاقية (Pereboom 2001, 2014a; 2017c; Waller 1990, 2011, N. Levy 2008, 2011; ولغير المتشككين الذين يقدمون اعتراضات ودفوعات مماثلة، انظر Ekstrom 2000; Mele 1999a, 2017; Haji 2001). ويجادل المنظرون الذين يتبنون عدم التوافق الشديد بأن نفس المشكلة تنشأ للتفسيرات التحررية غير السببية؛ لأنها أيضًا تفشل في تزويد الوكلاء بإمكانية التحكم في العمل اللازم للأهلية الأساسية (Pereboom 2014a)، في حين أنه من الناحية النظرية يمكن لتحررية العامل السببي أن توفر هذا النوع من التحكم، ويدفع مناصرو عدم التوافق الشديد بأنه لا يمكن التوفيق بينها وبين أفضل نظرياتنا الفيزيائية (Pereboom 2001, 2014a; Waller 2011; Harris 2012; cf. N. Levy 2011) كما يواجه عدم التوافق الشديد مشاكل إضافية تتعلق بالسببية العقلية؛ لأنه يستنفد خيارات الآراء التي تدفع بأنه لدينا هذا النوع من الإرادة الحرة اللازمة للمسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية، ويتوصل المنظرون المدافعون عن عدم التوافق الشديد إلى الخلاصة، وهي أن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية هو الموقف الوحيد الذي لايزال قائم إلى الآن.

يشمل منتقدو اللاتوافقية الشديدة كلاً من التوافقيين والليبراليين. انظر على سبيل المثال، المدخلات الخاصة بنظريات التوافقية، وعدم التوافق (غير الحتمية) للإرادة الحرة، وحجج اللاتوافقية. وسأقوم هنا بمناقشة ردًا توافقيًا محتملاً فقط وبإيجاز محاولة عرقلة استنتاج حجة التلاعب، وهي إحدى الحجج الرئيسة التي يستخدمها المنظرون المناصرون لعدم التوافق الشديد وغيرهم من المنظرين المدافعين عن عدم التوافق.

تقدم معظم حجج التلاعب سيناريوهات متنوعة شبيهة بالخيال العلمي، أو المعالجة البارعة، وتهدف هذه الحجج إلى إظهار أن الوكلاء الذين يستوفون جميع الشروط التوافقية المختلفة للمسؤولية الأخلاقية يمكن أن يكونوا عرضة للتلاعب لتقويض تلك المسؤولية. كما تؤكد هذه الحجج أيضًا أن حالات التلاعب متشابه في العوامل ذات العلاقة في الحالة الحتمية العادية (غير المتلاعب بها). وذهبوا بعيدًا في استنتاج مفاده أنه إذا فشل الوكلاء في تحمل المسؤولية الأخلاقية عن أفعالهم في الحالات التي تم التلاعب بها، يفشلون أيضًا في تحمل المسؤولية الأخلاقية في الحالة الحتمية العادية (انظر Pereboom 1995, 2001, 2014a; Mele 2008; Todd 2013; وهناك سياق أقل في الحجة يهدف إلى إظهار أن التلاعب المعني يحاول التواؤم والتوافق إلى حد ما مع المسؤولية الأخلاقية، انظر Todd 2011).

ولنأخذ على سبيل المثال حجة “بيريبوم” Pereboom الشهيرة “ذات الأربع حالات”. وتحدد الحجة ثلاثة أمثلة للأفعال التي تنطوي على التلاعب، أولها: يتميز بأكثر أنواع التلاعب جذرية التي تتفق مع جميع الشروط التوافقية الرئيسة، كل منها بشكل تدريجي أقرب إلى الحالة الرابعة، وهي حالة عادية للفعل يتم تحديدها سببيًا بطريقة طبيعية. ويتمثل التحدي في أن يشير مناصرو التوافقية إلى اختلاف ذو صلة ويتسم بالمبادئ الموجودة بين أي حالة من الحالتين المتجاورتين من شأنه توضيح سبب كون الوكيل مسؤولاً أخلاقيًا في المثال الأخير، ولكنه ليس مسؤولاً أخلاقيًا في المثال الأول. وهنا على سبيل المثال هي الحالة الثانية:

إن “بلوم” Plum مثله مثل أي إنسان عادي، باستثناء أن فريقًا من علماء الأعصاب برمجوه في بداية حياته بحيث يكون تفكيره أنانيًا في كثير من الأحيان، ولكن ليس بصفة دائمة، وفي بعض الأحيان يكون تفكيره أنانيًا بدرجة مهولة، وفي ظروفه الحالية المصحوبة بالتبعات المقصودة نجده مصممًا سببيًا على الانخراط في عملية المداولات الأنانية المستجيبة للأسباب والحصول على مجموعة من الرغبات من الدرجة الأولى والثانية التي تؤدي إلى اتخاذه القرار بقتل الشخص المسمى “وايت”. مع العلم أن “بلوم” يتمتع بالقدرة العامة على تنظيم أفعاله لأسباب أخلاقية، ولكن في ظروفه، وبسبب الطبيعة الأنانية الشديدة لاستدلاله التداولي، فهو مصمم سببيًا على اتخاذ قراره بالقتل، ومع ذلك فهو لا يقرر ما يفعله، ولكنه يفعل ذلك بدافع رغبة لديه لا يمكن مقاومتها (2014a:77).

وهنا نسأل أنفسنا، هل “بلوم” Plum مسؤول أخلاقيًا طبقًا للشعور بالأهلية الأساسية عن قتل ” وايت”؟ نجد أن المدافعين عن حجج التلاعب يقولون: “لا”. كما يجادلون كذلك بأنه لا يوجد فريق ذا صلة بين هذه الحالة وبين حالة الحتمية السببية المحضة. ومن خلال مقارنة هذه الحالة بالحالات الثلاث الأخرى، نجد أن الحالة الأخيرة هي مثل المثال السابق تمامًا باستثناء أن الأسباب الحتمية الطبيعية قد حلت محل علماء الأعصاب. كما يجادل “بيريبوم ” وآخرون ببساطة، أنه ليس من المهم ما إذا كانت الحالات النفسية لـ “بلوم” تعود في النهاية إلى العوامل المقصودة أو لأسباب غير مقصودة. ولكن ما يهم والشيء الذي يؤدي إلى تقويض المسؤولية، هو أنه في جميع الحالات الأربع، تكون تصرفات الوكيل في نهاية المطاف نتيجة عوامل خارجة عن إرادته ولا يمكن التحكم فيها.

وردًا على ذلك، يتبنى التوافقيون إما الردود المتشددة أو تلك الردود المعتدلة (انظر McKenna 2008). وتدفع الردود المتشددة بأنه لا يوجد فرق ذا صلة بين الوكلاء في مختلف السيناريوهات المتلاعب بها والوكلاء العاديين (غير المتلاعب بهم) في الأوضاع الحتمية، بل تهاجم فكرتهم القائلة بأن الوكلاء ليسوا مسؤولين أخلاقيًا في الحالات التي تم التلاعب بها. كما يؤكدون أنه طالما تم استيفاء الشروط التوافقية المختلفة للمسئولية الأخلاقية، فإن الوكلاء الذين تم التلاعب بهم أحرار ومسؤولون أخلاقيًا مثلهم مثل الوكلاء الحتميين – بصرف النظر عما يكون عليه حدسنا الأولي. ومن ناحية أخرى، تحاول الردود المعتدلة التمييز بين الحالات المختلفة، فهم يبحثون عن الاختلافات ذات الصلة بين الحالات، والاختلافات التي من شأنها أن تفسر سبب عدم كون الوكلاء الذين تم التلاعب بهم ليسوا أحراراً وليسوا مسؤولين أخلاقيًا، ولكنهم الوكلاء غير الخاضعين للتلاعب، ولم يتصرفوا من منطلق الحتمية السببية. ومع ذلك، توجد مشاكل في كلا من النوعين من الردود، سواء تلك المتشددة أو المعتدلة.

ويتمثل مصدر القلق الرئيسي لدى الأشخاص مع النهج المتشدد في أنه يتعارض بشدة مع حدسنا حول فئة حالات التلاعب ذات الصلة (وسيرد النقاش الذي دفع به ” كيبس” في الأجزاء اللاحقة من هذه المقالة). ويجد الكثير من الناس أنه من غير المعقول تماماً أن يكون شخصًا مثل “بلوم” مسؤولاً أخلاقياً طبقًا لمفهوم الأهلية الأساسية في سلوكه بالنظر إلى كيفية ظهور هذا السلوك (cf. Fischer 2011, 2014; McKenna 2008, 2014, 2017; Sartorio 2016; Tierney 2013, 2014; Capes 2013; Haji & Cuypers 2006). ومن ناحية أخرى، يتمثل مصدر القلق الرئيسي لنهج الاستجابات المعتدلة في أن أي اختلاف يتم تحديده على أنه اختلاف ذي صلة بين الوكلاء الذين تم التلاعب بهم والوكلاء الحتميين العاديين، قد يكون اختلافًا ينطبق فقط على حالات التلاعب الحالية، ولكن ليس الحالات المستقبلية، وعلى سبيل المثال، تتضمن معظم حالات التلاعب الموجودة وكلاء خارجيين يعملون كمتلاعبين متعمدين، عندما يكون هذا مفقود في الحالة الطبيعية للحتمية الطبيعية. ولذلك قد يميل مؤيدو الردود المعتدلة إلى الإشارة إلى هذا باعتباره الاختلاف المناسب. وبغض النظر عن الطبيعة المحتملة لهذه الخطوة، فإن ردودهم تعاني أيضًا من حقيقة وهي أن حجج التلاعب الجديدة قد تم ابتكارها مؤخرًا والتي تتجنب الخوض في مسؤولية الوكلاء الخارجيين تمامًا.

وتواجه الردود المعتدلة مشكلة مماثلة تشير إلى ظروف تحمل الوكلاء المسؤولية عن ارتكاب الفعل في حالات تلاعب بعينها (Lycan 1987; Baker 2006; Feltz 2012; Murray & Lombrozo 2017). أي أنه إذا كان بإمكان الشخص أن يشير إلى اختلاف ذي صلة بين وكيل في حالة تلاعب موجودة ووكيل في الحالة الحتمية بشكل طبيعي، فقد يكون هذا بمثابة دعوة لمؤيدي حجة التلاعب لمراجعة المقالة القصيرة التي تستند على الحجة بحيث يلبي الوكيل الشرط ذي الصلة الذي يصر عليه المعارضون من ذوي الردود المعتدلة (وسيرد نقاش الذي دفع به ” كيبس” في الأجزاء اللاحقة من هذه المقالة). إذاً، يتمثل التحدي للمدافعين عن نهج المعارضين من ذوي الردود المعتدلة اظهار نوعًا من المتطلبات للعمل الحر والمسؤولية الأخلاقية التي يمكن للوكلاء الوفاء بها للحتمية، ولكن لا يمكنهم (من حيث المبدأ) الوفاء بها في حالات التلاعب؛ [لمحاولة حديثة لمعالجة هذا التحدي، انظر Deery and Nahmias (2017)، وللرد (سيرد نقاش ” كيبس” في الأجزاء اللاحقة من هذه المقالة)].

3.2 استحالة المسؤولية المطلقة

قدم “فريدريك نيتشه” Friedrich Nietzsche حجة أخرى للشكوكية في المسؤولية الأخلاقية، وهي حجة لا تستهوي على الإطلاق الحتمية أو اللاحتمية، ولا تدفع بهما (1886 [1992]) ثم تم إعادة إحياء هذه الحجة وتجسيدها لاحقًا على يد “جالين ستراوسون” (Galen Strawson (1994, 2011). وتؤكد هذه الحجة الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية المطلقة، هما مفهومان غير متماسكين؛ لأنه لكي نكون أحرارًا بالمعنى المطلوب للمسؤولية الأخلاقية المطلقة، يجب أن نكون سببًا ذاتيًا (أو سببًا من تلقاء نفسه) وهذا أمر مستحيل. وعلى سبيل المثال، يكتب “نيتشه” ما يلي:

إن السببية الذاتية (أو السبب من تلقاء نفسه) هي أفضل تناقض ذاتي تم تصوره حتى الآن؛ فهو نوع من الانتهاك وتحريف المنطق. إلا أن الكبرياء المفرط للإنسان نجح في التورط بعمق وبشكل مخيف مع هذا الهراء فقط. وإن الرغبة في "حرية الإرادة" بالمعنى الميتافيزيقي الفائق، والمتواجد للأسف، في أذهان غير المتعلمين؛ هي تلك الرغبة في تحمل المسؤولية الكاملة والمطلقة عن أفعال الفرد بنفسه، وإبراء ذمة الله، والعالم، والأسلاف الغابرين، والصدفة، والمجتمع، التي لا تنطوي على أقل من أن تكون هذه هي السببية الذاتية (أو السبب من تلقاء نفسه) على وجه التحديد، مصحوبة بأكثر من جرأة "بارون مونشهاوزن"، مثلها مثل جذب الإنسان من شعره إلى الوجود من غياهب ومستنقعات العدم (1886 [1992] sec.21).

يقدم “جالين ستراوسون” Galen Strawson حالة مماثلة لاستحالة المسؤولية الأخلاقية مع ما يسمى بـ “الحجة الأساسية” (1986, 1994, 2011). ويمكن تلخيص هذه الحجة على النحو التالي:

  • 1. لا يوجد شيء يمكن أن يمثل سببية ذاتية – لا شيء، يمكن أن يكون سببًا من تلقاء نفسه.
  •  2. كي يكون الشخص مسؤولاً مسؤولية أخلاقية مطلقة عن أفعاله، فيجب أن يكون هو السبب في ذلك بذاته، على الأقل في بعض الجوانب العقلية الحاسمة.
  •  3. وبالتالي لا يمكن لأحد أن يكون مسؤولا مسؤولية أخلاقية مطلقة.

ويتم سرد هذه النسخة الموسعة من الحجة على النحو التالي: (Strawson, 2011).

  • 1. نحن مهتمون بالإرادة الحرة في ارتكاب الأفعال، وكذلك مهتمون بشكل خاص بالأفعال التي نقوم بتنفيذها لسبب ما (على عكس الأفعال التي تعبر عن ردة الفعل الانعكاسية أو الأفعال الذي يعتاد الشخص أداؤها بلا تفكير).
  •  2. وعندما يتصرف الشخص أو يرتكب فعل لسبب ما، فإن ما يفعله الشخص هو أداء وظيفة طبقًا لكينونته من الناحية العقلية.
  •  3. لذلك إذا كان على الشخص أن يكون مسؤولاً حقًا عن كيفية تصرفه، فيجب أن يكون هذا الشخص مسؤولاً حقًا عن حاله أو كيفية كينونته من الناحية العقلية، أو على الأقل في بعض الجوانب.
  • 4. ولكن لكي يكون الشخص مسؤولاً حقًا عن الكيفية التي يكون عليها من أي جانب عقلي، فيجب أن يكون هو نفسه من جعل نفسه على ما هو عليه أو على ذلك الحال، وفي هذا الصدد، ليس الأمر مجرد أنه يجب على الشخص أن يكون قد جعل نفسه على ما هو عليه، بل يجب على الشخص أيضًا أن يكون قد اختار بوعي وصراحة أن يكون على ما هو عليه، وفي هذا الصدد، يجب أن يكون قد نجح في تحقيق ذلك على هذا النحو.
  • 5. ولكن لا يمكن القول حقًا أن الشخص الذي اختار بطريقة واعية ومنطقية، يكون على ما هو عليه من أي جانب على الإطلاق، ما لم يكن هذا الشخص موجود بالفعل، من الناحية العقلية، ومجهز بالفعل ببعض مبادئ الاختيار، ” مبدأ P1″، وهي: التفضيلات، القيم، المثل العليا – وفي ضوء ذلك يختار الشخص الكيفية التي يكون عليها.
  •  6. ولكن بعد ذلك، لكي يكون الشخص مسؤولا حقًا بسبب اختياره على ما هو عليه في بعض النواحي العقلية، فيجب أن يكون الشخص مسؤولاً حقًا عن امتلاكه لمبادئ الاختيار (مبدأP1) وفي ضوء اختيارها، يكون الشخص قد اختار بالفعل الكيفية التي يكون عليها.
  •  7. ولكن لكي يكون الشخص كذلك، فيجب أن يكون قد اختار ذلك الشخص (مبدأ P1) بطريقة منطقية وواعية ومتعمدة.
  • 8. ولكن لكي يكون الأمر كذلك، فيجب أن يكون لدى الشخص بالفعل بعض مبادئ الاختيار (مبدأ P2)، والتي على ضوئها يكون قد اختار (مبدأ P1).
  • 9. ثم نستمر على هذا المنوال، نبدأ هنا في تراجع لا يمكننا إيقافه، ونجزم بأن تقرير المصير الحقيقي مستحيل؛ لأنه يتطلب اكتمال واقعي وفعلي لسلسلة لا حصر لها من خيارات مبادئ الاختيار.
  •  10. وبالتالي، فإن المسؤولية الأخلاقية الحقيقية مستحيلة؛ لأنها تتطلب حق تقرير المصير بصورة حقيقية، كما هو مذكور في فقرة (3).

ويتم الاستشهاد بهذه الحجة استنادًا على بعض البديهيات القوية والمعقولة. حيث أنه من البديهي الاعتقاد بأن الشخص بادئ ذي بدء وبصفة أولية هو ما يكون عليه نتيجة الوراثة والتجربة المبكرة التي عايشها – ولا يمكن إنكار هذه العوامل ولا يمكن أيضًا تحميل الشخص مسؤوليتها بأي شكل من الأشكال (أخلاقيًا أو غير ذلك). ومع ذلك، من المنطقي أيضًا التفكير في أنه لا يوجد شخص في أي مرحلة لاحقة أيًا كانت من الحياة يمكن أن يأمل في قبول المسؤولية الأخلاقية الحقيقية أو المسؤولية الأخلاقية المطلقة عن الطريقة التي عاش بها الشخص حياته من خلال محاولة تغيير تلك الطريقة التي يكون عليها بالفعل نتيجة الوراثة الجينية والتجربة السابقة التي خبرها في حياته؛ نظرًا لأن كلا من الطريقة الخاصة التي يحاول بها الشخص تغيير نفسه، والدرجة التي ينجح بها ذلك الشخص في محاولته للتغيير، سيتم تحديدهما من خلال كيف يكون الشخص بالفعل نتيجة للميراث الجيني والتجربة السابقة التي خبرها في حياته. وأي تغييرات أخرى لا يمكن تحقيقها إلا بعد إحداث تغييرات أولية بعينها سيتم تحديدها بدورها، من خلال التغييرات الأولية، ومن خلال الوراثة الجينية للشخص والخبرة السابقة. وهذه هي حجة “ستروسون” لاستحالة المسؤولية الأخلاقية.

وفي حين أن هذه الحجة بسيطة وبليغة وبديهية إلى حد ما، فقد تم انتقادها على نطاق واسع من قبل التوافقيين والليبراليين على حد سواء (انظر e.g., Hurley 2000; Clarke 2005a; Bernstein 2005; Fischer 2006; Kane 2000; Coates 2017; for replies see Istvan 2011; Parks 2009) حيث يشك بعض النقاد في فكرة “ستروسون” عن المسؤولية المطلقة، والتي يعرّفها بأنها:

مسؤولية من هذا النوع، إذا كانت لدينا، وبالتالي فمن المنطقي افتراض أنه قد يكون من العدل معاقبة البعض منا بالعذاب (الأبدي) في الجحيم ومكافأة آخرين في النعيم (الأبدي) في الجنة (43: 2011).

يتحدى النقاد الآخرون الادعاء بأنه من أجل أن يكون الشخص مسؤولاً عن أفعاله، يجب أن يكون الشخص هو السبب نفسه في هذه الأفعال التي يرتكبها. وفي الاتجاه المعاكس، ويحاول الآخرون الهروب من ارتداد الحجة التي يدفعون بها عليهم من خلال جعل إمكانية خلق الذات ذات معنى (Bernstein 2005; see also Kane 1996; Lemos 2015; Roskies 2012). في حين لا يزال آخرون يهاجمون الادعاء بأنه إذا كان ما يفعله الشخص عندما يرتكب فعلاً هو نتيجة لسبب ما راجع لإرادته، فعندئذٍ ومن منطلق إعمال العقل كيف يكون المرء في بعض النواحي مسؤولا عما يرتكبه من أفعال (Clarke 2005a). وأخيرًا، نجد البعض يقترح ببساطة أن تبريرات أفعال الإرادة الحرة غالبًا ما يُقصد بها أن تكون تبريرات توضح بالضبط كيف يمكن أن يكون ذلك، حتى لو لم يكن الأمر متروكًا للوكيل، فكيف لا يزال من الممكن أن يكون تصرف الوكيل متروكًا لإرادته من الناحية العقلية، حيث لا يزال أمام ذات الوكيل خيار حول ما إذا كانت ستقوم بالفعل، حتى عندما تتصرف نتيجة لأسباب بعينها (Mele 1995: 221–27).

وحاول المدافعون عن الحجة الأساسية مواجهة هذه الاعتراضات بعدة طرق. ويرد البعض بالقول، على النقيض مما يدفع به “فيشر” (2006)، أن الحجة الأساسية لا تعتمد على فرضية أن الوكيل يمكن أن يكون مسؤولاً عن إجراء أو فعل ما فقط إذا كان مسؤولاً عن كل عامل يساهم في هذا الإجراء أو الفعل (انظرIstvan, 2011). ويجادل آخرون، رداً على “ميلي” (1995) و”كلارك” (انظر 2005a)، أنه من غير المنطقي الاعتقاد بأن الوكيل يمكن أن يكون مسؤولاً مسؤولية أخلاقية عن فعل ما عندما لا يكون هناك عامل يساهم في هذا الإجراء أو الفعل الخاضع لإرادة هذا الوكيل (Istvan, 2011). وردًا على الاقتراح القائل بأن بعض نسخ العوامل السببية الليبرالية يمكن أن تحصن الوكيل ضد الحجة الأساسية (Clarke 2005a)، ويجادلون بأن مثل هذه الدفوعات في الواقع تفشل في القيام بذلك (Istvan, 2011). وأخيرًا، أعاد بعض المدافعين عن الحجة الأساسية صياغة الحجة في شكل يلغي بعض المشكلات المرتبطة بالنسخة الأصلية من حجة “ستروسون”، ويقدمون تجارب فكرية إضافية لتعزيز الافتراضات الأساسية (انظر Parks, 2009).

