منوعات

لا أنساها حتى في منامي

السؤال:

الملخص:

شاب تركته خطيبته لأسباب يزعُم أنها تافهة، وهو لا يستطيع نسيانها، ولا إخراجها من ذهنه، حتى إنه رآها في الرؤيا، ويسأل: ما الرأي؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم.

تخلَّت عني خطيبتي منذ نحو ستة أشهر بسبب خلاف يسير، قبل الخطبة كنتُ أراسلها، وكان بيننا حبٌّ كبير لا يوصف، وبعد الخطبة توالت النزاعات لأتفه الأسباب، ثم أرسلت إليَّ أن أبتعد عنها بسبب كلامٍ في ساعة غضب، مشكلتي أنني منذ الفراق لم أستطع التوقف عن التفكير فيها، وهذا يقودني أولًا إلى الندم على عدم الاعتذار، مع العلم أنني كنت دومًا أُبادر به وأترجاها لكي تعود، وثانيًا إلى الشك بأنني إنسان لا يعرف هدفَ وجوده، وليس بمسلمٍ، إذ كيف أتعلق بمخلوق هكذا؟ وقد رأيتها فيما يرى النائم؛ حيث رأيت أنني وجدتها، وطلبت منها الرجوع، وبكينا معًا على الفراق، لا أستطيع نسيان الحلم، فقد وقر في رأسي، ولا أتوقف عن التفكير في أسباب تركها لي، فأحيانًا يراودني ظنٌّ أنها كانت تخدعني مع شخص آخر، فطريقة كلامها في الرسائل تغيرت في الفترة الأخيرة، وأحيانًا أقول: سُحرنا، كان من أحب أهدافي أن أتزوج بها، وأقدم لها كل الحب الذي أُخفيه في صدري، أشعر بالحزن والألم على الفراق، ولا أستطيع نسيان المنام، فماذا أفعل؟

الجواب:

الابن الكريم:

فسخت خطبتك للفتاة التي تظن أنك تحبها حبًّا شديدًا، ولكنك ترفض هذا الفسخ، أو لم تكن مستعدًّا لهذا الفسخ.

 

أولًا:

لا بد أن تتفهم وتعلم لماذا شرع الله الخطبة قبل الزواج.

 

ثانيًا:

ذكِّر نفسَك وحدِّثها بأسبابك التي من أجلها أقدمتَ على خطوة الزواج، وأجب عن الأسئلة:

هل تريد الزواج فقط؛ لأنك أحببت هذه الفتاة؛ أي: إن الرغبة فقط هي مَن حفَّزتك لهذه الخطوة؟ هل تريد الزواج؛ لأنك تريد شريكة للحياة تتحملان معًا رحلة العمر بما فيها من نجاحات وإخفاقات؟ هل تريد الزواج؛ لأنك تريد بناء أسرة وإنجاب أطفال تسعد بهم وتسعدهم؟

 

هل من الممكن أن تجد كل ما تريده من الزواج في فتاة؟ وماذا عن الفتاة هل ستجد فيك كل ما تريده؟

 

ابني الكريم، إجابتك على هذه الأسئلة لنفسك في ورقة مكتوبة ستحدد لك أسباب فسخ الخطبة، فإن لم تجد فيها ولم تجد فيك ما يجعلكما مناسبين للارتباط، لم تتحملها ولم تتحملك مهما كانت الأسباب.

 

توهُّمك بالحب الشديد لها غير حقيقي، هو تعلق فقط بحكم التعود على وجودها في حياتك.

 

الزواج شراكة جادة ومهمة للاستقرار النفسي للرجل والمرأة، وتكوين أسرة سعيدة، ويحتاج الزواج إلى سعي، وبذل الجهد، ووضع أولويات ضرورية عند الاختيار؛ منها: القبول، والخلق، والدين.

 

كن شاكرًا لله على أن الخطبة انتهت مبكرًا، وأعطِ لنفسك فرصة للتعافي من أثر الانفصال، وحكِّم عقلك وقلبك في المرة القادمة.

 

لكي تتعافى، أشبِع عقلك ورُوحك بممارسة رياضة محببة إلى نفسك، أكثر من قراءة القرآن والاستغفار.

 

قمْ برحلة ترفيهية مع صديق مقرَّب في مكان به طبيعة جميلة، لا بد للخروج من أزمتك هذه بخطوات عملية، وما أسرع فرجَ الله ورحمته بعباده! وسوف تتعجب كيف أنك تعافيت بهذه السرعة.

 

وفَّقك الله وعوَّضك خيرًا مما فقدت.