4.2 الحظ

ثمة حجة أخرى تؤكد أنه بغض النظر عن البنية السببية للكون، فإننا نفتقر إلى الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية التي تدفع بأن الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية لا تتوافق مع تغلغل الحظ (انظر N. Levy 2009a, 2011; cf. Haji 2016). والغرض من هذه الحجة ليست فقط اعتراضًا على الليبرالية السببية للحدث، كما هو الحال مع الاعتراض على الحظ، ولكنها تمتد إلى الاعتراض على التوافقية أيضًا. وتكمن المعضلة التالية في جوهر الحجة: إما أن تكون الأفعال خاضعة للحظ الحالي (الحظ في وقت قريب من الحدث)، أو أنها تخضع لما سماه “توماس ناجل” (1979) بشكل مؤثر “الحظ الجوهري” (الحظ الذي يتسبب في خصائص ذات صلة بالوكلاء أو الفاعلين، مثل رغباتهم ومعتقداتهم وظروفهم)، أو كليهما (N. Levy 2011). وفي كلتا الحالتين، يقوض الحظ المسؤولية الأخلاقية؛ لأنه يقوض السيطرة على مستوى المسؤولية، وهذا ما يسميه “نيل ليفي” كماشة الحظ، ويمكن تلخيصه على النحو التالي (Levy 2011: 84-97؛ كما تم تلخيصه في Hartman 2017: 43):

فرضية الحظ العالمية: كل فعل ذا أهمية أخلاقية إما أن يكون محظوظًا بشكل جوهري، وإما أن يكون محظوظًا في الوضع الحالي أو كليهما.

فرضية نفي المسؤولية: ينفي كل من الحظ الجوهري والحظ الحالي المسؤولية الأخلاقية.

الخلاصة: الوكيل ليس مسؤولًا أخلاقيًا عن أي أعمال ذات دلالة أخلاقية.

دعونا نفحص الحجة بمزيد من التفصيل، مع التركيز أولًا على المقصود بالضبط بكلمة “الحظ”.

في حين أن هنالك العديد من التفسيرات التي تنافس بعضها البعض وتستند إلى “الحظ” في الأدبيات السابقة، فإن كماشة الحظ تمت صياغتها من حيث التفسير النموذجي (N. Levy 2011; cf. Pritchard 2005, 2014; Driver 2012; Hales 2015, 2016; Latus 2000, 2003; Hartman 2017; Zimmerman 1987, 2002, 2009; Coffman 2015; انظر أيضًا مدخل الحظ الأخلاقي). ويعرّف التفسير النموذجي كما طورها “ليفي” (2011) Levy بأنه: الحظ عن طريق العوالم الممكنة دون الإشارة إلى اللاحتمية أو الحتمية، ويصنف الحظ على أنه يخضع للصدفة أولا يخضع للصدفة. ويتم تعريف كون الوكيل محظوظًا حظًا خاضعًا للصدفة على النحو التالي:

يعتبر الحدث أو الوضع الراهن في العالم الفعلي هو حظ عن طريق الصدفة للوكيل إذا: (i) كان هذا الحدث أو الوضع أمرًا مهمًا لذلك الوكيل؛ (ii) وافتقر الوكيل إلى السيطرة المباشرة على الحدث أو الوضع؛ (iii) وفشل هذا الحدث أو الوضع في الحدوث في العديد من العوالم المحتملة القريبة من الوكيل؛ ونسبة العوالم المجاورة للحدث كبيرة بدرجة كافية ليكون الحدث حظًا خاضعًا للصدفة، ولا تتماشى أهمية حدوثه في هذه العوالم مع أهمية حدوثه بالنسبة للوكيل (N. Levy, 2011: 36).

ومن ناحية أخرى:

يعد الحدث أو الوضع الراهن في العالم الفعلي الذي يؤثر في السمات أو التصرفات النفسية للوكيل هو حظًا غير خاضعٍ لصدفة للوكيل إذا (i) كان هذا الحدث أو الحالة أمرًا مهمًا لذلك الوكيل؛ (ii) وافتقر الوكيل إلى السيطرة المباشرة على ذلك الحدث أو الوضع؛ (iii) وتختلف الأحداث أو الأوضاع من هذا النوع عبر مجموعة المعارف ذات الصلة بالوكيل، و.. في نسبة كبيرة بما يكفي من الحالات التي يفشل فيها الحدث أو الوضع في الحدوث أو وجود مثيل لها في مجموعة المعارف ذات الصلة بالوكيل وبالطريقة التي حدثت بها أو القيام بإحداث مثيل له في الحالة الفعلية (N. Levy, 2011: 36).

لاحظ أن الحالتان الأوليتان هما الشيء نفسه لكون الوكيل محظوظًا حظًا خاضعًا للصدفة أو محظوظًا حظًا غير الخاضع للصدفة أي، (i) الأهمية، (ii) والافتقار إلى التحكم المباشر، ويمكننا أن نقول أن الحدث مهم للوكيل إذا كان مهتمًا بالحدث، ويمكن أن يكون للحدث أهمية جيدة أو سيئة بالنسبة لذات الوكيل (N. Levy 2011: 13). وقد يكون من المحتمل على سبيل المثال، أن يكون لدي أنا عدد فردي أو زوجي من الشعر في رأسي عند الساعة 12 ظهرًا، ولكن سيكون من الغريب أن نقول إن هذه مسألة حظ نظرًا؛ لأننا نحتفظ عمومًا بالإشارة لمفهوم “الحظ” للأحداث المهمة فقط (N. Levy 2011: 13) أي، نحن لا نتحدث عمومًا عن أحداث تافهة تمامًا باعتبارها أحداث تخضع للحظ (أي أنها جيدة أو سيئة للوكيل). وفيما يتعلق بالحالة الثانية، يمكننا أن نقول إن للوكيل السيطرة المباشرة على حدث ما إذا كان هذا الوكيل قادرًا (مع احتمال كبير) على إحداثه عن طريق الاضطلاع عمدًا بفعل أساسي وإذا أدرك الوكيل أن هذا هو الحال (N. Levy, 2011: 19; cf. Coffman 2007).

للمساعدة في فهم كيفية اختلاف الحالة الثالثة في التعريفين – أي الحالة المشروطة (حظ خاضع للصدفة) وحالة حدوث حدث مثيل غير شائع (حظ غير خاضع للصدفة) – ولنأخذ في الاعتبار بعض الأمثلة. ومن الأمثلة النموذجية لحدث الحظ الخاضع للصدفة، فوز شخص يدعى “لويس” في (اللوتري) اليانصيب؛ هذا لأنه (i) يفتقر إلى السيطرة المباشرة على الفوز في اليانصيب نظرًا لعدم وجود فعل أساسي يمكنه الاضطلاع به لتحقيق ذلك، (ii) ولأن حدث فوزه في اليانصيب، وهذا أيضًا غير مهم تمامًا، (iii) — والحالة المشروطة — تكون لأنه في معظم العوالم القريبة الممكنة مع اختلاف بسيط عن العالم الحقيقي، لا يفوز “لويس”. ومن ناحية أخرى، قد تكون الفتاة المسماة “الايني” محظوظة حظًا غير خاضع للصدفة؛ لكونها عبقرية ذات معدل ذكاء مرتفع مقارنة بأقرانها (Hartman 2017: 44-46). هذا لأنه (i) تفتقر “الايني” إلى التحكم المباشر في كونها عبقريًة، (ii) ولأن هذا الحدث مهم بالنسبة لها، (iii) – حالة غير شائعة لوجود مثيل لها – لأنه لا يوجد شخص عبقري بشكل شائع في مجموعة معارف “الايني” (بافتراض، بالطبع، أن معظم أقرانها الفعليين ليسوا عباقرة).

بالنسبة إلى هذه الحالات الثلاث، يمكننا الآن أيضًا إضافة التمييز بين الحظ الحالي والحظ التكويني. ويمكننا الجزم بأن قرار الوكيل هو نتيجة الحظ الحالي إذا كان هناك عامل ظرفي خارج عن سيطرة الوكيل في وقت حدوث الحدث أو بالقرب منه ويؤثر بشكل كبير في القرار الذي يتخذه هذا الوكيل، ويمكن أن تشمل هذه العوامل الظرفية الحالة المزاجية للوكيل، وأي تبريرات قد تحدث لذات الوكيل، والسمات الظرفية للبيئة، وما شابه، فعلى سبيل المثال:

قد يؤثر مزاجنا على ما يحدث لنا، وعلى مقدار الأهمية التي نمنحها للاعتبارات التي تطرأ على أذهاننا… وقد يتشتت انتباهنا في اللحظة الخاطئة أو اللحظة المناسبة فقط، أو قد تكون محاولاتنا للتروي والتفكير مدفوعة بالصدفة بسمات البيئة التي نعيش فيها (2011:90 انظر ايضًاN. Levy 2009a: 245; ).

وفي المقابل، يمكننا القول إن قرار الوكيل هو نتيجة الحظ التكويني إذا تم اتخاذ هذا القرار جزئيًا، وهذا من خلال ملكة الذات عند التصرف، وهو أمر خارج عن سيطرتها (N. Levy 2011: 87). وأخيرًا، في حين أن الحظ الحالي يقتصر على حالات الحظ الخاضع للصدفة، فمن الممكن أن يكون الحظ التكويني نوعًا فرعيًا من كل من الحظ الخاضع للصدفة والحظ غير الخاضع للصدفة؛ لأنه يمكن أن يشير إلى التصرف الذي يبديه الوكيل إما عن طريق الصدفة أو غيرها (N. Levy, 2011: 87).  

مع وجود هذه التعريفات في مكانها الصحيح، يمكننا الآن العودة إلى كماشة الحظ ونرى كيفية عمل التفسيرات الليبرالية والتوافقية ضدها. حيث أنه من المعروف أن التفسيرات التحررية (الليبرالية) تواجه مشكلة شرح كيف يمكن أن يكون القرار أو الإجراء حرًا، نظرًا للمطالبة التحررية (الليبرالية) بوجود اللاحتمية مباشرة قبل القيام بالإجراء من منطلق الإرادة الحرة مباشرة. ولطالما جادل المتشككون في المسؤولية الأخلاقية والتوافقيون على حد سواء بأن اللاحتمية تجعل الفعل غير خاضع للصدفة وبطريقة تقوض المسؤولية (انظر، e.g., N. Levy 2009a, 2011; Mele 1999a,b, 2006; Haji 2002, 2004, 2005, 2014; van Inwagen 2000; Pereboom 2001, 2014a; for some replies see Kane 1999; Clarke 2005b; Mele 2017). ويقال إن هذا ينطبق على كل من النسخ السببية ونسخ العوامل السببية الليبرالية (انظرMele 2006; Haji 2004, 2016; N. Levy 2011). كما أن نوع الحظ الذي يمثل مشكلة هنا هو الحظ الحالي الخاضع للصدفة؛ نظرًا لأن القرار “الحر” المفترض للوكيل يخضع للمصادفة (وبمعنى أخر، أنه قد يفشل نفس القرار في الحدوث في العديد من العوالم المحتملة القريبة من الوكيل)، وهو عامل مهم وعامل ظرفي خارج سيطرة الوكيل (بمعنى أن الحدث غير الحتمي يحدث قبل اتخاذ القرار للقيام بالفعل مباشرة).

يُظهر “بيتر فان إنفاجن” (2000) Peter van Inwagen بوضوح الافتقار إلى سيطرة الوكيل التحرري (الليبرالي) على الأحداث غير الحتمية حقًا من خلال التفكير فيما يمكن أن يحدث إذا تراجع الله على امتداد التاريخ ذا الصلة بحدث ما إلى نقطة ما قبل ذلك الحدث غير الحتمي، ثم سمح له بالحدوث مرة أخرى (N. Levy, 2009a: 238). ونظرًا لأن الأحداث لن تحدث بالطريقة نفسها التي حدثت فيها بالفعل في إعادة عرض هذه الأحداث مرة أخرى؛ نظرًا لأن هذه الأحداث غير حتمية حقًا، ولا شيء يفعله الوكيل يمكن أن يضمن أي احتمال غير حتمي يمكن أن يتحقق، كنتيجة لهذا التسلسل (في هذه الحالة قرار الوكيل) هو مسألة حظ. ويجادل المتشككون في أن مثل هذا الحظ يقوض مسؤولية الوكيل.

من ناحية أخرى، فإن التفسيرات التوافقية للمسؤولية الأخلاقية عرضة لاعتراض الحظ القوي الخاص بها (N. Levy 2009a, 2011; Haji 2003, 2016; cf. Vargas 2012b). ويمكننا تقسيم التفسيرات التوافقية إلى فئتين رئيسيتين: تفسيرات تاريخية وتفسيرات غير التاريخية. إن التفسيرات التاريخية حساسة للطريقة التي يتحول بها الوكيل إلى نمط الشخص الذي هو عليه في الظروف التي يجد نفسه فيها (انظر Mele 1995, 2006; Fischer & Ravizza 1998). فعلى سبيل المثال، إذا ما قرر أحد الوكلاء التبرع بمبلغ كبير من المال إلى منظمة “أوكسفام”، فإن التفسيرات التاريخية للمسؤولية الأخلاقية تقول بأنه من المهم أن يكون للوكيل مثل هذه الطبيعة السخية كي يتخذ القرار الذي اتخذه – على سبيل المثال، نتساءل هل الوكيل لديه تاريخ طبيعي ويتمتع بميل إلى السخاء بشكل طبيعي، أم أن فريقًا من علماء الأعصاب (على سبيل المثال) قاموا بتصميم هذا الوكيل ليكون لديه مثل هذه الطبيعة السخية؟ من ناحية أخرى، تؤكد التفسيرات غير التاريخية أن المسؤولية الأخلاقية تعتمد بدلاً من ذلك على عوامل غير تاريخية – مثل ما إذا كان الوكيل يدرك رغباته / رغباتها (Frankfurt, 1971) أو نوعية أو جودة إرادته / إرادتها (Scanlon, 1998).  

تكمن المشكلة الرئيسة في التفسيرات التاريخية في أنها لا تستطيع أن تشرح بشكل مرضٍ كيف يمكن للوكلاء تحمل المسؤولية عن حظهم التكويني، وتماثل المشكلة هنا المشكلة التي تثيرها حجج التلاعب (N. Levy 2009a, 2011). حيث أن الوكلاء الذين يتم التلاعب بهم هم ضحايا الحظ (السيء جدًا): فالتلاعب مهم بالنسبة لهم، ويفتقرون إلى التحكم في عدم حدوثه، وهو أمر محتمل وخاضع للصدفة، بقدر ما توجد عوالم قريبة محتملة لا يحدث فيها التلاعب (N. Levy 2009a: 242). وتتشابه مشكلة الحظ التكويني من حيث أن هبات الوكيل – أي الصفات والتصرفات – تنتج بالمثل من عوامل خارجة عن إرادة الوكيل، وهي مهمة، وتكون خاضعة إما للحظ الخاضع للصدفة وإما للحظ غير الخاضع للصدفة. ويمكن أن يرد التوافقي التاريخي، كما يفعلون في كثير من الأحيان مع حالات التلاعب، طالما أن الوكيل يتحمل المسؤولية عن هباته، وتصرفاته، وقيمه، فإنه بمرور الوقت سوف يصبح مسؤولاً أخلاقيًا عنها. ومع ذلك، فإن المشكلة في هذا الرد هي سلسلة الأفعال التي من خلالها يقوم الوكلاء بتشكيل وتعديل هباتهم، وميولهم، وقيمهم، وهي نفسها خاضعة بشكل كبير للحظ الحالي – وكما يقول “ليفي”، “لا يمكننا التراجع عن آثار الحظ بمزيد من الحظ ” (2009a: 244). ومن ثم، فإن الأفعال التي يشير إليها التوافقيون الحساسون للتاريخ، هي الأفعال التي يتحمل الوكلاء بموجبها المسؤولية عن هباتهم، إما تعبر عن تلك الهبة (عندما يتم تفسيرها من خلال الحظ التكويني) أو تعكس الحظ الحالي للوكيل، أو كليهما معًا (انظرN. Levy 2009a: 247, 2011 ).

وإذا كانت هذه الحجة صحيحة، فإن الحظ الحالي لا يمثل مشكلة للتحررية “الليبرالية” فحسب، بل إنه يمثل أيضًا مشكلة للتوافقية التاريخية. وعلى الرغم من أن الحظ الحالي قد يمثل مشكلة أكبر بالنسبة لليبراليين “التحرريين”، نظرًا لأنهم يتطلبون حدوث أحداث غير حتمية في السلسلة السببية المؤدية إلى الفعل الحر (أو الذي يتم ارتكابه بناءًا على إرادة حرة)، فإن المشكلة التي يسببها للتوافقيين التاريخيين مهمة مع ذلك. فمع التوافق، نحتاج إلى تقييم الآثار المترتبة على الحظ الحالي جنبًا إلى جنب مع الآثار المترتبة على الحظ التكويني. وعندما نفعل ذلك، فإننا نرى أنه على الرغم من أنه قد يكون الدور الذي يلعبه الحظ الحالي في قرارات وأفعال الوكلاء التوافقيين ضئيلا نسبيًا، إلا أنه يرجع لهبة الوكيل – بشكل مباشر، أو وفقًا لتأثيرات الحظ الحالي أو كليهما – وهو ما يفسر سبب ذلك (N. Levy 2009a: 248). كما أن الخلفية المسبقة للوكيل عن الأسباب، والرغبات، والمواقف، والمعتقدات، والقيم – التي يتعمد الوكيل القيام بالفعل المعاكس لها – هي الهبة من الحظ التكويني، الذي تم تغييره وتعديله للتأكد، ولكن تم تغييره وتعديله بقرارات إما تعبر عن الحظ التكويني، أو التي لم تخضع لهبة الوكيل، وبالتالي كانت خاضعة للحظ الحالي (N. Levy 2009a: 248). وبالتالي، فإنه طبقًا لكماشة الحظ: تعتبر الأفعال إما نتاج الحظ التكويني، أو الحظ الحاضر، أو كليهما معًا.

من ناحية أخرى، تواجه التفسيرات غير التاريخية صعوبات كبيرة مع الحالة المعرفية المتعلقة بالسيطرة على الفعل. حيث تؤكد الحالة المعرفية أن المسؤولية الأخلاقية تتطلب فهم الوكيل أن الفعل الذي يرتكبه حساسًا لسلوكه، ويفهم كيفية هذه الحساسية أيضًا، بالإضافة إلى تقدير أهمية هذا الفعل أو الجهل المذنب لهذه الحقائق (N. Levy 2011: ch.5; cf. Rosen 2003, 2004, 2008; Zimmerman 1997, 2009; Vargas 2005a) نظرًا لأن الشرط المعرفي للسيطرة متطلب هام وخاضع لـ كماشة الحظ، وتواجه التفسيرات غير التاريخية للتوافقية (بالإضافة إلى التفسيرات الأخرى التي قد تنجوا من الحجج المذكورة أعلاه) تحديًا خطيرًا (انظر N. Levy 2011, 2009b). وسردًا لحالات الجهل غير المذنب، تخيل على سبيل المثال، أن جراحًا من القرن السادس عشر يجري عملية جراحية لمريض دون غسل يديه أو تعقيم أجهزته، ونتيجة لذلك يصاب مريضه بعدوى ويموت، فلن يكون الجراح مذنبًا في هذه الحالة؛ لأنه كان جاهلُ جهلاً لا يلام عليه بمخاطر عدم التعقيم، حيث لم يتم تأسيس نظرية الجراثيم إلا بعد ذلك بوقت طويل. وفي هذه الحالة وغيرها من حالات الجهل غير المذنب، غالبًا ما تكون حقيقة أن الوكلاء يجهلون التفاصيل ذات الصلة بمسألة حظ – سواء كان هذا الحظ هو الحظ الحالي أو الحظ التكويني أو كليهما معًا.

يمكننا أن نقول: إن الجهل غير الملوم يكون محظوظًا عندما يفشل الوكيل في معرفة أن الشخص الذي يدعى (فلان) (حيث يعد “فلان” مهم بالنسبة له)، يفتقر إلى التحكم المباشر فيما إذا كان يعرف ذلك، وفي نسبة كبيرة من العوالم المحتملة القريبة من الوكيل يعرف (فلان) هذا. ولنفترض أنني أوصلت ابنتي التي تدعى “مايا” إلى منزل أحد صديقاتها في موعد للعب معًا، وأن لدى “مايا” حساسية من الفول السوداني وأني نسيت أن أبلغ والدة صديقة ابنتي التي تدعى “دولوريس” في وقت توصيلي لابنتي إلى منزلها. وعندما وصلت إلى المقهى، أدركت ذلك وأرسلت على الفور رسالة نصية إلى “دولوريس” بخصوص الحساسية، لكن لأنني في “منطقة ليس بها شبكة ” لم تصل الرسالة. ونتيجة لعدم تلقي رسالتي، بدأت” دولوريس” في إعطاء الفتاتين وجبة خفيفة تحتوي على زبدة الفول السوداني، وكادت أن تموت “مايا” نتيجة لردة الفعل على الحساسية. يعد جهل “دولوريس” غير ملوم في هذه الحالة ويعتبر حظًا مبنيًا على الصدفة؛ لأنه في جزء كبير من العوالم المحتملة القريبة من ” دولوريس” كانت قد تلقت الرسالة النصية التي قمت بإرسالها. من ناحية أخرى، كما يُنظر إلى مثال الجراح في القرن السادس عشر بشكل أفضل على أنه مثال على الحظ غير المبني على الصدفة؛ نظرًا لأن جهله هو نتيجة سوء الحظ حيث تختلف معتقدات الوكلاء بخصوص الجراثيم في الفترات التاريخية المختلفة (المجموعة المرجعية ذات الصلة هنا)، بدلاً من العوالم الممكنة القريبة من الوكيل.

ونظرًا لأن الجهل غير الملوم يقوض المسؤولية وهو الاعتقاد الأكثر شيوعًا مما يعتقده الفلاسفة في العادة، فإنه يعطي قوة إضافية إلى كماشة الحظ، سواء كان الحظ البعيد أو الحظ الحالي، ويفتقر الوكلاء الذين يؤدون أفعالًا غير مشروعة إلى التحكم على مستوى الحرية في أفعالهم؛ لأنهم يفشلون في تلبية الشرط المعرفي في مثل هذا التحكم (N. Levy 2011: 115–16). وفي حالات ارتكاب مخالفات غير مقصودة في الغالب لا يوجد وكيل مرشح معقول للقيام بعمل خفي مذنب يمكن أن يؤدي إلى إلقاء اللوم عليه (N. Levy 2011: 131) وعلاوة على ذلك، لا يمكننا أن نطلب بشكل معقول من الوكلاء ألا يتصرفوا بطرق تعبر عن رذائلهم المعرفية (N. Levy 2011: 126). وعندما لا ترى ذات الوكيل أنها تتعامل مع آرائها الأخلاقية بشكل سيئ، سيكون من الظلم إلقاء اللوم عليها لارتكاب خطأ إذا لم يكن لديها أسباب داخلية لتجاهل سلوكها السيئ. هذا لأنه؛ عندما يدير الوكيل وجهات نظره الأخلاقية بشكل سيئ من وجهة نظر الأخلاق الموضوعية، غالبًا ما تكون قيمه ومعتقداته الأخلاقية الذاتية – التي لا تعرف أنها خاطئة سابقًا – تحكم نفسها بطريقة عقلانية ومتسقة تمامًا. ويرجع ذلك لأن مثل هذه القيم والمعتقدات الأخلاقية الداخلية هي في حد ذاتها مسألة خاضعة للحظ – سواء كان هذا الحظ حاضر أو تكويني أو كليهما معًا – فإننا نصل مرة أخرى إلى كماشة الحظ. وبالتالي، فإن الحظ الحالي، أو الحظ التكويني، أو كليهما معًا يبتلع كل شيء، وتفشل كلا من التفسيرات التحررية ” الليبرالية” والتوافقية في الإبقاء على المسؤولية الأخلاقية.

لبعض الاعتراضات على كماشة الحظ، انظر Talbert (2013, 2016), Hartman (2017), Hales (2016). وبالنسبة إلى حجة مختلفة تستند إلى الحظ لاستنتاج أن الوكلاء أقل لومًا من الناحية الأخلاقية مما كنا نفترض حتى الآن، انظر Haji (2016). وللتوافقية الذي يستجيب لمخاوف الحظ، ولكنه يقاوم الشكوكية الكاملة حول الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية، انظر “تشاؤم الإرادة الحرة” لـ “بول راسل” (Paul Russell, 2017).

5.2 التحديات العلمية للمسؤولية الأخلاقية

بالإضافة إلى هذه الحجج الفلسفية السالفة المذكورة أعلاه، كانت هناك أيضًا تطورات حديثة في العلوم السلوكية والمعرفية وعلوم الأعصاب التي دفعت البعض إلى أخذ شكوكية المسؤولية الأخلاقية على محمل الجد. ومن أهمها النتائج التي توصل إليها علم الأعصاب تلك التي تشير بشكل مفترض إلى أن نشاط الدماغ اللاواعي يبدأ سببيًا في العمل قبل الإدراك الواعي لنية القيام بالفعل (انظر، e.g., Libet et al. 1983; Libet 1985, 1999; Soon et al. 2008; Wegner 2002). بالإضافة إلى النتائج الحديثة في علم النفس وعلم النفس الاجتماعي حول التلقائية، والوضعية، واللاوعي التكيفي (انظر، e.g., Bargh 1997, 2008; Bargh & Chartrand 1999; Bargh & Ferguson 2000; T. Wilson 2002; Doris 2002).

وينشأ التهديد العلمي العصبي للمسؤولية الأخلاقية من العمل الرائد لـ “بنيامين ليبيت” وزملائه. وفي دراستهم الرائدة حول علم أعصاب الحركة (Libet et al 1983) قام ليبيت وآخرون بالتحقق من توقيت عمليات الدماغ، وقارنوا بينها وبين توقيت الإرادة الواعية فيما يتعلق بالأفعال التطوعية الذاتية. ووجدوا أن النية الواعية للتحرك (التي وصفوها ب “و”) جاءت قبل 200 مللي ثانية من الفعل الحركي، ولكن بعد 350-400 مللي ثانية بعد إمكانية الاستعداد – وهو نشاط كهربائي يشبه في تكوينه المنحدر والذي يحدث في الدماغ ويسبق الحركة الفعلية، وقادت هذه النتائج “ليبيت والآخرين” إلى استنتاج أن النية الواعية أو قرار التحرك لا يمكن أن يكون السبب الحقيقي للفعل؛ لأنه يأتي متأخراً جدًا في التسلسل النفسي العصبي (انظرLibet 1985, 1999; Wegner 2002; Soon et al. 2008; Pockett 2004; Obhi & Haggard 2004; Haggard & Eimer 1999; Roediger, Goode, & Zaromb 2008) وبالنسبة لبعض المتشككين العلميين، فإن مثل النتائج وغيرها من النتائج الأخرى (Soon et al. 2008) تشير إلى أن الفاعلية السببية لنوع الإرادة المطلوب للإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية هي مجرد خداع (e.g., Wegner 2002).

ومع ذلك، فإن هناك اعتراضات قوية على هذا التفسير للنتائج التي توصل إليها علم الأعصاب، حيث يجادل بعض النقاد بأنه لا توجد طريقة مباشرة لمعرفة الظواهر الواعية، إن وجدت، والتي تتوافق مع الأحداث العصبية (Mele 2009). وعلى وجه الخصوص، فإنه من الصعب تحديد ما يتوافق مع إمكانية الاستعداد – هل هو، على سبيل المثال، عقد النية أو قرار تم اتخاذه، أم أنه مجرد دافع من نوع ما؟ وقد جادل “آل ميلي” (2009) Al Mele، على سبيل المثال، بقوة إمكانية الاستعداد التي تسبق ارتكاب الفعل بمقدار نصف ثانية أو أكثر لا يجب تفسيرها على أنها سبب ارتكاب ذلك الفعل، بل من الأفضل تفسيرها على أنها بداية عقد النية للتصرف وارتكاب الفعل. وفي ضوء هذه القراءة، يمكن أن تظل النيات الواعية أسبابًا لارتكاب الأفعال أو التصرفات. وقد أشار نقاد آخرون إلى “الطلب المستحيل” للتجارب الشبيهة بتجارب “ليبيت” (N. Levy 2005). أو الطبيعة غير العادية لتصميمها التجريبي (Nahmias 2002, 2011)، أو لعدم صلتها بالمسؤولية الأخلاقية (N. Levy 2014a)، أو إلى تفسيرات بديلة أقل تهديدًا (Rosenthal 2002; Dennett 2003). وقادت مثل هذه الاعتراضات العديد من الفلاسفة المعاصرين (بما في ذلك العديد من المشككين) إلى رفض حجة علم الأعصاب فيما يخص المسؤولية الأخلاقية (انظر، e.g., Pereboom & Caruso forthcoming; N. Levy 2005, 2014a; Morris 2009).

ومع ذلك، فهناك تهديدات علمية أخرى للمسئولية الأخلاقية إلى جانب تلك التهديدات التي يشكلها علم الأعصاب. فقد توصلت أحدث الممارسات والدراسات التي تم اجرائها في علم النفس وعلم النفس الاجتماعي حول التلقائية، والوضعية، واللاوعي التكيفي، على سبيل المثال، إلى أن الأسباب التي تحركنا غالبًا ما تكون أقل شفافية لأنفسنا مما قد نفترض – ومتباينة في كثير من الحالات عن الأسباب الواعية التي ندفع بها إلى تفسير و / أو تبرير أفعالنا (انظر، e.g., Nisbett & Wilson 1977; T. Wilson 2002; Doris 2002; Bargh 1997, 2008; Bargh & Chartrand 1999; Bargh & Ferguson 2000; Kahneman 2011). وتكشف نتائج هذه الأعمال والدراسات عن مدى انفتاح عملياتنا النفسية الداخلية على تأثير المحفزات والأحداث الخارجية في بيئتنا المباشرة، دون معرفة أو إدراك بهذا التأثير. كما أنها تكشف أيضًا إلى أي مدى تكون قراراتنا وسلوكياتنا مدفوعة بالتحيزات الضمنية (انظر، e.g., Uhlmann & Cohen 2005; Greenwald, McGhee, & Schwartz 1998; Nosek et al. 2007) وعمليات أنظمة اللاوعي الأولية الأخرى (Kahneman 2011). كما أنه لم يعد هنالك ذلك الاعتقاد بإمكانية تنفيذ عمليات “المستوى الأدنى” أو “الأقل ذكاءًا” دون وعي فقط. حيث أننا نعلم جيداً الآن أن العمليات العقلية العليا التي عملت بصورة تقليدية كأمثلة جوهرية لـ “الإرادة الحرة”، مثل التقييم وإصدار الأحكام، والتفكير وحل المشكلات، والمعاملات السلوكية بين الأفراد، يمكن أن تحدث، بل غالبًا ما تحدث في غياب الاختيار الواعي وفي غياب التوجيه (Bargh & Ferguson 2000; T. Wilson 2002; Kahneman 2011).

وفي حين أن هذه النتائج قد لا تكون كافية بذاتها لإثبات الشكوكية العالمية حول المسؤولية الأخلاقية، إلا أنها تمثل تهديدًا محتملاً لفهم العامة من الناس بشكل يومي لأنفسهم كوكلاء واعين وعقلانيين ومسؤولين عن أفعالهم؛ لأنها تشير إلى أن العقل الواعي يمارس سيطرة أقل على سلوكنا مما قد افترضناه بصورة تقليدية، حتى أن بعض التوافقيين يعترفون الآن أنه بسبب هذه النتائج، فإن “الإرادة الحرة هي في أفضل الأحوال عبارة عن ظاهرة عرضية “ (Baumeister 2008: 17; see also Nelkin 2005; Herdova 2016). وهذا تنازل مهم؛ لأنه يقر بتقلص مسؤولية الوكيل (Nadelhoffer 2011) وأن مثل هذه المسئولية مستقلة – وكذلك بعيده عن مخاوفه – عن النتائج التي توصل إليها علم الأعصاب التي تمت مناقشتها في جزء سابق من هذه المقالة. كما أن النظرة الانكماشية للوعي التي تنبثق من هذه النتائج التجريبية، بما في ذلك حقيقة أننا غالبًا ما نفتقر إلى الوعي الشفاف لحالاتنا التحفيزية الحقيقية، من المحتمل أن تقوض مسئولية الوكيل وبالتالي من الممكن أن يتقلص مجال الفعل المسؤول مسؤولية أخلاقية (انظر N. Levy 2014a; Nadelhoffer 2011; King & Carruthers 2012; Sie & Wouters 2010, Brink 2013; Caruso 2015a; cf. Vargas 2013; K. Levy 2015; McKenna & Warmke forthcoming; Ciurria 2013; Mele & Shepherd 2013). ومع ذلك، فإن نقطة الخلاف الرئيسة نجدها متمركزة حول ما إذا كان الوعي ضروريًا للمسؤولية الأخلاقية، وإذا كان الأمر كذلك، فما هو الدور أو الوظيفة التي يجب أن يؤديها ذلك الوعي (cf. N. Levy 2014a; Shepherd 2012, 2015a,b,c; Searle 2000, 2001; Hodgson 2005, 2012; Sher 2009; Doris 2002, 2015; Nahmias 2002; Smith 2005, 2008; Sifferd 2016).

وأخيرًا، وبصرف النظر عن وجهي القلق المذكورين في النقاش الوارد أعلاه على وجه الخصوص، فهناك أيضًا رؤية أكثر عمومية، وأكثر تهديدًا للعوامل السببية الليبرالية أكثر منه بالنسبة للتوافقية، وهي أنه مع تقدم العلوم المتعلقة بالدماغ وفهم أفضل للآليات التي يقوم عليها السلوك البشري، يصبح واضحًا أننا نفتقر إلى ما يسميه البعض “التحكم في النفس” (انظر Clark 2013)، ويجادل علماء الطبيعة حول العقل بأنه لم يعد هناك أي سبب للاعتقاد بذات غير جسدية تتحكم في الفعل وتتحرر من قوانين الطبيعة الحتمية؛ وهو مسبب ضعيف غير متسبب في الفعل أو التصرف وقادر على ممارسة الإرادة الحرة المضادة للسببية. وفي حين أن معظم الفلاسفة المعاصرين، بما في ذلك معظم التوافقيين، قد تخلوا منذ فترة طويلة عن فكرة التحكم في النفس، فإن التخلص من مثل هذا التفكير من مواقفنا النفسية الشعبية قد لا يكون بهذه السهولة، وقد يكون على حساب البعض، وهناك بعض الأدلة، على سبيل المثال، تقول بأننا “ثنائيي الفطرة” ( Bloom 2004) وأنه على الأقل في الولايات المتحدة يستمر غالبية البالغين في الإيمان بالنفس غير الجسدية التي تحكم السلوك (Demertzi et al. 2009; Fahrenberg & Cheetham 2000; World Values Survey 1991–2004; Riekki et al. 2013)، لكننا نتساءل، إلى أي مدى يتواجد هذا التفكير الثنائي في مواقفنا النفسية الشعبية حول الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية (cf. Nadelhoffer 2014; Mele 2014)، حيث أنه من المحتمل أن يتعرض للضغط ويحتاج إلى بعض المراجعة مع تقدم العلوم المتعلقة بالدماغ خاصة مع وصول هذه المعلومات إلى عامة الناس (انظر، e.g., Greene & Cohen 2004). كيف وفي أي اتجاه ستحدث هذه المراجعة، فهذا سؤال تجريبي مفتوح، بالطبع – على سبيل المثال، قد يتبنى البعض مراجعة حول الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية (à la Vargas 2005b, 2009, 2007, 2012a) في حين، قد يختار البعض الآخر استجابة أكثر إقصائية (à la Pereboom 2001, 2014a; Waller 1990, 2011; Strawson 1986; Caruso 2015b).

[ملحوظة: بينما تركز معظم الحجج المضادة للتشكيك على الاعتراضات على حجة التلاعب، واعتراض الحظ، والحجة الأساسية، وكماشة الحظ، وما إلى ذلك، فقد ركزت بعض الحجج الحديثة المضادة للتشكيك أيضًا على دور المرجعية، والطرق البديلة للتفكير في الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية. انظر على سبيل المثال، حجج “شون نيكولز” Shaun Nichols (2013, 2015; Nichols et al. 2016) and Oisín Deery (2015حول المرجعية والتحفظية، و”كيلي ماكورميك” (2016 2013,، Kelly McCormick) حول ترسيخ المرجعية في سياق حديث المسؤولية، و”مانويل فارغاس” حول تفضيل المراجعة على الإقصائية [(2005b, 2009, 2007, 2012a).

3. تداعيات الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية

بالانتقال الآن إلى التداعيات العملية للشكوكية في المسؤولية الأخلاقية، فيمكننا أن نسأل ماذا سيحدث إذا قبلنا هذا الرأي؟ وفي السنوات الأخيرة نشأ نقاش وتنظير كبير حول هذا السؤال بالتحديد؛ ونظرًا لأن عدم الإيمان بالمسؤولية الأخلاقية سوف يكون له بوضوح عواقب عميقة على علاقاتنا الشخصية، والمجتمع، والأخلاق، والمعنى، والقانون، فبالتالي من المهم التساؤل عما إذا كانت هذه العواقب ستكون (بشكل عام) جيدة أم سيئة. ويخشى منتقدو الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية من أنها ستقوم بتقويض الأخلاق، وتجعلنا غير قادرين على التعامل بشكل مناسب مع السلوك الإجرامي، وتزيد من السلوك المعادي للمجتمع، و/ أو تدمر المعنى في الحياة. ومن ناحية أخرى، يقدم المشككون في المسؤولية الأخلاقية عددًا من الآراء المختلفة – بما في ذلك الخداعية Illusionism Smilansky 1999, 2000))، اللاخداعية Disillusionism ((Nadelhoffer 2011، والشكوكية المتفائلة (e.g., Spinoza 1677 [1985]; Pereboom 1995, 2001, 2002b, 2009, 2011, 2013a, 2014a; Waller 1989, 1990, 2004, 2006, 2011, 2014; Sommers 2007a,b; Caruso forthcoming-b; N. Levy 2011; Vilhauer 2009a,b, 2012, 2013a,b; Milam 2016, 2017; Smuts 2014; Morris, forthcoming).)

لقد تم إجراء العديد من المحاولات التجريبية لاختبار الآثار العملية للشكوكية في المسؤولية الأخلاقية في الآونة الأخيرة. حيث توصلت إحدى الدراسات التي تم الاستشهاد بها على نطاق واسع إلى أن تناقص الإيمان بالإرادة الحرة يرتبط ظاهريًا بالمسؤولية الأخلاقية، قد تسبب في قيام المشاركون في الدراسة “بالغش” أكثر أثناء أداء مهمة من مهام حل المشكلات محل الدراسة (Vohs & Schooler 2008). وتوصلت دراسة أخرى إلى أن المشاركين الذين طُلب منهم القراءة عن الدوافع المعادية للإرادة يتصرفون بشكل أكثر عدوانية من المشاركين الذين طُلب منهم القراءة عن الدوافع المحايدة أو المؤيدة للإرادة الحرة (Baumeister, Masicampo, & DeWall 2009). كما تشير نتائج دراسات أخرى إلى أن انخفاض الإيمان بالإرادة الحرة كان مرتبطًا بانخفاض مراقبة الأخطاء (Rigoni, Pourtois, & Brass 2015). وتوصلت دراستان إضافيتان إلى أن تناقص الإيمان بالإرادة الحرة يضعف التعلم من المشاعر السلبية (Stillman & Baumeister 2010) ويسبب للمشاركين في الدراستين إظهار المزيد من المواقف السلبية تجاه هؤلاء الأعضاء خارج مجموعتهم (Zhao, Liu, Zhang, Shi, & Huang 2014). ويبدو أن مثل هذه النتائج التي توصلت إليها الدراسات الحديثة التي تم الاستشهاد بها تشير إلى أن تراجع الإيمان بالإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية سيكون لها بالفعل عواقب سلبية ووخيمة. ومع ذلك، فإن مثل هذا الاستنتاج الشامل قد يكون متسرعًا إلى حد كبير.

بادئ ذي بدء، انتقد البعض هذه الدراسات على أسس فلسفية ومنهجية (انظر، e.g., Miles 2013; Caruso, forthcoming-b; Morris, forthcoming). فعلى سبيل المثال، فشلت دراسة “الغش” في تكرارها في عدد من المناسبات (Carey & Roston 2015; Open Science Collaboration 2015; Zwaan 2013). [انظر موارد الإنترنت الأخرى] وتم انتقاد المقاطع المستخدمة للقراءة لتحفيز الإيمان المناهض للإرادة الحرة؛ لأنها لم تكن ممثلة لما يدعيه معظم المتشككين في الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية (موريس Morris، سيصدر قريبًا). وهناك أيضًا السؤال الذي تمت إثارته حول ما إذا كانت الآثار السلبية التي تم اختبارها في هذه الدراسات تشير إلى أي شيء حول العواقب طويلة المدى للشكوكية في المسؤولية الأخلاقية. إلا أننا نجد أن معظم هذه التأثيرات قصيرة المدى ومؤقتة، ولكن عندما يصبح الناس أكثر دراية بالمنظور التشكيكي، وعندما يفهمون ما يفعله وما لا يفعله هذا المنظور، تظل احتمالية تلاشى هذه التأثيرات بمرور الوقت قائمة. وأخيرًا، هناك أيضًا مجموعة متزايدة من الأدلة في الاتجاه المعاكس تشير إلى أن بعض الآثار الإيجابية قد تنجم عن الإرادة الحرة والشكوكية في المسؤولية الأخلاقية (Carey & Paulhus 2013; Nadelhoffer & Tocchetto 2013; Krueger et al. 2014; Shariff et al. 2014; Caspar et al. 2017).

وتوصلت دراسة حديثة أجراها “شاريف وآخرون” (2014) Shariff et al، على سبيل المثال، إلى أن الأشخاص ذوي الإيمان الأضعف بالإرادة الحرة يؤيدون مواقف أقل عقابية فيما يتعلق بمعاقبة المجرمين، ومع ذلك لم تتأثر مواقفهم التبعية تجاه العقوبة. وتوصلت الدراسات الأخرى أيضًا إلى أن التعلم المعرفي بالأسس العصبية للسلوك البشري، والذي يكون إما من خلال قراءة المقالات العلمية الشائعة التناول أو من خلال التسجيل في دورة دراسية (بما يوازي المرحلة الجامعية) في علم الأعصاب، قلل بالمثل من دعم الناس للعقاب الجزائي، كما تم العثور على نفس الصلة بين الإيمان بالإرادة الحرة وتأييد زيادة العقوبة في عدد من الدراسات الأخرى (انظر، e.g., Carey & Paulhus 2013; Clark et al. 2014; Aspinwall, Brown, & Tabery 2012; Pizarro, Uhlmann, & Salovey 2003). وتوصلت دراسات إضافية أخرى إلى أنه حيثما يكون الإيمان بالإرادة الحرة أقوى، نجد تدينًا والتزامًا متزايدًا بمجموعة من المعتقدات والمواقف السياسية التي قد تتسم بالخطورة مثل “العقيدة العالمية العادلة” و”سلطوية الجناح اليميني” (انظر Carey & Paulhus 2013; Nadelhoffer & Tocchetto 2013). إن الإيمان بعالم عادل، على سبيل المثال، هو الإيمان بأننا نعيش في عالم يحصل فيه الناس عمومًا على ما يستحقونه، إلا أن الالتزام القوي بمعتقد “العالم العادل” يمثل مشكلة؛ لأنه يرتبط بالميل إلى إلقاء اللوم على ضحايا المصائب على مصيرهم (انظرLerner & Simmons 1966; Lerner 1965, 1980; Lerner & Miller 1978; Wagstaff 1983; Furnham & Gunter 1984; Furnham 2003; Harper & Manasse 1992; Montada 1998).

ونظرًا للنتائج المختلطة لهذه الدراسات التجريبية التي لا تخبرنا كثيرًا عن ماهية العواقب طويلة المدى لاعتماد وتبني المنظور التشكيكي، فإن الآثار العملية الواقعية للشكوكية في المسؤولية الأخلاقية تظل سؤالًا مفتوحًا. وربما، كما تشير هذه الدراسات، سيكون لاعتماد المنظور التشكيكي خليط من العواقب الجيدة والسيئة. وفي هذه الحالة، سيتحول السؤال العملي إلى التوازن العام – أي ستكون النتائج بشكل عام، جيدة أو سيئة. أو ربما يؤدي تبني المنظور التشكيكي إلى تقليل أو إزالة أي ردود فعل سلبية أولية بمرور الوقت – أي بعد فترة تعديل أولية، سيقوم الناس بالتصالح مع الواقع الجديد وسيعود سلوكهم إلى طبيعته، ويمكن إجراء تشبيه إيضاحي هنا مع مخاوف مماثلة تم التعبير عنها في الماضي حول عدم الإيمان بالله. لقد قيل لفترة طويلة (وربما لا يزال الجدل فيما بين بعض فئات المجتمع ساريًا حتى وقتنا هذا) أنه إذا كان الناس سيكفرون بالله، فإن النسيج الأخلاقي للمجتمع سوف يتفكك وسنرى زيادة ملحوظة في السلوك المعادي للمجتمع، إلا أن هذه المخاوف لم تتحقق، حيث أصبح المجتمع أكثر علمانية بمرور الوقت.

ومع ذلك، يستمر الجدل حول الآثار الفلسفية والعملية للشكوكية في المسؤولية الأخلاقية، بل إن هناك بعض الجدل بين المتشككين أنفسهم.

1.3 الخداعية مقابل اللاخداغية

 تمثل الخداعية الرأي القائل بأنه حينما نفتقر إلى الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية، يجب علينا تعزيز الإيمان بهذه المفاهيم؛ لأن عدم الإيمان بالمسؤولية الأخلاقية سيكون له عواقب وخيمة على المجتمع وعلى أنفسنا أيضًا (انظر Smilansky 1999, 2000, 2002, 2013). ووفقًا لـ “سول سميلانسكي”، وهو أحد المؤيدين الرئيسيين للخداعية، فإن معظم الناس لا يؤمنون فقط بالإمكانيات الفعلية والقدرة على تجاوز الظروف، ولكن لديهم،

معتقدات قوية ومتميزة بأن الإرادة الحرة “الليبرالية” هي شرط للمسؤولية الأخلاقية، والتي بدورها تمثل شرط للثواب والعقاب فقط (2000: 26-27؛ وللمزيد عن علم النفس الشعبي للإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية، انظر , cf. Nichols & Knobe 2007; Nichols 2004; Deery et al. 2013; Sarkissian et al. 2010; Nahmias et al. 2005; Nahmias et al. 2007; Murray & Nahmias 2014).

يستمر “سميلانسكي” Smilansky وغيره من أنصار حجة الخداعية في المجادلة بأنه في حين أن معتقداتنا الشائعة حول الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية التي تستند على الأهلية هي خدع، وإذا ما قبل الناس هذه الحقيقة، فستكون هناك عواقب سلبية واسعة النطاق بين علاقات الأفراد والشخصيات، كما يحذر أنصار الخداعية من أن ذلك سيكون أمرًا مدمرًا، إذا أردنا تدمير مثل هذه المعتقدات لأن الصعوبات التي يسببها “غياب التبرير المطلق” من المرجح أن تكون كبيرة، وستحدث “إزعاجًا نفسيًا هائلاً” لكثير من الناس، علاوة على تهديدها للأخلاق (Smilansky 2000: 166). ولتجنب مثل هذه العواقب الاجتماعية والشخصية الوخيمة، ومنع تفكك نسيجنا الأخلاقي، تدفع الخداعية بأنه يجب السماح للناس بتقبل الخدع الإيجابية للإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية – أي يجب ألا نبعد هذه المعتقدات عن الناس، ومن أجل أولئك الذين أصيبوا بخيبة أمل بالفعل، يجب علينا ببساطة أن نحتفظ بالحقيقة لأنفسنا.

وعلى النقيض من الخداعية، فإن اللاخداعية هي: وجهة النظر القائلة بأن الحدس والمعتقدات الشعبية والعامة السائدة حول طبيعة الإدراك البشري والمسؤولية الأخلاقية خاطئة، ومن ثم فيجب على الفلاسفة وعلماء النفس القيام بدورهم في تثقيف الجمهور من العامة- خاصة عندما تقوم معتقداتهم الخاطئة بتغذية عددًا من المشاعر والمواقف غير الصحية مثل الانتقام والكراهية والتعصب وعدم التعاطف وما إلى ذلك من المشاعر السلبية ((Nadelhoffer 2011: 184. ويشير أنصار اللاخداعية عادةً إلى الفوائد التي يحدثها عالم خالٍ من المسؤولية الأخلاقية. كما يستشهدون بالعديد من الحالات التي تؤدي فيها ممارسات المسؤولية الأخلاقية إلى نتائج عكسية من وجهة نظر عملية وإنسانية – لا سيما في كيفية كبح جماح التنمية الشخصية، وتشجيع الإفراط العقابي في العدالة الجنائية، والعمل على إدامة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية (عما قريب Waller 2011; N. Levy 2012, 2015; Morrisانظر). كما يؤكد أنصار اللاخداعية أنه إذا تخلينا عن المسؤولية الأخلاقية “يمكننا أن ننظر بشكل أكثر وضوحًا إلى الأسباب التي أدت إلى الأفعال والتصرفات وكذلك النظر بشكل أكثر وضوحًا وعمقاً إلى الأنظمة التي تشكل الأفراد وسلوكهم” (Waller 2011: 287)، وبدوره سيسمح هذا لنا بتبني اتجاهات ومواقف ومناهج أكثر إنسانية وفعالية في التعليم والعدالة الجنائية والسياسة الاجتماعية.

وتوجد سياسة اللاخداعية في الشكوكية التي يمكن وصفها بأنها متفائلة للعديد من المتشككين الرائدين في المسؤولية الأخلاقية (e.g., Spinoza, Pereboom, Waller, Levy, Caruso, Harris, Vilhauer, Milam, and Morris). ويؤكد هؤلاء المتشككون المتفائلون أن الحياة بدون المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية ليست ممكنة فحسب، بل هي أيضًا مفضلة. حيث أن احتمالات إيجاد معنى في الحياة أو الحفاظ على العلاقات الشخصية الجيدة، على سبيل المثال، لن تكون مهددة بدون المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية (انظر Pereboom 2001, 2014a; Waller 2011; Sommers 2007a; Milam 2016, 2017). كما يؤكدون أن الأخلاق والأحكام الأخلاقية ستبقى سليمة ومتماسكة (انظر Pereboom 2001, 2014a; Waller 1990, 2004). وعلى الرغم من دفعهم باستبعاد الجزاء الشديد والعقوبة المشددة ومعارضتهم لها، مثل: عقوبة الإعدام، إلا أنهم يجادلون بأن فرض مثل تلك العقوبات يمكن أن يخدم أغراض أخرى غير معاقبة المذنب – فعلى سيبل المثال، يمكن أن يحدث الجزاء والعقوبة المشددة إعاقة لإعادة تأهيل وردع المخالفين (انظر Pereboom 2001, 2013b, 2014a; N. Levy 2012, 2015; Caruso 2016, 2017, forthcoming-a; Pereboom & Caruso forthcoming; Corrado 2013, forthcoming-a; Vilhauer 2013a,b; Focquaert, Glenn, Raine 2013, Murtagh 2013).

2.3 المواقف التفاعلية

إن أحد مخاوف الأشخاص الذين لديهم شكوكية حول المسؤولية الأخلاقية هو أنها قد تهدد علاقاتنا الشخصية وتهدد تحقيق الإنجازات في الحياة. وجادل “ستروسون” (1962) Strawson جداله الشهير بأن تبريرنا لادعاءات استحقاق اللوم واستحقاق الثناء يرتكز على نظام المواقف البشرية التفاعلية، مثل الاستياء الأخلاقي، والسخط، والشعور بالذنب، والامتنان. كما يؤكد “ستروسون” نظرًا لأن ممارسات مسؤوليتنا الأخلاقية ترتكز على هذه الطريقة، فإن حقيقة أوزيف الحتمية السببية لا علاقة لها بما إذا كنا نعتبر أنفسنا مسؤولين أخلاقيًا وإذا كنا نحمل بعضنا البعض المسؤولية الأخلاقية أيضًا. وعلاوة على ذلك، يدفع “ستروسون” أنه إذا كانت الحتمية السببية صحيحة وهددت هذه المواقف، حيث أن بعض المتشككين في المسؤولية الأخلاقية يميلون إلى الحفاظ عليها، فسنواجه بدلاً من ذلك احتمالية وجود الموقف الموضوعي البارد والذي يخضع للحسابات، ذلك الموقف الذي يتخلى عن المواقف التفاعلية ويعامل الأفراد كخاضعين يتم التلاعب بهم وتوجيههم من أجل تحقيق غايات تبعية، كما لو أنهم دمى يتم تحريكها. كما يجادل “ستروسون” بأن تبني الموقف الموضوعي من شأنه أن يستبعد وجود تلك الأنماط ذات الأهمية من العلاقات الشخصية التي نقدرها (انظر أيضًا Wolf 1981, 1990). وخلاصة القلق الذي عبر عنه هؤلاء الذين يتبنون حجج ودفوعات “ستروسون”، يمكننا القول أن تبني الشكوكية العالمية في المسؤولية الأخلاقية من الناحية النفسية يمكن أن تقوض التعبيرات عن مواقفنا التفاعلية بين الأفراد، تلك التعبيرات الضرورية للعلاقات الشخصية الجيدة، كما أنه سيهدد مواقفنا التفاعلية الداخلية الشخصية مثل الشعور بالذنب والإقبال على التوبة، وهما أمران حاسمان للتطور الأخلاقي الشخصي.

وبصفة عامة يستجيب المتشككون في المسؤولية الأخلاقية إلى هذا القلق الذي يبديه هؤلاء الذين يتبنون حجة “ستروسون” بطريقتين. وتدفع الطريقة الأولى على عكس “ستروسون”، تبني الموقف الموضوعي بطريقة تحترم الأشخاص من ناحية ولا تعيق علاقاتنا الشخصية من ناحية أخرى (Sommers 2007a). وتقر الطريقة الثانية وهي الأكثر شيوعًا وقبولاً بأن “ستروسون” قد يكون محقًا بشأن الموقف الموضوعي، لكنه ينكر أن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية يتطلب منا رفض جميع المواقف التفاعلية (Pereboom 1995, 2001, 2014a; Waller 1990, 2006, 2011; Milam 2016). ويؤكد هذا النهج الأخير أن المواقف التي نرغب أكثر في الاحتفاظ بها إما لا يتم تقويضها بسبب الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية؛ لأنه ليس هناك افتراضات مسبقة تتعارض مع هذا الرأي، أو أن هناك بدائل ليست خاضعة للتهديد. وما يتبقى من الحجج والردود الأخرى فهو لا يرقى إلى موضوعية موقف “ستروسون”، وهو كافٍ للحفاظ على العلاقات الشخصية التي نقدرها.

ربما لم يقم أحد بتطوير هذا السطر الثاني من الرد على أتباع “ستروسون” أكثر من “ديرك بيريبوم” Derk Pereboom (انظر Derk Pereboom (1995, 2001, 2002a,b, 2009, 2012, 2013a, 2014a. فهو يجادل على سبيل المثال، في حين أن هناك أنواعًا معينة من الغضب الأخلاقي، مثل الاستياء والسخط، والتي يمكن تفويضها إذا كانت الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية صحيحة، فإن هذه هي المواقف دون المستوى الأمثل بالنسبة للمواقف البديلة المتاحة لنا، مثل القلق الأخلاقي، وخيبة الأمل، والحزن، والعزيمة. وللتعبير عن مواقف الاستبدال هذه، يمكن أن تنقل نفس المعلومات ذات الصلة مثل الغضب الأخلاقي، ولكن بطريقة أقل ضررًا ومتسقة مع إنكار المسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية، كما أن التعبير عن الاستياء والسخط غالبًا ما يفشل في المساهمة في تحقيق رفاه أولئك الذين تم توجيه هذا الاستياء وذلك السخط إليهم، كما أنه يجعلهم عرضة للتأثيرات الضارة والسلبية (Pereboom 2014a: 180). وغالبًا ما يهدف الغضب الأخلاقي إلى إحداث ألم جسدي أو عاطفي، ويمكن أن يؤدي ذلك الغضب الأخلاقي إلى “مقاومة مدمرة بدلاً من تحقيق المصالحة” (Pereboom 2014a: 180). وبالتالي، فمن الوارد أن يؤدي ذلك إلى إتلاف العلاقات الإنسانية أو تدميرها. كما أنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى ممارسات وسياسات اجتماعية مفرطة في العقاب وتؤدي إلى نتائج عكسية (انظر Waller 2011, 2014; Carey & Paulhus 2013; Nadelhoffer & Tocchetto 2013; Shariff et al. 2014). [للمزيد من الحجج ضد الغضب الأخلاقي وميزات التخلص منه، انظر Flanagan (2016) and Nussbaum 2016)]).

يبدو أن الشعور بالذنب أيضًا هو أحد المواقف التفاعلية المعرضة للخطر بسبب الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية؛ نظرًا لأنه ينطوي على افتراض أن الشخص يستحق اللوم طبقًا لغريزة الأهلية الأساسية عن فعل غير أخلاقي قام به هذا الشخص. ويخشى اتباع “ستروسون” أنه في غياب الشعور بالذنب لن يكون لدينا دافع للتحسين الأخلاقي بعد قيامنا بالتصرف بشكل سيء، وسوف نكون بعيدون عن المصالحة في العلاقات غير السوية التي يشوبها التشويه، وعلاوة على ذلك وبسبب وجهة النظر المتشككة التي تقوض الشعور بالذنب، يتم استبعاد التوبة من الذنب المرتكب أيضًا، لأن الشعور بالذنب هو شرط أساسي للموقف التائب، ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كان الشعور بالذنب ضروريًا حقًا لأداء الوظائف المذكورة أعلاه، ولنفترض أنه بدلاً من الشعور بالذنب، قام الوكيل بالاعتراف بأنه تصرف بشكل غير أخلاقي ويشعر بحزن عميق لما فعله أو ارتكبه، ونتيجة لذلك، فإن لديه الدافع لإنهاء استعداده للتصرف بهذه الطريقة السيئة (انظر Waller 1990: 165–66). ويؤكد المتشككون أن رد الفعل يمكن أن يؤمن بوجود الخير ويمكن أن يؤمن بوجود الذنب أيضًا، وهو متوافق تمامًا مع المنظور المتشكك (انظر Pereboom 2001, 2014a; Waller 1990; cf. Bok 1998). بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لأن الشعور بالذنب يمكن أن يكون في كثير من الأحيان معوقًا ومانعًا للتطور الأخلاقي، فإن النهج الذي يتجنب الشعور بالذنب قد يكون في الواقع أكثر نجاحًا في إحداث التغيير المنشود في أفعال وتصرفات الوكلاء (Sommers, 2007a).

إن “الامتنان” هو أحد المواقف التفاعلية الأخرى التي يعتقد البعض أنه سيكون مهددًا بسبب الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية، حيث يمكن القول أن “الامتنان” يفترض مسبقًا أن الشخص الذي تشعر بالامتنان له، يكون جدير بالثناء طبقًا لغريزة الأهلية الأساسية من أجل فعل مفيد قدمه هذا الشخص لك (cf. Honderich 1988: 518–19). ولكن، حتى لو كان الأمر كذلك، فلن يتم التقليل من جوانب معينة من “الامتنان”، ويبدو أن هذه الجوانب توفر ما هو مطلوب للعلاقات الشخصية التي نقدرها (Pereboom 2001, 2014a; Sommers 2007a). ويتضمن “الامتنان” أن تكون ممتنًا للشخص الذي تصرف بشكل مفيد بالنسبة لك. ويتضح هذا الجانب من الامتنان في المثال التالي: يمكن للشخص أن يشكر طفل صغير على بعض اللطف الذي يبديه دون الافتراض أنه جدير بالثناء طبقًا لغريزة الأهلية الأساسية. وفي حين تضمن الامتنان في كثير من الأحيان الفرح كرد فعل على ما فعله شخص ما، فإن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية لا ينتج عنها تحدي للفرح والابتهاج، والتعبير عن ذلك الفرح والابتهاج عندما يتصرف الآخرون بشكل مفيد بالنسبة لك، لذا فإن هذا يضفي على النقاش الحالي مزيداً من الوضوح.

وبالطبع، قد لا تكون بعض التحولات التي يوصي بها المنظرون في المواقف العاطفية ممكنة بالنسبة لنا، وقد يكون الامتناع عن الاستياء أو الغضب الأخلاقي خارج نطاق سيطرتنا في مواقف بعينها، وبالتالي قد لا يتمكن حتى المتشكك الملتزم من إجراء التغيير الذي تقترحه نظرية التشكيك. ومع ذلك، لا يحتاج المتشكك الملتزم إلى محو هذه المواقف تمامًا لقبول الاستنتاج القائل بأن الوكلاء لا يستحقون أبدًا الثناء ولا يستحقون إلقاء اللوم عليهم على حد سواء، بل يجب عليهم بدلاً من ذلك محاولة عدم الانخراط في هذه المواقف أو التمادي فيها (Sommers 2007a: 328; Russell 1992: 296). فعلى سبيل المثال، يستدعي “شون نيكولز” (2007) Shaun Nichols التمييز بين الاستجابات العاطفية ذات الحيز المحدود، مثل ردود الفعل العاطفية الآنية أو الفورية تجاه المواقف، وبين الاستجابات واسعة النطاق، والتي لا تتسم بكونها فورية وتتضمن انعكاسًا عقلانيًا، وإعمالا للعقل (انظر أيضًا Pereboom 2014a). وقد نتوقع ألا نكون قادرين على تقليل الغضب الأخلاقي ذي الحيز المحدود بشكل ملموس كرد فعل فوري عند التعرض لأذى عميق في علاقة شخصية حميمة. وعلى النقيض من ذلك، ففي الحالات واسعة النطاق، يكون تقليل الغضب الأخلاقي أو حتى محوه أمرًا مفتوحًا ومتسعا أو على الأقل يمكننا التنصل منه بمعنى رفض أي قوة قد يُفترض أنها تمتلكها في تبرير الاستجابة الضارة نتيجة لارتكاب الخطأ أو القيام بفعله. ويؤكد المتشككون أن هذا التعديل في الغضب الأخلاقي قد يكون مفيدًا لعلاقاتنا الشخصية القيمة، ولديه القدرة على تحقيق الاتزان الذي اعتقد “سبينوزا”) [1958]1677 )Spinoza أن الشكوكية في الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية من شأنه أن يقوم بتأمينه (انظر Pereboom 2001, 2014a; cf. Russell 2004).

3.3 الأخلاقيات

نظرًا لأن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية يتطلب منا رفض نظرتنا العادية لأنفسنا باعتبارنا مستحقين للوم وجديرين بالثناء طبقًا لغريزة الأهلية الأساسية، فإن النقاد يخشون أيضًا من أنها قد تقوض الأخلاق. ويكتب “بيتر فان إنفاجن”Peter Van Inwagen، على سبيل المثال:

“لقد استمعت إلى فلاسفة ينكرون وجود المسؤولية الأخلاقية. ولا يمكنني أخذ آرائهم على محمل الجد. كما أعرف فيلسوفًا كتب ورقة بحثية أنكر فيها حقيقة المسؤولية الأخلاقية. ومع ذلك قال نفس هذا الفيلسوف، عندما تيقن بسرقة بعض كتبه، “كان هذا أمرًا متدنيًا وسيئًا لأي شخص يقوم به!” لكن لا أحد يستطيع أن يقول باستمرار أن فعلًا معينًا كان شيئًا متدنيا وسيئا وأن الوكيل الذي قام بذلك الفعل لم يكن مسؤولاً أخلاقياً عندما ارتكبه (1983: 207).”

ويوافق ويؤكد الزميل التحرري “الليبرالي” س. أ. كامبل” C.A. Campbell أن إنكار المسؤولية الأخلاقية من شأنه أن يدمر “حقيقة الحياة الأخلاقية” (1957؛ مقتبس من (Waller 2004: 42. كما أن الرأي القائل بأن المسؤولية الأخلاقية من متطلبات الأخلاق لا يقتصر، مع ذلك، على التحرريين “الليبراليين” فقط. ومن ناحية أخرى تؤكد “سوزان وولف” أيضًا أنه إذا أنكرنا المسؤولية الأخلاقية، فعلينا أن نتوقف عن التفكير فيما لا يجب أن يكون.

وسيتعين علينا التوقف عن التفكير في السياق الذي من شأنه أن يسمح بإمكانية أن تكون بعض أنماط الحياة والمشاريع أفضل من غيرها1981: 386)).

ويصرح “إستيس” W.T. Stace التوافقي بشكل قاطع أنه “من المؤكد إذا لم تكن هناك إرادة حرة [والمسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية] فلن تكون هناك أخلاق” (1952). كما يمكن العثور على ملاحظات مماثلة في مختلف جزئيات الأدبيات، انظر e.g., Copleston (1965: 488) , Murphy (1988: 400), Hintz (1958), Rychlak (1979), Babbitt (1999: 88), and Smilansky (2000, 2005).

ومع ذلك، فإن الفكرة القائلة بأن المسؤولية الأخلاقية هي شرط ضروري للأخلاق قد لا تكون واضحة كما يجادل هؤلاء الفلاسفة ويتحداها معظم المتشككين بشكل مباشر، )انظرPereboom 2001, 2014a; Waller 1989, 2004, 2011, 2014; Sommers 2007a; see also Haji 1998, 2002). وبادئ ذي بدء، نجد أنه من غير الواضح ما الذي يعنيه هؤلاء النقاد بالتحديد عندما يقولون إن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية ” سوف تقوض “الأخلاق”. فهل يزعمون أن الأحكام القيمية “الأكسيولوجية” المتعلقة بالخير والشر الجوهريين في حياتنا نحن البشر، والأحكام الأصيلة المتعلقة بالفضيلة، والأحكام الواجبة حول الالتزامات الأخلاقية، والأحكام المتعلقة بالصواب والخطأ، وما إلى ذلك، قد تم تفويضها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فسيكون ذلك ادعاء بالغ التطرف. حيث أنه حتى لو توصلنا إلى أن القاتل المتسلسل الذي لم يكن يستحق اللوم بسبب، دعنا نقول نتيجة لإصابته بمرض تنكسي في الدماغ. فيؤكد المتشككون أنه لا يزال بإمكاننا الاتفاق بشكل مبرر وقاطع على أن أفعاله سيئة من الناحية الأخلاقية (Pereboom 2001, 2014a; Waller 2004, 2011). ومما لا شك فيه عدم تطلب أحكام الخير والشر الأخلاقيين وكيلاً يستحق إلقاء اللوم عليه أو توجيه الثناء له، بل تتطلب ببساطة أسبابًا يمكننا من خلالها التفريق بين نوعي الأحكام. فإذا كان المرء كالفينيًا (نسبة إلى جون كالفنJohn Kalvin) على سبيل المثال، فيمكنهم الإشارة إلى القانون الأخلاقي المتعالي كطريقة للحكم بينما يرفضون في نفس الوقت المسؤولية الأخلاقية برمتها (Waller 2004: 428). وعلى النقيض من ذلك، توفر النظم الأخلاقية الأقل تعاليًا، مثل النفعية أو الكانتية (نسبة إلى ” كانت”Kant)، طرقًا بديلة لتأسيس الأحكام الأخلاقية. وبالطبع إذا كان على الشخص أن يتبنى اختبار “كانت” للتعميم بينما يرفض بقية آراء “كانت” الأخلاقية (التي تفترض مسبقًا أن الوكلاء مسؤولون أخلاقيًا)، فمن الصعب أن تكون وجهة نظر “كانت” أرثوذكسية. إلا أنه، وكما لاحظ العديد من المتشككين، فإن إنكار المسؤولية الأخلاقية لا يتعارض مع مبادئ العقلانية الأخلاقية لـ ” كانت”، (انظر Waller 2004: 429; Vilhauer 2013a,b; Pereboom 2014a). إذن، يمكن القول بأن الأحكام القيمية “الأكسيولوجية” للصلاح الأخلاقي والشر لن تتأثر بالشكوكية في المسؤولية الأخلاقية (Haji 1998; Pereboom 2001, 2014a)، وقد يكون ذلك كافيًا للممارسة الأخلاقية.

ومع ذلك، قد يتساءل النقاد بأنه إذا كانت الحتمية تمنع إلقاء اللوم على الأهلية الأساسية، ألن تقوض تلك الحتمية أيضًا أحكام الالتزام الأخلاقي؟ وكان لـ ” كانـت ” جداله الشهير الذي دفع بأنه “يجب أن يعني ضمناً أنه يمكن”، وأنه إذا كان القانون الأخلاقي يأمرنا بضرورة القيام بعمل ما، فإنه “يتبع ذلك بشكل لا مفر منه” أننا يجب أن نكون قادرين على القيام بهذا الفعل; 1781 [1998]: A548/B576) (1973 [1998: 94]. وقام ” ج. إي. مور” G.E. Moore على غرار “كانت” Kantمجادلا بالدفع بأنه “لا يمكن للمرء أن يقول لأي شخص بأنه يجب عليه أن يفعل شيئًا معينًا، إذا كان ذلك الشيء يستحيل عليه القيام بفعله من الناحية الجسدية” (317: 1992). ولكن إذا كانت كلمة “يجب” تشير إلى “يمكن”، وإذا لم يكن بإمكان الوكيل تجنب التصرف بشكل سيئ؛ لأن الحتمية صحيحة، فسيكون من الخطأ أنه تصرف بهذه الطريقة، لأن الوكيل كان يجب عليه أن يتصرف بطريقة أخرى مغايرة للتي تصرف بها، (انظر Nelkin 2011: 100–101; cf. Jeppsson 2016b). علاوة على ذلك، إذا كان الفعل خاطئًا بالنسبة إلى الوكيل في حالة التزامه الأخلاقي الذي يدفع بعدم القيام به، فإن الحتمية ستقوض أيضًا الأحكام المتعلقة بالخطأ الأخلاقي (Haji 1998).

ومع ذلك، فإن هناك عدد من الطرق الممكنة للرد على هذا النقد. وتتمثل الطريقة الأولى في جدال “وولر” 2004, 2011)) Waller، أنه في حين أن مبدأ “يجب أن” يشير إلى” يمكن “منتشر وراسخ بعمق، إلا أنه مع ذلك خاطئ، (انظر أيضًا Sinnott-Armstrong 1984; Ryan 2003; Graham 2011). وفي الواقع، تشير أحدث الأعمال في الفلسفة التجريبية إلى أن المبدأ قد لا يكون بديهيًا كما يعتقد الفلاسفة. حيث أجرى كل من بوكولتر وتوري (2015)، مزراحي (2015a,b)، شيتوك وآخرون. (2016)، هينه وأخرون (2016) وتوري (2017) Buckwalter and Turri (2015) , Mizrahi (2015a,b), Chituc et al. (2016), Henne et al. (2016), and Turri (2017) تجارب لاختبار الحدس “البشري” العادي حول العلاقة بين المتطلبات الأخلاقية والقدرات. وتوصل كل منهم بشكل مستقل من خلال دراسته الفلسفية التجريبية التي أجراها أن الأخلاق المنطقية ترفض مبدأ “يجب أن” الذي يشير إلى” يمكن “للمتطلبات الأخلاقية، وأن الأحكام المتعلقة بالالتزامات الأخلاقية يتم إصدارها وإجراؤها بشكل مستقل عن الاعتبارات المتعلقة بالقدرة. وعلى النقيض من ذلك، وجدوا أيضًا أن أحكام اللوم كانت شديدة الحساسية للاعتبارات المتعلقة بالقدرة، مما يشير إلى أن المنطق السليم للأخلاق قد يقبل مبدأ (“يلوم” تعني ” يمكن”) أو أن أحكام اللوم قد تلعب دورًا تعديليًا في أحكام الالتزام، (انظرBuckwalter & Turri 2015; Chituc et al. 2016). وتدعم هذه النتائج التجريبية ادعاء “ووالر” بأن مبدأ “يجب أن” يشير إلى ” يمكن ” هو اختراع فيلسوف مصاب بالافتراضات الخاطئة فيما يتعلق بالمسؤولية الأخلاقية (cf. Kurthy & Lawford-Smith 2015; Kurthy et al. 2017; Cohen forthcoming; Graham 2011; Zimmerman 1996).

هناك خيار آخر للمتشككين وهو قبول مبدأ “يجب أن” يشير إلى ” يمكن ” مع تبني فهم قيمي “أكسيولوجي” لـ “يجب” وقراءة معرفية لـ “الوجوب” الذي يعني ضمناً أنه “يمكن “ (Pereboom 2014a). وفي هذه القراءة للمبدأ، عندما نقول أن الوكيل “يجب أن يكون X”، فإننا ببساطة نصدر حكمًا قيمًا “أكسيولوجيًا” حول X ونوصي بأن يقوم الوكيل بتنفيذ الفعل X في وقت ما في المستقبل. وعندما نقول “يجب أن” تعني ” يمكن”، ومن ناحية أخرى، فإننا نعني أن الوكيل منفتح معرفيًا لتطوير الحافز المطلوب لـ X، وبهذا المعنى يمكنه القيام بأداء X من الأفعال أو التصرفات. وعلاوة على ذلك، ترتبط المكونات القيمية “الأكسيولوجية” والمعرفية من حيث أن التوصية التي يقدمها الحكم القيمي “الأكسيولوجي” قد تكون سبيًا تساهم في حد ذاتها في إنتاج الدافع (Pereboom 2014a: 140). وبالطبع، هذا ليس “وجوب” الالتزام الذي قد يفكر فيه كانت وآخرونKant et al.,، نظرًا لافتراض الحتمية وأن الحتمية تستبعد البدائل، وعندما يخبر الشخص الوكيل أنه يجب عليه الامتناع عن القيام بعمل من نوع ما في المستقبل، فهو ليس “وجوب” طلب إجراء أو القيام بفعل معين، ولكنه “وجوب” التقييم القيمي “الأكسيولوجي” الذي يتم استدعاؤه واستحضاره بشكل شرعي (Pereboom 2014a: 141). ويطلق “بيريبوم” على ذلك لفظ “وجوب” التوصية القيمية “الأكسيولوجية” (2014a: 141) Pereboom، ولا ينبغي أن يُفهم على أنه يفترض مسبقًا طريقًا يمكن تقييمه فعليًا للوكيل، من خلال أسباب اتخاذ إجراء أو ارتكاب فعل، لتصرفه أو لقيامه بارتكاب فعل بطريقة ذات صلة. مع العلم بأن كل ما هو مطلوب للاستخدام الشرعي لـ “وجوب” طبقا لهذا التفسير، هو أن يكون الشخص غير متأكد من الناحية المعرفية بشأن ما إذا كان هذا الطريق يمكن سلوكه والسير فيه وصولاً لارتكاب الفعل، وفي معظم حالات الحياة الواقعية، يتم استيفاء هذا المطلب؛ لأننا نفتقر إلى اليقين بشأن المستقبل، وللرد، (انظر cf. Nelkin 2014 Pereboom 2014b).

إذن، من منطلق المنظور المتشكك، فإن الأخلاق لا تتعلق بالتقييمات الرجعية عن استحقاق إلقاء اللوم أو استحقاق توجيه الثناء؛ لأنها في محل رفض في مجملها، بل إن الأخلاق عبارة عن نظرة مستقبلية تعمل من خلال استدعاء “الوجوب ” من منظور التوصية القيمية “الأكسيولوجية”، والمعنى المعرفي لمفهوم “يمكن ”، وعلى الأقل في حالة “بيريبوم” (Pereboom (2014a, 2017b هي فكرة تطلعية من اللوم ترتكز على النواحي الإيجابية للحماية والمصالحة والتنشئة الأخلاقية. في حين أن النقاد قد يخشون أن هذا لا يزال غير كافٍ لأن الأخلاق يجب أن تكون قادرة على تأسيس أحكام رجعية عن استحقاق اللوم واستحقاق الثناء، فإن المفهوم المتشكك للأخلاق قد يكون مع ذلك كافيًا للغالبية العظمى من ممارساتنا الأخلاقية [Cf. Fischer 2004; Athanassoulis 2005; Edmundson 2007; Rosen 2004; Moya 2010; Morris 2015].

4.3 العقوبة الجنائية

 إن أحد أوجه القلق العملية التي برزت في الآونة الأخيرة بشأن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية هو أنها غير قادرة على التعامل بشكل مناسب مع السلوك الإجرامي، وأن الاستجابات أو ردود الفعل التي قد تسمح بها على أساس أنها مبررة غير كافية للسياسة المقبولة من الناحية الاجتماعية. وهناك عاملان يقومان بتغذية هذا القلق، وهما: العامل الأول: هو الجزاء أو القصاص، وهو أحد أبرز مبررات معاقبة المجرمين، والذي يتعارض مع الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية، وأما العامل الثاني: هو أن المبررات البديلة التي لا تستبعدها وجهة النظر المتشككة في حد ذاتها تواجه اعتراضات أخلاقية مستقلة. ويؤكد النقاد أن هذه الاعتراضات الأخلاقية حاسمة، ومن ناحية أخرى، يجادل المتشككون في المسؤولية الأخلاقية بأن البدائل غير العقابية موجودة والتي يمكن الدفاع عنها أخلاقيًا مع قابلية تطبيقها من الناحية العملية، (انظرe.g., Pereboom 2001, 2013b, 2014a; N. Levy 2012, 2015; Caruso 2016; Corrado 2001, 2013, 2014, 2017,, forthcoming-a,b; Vilhauer 2013a,b; Focquaert, Glenn, Raine 2013, forthcoming; Shaw 2011; Murtagh 2013).

إن أبرز مبررات العقاب الجنائي الواردة ضمن نظام العدالة الجنائية الأمريكي، هو الجزاء أو القصاص. ويؤكد هذا التبرير العقابي للقصاص أن معاقبة المخطئ مبررة لأنه يستحق أن يحدث له أمر سيء لمجرد أنه ارتكب فعل خطأً عن قصد – وقد يشتمل ذلك القصاص على ما يلي: الألم أو الحرمان أو الموت، وبالنسبة لمن يدفعون بالقصاص من أجل إيقاع الجزاء، فإن الأهلية الأساسية المرتبطة بعمل المجرم غير الأخلاقي وحدها، هي التي توفر تبرير إيقاع العقوبة (انظرe.g., Moore 1997; Berman 2008, 2013). ويعني هذا أن الموقف الجزائي المتعلق بالقصاص لا يمكن اختزاله إلى الاعتبارات التبعية ولا في تبرير العقوبة، لكن يتم استخدامه لتحقيق منافع أوسع مثل سلامة المجتمع أو تحقيق التحسين الأخلاقي لمن تتم معاقبتهم، واعتمد عدد من إرشادات إصدار الأحكام في الولايات المتحدة على “الأهلية” كمبدأ أصيل لها، ويتم منحها اهتمامًا كبيرًا في قسم “المقاصد” من القوانين الجنائية للولاية، حيث يمكن أن تكون المبدأ التوجيهي في تفسير وتطبيق أحكام القانون، (انظر Robinson 2008). وفي الواقع قام “معهد القانون الأمريكي” مؤخرًا بمراجعة قانون العقوبات النموذجي لجعل “الأهلية” هي المبدأ الرسمي الذي يتم الاستناد عليه في إصدار الأحكام، وقد حددت المحاكم “الأهلية” باعتبارها المبدأ التوجيهي في مجموعة متنوعة من السياقات، كما هو الحال مع تحديد المحكمة العليا للعقاب على أن “الأهلية” هي “المبرر الأساسي لإصدار عقوبة الإعدام”، (انظر ; Robinson 2008: 145–146 انظر أيضًا المداخل الخاصة بالعقوبة القانونية والعدالة الجزائية والقصاص).

في حين أنه قد تكون هناك أسباب مستقلة لرفض القصاص أو العقاب، وهي أسباب لا علاقة لها بالإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية، كما أنه من الواضح أن الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية لا تتوافق مع التبرير الجزائي للعقاب؛ لأنه يلغي فكرة الأهلية الأساسية. فإذا كان الوكلاء لا يستحقون اللوم لمجرد أنهم أخطأوا عن قصد، إذن فهم لا يستحقون العقوبة لمجرد أنهم ارتكبوا خطأ عن قصد (Pereboom 2014a). إذن، يكمن التحدي الذي يواجه الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية، في شرح كيف يمكننا التعامل بشكل مناسب مع السلوك الإجرامي دون التبرير الذي يوفره القصاص والمسؤولية الأخلاقية للأهلية الأساسية. وبينما يجادل بعض النقاد بعدم إمكانية القيام بذلك، يشير المتشككون في المسؤولية الأخلاقية إلى أن هناك عدة طرق بديلة لتبرير العقوبة الجنائية (والتعامل مع السلوك الإجرامي بشكل عام) والتي لا تستهوي فكرة الأهلية الأساسية، وبالتالي فهي غير مهددة من قبل المنظور المتشكك. وتشتمل هذه الطرق البديلة على ما يلي: نظريات الردع، ونظريات التربية الأخلاقية، والعقاب المبرر بالحق في إلحاق الأذى دفاعًا عن النفس، ونظريات إلحاق العجز بالجناة.

يتم تصنيف نظريات الردع عادة على أنها نوع فرعي من النظريات التبعية للعقاب. وتحاول النظريات التبعية تبرير العقوبة باعتبارها أفضل وسيلة لتحقيق بعض الفوائد التي يمكن تحديدها بشكل مستقل (انظر e.g., Bentham 1823; J. Wilson 1983; Walker 1991 ; انظر أيضًا مدخل العقوبة القانونية). وبينما تشرح النظريات التبعية المختلفة الفائدة النهائية أو الفوائد التي تهدف جميع أفعالنا إلى تحقيقيها ولو بشكل متباين، فإن أكثر فائدة فورية تتسم بالمنطقية يمكن أن يحققها نظام العقوبة هو الحد من الجريمة. لهذا السبب تقترح النظريات التبعية عمومًا أن العقوبة يمكن أن تساعد في الحد من الجريمة عن طريق تحقيق ما يلي: ردع المجرمين المحتملين أو إعاقتهم أو إصلاحهم، وتتبنى نظريات الردع، على وجه الخصوص، وجه نظر وهي، أن العقوبة يمكن أن تخدم أغراض مزدوجة لردع السلوك السيئ أو غير القانوني في المستقبل لدى الفرد (سواء كان رجلا أو امرأة) الذي يتم عقابه، وكذلك ردع الآخرين عن ارتكاب أفعال مماثلة (Ellis 2003, 2005; Hoskins 2011). وتتوافق مثل هذه النظريات تمامًا مع الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية؛ نظرًا لأنها نظريات تطلعية ولا تستهوي مفاهيم الأهلية العادلة واستحقاق اللوم.

ويتمثل الاعتراض الأكثر شيوعًا على نظريات الردع التبعية في أنها قد تسمح بفرض عقوبات جائرة بشكل واضح، فعلى سبيل المثال، يمكن من حيث المبدأ تبرير إيقاع العقوبة القاسية والمفرطة على المذنب أو عقاب الأبرياء إذا كانت ستخدم بشكل فعال هدف الردع والحد من الجريمة في المجتمع، (انظرMcCloskey 1957; Hart 1968; Nozick 1974; Ten 1987; Smilansky 1990; Primoratz 1999; Pereboom 2001, 2014a; Honderich 2006; Boonin 2008; Brooks 2012). ويتم تسمية ذلك أحيانًا بالاعتراض على الاستخدام؛ لأنه يرى أن النظريات التبعية تسمح على الأقل من حيث المبدأ باستخدام الأشخاص لتحقيق غايات مرغوبة بعينها، في انتهاك الحدس “الكانتي”، (نسبة إلى كانتKant ) فإنه يجب معاملة الأشخاص على أنهم غايات في حد ذاتها. ومع ذلك، هناك عدد من الردود الشائعة على هذا الاعتراض. ويتمثل الرد الأول في القول بأن مثل هذا الظلم الذي تجانبه العدالة سيكون له ما يبرره إذا كان سيؤدي حقًا إلى أفضل النتائج، (e.g., Smart 1973: 69–72; Bagaric & Amarasekara 2000; taken from Duff & Hoskins 2017). كما يتمثل الرد الآخر في القول بأنه في العالم الحقيقي سيكون من غير المحتمل بصورة كبيرة أن تكون مثل هذه العقوبة هي الأفضل على الإطلاق، وحتى أنه من غير المحتمل الوثوق بالدولة في اكتشاف تلك الحالات النادرة التي يتم تطبيق العقاب فيها بشكل غير عادل، وبالتالي فإن نظام العدالة الجنائية يجب أن يتبنى وجهة النظر القائلة بأن هذه العقوبة خاطئة وغير مبررة، (انظر Rawls 1955; Hare 1981; paraphrased from Duff & Hoskins 2017). وأخيرًا، يرد البعض بأن التفسير الأكثر ثراءً أو الأكثر دقة للغايات التي يجب أن يخدمها القانون الجنائي سوف ينتج حماية مناسبة ضد العقوبات غير العادلة،    (انظرBraithwaite & Pettit 1990; Tadros 2011).

وهناك نهج آخر يتفق مع الشكوكية في المسؤولية الأخلاقية وهو “نظريات التربية الأخلاقية”. وتؤكد هذه النظريات عادةً على أنه لا يمكن تبرير العقوبة إلا إذا كانت ستفيد الشخص الذي يقع علية العقاب. وقياسا على ذلك، تبرير معاقبة الأطفال – أي أن الأطفال لا يُعاقبون عادةً للانتقام منهم، ولكن بدلاً من ذلك يتم تقديم دروس أخلاقية وتربوية يستفيدون منها، من خلال عقابهم. وكتبت “جين هامبتون” Jean Hampton، على سبيل المثال “لا ينبغي تبرير العقوبة باعتبارها شرًا مستحقًا، بل كمحاولة من قبل شخص مهتم بتحسين شخص ضال ارتكب فعل خطأ ” (273: 1984). وفي تفسير التربية الأخلاقية لـ “هامبتون”، تكون العقوبة مبررة إذا وقعت على الشخص المخطئ فقط.

الذي يفكر في الأسباب الأخلاقية لـ [ما يجرمه القانون] حتى يتخذ قرارًا برفض الفعل المحظور قانونًا لأسباب أخلاقية، وليس لأسباب تخدم ذاته في تجنب الألم الناتج عن تطبيق العقاب عليه (1984: 212).

لكن النقاد يعترضون انطلاقًا من ارتكازهم على عدد من الأسس المختلفة، حيث يشير البعض منهم إلى أنه في حين أن التعليم الأخلاقي قد يكون هدفًا معقولًا للعقاب، لكنه ليس “التبرير الكامل والمتكامل”، إلا أن “هامبتون” وآخرون (209: 1984) Hampton et al., يدعون أنه كذلك، )انظرDagger 2011). ويجادل آخرون بأنه ليس من الواضح على الإطلاق أن معاقبة المجرمين البالغين ستؤدي إلى تحسينات أخلاقية لديهم (Pereboom 2001: 162–3; 2014a: 161). ويختلف المجرمون من الأطفال عن المجرمين من البالغين في نواحٍ مهمة – أي أن المجرمين البالغين، على عكس الأطفال يفهمون عادةً القواعد الأخلاقية المقبولة في مجتمعهم، ومن ناحية أخرى، فإن الأطفال عمومًا أكثر مرونة من الناحية النفسية مقارنة بالمجرمين البالغين (Pereboom 2014a: 162; 2001: 163).

وإذا ما كانت نظريات التربية الأخلاقية تخضع لهذه الاعتراضات أم لا cf. Drucker 1986; Shook 2004; Shafer-Landau 1991; Dagger 2011)، فهناك بديل آخر غير عقابي متاح للمتشككين في المسؤولية الأخلاقية: وهو تفسير إحداث العجز القائم على حق الدفاع عن النفس المماثل لتبرير الحجر الصحي. وهذا هو النهج المفضل لدى كل من “بيريبوم” و”كاروزو”، والذي يعتمد على المقارنة بين علاج المجرمين الخطرين وعلاج حاملي الأمراض الخطيرة (Pereboom 2001, 2013b, 2014a, 2017a; Caruso 2016, 2017, forthcoming-a; Pereboom & Caruso forthcoming). ويمكن تلخيص هذه المقارنة في أبسط أشكالها على النحو التالي: (1) يدعي المتشككون في المسؤولية الأخلاقية أن المجرمين ليسوا مسؤولين أخلاقيًا عن أفعالهم طبقًا لمعنى الأهلية الأساسية. (2) من الواضح أن العديد من حاملي الأمراض الخطيرة ليسوا مسؤولين بهذا المعنى أو بأي شكل آخر عن الإصابة بتلك الأمراض؛ (3) ومع ذلك، فإننا نتفق عمومًا على أنه يجوز أحيانًا عزل الأشخاص حاملي الأمراض الخطيرة، ويرجع تبرير ذلك في الحق في الحماية الذاتية ومنع إيذاء الآخرين؛ (4) لأسباب مماثلة، حتى لو لم يكن المجرم الخطير مسؤولاً أخلاقيًا عن جرائمه طبقًا لمعنى الأهلية الأساسية (ربما لأنه لا يوجد أحد مسؤول أخلاقيًا بهذه الطريقة)، فقد يكون من المشروع إحداث إعاقة له، مثل حجر ذلك الشخص غير المسؤول عن نقل مرض معدي وخطير.

ويختلف هذا التفسير عن التفسيرات السابقة من ناحيتين مهمتين. أولاً: على الرغم من أن الشخص قد يبرر الحجر الصحي (في حالة المرض) وإلحاق العجز أو الإعاقة (في حالة المجرمين الخطرين) على أسس نفعية بحتة أو تبعية، فإن كل من “بيريبوم” و”كاروزو” Pereboom and Caruso يقاومان ويعارضان هذه الاستراتيجية. إلا أنه يتم تبرير إحداث إعاقة للمجرمين الخطرين على أساس ان لديهم الحق في الحاق الأذى دفاعًا عن النفس ودفاعًا عن الآخرين – وهو حق يمكن القول بأنه يتمتع بجاذبية أوسع من أنصار التبعية أو العواقبية. وهم يؤكدون أن هذا التبرير يجعل وجهة النظر أكثر مرونة في مواجهة الاعتراضات، لا سيما الاعتراض على الاستخدام المذكور أعلاه (Pereboom 2017a). هذا لأنه من غير المشروع التعامل مع الأشخاص حاملي المرض المعدي والخطير بشكل أكثر ضررًا مما هو ضروري لتحييد الخطر الذي يمثلونه، كما أنه من غير الشرعي أيضًا معاملة أولئك الذين لديهم ميول إجرامية عنيفة بقسوة أكبر مما هو مطلوب لحماية المجتمع، بالإضافة إلى أنه لا يمكن إحداث إعاقة للأبرياء طبقًا لهذا التفسير من منطلق أنهم لا يشكلون أي تهديد مباشر للآخرين ممن حولهم في المجتمع.

ثانيًا: يضع نموذج الحجر الصحي عدة قيود على معاملة المجرمين، )انظر Pereboom 2001, 2014a). أولاً، نظرًا لأن الأمراض الأقل خطورة لا تبرر سوى الإجراءات الوقائية الأقل تقييدًا من الحجر الصحي، فإن الميول الإجرامية الأقل خطورة تبرر أيضًا قيودًا أكثر اعتدالًا فقط، وبالتالي، فإنه بالنسبة لبعض الجرائم البسيطة ربما يمكن الدفاع عن درجة معينة فقط من الإجراءات التي تتمثل في المراقبة. ثانيًا، إن تفسير العجز الناتج عن هذا القياس يتطلب درجة من الاهتمام بإعادة تأهيل المجرم وتحقيق رفاهيته، وهو الأمر الذي من شأنه أن يغير الكثير من الممارسات الحالية، ومن منطلق الانصاف الذي يسعى ويوصي على علاج المريض الذي نحجره، لذا فإنه من الإنصاف أيضا أن نحاول إعادة تأهيل المجرمين الذين نحتجزهم.

وإذا لم يكن من الممكن إعادة تأهيل مجرم بعينه، وكانت سلامتنا تتطلب حبسه إلى أجل غير مسمى، فإن هذا التفسير لا يقدم أي مبرر لجعل حياته أكثر بؤسًا مما هو مطلوب للحماية من الخطر الذي يمثله. وأخيرًا، ومما لا شك فيه أن هناك تدابير لمنع الجريمة بشكل عام، مثل توفير التعليم المناسب والرعاية الصحية العقلية المناسبة، والتي يمكن للمتشككين في المسؤولية الأخلاقية أن يصادقوا عليها بسهولة، كما أن نموذج الحجر الصحي العام الذي اقترحه “كاروزو”، على سبيل المثال، يوسع مماثلة وتناظر الحجر الصحي إلى مجال الصحة العامة ويحاول إعطاء الأولوية لتبني الإجراءات الوقائية وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما يدعو هذا النموذج إلى الابتعاد عن النهج قصير النظر الذي يركز فقط على العقوبة والتوجه نحو نهج أكثر شمولية للتعامل مع السلوك الإجرامي بهدف معالجة العوامل السببية والدافعة لارتكاب الجريمة ومعالجة الظلم الاجتماعي الذي يؤدي إلى ارتكاب الجرائم أيضًا. (لانتقادات نموذج الحجر الصحي، انظر Corrado 1996; Smilansky 2011, 2017; Lemos 2016; Tadros 2017).

استنادًا إلى مختلف الخيارات غير الجزائية المتنوعة والمتاحة للمتشككين في المسؤولية الأخلاقية – للحصول على خيارات إضافية انظر Corrado (2001, 2013, 2014, 2017, forthcoming-a,b) , Vilhauer 2013a,b), N. Levy (2012, 2015) سيكون من التسرع، استنتاج أن المنظور المتشكك يجعلنا غير قادرين على التعامل بشكل مناسب مع السلوك الإجرامي، وقد يبدو الأمر كذلك، حيث أن العديد من المتشككين على استعداد لإبداء اقتراح وهو، أن رفض كل من العقاب الجزائي والأهلية الأساسية سيسمحان لنا بتبني ممارسات وسياسات أكثر إنسانية وفاعلية.


 

المراجع

  • Aspinwall, Lisa G., Teneille R. Brown, and James Tabery, 2012, “The Double-Edged Sword: Does Biomechanism Increase or Decrease Judges’ Sentencing of Psychopaths?”, Science, 337(6096): 846–49. doi:10.1126/science.1219569
  • Athanassoulis, Nafsika, 2005, Morality, Moral Luck, and Responsibility: Fortune’s Web, New York: Palgrave Macmillan.
  • Babbitt, Susan E., 1999, “Freedom and Democracy in Cuba: A Problem of Understanding”, in Christine M. Koggel (ed.), Moral Issues in Global Perspective, 235–54, Peterborough, Ontario: Broadview Press.
  • Baer, John, James C. Kaufman, and Roy F. Baumeister (eds.), 2008, Are We Free? Psychology and Free Will, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780195189636.001.0001
  • Bagaric, Mirko and Kumar Amarasekara, 2000, “The Errors of Retributivism”, Melbourne University Law Review, 24: 1–66. [Bagaric & Amarasekara 2000 available online
  • Baker, Lynne Rudder, 2006, “Moral Responsibility without Libertarianism”, Noûs, 40(2): 307–30. doi:10.1111/j.0029-4624.2006.00611.x
  • Bargh, John A., 1997, “The Automaticity of Everyday Life”, in Robert S. Wyer, Jr. (ed.), The Automaticity of Everyday Life, (Advances in Social Cognition, 10), Mahwah, NJ: Erlbaum, pp. 1–61
  • –––, 2008, “Free Will is Un-natural”, in Baer, Kaufman, and Baumeister 2008: 128–54
  • Bargh, John A. and Tanya L. Chartrand, 1999, “The Unbearable Automaticity of Being”, American Psychologist, 54(7): 462–79. doi:10.1037/0003-066X.54.7.462
  • Bargh, John A., and Melissa J. Ferguson, 2000, “Beyond Behaviorism: On the Automaticity of Higher Mental Processes”, Psychological Bulletin, 126(6): 925–45. doi:10.1037/0033-2909.126.6.925
  • Baumeister, Roy F., 2008, “Free Will in Scientific Psychology”, Perspectives of Psychological Science, 3(1): 14–19. doi:10.1111/j.1745-6916.2008.00057.x
  • Baumeister, Roy F., E.J. Masicampo, and C. Nathan DeWall, 2009, “Prosocial Benefits of Feeling Free: Disbelief in Free Will Increases Aggression and Reduces Helpfulness”, Personality and Social Psychology Bulletin, 35(2): 260–68. doi:10.1177/0146167208327217
  • Bentham, Jeremy, 1823 [1948], An Introduction to the Principles of Morals and Legislation, New York: Macmillan.
  • Berman, Mitchell N., 2008, “Punishment and Justification”, Ethics, 118(2): 258–90. doi:10.1086/527424
  • –––, 2013, “Rehabilitating Retributivism”, Law and Philosophy, 32(1): 83–108. doi:10.1007/s10982-012-9146-1
  • Bernstein, Mark, 2005, “Can We Ever be Really, Truly, Ultimately Free?”, Midwest Studies in Philosophy, 29: 1–12. doi:10.1111/j.1475-4975.2005.00102.x
  • Bloom, Paul, 2004, Descartes’ Baby: How the Science of Child Development Explains What Makes Us Human, New York: Basic Books.
  • Bok, Hilary, 1998, Freedom and Responsibility. Princeton: Princeton University Press.
  • Boonin, David, 2008, The Problem of Punishment, Cambridge: Cambridge University Press. doi:10.1017/CBO9780511819254
  • Braithwaite, John and Philip Pettit, 1990, Not Just Deserts: A Republican Theory of Criminal Justice, New York: Oxford University Press.
  • Brink, David O., 2013, “Situationism, Responsibility, and Fair Opportunity”, Social Philosophy and Policy, 30(1–2): 121–49. doi:10.1017/S026505251300006X
  • Brooks, Thom, 2012, Punishment, New York: Routledge.
  • Buckwalter, Wesley and John Turri, 2015, “Inability and Obligation in Moral Judgment”, PloS One, 10(8): 1–20. doi:10.1371/journal.pone.0136589
  • Callender, John S., 2010, Free Will and Responsibility: A Guide for Practitioners, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/med/9780199545551.001.1
  • Campbell, Charles Arthur, 1957, On Selfhood and Godhood, London: George Allen & Unwin.
  • Capes, Justin A., 2013, “Mitigating Soft Compatibilism”, Philosophy and Phenomenological Research, 87(3): 640–663. doi:10.1111/j.1933-1592.2012.00579.x
  • –––, forthcoming, “Manipulation and Direct Arguments”, in J. Campbell (ed.), A Companion to Free Will, New York: Wiley-Blackwell.
  • Carey, Benedict and Michael Roston, 2015, “Three Popular Psychology Studies That Didn’t Hold Up”, New York Times, 28 August 2015, Science Section.
  • Carey, Jasmine M., and Delroy L. Paulhus, 2013, “Worldview Implications of Believing in Free Will and/or Determinism: Politics, Morality, and Punitiveness”, Journal of Personality, 81(2): 130–41. doi:10.1111/j.1467-6494.2012.00799.x
  • Caruso, Gregg D., 2012, Free Will and Consciousness: A Determinist Account of the Illusion of Free Will, Lanham, MD: Lexington Books.
  • ––– (ed.), 2013, Exploring the Illusion of Free Will and Moral Responsibility, Lanham, MD: Lexington Books.
  • –––, 2015a, “If Consciousness is Necessary for Moral Responsibility, then People are Less Responsible than We Think”, Journal of Consciousness Studies, 22(7–8): 49–60.
  • –––, 2015b, “Free Will Eliminativism: Reference, Error, and Phenomenology”, Philosophical Studies, 172(10): 2823–2833. doi:10.1007/s11098-015-0453-x
  • –––, 2016, “Free Will Skepticism and Criminal Behavior: A Public Health-Quarantine Model”, Southwest Philosophy Review, 32(1): 25–48. doi:10.5840/swphilreview20163214 [Caruso 2016 available online from author]
  • –––, 2017, Public Health and Safety: The Social Determinants of Health and Criminal Behavior. UK: ResearchLinksBooks.
  • –––, forthcoming-a, “The Public Health-Quarantine Model”, in Dana Nelkin and Derk Pereboom (eds.), Oxford Handbook of Moral Responsibility, New York: Oxford University Press.
  • –––, forthcoming-b, “Free Will Skepticism and Its Implications: An Agument for Optimism”, In E. Shaw, D. Pereboom, and G. Caruso (eds.), Free Will Skepticism in Law and Society, Cambridge: Cambridge University Press. [Caruso forthcoming-c preprint available online from the author]
  • Caruso, Gregg D. and Owen Flanagan (eds.), forthcoming, Neuroexistentialism: Meaning, Morals, and Purpose in the Age of Neuroscience, New York: Oxford University Press.
  • Caruso, Gregg D. and Stephen G. Morris, 2017, “Compatibilism and Retributivist Desert Moral Responsibility: On What is of Central Philosophical and Practical Importance”, Erkenntnis, 82(4): 837–55. doi:10.1007/s10670-016-9846-2
  • Caspar, Emilie A., Laurène Vuillaume, Pedro A. Magalhães De Saldanha da Gama, and Axel Cleeremans, 2017, “The Influence of (Dis)belief in Free Will on Immoral Behavior”, Frontiers in Psychology, 8: 20. doi:10.3389/fpsyg.2017.00020
  • Chituc, Vladimir, Paul Henne, Walter Sinnott-Armstrong, and Felipe De Brigard, 2016, “Blame, Not Ability, Impacts Moral ‘Ought’ Judgments for Impossible Actions: Toward an Empirical Refutation of ‘Ought’ Implies ‘Can’”, Cognition, 150: 20–25. doi:10.1016/j.cognition.2016.01.013
  • Ciurria, Michelle, 2013, “Situationism, Moral Responsibility and Blame”, Philosophia, 41(1): 179–193. doi:10.1007/s11406-012-9382-5
  • Clark, Cory J., James B. Luguri, Peter H. Ditto, Joshua Knobe, Azim F. Shariff, and Roy F. Baumeister, 2014, “Free to Punish: A Motivated Account of Free Will Belief”, Journal of Personality and Social Psychology, 106(4): 501–13. doi:10.1037/a0035880
  • Clark, Thomas W., 2013, “Experience and Autonomy: Why Consciousness Does and Doesn’t Matter”, in Caruso 2013: 239–254.
  • Clarke, Randolph, 2005a, “On an Argument for the Impossibility of Moral Responsibility”, Midwest Studies in Philosophy, 29: 13–24. doi:10.1111/j.1475-4975.2005.00103.x
  • –––, 2005b, “Agent Causation and the Problem of Luck”, Pacific Philosophical Quarterly, 86(3): 408–21. doi:10.1111/j.1468-0114.2005.00234.x
  • Coates, D. Justin, 2017, “The Basic Argument and Modest Moral Responsibility”, Analytic Philosophy, 58(2): 156–170. doi:10.1111/phib.12095
  • Coffman, E.J., 2007, “Thinking About Luck”, Synthese, 158(3): 385–98. doi:10.1007/s11229-006-9046-8
  • –––, 2015, Luck: Its Nature and Significance for Human Knowledge and Agency, New York: Palgrave Macmillan.
  • Cohen, Yishai, forthcoming, “An Analysis of Recent Empirical Data on ‘Ought’ Implies ‘Can’”, Philosophia, early online: 8 August 2017. doi:10.1007/s11406-017-9892-2
  • Copleston, F.C., 1965/1948, “The Existence of God: A Debate”, in Paul Edwards and Arthur Pap (eds.), A Modern Introduction to Philosophy, revised edition, New York: The Free Press. Original debate with B. Russell in 1948.
  • Corrado, Michael Louis, 1996, “Punishment, Quarantine, and Preventive Detention”, Criminal Justice Ethics, 15(2): 3–13. doi:10.1080/0731129X.1996.9992013
  • –––, 2001, “The Abolition of Punishment”, Suffolk University Law Review, 35(257): 1–15.
  • –––, 2013, “Why Do We Resist Hard Incompatibilism? Some Thoughts on Freedom and Determinism”, in Nadelhoffer 2013: 79–106. doi:10.1093/acprof:oso/9780199779208.003.0004
  • –––, 2014, “Withdrawal Pains: Giving Up Desert”, UNC Legal Studies Research Paper, SSRN 2599039. doi:10.2139/ssrn.2599039
  • –––, 2017a, “Doing Without Desert”, In A. McCay and M. Sevel (eds.), Free Will and the Law: New Perspectives, New York: Routledge.
  • –––, 2017b, “Punishment and the Burden of Proof”, UNC Legal Studies Research Paper SSRN 2997654. doi:10.2139/ssrn.2997654
  • –––, forthcoming, Punishment and Preventive Detention in American Law, Toronto: University of Toronto.
  • Dagger, Richard, 2011, “Jean Hampton’s Theory of Punishment: A Critical Appreciation”, APA Newsletter on Philosophy and Law, 10(2): 6–11.
  • Dalbert, Claudia, and Lois A. Yamauchi, 1994, “Belief in a Just World and Attitudes Toward Immigrants and Foreign Workers: A Cultural Comparison Between Hawaii and Germany”, Journal of Applied Social Psychology, 24(18): 1612–1626. doi:10.1111/j.1559-1816.1994.tb01565.x
  • Deery, Oisín, 2015. “The Fall from Eden: Why Libertarianism Isn’t Justified by Experience”, Australasian Journal of Philosophy, 93(2): 319–334. doi:10.1080/00048402.2014.968596
  • Deery, Oisín, Matt S. Bedke, and Shaun Nichols, 2013, “Phenomenal Abilities: Incompatibilism and the Experience of Agency”, in Shoemaker 2013: 126–50. doi:10.1093/acprof:oso/9780199694853.003.0006
  • Deery, Oisín and Eddy Nahmias, 2017, “Defeating Manipulation Arguments: Interventionist Causation and Compatibilist Sourcehood”, Philosophical Studies, 174(5): 1255–1276. doi:10.1007/s11098-016-0754-8
  • Demertzi, Athena, Charlene Liew, Didier Ledoux, Marie-Aurélie Bruno, Michael Sharpe, Steven Laureys, and Adam Zeman, 2009, “Dualism Persists in the Science of Mind”, Annals of the New York Academy of Sciences, 1157: 1–9. doi:10.1111/j.1749-6632.2008.04117.x
  • Dennett, Daniel C., 2003, Freedom Evolves, New York: Viking Press.
  • d’Holbach, Paul-Henri Thiry, 1770, The System of Nature (Système de la Nature ou Des Loix du Monde Physique et du Monde Moral), Amsterdam. Translated by M. De Mirabaud.
  • Doris, John M., 2002, Lack of Character: Personality and Moral Behavior, Cambridge: Cambridge University Press. doi:10.1017/CBO9781139878364
  • –––, 2015, Talking to Our Selves: Reflection, Ignorance, and Agency, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199570393.001.0001
  • Driver, Julia, 2012, “Luck and Fortune in Moral Evaluation”, in Martijn Blaauw (ed.), Contrastivism in Philosophy: New Perspectives, New York: Routledge, pp. 154–72
  • Drucker, Merrit P., 1986, “How the Moral Education Theory of Punishment Can Be Used by Military Commanders”, International Journal of Applied Philosophy, 3(2): 61–68. doi:10.5840/ijap19863220
  • Duff, Anthony and Zachary Hoskins, 2017, “Legal Punishment”, Stanford Encyclopedia of Philosophy, (Fall 2017 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/fall2017/entries/legal-punishment/>
  • Edmundson, William A., 2007, “Morality Without Responsibility”, Manuscript on file with author. doi:10.2139/ssrn.1004904. Available at SSRN: <https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1004904>
  • Ekstrom, Laura Waddell, 2000, Free Will: A Philosophical Study, Boulder, CO: Westview.
  • Ellis, Anthony, 2003, “A Deterrence Theory of Punishment”, The Philosophical Quarterly, 53(212): 337–351. doi:10.1111/1467-9213.00316
  • –––, 2005, “Punishment as Deterrence: Reply to Sprague”, The Philosophical Quarterly, 55(218): 98–101. doi:10.1111/j.0031-8094.2005.00388.x
  • Eshleman, Andrew, 2014, “Moral Responsibility”, Stanford Encyclopedia of Philosophy, (Winter 2016 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/win2016/entries/moral-responsibility/>
  • Fahrenberg, Jochen and Marcus Cheetham, 2000, “The Mind-Body Problem as Seen by Students of Different Disciplines”, Journal of Consciousness Studies, 7(5): 47–59.
  • Feltz, Adam, 2012, “Pereboom and Premises: Asking the Right Questions in the Experimental Philosophy of Free Will”, Consciousness and Cognition, 22(1): 53–63. doi:10.1016/j.concog.2012.11.007
  • Fischer, John Martin, 2004, “Free Will and Moral Responsibility”, in David Copp (ed.), The Oxford Handbook of Ethical Theory, New York: Oxford University Press: pp.321–56.
  • –––, 2006, “The Cards That Are Dealt You”, The Journal of Ethics, 10(1–2): 107–129. doi:10.1007/s10892-005-4594-6
  • –––, 2007, “Compatibilism” and “Responses to Kane, Pereboom, and Vargas”, in Fischer et al. 2007: 44–84; 184–90.
  • –––, 2011, “The Zygote Argument Remixed”, Analysis, 71(2): 267–272. doi:10.1093/analys/anr008
  • –––, 2014, “Review of Free Will, Agency, and Meaning in Life by Derk Pereboom”, Science, Religion and Culture, 1(3): 202–08. [Fischer 2014 available online]
  • Fischer, John Martin, Robert Kane, Derk Pereboom, and Manuel Vargas (eds.) 2007, Four Views on Free Will, Oxford: Blackwell Publishers.
  • Fischer, John Martin and Mark Ravizza, 1998, Responsibility and Control: A Theory of Moral Responsibility, Cambridge: Cambridge University Press. doi:10.1017/CBO9780511814594
  • Flanagan, Owen, 2016, The Geography of Morals: Varieties of Moral Possibility, New York: Oxford University Press.
  • Focquaert, Farah, Andrea Glenn, and Adrien Raine, 2013, “Free will, Responsibility and Punishment of Criminals”, in Nadelhoffer 2013: 247–274. doi:10.1093/acprof:oso/9780199779208.003.0012
  • –––, forthcoming, “Free Will, Freedom and Criminal Behavior”, in Caruso & Flanagan forthcoming.
  • Frankfurt, Harry G., 1971, “Freedom of the Will and the Concept of a Person”, Journal of Philosophy, 68(1): 5–20. doi:10.2307/2024717
  • Furnham, Adrian, 2003, “Belief in a Just World: Research Progress Over the Past Decade”, Personality and Individual Differences, 34(5): 795–817. doi:10.1016/S0191-8869(02)00072-7
  • Furnham, Adrian and Barrie Gunter, 1984, “Just World Beliefs and Attitudes Towards the Poor”, British Journal of Social Psychology, 23(3): 265–69. doi:10.1111/j.2044-8309.1984.tb00637.x
  • Graham, Peter A., 2011, “‘Ought’ and Ability”, Philosophical Review, 120(3): 337–382. doi:10.1215/00318108-1263674
  • Greene, Joshua and Jonathan Cohen, 2004, “For the Law, Neuroscience Changes Nothing and Everything”, Philosophical Transactions of the Royal Society of London B, 359(1451): 1775–1785. doi:10.1098/rstb.2004.1546
  • Greenwald, Anthony G., Debbie E. McGhee, and Jordan L.K. Schwartz, 1998, “Measuring Individual Differences in Implicit Cognition: The Implicit Association Test”, Journal of Personality and Social Psychology, 74( 6): 1464–1480. doi:10.1037/0022-3514.74.6.1464
  • Haggard, Patrick and Martin. Eimer, 1999, “On the Relation Between Brain Potentials and the Awareness of Voluntary Movements”, Experimental Brain Research, 126(1): 128–33. doi:10.1007/s002210050722
  • Haji, Ishtiyaque, 1998, Moral Accountability, New York: Oxford University Press.
  • –––, 2001, “Control Conundrums: Modest Libertarianism, Responsibility, and Explanation”, Pacific Philosophical Quarterly, 82(2): 178–200. doi:10.1111/1468-0114.00124
  • –––, 2002, Deontic Morality and Control, Cambridge: Cambridge University Press. doi:10.1017/CBO9780511498794
  • –––, 2003, “Alternative Possibilities, Luck, and Moral Responsibility”, The Journal of Ethics, 7(3): 253–275. doi:10.1023/A:1024693312558
  • –––, 2004, “Active Control, Agent-Causation and Free Action”, Philosophical Explorations, 7(2): 131–148. doi:10.1080/13869790410001694480
  • –––, 2005, “Libertarianism, Luck, and Action Explanation”, Journal of Philosophical Research, 30: 321–340. doi:10.5840/jpr20053041
  • –––, 2014, “Event-Causal Libertarianism’s Control Conundrum”, Grazer Philosophische Studien, 88: 227–246.
  • –––, 2016, Luck’s Mischief, New York: Oxford University Press.
  • Haji, Ishtiyaque and Stefaan E. Cuypers, 2006, “Hard- and Soft-Line Responses to Pereboom’s Four-Case Manipulation Argument”, Acta Analytica, 21(4): 19–35.
  • Hales, Steven D., 2015, “A Problem for Moral Luck”, Philosophical Studies, 172(9): 2385–2403. doi:10.1007/s11098-014-0417-6
  • –––, 2016, “Why Every Theory of Luck is Wrong”, Noûs, 50(3): 490–508. doi:10.1111/nous.12076
  • Hampton, Jean, 1984, “The Moral Education Theory of Punishment”, Philosophy and Public Affairs, 13(3): 208–238.
  • Hare, R.M., 1981, “Moral Thinking: Its Levels, Methods, and Points”, New York: Oxford University Press.
  • Harper, David J. and Paul R. Manasse, 1992, “The Just World and the Third World: British Explanations for Poverty Abroad”, Journal of Social Psychology, 132(6): 783–785. doi:10.1080/00224545.1992.9712107
  • Harris, Sam, 2012, Free Will, New York: Free Press.
  • Hart, H.L.A., 1968, Punishment and Responsibility, New York: Oxford University Press.
  • Hartman, Robert J., 2017, In Defense of Moral Luck: Why Luck Often Affects Praiseworthiness and Blameworthiness, New York: Routledge.
  • Henne, Paul, Vladimir Chituc, Felipe De Brigard, and Walter Sinnott-Armstrong, 2016, “An Empirical Refutation of ‘Ought’ Implies ‘Can’”, Analysis, 76(3): 283–290. doi:10.1093/analys/anw041
  • Herdova, Marcela, 2016, “What You Don’t Know Can Hurt You: Situationism, Conscious Awareness, Control”, Journal of Cognition and Neuroethics, 4(1): 45–71. [Herdova 2016 available online (pdf)]
  • Hintz, Howard W., 1958, “Some Further Reflections on Moral Responsibility”, in Sidney Hook (ed.), Determinism and Freedom in the Age of Modern Science, New York: New York University Press, pp. 176–79.
  • Hodgson, David, 2005, “A Plain Person’s Free Will”, Journal of Consciousness Studies, 12(1): 1–19.
  • –––, 2012, Rationality + Consciousness = Free Will, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199845309.001.0001
  • Honderich, Ted, 1988, A Theory of Determinism: The Mind, Neuroscience, and Life-Hopes, Oxford: Oxford University Press.
  • –––, 2002, How Free Are You? The Determinism Problem, 2nd ed., Oxford: Oxford University Press.
  • –––, 2006, Punishment: The Supposed Justifications Revisited, Revised Edition, London: Pluto Press.
  • Hoskins, Zachary, 2011, “Deterrent Punishment and Respect for Persons”, Ohio State Journal of Criminal Law, 8(2): 369–84.
  • Hurley, S.L., 2000, “Is Responsibility Essentially Impossible?”, Philosophical Studies, 99(2): 229–268. doi:10.1023/A:1018763930668
  • Istvan, Michael Anthony, 2011, “Concerning the Resilience of Galen Strawson’s Basic Argument”, Philosophical Studies, 155(3): 399–420. doi:10.1007/s11098-010-9578-0
  • James, William, 1884, “The Dilemma of Determinism”, Unitarian Review, September Issue.
  • Jeppsson, Sofia, 2016a, “Accountability, Answerability, and Freedom”, Social Theory and Practice, 42(4): 681–705.
  • –––, 2016b, “Reasons, Determinism and the Ability to Do Otherwise”, Ethical Theory and Moral Practice, 19(5): 1225–1240. doi:10.1007/s10677-016-9721-x
  • Kahneman, Daniel, 2011, Thinking Fast and Slow, New York: Farrar, Straus, and Giroux.
  • Kane, Robert, 1996, The Significance of Free Will, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/0195126564.001.0001
  • –––, 1999, “Responsibility, Luck, and Chance: Reflections on Free Will and Indeterminism”, Journal of Philosophy, 96(5): 217–40. doi:10.2307/2564666
  • –––, 2000, “Responses to Bernard Berofsky, John Martin Fischer and Galen Strawson”, Philosophy of Phenomenological Research, 60(1): 157–167. doi:10.2307/2653436
  • Kang, Jerry and Kristin Lane, 2010, “Seeing Through Colorblindness: Implicit Bias and the Law”, UCLA Law Review, 58(2): 465–520.
  • Kant, Immanuel, 1781 [1998], Critique of Pure Reason (Kritik der reinen Vernunft), Paul Guyer and Allen W. Wood (trans/eds), Cambridge: Cambridge University Press.
  • –––, 1793 [1998], Religion Within the Boundaries of Mere Reason, Allen W. Wood and George di Giovanni (trans/eds), Cambridge: Cambridge University Press.
  • King, Matt and Peter Carruthers, 2012, “Moral Responsibility and Consciousness”, Journal of Moral Philosophy, 9(2): 200–228. doi:10.1163/174552412X625682
  • Krueger, Frank, Morris Hoffman, Henrik Walter, and Jordan Grafman, 2014, “An fMRI Investigation of the Effects of Belief in Free Will on Third-Party Punishment”, Social Cognitive and Affective Neuroscience, 9(8): 1143–1149. doi:10.1093/scan/nst092
  • Kurthy, Miklos and Holly Lawford-Smith, 2015, “A Brief Note of Ambiguity of ‘ought’: Reply to Moti Mizrahi’s ‘Ought, Can, and Presuppositions: An Empirical Study’”, Methode—Analytic Perspectives, 4(6): 244–249.
  • Kurthy, Miklos, Holly Lawford-Smith, and Paulo Sousa, 2017, “Does Ought Imply Can?”, PloS One, 12(4): 1–24. doi:10.1371/journal.pone.0175206
  • Latus, Andrew, 2000, “Moral and Epistemic Luck”, Journal of Philosophical Research, 25: 149–72. doi:10.5840/jpr_2000_21
  • –––, 2003, “Constitutive Luck”, Metaphilosophy, 34(4): 460–475. doi:10.1111/1467-9973.00285
  • Lemos, John, 2015, “Self-forming Acts and the Grounds of Responsibility”, Philosophia, 43(1): 135–146. doi:10.1007/s11406-014-9561-7
  • –––, 2016, “Moral Concerns About Responsibility Denial and the Quarantine of Violent Criminals”, Law and Philosophy, 35(5): 461–83. doi:10.1007/s10982-016-9266-0
  • Lerner, Melvin J., 1965, “Evaluation of Performance as a Function of Performer’s Reward and Attractiveness”, Journal of Personality and Social Psychology, 1(4): 355–360. doi:10.1037/h0021806
  • –––, 1980, The Belief in a Just World: A Fundamental Delusion, New York: Plenum Press.
  • Lerner, Melvin J., and Dale T. Miller, 1978, “Just World Research and the Attribution Process: Looking Back and Ahead”, Psychological Bulletin, 85(5): 1030–51. doi:10.1037/0033-2909.85.5.1030
  • Lerner, Melvin J., and Carolyn H. Simmons, 1966, “Observer’s Reaction to the ‘Innocent Victim’: Compassion or Rejection?”, Journal of Personality and Social Psychology, 4:(2) 203–210. doi:10.1037/h0023562
  • Levy, Ken, 2015, “Does Situationism Excuse? The Implications of Situationism for Moral Responsibility and Criminal Responsibility”, Arkansas Law Review, 68: 731–787.
  • Levy, Neil, 2005, “Libet’s Impossible Demand”, Journal of Consciousness Studies, 12(12): 67–76.
  • –––, 2008, “Bad Luck Once Again”, Philosophy and Phenomenological Research, 77(3): 749–754. doi:10.1111/j.1933-1592.2008.00219.x
  • –––, 2009a, “Luck and History-Sensitive Compatibilism”, Philosophical Quarterly, 59(235): 237–51. doi:10.1111/j.1467-9213.2008.568.x
  • –––, 2009b, “Culpable Ignorance and Moral Responsibility: A Reply to Fitzpatrich”, Ethics, 119(4): 729–41. doi:10.1086/605018
  • –––, 2011, Hard Luck: How Luck Undermines Free Will and Moral Responsibility, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199601387.001.0001
  • –––, 2012, “Skepticism and Sanction: The Benefit of Rejecting Moral Responsibility”, Law and Philosophy, 31(5): 477–93. doi:10.1007/s10982-012-9128-3
  • –––, 2014a, Consciousness and Moral Responsibility, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780198704638.001.0001
  • –––, 2014b, “Luck and Agent-Causation: A Response to Franklin”, Criminal Law and Philosophy, 9(4): 779–784. doi:10.1007/s11572-014-9306-5
  • –––, 2015, “Less blame, Less Crime? The Practical Implications of Moral Responsibility Skepticism”, Journal of Practical Ethics, 3(2): 1–17. [N. Levy 2015 available online]
  • Libet, Benjamin, 1985, “Unconscious Cerebral Initiative and the Role of Conscious Will in Voluntary Action”, Behavioral and Brain Science, 8(4): 529–566. doi:10.1017/S0140525X00044903
  • –––, 1999, “Do We Have Free Will?”, Journal of Consciousness Studies, 6(8–9): 47–57.
  • Libet, Benjamin, Curtis A. Gleason, Elwood W. Wright, and Dennis K. Pearl, 1983, “Time of Conscious Intention to Act in Relation to Onset of Cerebral Activity (Readiness-Potential): The Unconscious Initiation of a Freely Voluntary Act”, Brain, 106(3): 623–642. doi:10.1093/brain/106.3.623
  • Lycan, William G., 1987, Consciousness, Cambridge, MA: MIT Press.
  • McCloskey, H. J., 1957, “An Examination of Restricted Utilitarianism”, Philosophical Review, 66(4): 466–485. doi:10.2307/2182745
  • McCormick, Kelly Anne, 2013, “Anchoring a Revisionist Account of Moral Responsibility”, Journal of Ethics and Social Philosophy, 7(3). doi:10.26556/jesp.v7i3.76
  • –––, 2016, “Why We Should(n’t) Be Discretionists About Free Will”, Philosophical Studies, 174(10): 2489–2498. doi:10.1007/s11098-016-0736-x
  • McKenna, Michael, 2008, “A Hard-Line Reply to Pereboom’s Four-Case Argument”, Philosophy and Phenomenological Research, 77(1): 142–159. doi:10.1111/j.1933-1592.2008.00179.x
  • –––, 2014, “Resisting the Manipulation Argument: A Hard-Liner Takes It On the Chin”, Philosophy and Phenomenological Research, 89(2): 467–484. doi:10.1111/phpr.12076
  • –––, 2017, “Manipulation Arguments, Basic Desert, and Moral Responsibility: Assessing Derk Pereboom’s Free will, Agency, and Meaning in Life”, Criminal Law and Philosophy, 11(3): 575–589. doi:10.1007/s11572-015-9388-8
  • McKenna, Michael and Brandon Warmke, forthcoming, “Does Situationism Threaten Free Will and Moral Responsibility?”, Journal of Moral Philosophy, early online: 27 January 2017. doi:10.1163/17455243-46810068
  • Mele, Alfred R., 1995, Autonomous Agents: From Self-Control to Autonomy, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/0195150430.001.0001
  • –––, 1999a, “Kane, Luck, and the Significance of Free Will”, Philosophical Explorations, 2(2): 96–104. doi:10.1080/13869799908520970
  • –––, 1999b, “Ultimate Responsibility and Dumb Luck”, Social Philosophy and Policy, 16(2): 274–93. doi:10.1017/S0265052500002478
  • –––, 2005, “A Critique of Pereboom’s ‘Four-Case’ Argument for Incompatibilism”, Analysis 65(1): 75–80. doi:10.1093/analys/65.1.75
  • –––, 2006, Free Will and Luck, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/0195305043.001.0001
  • –––, 2008, “Manipulation, Compatibilism, and Moral Responsibility”, The Journal of Ethics, 12(3–4): 263–86. doi:10.1007/s10892-008-9035-x
  • –––, 2009, Effective Intentions: The Power of Conscious Will, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780195384260.001.0001
  • –––, 2014, “Free Will and Substance Dualism: The Real Scientific Threat to Free Will?”, in Sinnott-Armstrong 2014: 195–234. doi:10.7551/mitpress/9780262026680.003.0006
  • –––, 2017, Aspects of Agency: Decisions, Abilities, Explanations, and Free Will, New York: Oxford University Press.
  • Mele, Alfred R. and Joshua Shepherd, 2013, “Situationism and Agency”, Journal of Practical Ethics, 1(1): 62–83. [Mele & Shepherd 2013 available online]
  • Milam, Per-Erik, 2016, “Reactive Attitudes and Personal Relationships”, Canadian Journal of Philosophy, 46(1): 102–122. doi:10.1080/00455091.2016.1146032
  • –––, 2017, “In Defense of Non-Reactive Attitudes”, Philosophical Explorations, 20(3): 294–307. doi:10.1080/13869795.2017.1298830
  • Miles, James B., 2013, “‘Irresponsible and a disservice’: The Integrity of Social Psychology Turns on the Free Will Dilemma”, British Journal of Social Psychology, 52(2): 205–18. doi:10.1111/j.2044-8309.2011.02077.x
  • Mizrahi, Moti, 2015a, “Ought, Can, and Presupposition: An Experimental Study”, Methode, 4(6): 232–243.
  • –––, 2015b, “Ought, Can, and Presupposition: A Reply to Kurthy and Lawford-Smith”, Methode, 4(6): 250–56.
  • Montada, Leo, 1998, “Belief in a Just World: A Hybrid of Justice Motive and Self-Interest”, in Leo Montada and Melvin J. Lerner (eds.), Reponses to Victimizations and Belief in the Just World, New York: Plenum, pp. 217–45. doi:10.1007/978-1-4757-6418-5_12
  • Moore, G.E., 1922, “The Nature of Moral Philosophy”, in his Philosophical Studies, 310-339. New York: Routledge and Kegan Paul.
  • Moore, Michael S., 1997, Placing Blame: A Theory of the Criminal Law, New York: Oxford University Pres. doi:10.1093/acprof:oso/9780199599493.001.0001
  • Morris, Stephen G., 2009, “The Impact of Neuroscience on the Free Will Debate”, Florida Philosophical Review, 9(2): 56–78.
  • –––, 2015, Science and the End of Ethics, New York: Palgrave Macmillan. doi:10.1057/9781137499820
  • –––, forthcoming, “The Implications of Rejecting Free Will: An Empirical Analysis”, Philosophical Psychology, early online 9 October 2017. doi:10.1080/09515089.2017.1385753
  • Moya, Carlos, 2010, Moral Responsibility: The Ways of Skepticism, London: Routledge.
  • Murphy, Jeffrie G., 1988, “Hatred: A Qualified Defense”, in Jeffrie G. Murphy and Jean Hampton (eds.), Forgiveness and Mercy, Cambridge: Cambridge University Press, pp. 88–110.
  • Murray, Dylan and Tania Lombrozo, 2017, “Effects of Manipulation on Attributions of Causation, Free Will, and Moral Responsibility”, Cognitive Science, 41(2): 447–481. doi:10.1111/cogs.12338
  • Murray, Dylan and Eddy Nahmias, 2014, “Explain Away Incompatibilist Intuitions”, Philosophy and Phenomenological Research, 88(2): 434–467. doi:10.1111/j.1933-1592.2012.00609.x
  • Murtagh, Kevin J., 2013, “Free Will Denial and Punishment”, Social Theory and Practice, 39(2): 223–240. doi:10.5840/soctheorpract201339213
  • Nadelhoffer, Thomas A., 2011, “The Threat of Shrinking Agency and Free Will Disillusionism”, in Walter Sinnott-Armstrong and Lynn Nadel (eds.), Conscious Will and Responsibility: A Tribute to Benjamin Libet, New York: Oxford University Press, p. 173–188. doi:10.1093/acprof:oso/9780195381641.003.0016
  • ––– (ed.), 2013, The Future of Punishment, (Oxford Series in Neuroscience, Law, and Philosophy), New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199779208.001.0001
  • –––, 2014, “Dualism, Libertarianism, and Scientific Skepticism About Free Will”, in Sinnott-Armstrong 2014: 209–216.
  • Nadelhoffer, Thomas A. and Daniela Goya Tocchetto, 2013, “The Potential Dark Side of Believing in Free Will (and Related Concepts): Some Preliminary Findings”, in Caruso 2013: 121–140.
  • Nahmias, Eddy, 2002, “When Consciousness Matters: A Critical Review of Daniel Wegner’s The Illusion of Conscious Will”, Philosophical Psychology, 15(4): 527–541. doi:10.1080/0951508021000042049
  • –––, 2011, “Intuitions About Free Will, Determinism, and Bypassing”, in Robert Kane (ed.), The Oxford Handbook of Free Will, 2nd edition, New York: Oxford University Press, pp. 555–576.
  • –––, 2012, “Free Will and Responsibility”, WIREs Cognitive Science, 3(4): 439–339. doi:10.1002/wcs.1181
  • –––, 2014, “Is Free Will an Illusion? Confronting Challenges from the Modern Mind Sciences”, in Sinnott-Armstrong 2014: 1–58. doi:10.7551/mitpress/9780262026680.003.0002
  • Nahmias, Eddy, Stephen G. Morris, Thomas Nadelhoffer, and Jason Turner, 2005, “Surveying Freedom: Folk Intuitions About Free Will and Moral Responsibility”, Philosophical Psychology, 18(5): 561–584. doi:10.1080/09515080500264180
  • Nahmias, Eddy, D. Justin Coates, and Trevor Kvaran, 2007, “Free Will, Moral Responsibility, and Mechanism: Experiments on Folk Intuitions”, Midwest Studies in Philosophy, 31(1): 214–42. doi:10.1111/j.1475-4975.2007.00158.x
  • Nagel, Thomas, 1979, “Moral luck”, in his Mortal Questions, 24–38. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Nelkin, Dana K., 2005, “Freedom, Responsibility and the Challenge of Situationism”, Midwest Studies in Philosophy, 29(1): 181–206. doi:10.1111/j.1475-4975.2005.00112.x
  • –––, 2011, Making Sense of Freedom and Responsibility, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199608560.001.0001
  • –––, 2014, “Free Will Skepticism and Obligation Skepticism: Comments on Derk Pereboom’s Free will, Agency, and Meaning in Life”, Science, Religion and Culture, 1(3): 209–217. [Nelkin 2014 available online]
  • Nichols, Shaun, 2004, “The Folk Psychology of Free Will: Fits and Starts”, Mind and Language, 19(5): 473–502. doi:10.1111/j.0268-1064.2004.00269.x
  • –––, 2007, “After Incompatibilism: A Naturalist Defense of the Reactive Attitudes”, Philosophical Perspectives, 21: 405–428. doi:10.1111/j.1520-8583.2007.00131.x
  • –––, 2013, “Free Will and Error”, in Caruso 2013: 203–18.
  • –––, 2015, Bound: Essays on Free Will and Responsibility, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199291847.001.0001
  • Nichols, Shaun and Joshua Knobe, 2007, “Moral Responsibility and Determinism: The Cognitive Science of Folk Intuitions”, Noûs, 41(4): 663–85. doi:10.1111/j.1468-0068.2007.00666.x
  • Nichols, Shaun, N. Ángel Pinilos, and Ron Mallon, 2016, “Ambiguous Reference”, Mind, 125(497): 145–175. doi:10.1093/mind/fzv196
  • Nietzsche, Friedrich, 1886 [1992], Beyond Good and Evil, in Walter Kaufmann (ed.), The Basic Writings of Nietzsche, 179–436, New York: Modern Library.
  • Nisbett, Richard E., and Timothy D. Wilson, 1997, “Telling More than We Can Know: Verbal Reports on Mental Processes”, Psychological Review, 84: 231–258. doi:10.1037/0033-295X.84.3.231
  • Nosek, Brian A., Frederick L. Smyth, Jeffrey J. Hansen, Thierry Devos, Nicole M Linder, Kate A. Ranganath, Colin Tucker Smith, Kristina R. Olson, Dolly Chugh, Anthony G. Greenwald, and Mahzarin R. Banaji, 2007. “Pervasiveness and Correlates of Implicit Attitudes and Stereotypes”, European Review of Social Psychology, 18: 36–88. doi:10.1080/10463280701489053
  • Nozick, Robert, 1974, Anarchy, State, and Utopia, New York: Basic Books.
  • Nussbaum, Martha C., 2016, Anger and Forgiveness: Resentment, Generosity, Justice, New York: Oxford University Press.
  • Obhi, Sukhvinder S. and Patrick Haggard, 2004, “Free Will and Free Won’t: Motor Activity in the Brain Precedes Our Awareness of the Intention to Move, So How is it that We Perceive Control?”, American Scientist, 92(July-August): 358–65.
  • Open Science Collaboration, 2015, “Estimating the Reproducibility of Psychological Science. Science, 349(6251): aac4716–aac4716. doi:10.1126/science.aac4716
  • Parks, Brian D., 2009, “Ultimate Moral Responsibility is Impossible: A New Defense of the Basic Argument”, unpublished manuscript, 26 March 2009. [Parks 2009 available online]
  • Pereboom, Derk, 1995, “Determinism Al Dente”, Noûs, 29(1): 21–45. doi:10.2307/2215725
  • –––, 2001, Living Without Free Will, Cambridge: Cambridge University Press.
  • –––, 2002a, “Living Without Free Will: The Case for Hard Incompatibilism”, in Robert Kane (ed.), The Oxford Handbook of Free Will, New York: Oxford University Press, pp. 477–488.
  • –––, 2002b, “Meaning in Life Without Free Will”, Philosophical Exchange, 33: 18–34. [Pereboom 2002b available online]
  • –––, 2009, “Free Will, Love and Anger”, Ideas y Valores, 58(141): 169–189. [Pereboom 2009 available online]
  • –––, 2011, “Free Will Skepticism and Meaning in Life”, in Robert Kane (ed.),Oxford Handbook of Free Will, Second edition, New York: Oxford University Press, pp. 407–24.
  • –––, 2012, “Free Will Skepticism, Blame, and Obligation”, in D. Justin Coates and Neal A. Tognazzini (eds.), Blame: Its Nature and Norms, New York: Oxford University Press, pp. 189–206. doi:10.1093/acprof:oso/9780199860821.003.0010
  • –––, 2013a, “Optimistic Skepticism About Free Will”, in Paul Russell and Oisín Deery (eds.), The Philosophy of Free Will: Selected Contemporary Readings, New York: Oxford University Press, pp. 421–49.
  • –––, 2013b, “Free Will Skepticism and Criminal Punishment”, in Nadelhoffer 2013: 49–78. doi:10.1093/acprof:oso/9780199779208.003.0003
  • –––, 2014a, Free Will, Agency, and Meaning in Life, Oxford: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199685516.001.0001
  • –––, 2014b, “Respones to John Fischer and Dana Nelkin”, Science, Religion, and Culture, 1(3): 218–25. [Preboom 2014b available online]
  • –––, 2017a, “A Defense of Free Will Skepticism: Replies to Commentaries by Victor Tadros, Saul Smilansky, Michael McKenna, and Alfred R. Mele on Free Will, Agency, and Meaning in Life”, Criminal Law and Philosophy, 11(3): 617–636. doi:10.1007/s11572-017-9412-2
  • –––, 2017b, “Responsibility, Regress, and Protest”, in Shoemaker 2017: 121–40.
  • –––, 2017c, “Responsibility, Agency, and the Disappearing Agent Objection”, in Jean-Baptiste Guillon (ed.), Le Libre-Arbitre: Approaches contemporaries, Paris: College de France. [Available online]
  • Pereboom, Derk and Gregg D. Caruso, forthcoming, “Hard-Incompatibilism Existentialism: Neuroscience, Punishment, and Meaning in Life”, in Caruso & Flanagan forthcoming.
  • Pizarro, David, Eric Uhlmann, and Peter Salovey, 2003, “Asymmetry in Judgments of Moral Blame and Praise: The Perceived Metadesires”, Psychological Science, 14(3): 267–272. doi:10.1111/1467-9280.03433
  • Primoratz, Igor, 1999, Justifying Legal Punishment, Amherst, MA: Humanity Books.
  • Pritchard, Duncan, 2005, Epistemic Luck, Oxford: Oxford University Press. doi:10.1093/019928038X.001.0001
  • –––, 2014, “The Modal Account of Luck”, Metaphilosophy, 45(4–5): 594–619. doi:10.1111/meta.12103
  • Pockett, Susan, 2004, “Does Consciousness Cause Behavior?”, Journal of Consciousness Studies, 11: 23–40.
  • Rawls, John, 1955, “Two Concepts of Rules”, Philosophical Review, 64(1): 3–32. doi:10.2307/2182230
  • Richards, Janet Radcliffe, 2000, Human Nature After Darwin: A Philosophical Introduction, New York: Routledge.
  • Riekki, Tapani, Marjaana Lindeman, and Jari Lipsanen, 2013, “Conceptions about the Mind-Body Problem and their Relations to Afterlife Beliefs, Paranormal Beliefs, Religiosity, and Ontological Confusions”, Advances in Cognitive Psychology, 9(3): 112–120. doi:10.5709/acp-0138-5
  • Rigoni, Davide, Gilles Pourtois, and Marcel Brass, 2015, “Why Should I Care? Challenging Free Will Attenuates Neural Reaction to Errors”, Social Cognitive and Affective Neuroscience, 10(2): 262–268. doi:10.1093/scan/nsu068
  • Robinson, Paul H., 2008, “Competing Conceptions of Modern Desert: Vengeful, Deontological, and Empirical”, Cambridge Law Journal, 67(1): 145–175. doi:10.1017/S000819730800010X
  • Roediger III, Henry L., Michael K. Goode, and Franklin M. Zaromb, 2008, “Free Will and the Control of Action”, in Baer, Kaufman, and Baumeister 2008: 205–25.
  • Rosen, Gideon, 2003, “Culpability and Ignorance”, Proceedings of the Aristotelian Society, 103: 61–84.
  • –––, 2004, “Skepticism About Moral Responsibility”, Philosophical Perspectives, 18: 295–313. doi:10.1111/j.1520-8583.2004.00030.x
  • –––, 2008, “Kleinbart the Oblivious and Other Tales of Ignorance and Responsibility”, Journal of Philosophy, 105(10): 591–610. doi:10.5840/jphil20081051023
  • Rosenthal, David M., 2002, “The Timing of Conscious States”, Consciousness and Cognition, 11(2): 215–220. doi:10.1006/ccog.2002.0558
  • Roskies, Adina L., 2012. “Don’t Panic: Self-Authorship without Obscure Metaphysics”, Philosophical Perspectives, 26(1): 323–42. doi:10.1111/phpe.12016
  • Russell, Paul, 1992, “Strawson’s Way of Naturalizing Responsibility”, Ethics, 102(2): 287–302. doi:10.1086/293397
  • –––, 2004, “Responsibility and the Condition of Moral Sense”, Philosophical Topics, 32(1–2): 287–305. doi:10.5840/philtopics2004321/24
  • –––, 2017, “Free Will Pessimism”, in Shoemaker 2017: 93–120.
  • Ryan, Sharon, 2003, “Doxastic Compatibilism and the Ethics of Belief”, Philosophical Studies, 114(1–2): 47–79. doi:10.1023/A:1024409201289
  • Rychlak, Joseph F., 1979, Discovering Free Will and Personal Responsibility, New York: Oxford University Press.
  • Sarkissian, Hagop, Amita Chatterjee, Felipe De Brigard, Joshua Knobe, Shaun Nichols, and Smita Sirker, 2010, “Is Belief in Free Will a Cultural Universal?”, Mind and Language, 25(3): 346–358. doi:10.1111/j.1468-0017.2010.01393.x
  • Sartorio, Carolina, 2016, Causation and Free Will, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780198746799.001.0001
  • Scanlon, T.M., 1998, What We Owe to Each Other, Boston, MA: Harvard University Press.
  • Searle, John R., 2000, “Consciousness, Free Action and the Brain”, Journal of Consciousness Studies, 7(10): 3–22.
  • –––, 2001, “Free Will as a Problem in Neurobiology”, Philosophy, 76(4): 491–514. doi:10.1017/S0031819101000535
  • Shaf-Landau, Russ, 1991, “Can punishment morally educate?”, Law and Philosophy, 10(2): 189–219. doi:10.1007/BF00143090
  • Shariff, Azim F., Joshua D. Greene, Johan C. Karremans, J. Luguri, Cory J. Clarke, Jonathan W. Schooler, Roy F. Baumeister, and Kathleen D. Vohs, 2014, “Free Will and Punishment: A Mechanistic View of Human Nature Reduces Retribution”, Psychological Science, 25(8): 1563–1570. doi:10.1177/0956797614534693
  • Shaw, Elizabeth, 2011, “Free Will, Punishment and Neurotechnologies”, in Bibi van den Berg and Laura Klaming (eds.), Technologies on the Stand: Legal and Ethical Questions in Neuroscience and Robotics, Nymegen: Wolf Legal Publishers, pp. 177–194.
  • Shepherd, Joshua, 2012, “Free Will and Consciousness: Experimental Studies”, Consciousness and Cognition, 21(2): 915–927. doi:10.1016/j.concog.2012.03.004
  • –––, 2015a, “Conscious Control Over Action”, Mind and Language, 30(3): 320–344. doi:10.1111/mila.12082
  • –––, 2015b, “Scientific Challenges to Free Will and Moral Responsibility”, Philosophy Compass, 10(3): 197–207. doi:10.1111/phc3.12200
  • –––, 2015c, “Consciousness, Free Will, and Moral Responsibility: Taking the Folk Seriously”, Philosophical Psychology, 28(7): 929–946. doi:10.1080/09515089.2014.962018
  • Sher, George, 2009, Who Knew? Responsibility Without Awareness, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780195389197.001.0001
  • Shoemaker, David, 2011, “Attributability, Answerability, and Accountability: Toward a Wider Theory of Moral Responsibility”, Ethics, 121(3): 602–32. doi:10.1086/659003
  • ––– (ed.), 2013, Oxford Studies in Agency and Responsibility, volume 1, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199694853.001.0001
  • –––, 2015, Responsibility From the Margins, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780198715672.001.0001
  • ––– (ed.), 2017, Oxford Studies in Agency and Responsibility, volume 4, New York: Oxford University Press.
  • Shook, John, 2004, “Dewey’s Rejection of Retributivism and his Moral-Education Theory of Punishment”, Journal of Social Philosophy, 35(1): 66–78. doi:10.1111/j.1467-9833.2004.00216.x
  • Sie, Maureen and Arno Wouters, 2010, “The BCN Challenge to Compatibilist Free Will and Personal Responsibility”, Neuroethics, 3(2): 121–33. doi:10.1007/s12152-009-9054-8
  • Sifferd, Katrina L., 2016, “Unconscious Mens Rea: Criminal Responsibility for Laps and Minimally Conscious States”, in Dennis Patterson and Michael S. Pardo (eds.), Philosophical Foundations of Law and Neuroscience, New York: Oxford University Press, pp. 161–178. doi:10.1093/acprof:oso/9780198743095.003.0009
  • Sinnott-Armstrong, Walter, 1984, “‘Ought’ Conversationally Implies ‘Can’”, Philosophical Review, 93(2): 249–61. doi:10.2307/2184585
  • Sinnott-Armstrong, Walter (ed.), 2014, Moral Psychology, Volume 4: Free Will and Moral Responsibility, Cambridge, MA: MIT Press. doi:10.7551/mitpress/9780262026680.001.0001
  • Smart, J.J.C., 1973, “An Outline of a System of Utilitarian Ethics”, in J.J.C. Smart and Bernard Williams (eds.), Utilitarianism: For and Against, Cambridge: Cambridge University Press, pp. 1–74.
  • Smilansky, Saul, 1990, “Utilitarianism and the ‘Punishment’ of the Innocent: The General Problem”, Analysis, 50(4): 256–61. doi:10.1093/analys/50.4.256
  • –––, 1999, “Free Will: The Positive Role of Illusion”, The Proceedings of the Twentieth World Congress of Philosophy, Bowling Green: Philosophy Document Center, 2: 143–152.
  • –––, 2000, Free Will and Illusion, New York: Oxford University Press.
  • –––, 2002, “Free Will, Fundamental Dualism, and the Centrality of Illusion”, in Robert Kane (ed.), The Oxford Handbook of Free Will, New York: Oxford University Press, pp. 489–505.
  • –––, 2005, “Free Will and Respect for Persons”, Midwest Studies in Philosophy, 29: 248–61. doi:10.1111/j.1475-4975.2005.00115.x
  • –––, 2011, “Hard Determinism and Punishment: A Practical Reductio”, Law and Philosophy, 30(3): 353–67. doi:10.1007/s10982-011-9099-9
  • –––, 2012, “Review of Bruce N. Waller’s Against Moral Responsibility”, Notre Dame Philosophical Reviews, April 4, 2012. [Smilansky 2012 available online]
  • –––, 2013, “Free Will as a Case of “Crazy Ethics”, in Caruso 2013: 103–120.
  • –––, 2017, “Pereboom on Punishment: Funishment, Innocence, Motivation, and Other Difficulties”, Criminal Law and Philosophy, 11(3): 591–603. doi:10.1007/s11572-016-9396-3
  • Smith, Angela M., 2005, “Responsibility for Attitudes: Activity and Passivity in Mental Life”, Ethics, 115(2): 236–271. doi:10.1086/426957
  • –––, 2008, “Control, Responsibility, and Moral Assessment”, Philosophical Studies, 138(3): 367–392. doi:10.1007/s11098-006-9048-x
  • Smuts, Aaron, 2014, “Love and Free Will”, unpublished manuscript, draft date 13 May 2014. [Smuts 2014 available from author online]
  • Sommers, Tamler, 2007a, “The Objective Attitude”, The Philosophical Quarterly, 57(28): 321–342. doi:10.1111/j.1467-9213.2007.487.x
  • –––, 2007b, “The Illusion of Freedom Evolves”, in Don Ross, David Spurrett, Harold Kincaid, and G. Lynn Stephens (eds.), Distributed Cognition and the Will: Individual Volition and Social Context, pp.61–75, Cambridge, MA: MIT Press.
  • –––, 2009, “More Work for Hard Incompatibilism”, Philosophy and Phenomenological Research, 79(3): 511–521. doi:10.1111/j.1933-1592.2009.00291.x
  • Soon, Chun Siong, Marcel Brass, Hans-Jochen Heinze, and John-Dylan Haynes, 2008, “Unconscious Determinants of Free Decisions in the Human Brain”, Nature Neuroscience, 11(5): 543–545. doi:10.1038/nn.2112
  • Spinoza, Benedictus de, 1677 [1985], Ethics, in Edwin Curley (ed. and tr.), The Collected Works of Spinoza, Vol. 1, Princeton, NJ: Princeton University Press.
  • Stace, W.T., 1952, Religion and the Modern Mind, New York: Lippincott.
  • Stillman, Tyler F. and Roy F. Baumeister, 2010, “Guilty, Free, and Wise: Determinism and Psychopathy Diminish Learning from Negative Emotions”, Journal of Experimental Social Psychology, 46(6): 951–60. doi:10.1016/j.jesp.2010.05.012
  • Stillman, Tyler F., Roy F. Baumeister, Kathleen D. Vohs, Nathaniel M. Lambert, Frank D. Fincham, and Lauren E. Brewer, 2010, “Personal Philosophy and Personnel Achievement: Belief in Free Will Predicts Better Job Performance”, Social Psychological and Personality Science, 1(1): 43–50. doi:10.1177/1948550609351600
  • Strawson, Galen, 1986, Freedom and Belief, Oxford: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199247493.001.0001
  • –––, 1994, “The Impossibility of Moral Responsibility”, Philosophical Studies, 75(1–2): 5–24. doi:10.1007/BF00989879
  • –––, 2011, “The Impossibility of Ultimate Responsibility?”, in Richard Swinburn (ed.), Free Will and Modern Science, London: British Academy. doi:10.5871/bacad/9780197264898.003.0009
  • Strawson, Peter F., 1962, “Freedom and Resentment”, Proceedings of the British Academy, 48: 1–25. Reprinted in Gary Watson (ed.), Free will, New York: Oxford University Press, (1982): pp. 59–80
  • Tadros, Victor, 2011, The Ends of Harm: The Moral Foundations of Criminal Law, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199554423.001.0001
  • –––, 2017, “Doing Without Desert”, Criminal Law and Punishment, 11(3): 605–616. doi:10.1007/s11572-016-9398-1
  • Talbert, Matthew, 2013, “Unwitting Wrongdoers and the Role of Moral Disagreement in Blame”, in Shoemaker 2013: 225–45. doi:10.1093/acprof:oso/9780199694853.003.0010
  • –––, 2016, Moral Responsibility: An Introduction, Cambridge: Polity.
  • Ten, Chin Liew, 1987, Crime, Guilt and Punishment: A Philosophical Introduction, New York: Oxford University Press.
  • Tierney, Hannah, 2013, “A Maneuver Around the Modified Manipulation Argument”, Philosophical Studies, 165(3): 753–763. doi:10.1007/s11098-012-9974-8
  • –––, 2014, “Tackling it Head On: How Best to Handle the Modified Manipulation Argument”, Journal of Value Inquiry, 48(4): 633–675. doi:10.1007/s10790-014-9461-x
  • Todd, Patrick, 2011, “A New Approach to Manipulation Arguments”, Philosophical Studies, 152(1): 127–133. doi:10.1007/s11098-009-9465-8
  • –––, 2013, “Defending (a Modified Version of) the Zygote Argument”, Philosophical Studies, 164(1): 189–203. doi:10.1007/s11098-011-9848-5
  • Turri, John, 2017, “Compatibilism and Incompatibilism in Social Cognition”, Cognitive Science, 41(S3): 403–424. doi:10.1111/cogs.12372
  • Uhlmann, Eric Luis and Geoffrey L. Cohen, 2005, “Constructed Criteria: Redefining Merit to Justify Discrimination”, Psychological Science, 16(6): 474–80.
  • Van Inwagen, Peter, 1983, An Essay on Free Will, Oxford: Clarendon Press.
  • –––, 2000, “Free Will Remains a Mystery”, Philosophical Perspectives, 14: 1–19.
  • Vargas, Manuel R., 2005a, “The Trouble with Tracing”, Midwest Studies in Philosophy, 29: 269–90. doi:10.1111/j.1475-4975.2005.00117.x
  • –––, 2005b, “The Revisionist’s Guide to Responsibility”, Philosophical Studies, 125(3): 399–429. doi:10.1007/s11098-005-7783-z
  • –––, 2007, “Revisionism”, in Fischer et al. 2007: ch. 4.
  • –––, 2009, “Revisionism About Free Will: A Statement & Defense”, Philosophical Studies, 144(1): 45–62. doi:10.1007/s11098-009-9366-x
  • –––, 2012a, Building Better Beings: A Theory of Moral Responsibility, New York: Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780199697540.001.0001
  • –––, 2012b, “Why the Luck Problem Isn’t”, Philosophical Issues, 22: 419–436. doi:10.1111/j.1533-6077.2012.00238.x
  • –––, 2013, “Situationism and Moral Responsibility: Free Will in Fragments”, in Andy Clark, Julian Kiverstein, and Tillmann Vierkant (eds.), Decomposing the Will, New York: Oxford University Press, 325–350. doi:10.1093/acprof:oso/9780199746996.003.0017
  • –––, 2015, “Desert, Responsibility, and Justification: A Reply to Doris, McGeer, and Robinson”, Philosophical Studies, 172(10): 2659–78. doi:10.1007/s11098-015-0480-7
  • Vilhauer, Benjamin, 2009a, “Free Will Skepticism and Personhood as a Desert Base”, Canadian Journal of Philosophy, 39(3): 489–511. doi:10.1353/cjp.0.0052
  • –––, 2009b, “Free Will and Reasonable Doubt”, American Philosophical Quarterly, 46(2): 131–140.
  • –––, 2012, “Taking Free Will Skepticism Seriously”, The Philosophical Quarterly, 62(249): 833–852. doi:10.1111/j.1467-9213.2012.00077.x
  • –––, 2013a, “The People Problem”, in Caruso 2013: 141–60.
  • –––, 2013b. “Persons, Punishment, and Free Will Skepticism”, Philosophical Studies, 162(2): 143–163. doi:10.1007/s11098-011-9752-z
  • Vohs, Kathleen D., and Jonathan W. Schooler, 2008, “The Value of Believing in Free Will: Encouraging a Belief in Determinism Increases Cheating”, Psychological Science, 19(1): 49–54. doi:10.1111/j.1467-9280.2008.02045.x
  • Wagstaff, Graham F., 1983, “Correlates of the Just World in Britain”, Journal of Social Psychology, 121(1): 145–146. doi:10.1080/00224545.1983.9924476
  • Walker, Nigel, 1991, Why Punish? New York: Oxford University Press.
  • Waller, Bruce N., 1989, “Denying Responsibility: The Difference it Makes”, Analysis 49(1): 44–47. doi:10.1093/analys/49.1.44
  • –––, 1990, Freedom Without Responsibility, New York: Temple University Press.
  • –––, 2004, “Virtue Unrewarded: Morality Without Moral Responsibility”,Philosophia, 31(3–4): 427–47. doi:10.1007/BF02385194
  • –––, 2006, “Denying Responsibility Without Making Excuses”, American Philosophical Quarterly, 43(1): 81–90.
  • –––, 2007, “Sincere Apology Without Moral Responsibility”, Social Theory and Practice, 33(3): 441–465. doi:10.5840/soctheorpract200733317
  • –––, 2011, Against Moral Responsibility, Cambridge, MA: MIT Press. doi:10.7551/mitpress/9780262016599.001.0001
  • –––, 2014, The Stubborn System of Moral Responsibility, Cambridge, MA: MIT Press. doi:10.7551/mitpress/9780262028165.001.0001
  • –––, 2015, Restorative Free Will: Back to the Biological Base, Lanham, MD: Lexington Books.
  • Watson, Gary, 1996, “Two Faces of Responsibility”, Philosophical Topics, 24(2): 227–248. doi:10.5840/philtopics199624222
  • Wegner, Daniel M., 2002, The Illusion of Conscious Will, Cambridge, MA: MIT Press.
  • Wilson, James Q., 1983, Thinking About Crime, revised edition, New York: Basic Books.
  • Wilson, Timothy, 2002, Strangers to Ourselves: Discovering the Adaptive Unconscious, Cambridge, MA: The Belknap Press of Harvard University Press.
  • Wolf, Susan, 1981, “The Importance of Free Will”, Mind, 90(359): 386–405. doi:10.1093/mind/XC.359.386
  • –––, 1990, Freedom Within Reason, New York: Oxford University Press.
  • –––, 2011, “Blame, Italian Style”, in R. Jay Wallace, Rahul Kumar, and Samuel Freeman (eds.), Reasons and Recognition: Essays on the Philosophy of T. M. Scanlon, New York: Oxford University Press, pp. 332–48. doi:10.1093/acprof:oso/9780199753673.003.0014
  • World Values Survey, 1999–2004, “The World Values Survey, Wave 4 1999–2004 Official Aggregate”, v.20140429, World Values Survey Association (www.worldvaluessurvey.org). Aggregate File Producer: Asep/JDS, Madrid, Spain. WVS 1999–2004 available online]
  • Zhao, Xian, Li Liu, Xiao-xiao Zhang, Jia-xin Shi, and Zhen-wei Huang, 2014, “The Effects of Belief in Free Will on Prejudice”, PLos ONE, 9(3): e91572. doi:10.1371/journal.pone.0091572
  • Zimmerman, Michael J., 1987, “Luck and Moral Responsibility”, Ethics, 97(2): 374–86. doi:10.1086/292845
  • –––, 1996, The Concept of Moral Obligation, New York: Cambridge University Press.
  • –––, 1997, “Moral Responsibility and Ignorance”, Ethics, 107(3): 410–26. doi:10.1086/233742
  • –––, 2002, “Taking Luck Seriously”, The Journal of Philosophy, 99(11): 553–576. doi:10.2307/3655750
  • –––, 2009, Living With Uncertainty, Cambridge: Cambridge University Press.

أدوات أكاديمية

مصادر أخرى على الإنترنت

مداخل ذات صلة

compatibilism | determinism: causal | free will | free will: divine foreknowledge and | incompatibilism: (nondeterministic) theories of free will | incompatibilism: arguments for | justice: retributive | luck: moral | moral responsibility | punishment, legal | quantum mechanics: Bohmian mechanics


[1] Caruso, Gregg, “Skepticism About Moral Responsibility”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Summer 2021 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/sum2021/entries/skepticism-moral-responsibility/>.