منوعات

زوجتي وفية، لكن أريد أن أتزوج بأخرى

السؤال:

 

الملخص:

رجل ضعيفة صحته، زوجته وفية وتقوم على خدمته، ليس له من المال حظٌّ كبير، وهو مع كل هذا يريد أن يتزوج بامرأة أخرى، لكنه يخشى ألَّا تكون كزوجته التي عنده، ويسأل: ما النصيحة؟

 

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في الأربعين من عمري، تزوجت وأنا في منتصف الثلاثينيات، ليس لديَّ صديق ولا زميل، فكل أصدقائي قد انشغلوا في حياتهم (منهم من حصل على الدكتوراة ومنهم من يعمل في البرلمان، ولديهم بيوت كثيرة، وأطفال كُثُر)، أعاني أمراضًا مختلفة؛ فأنا مصاب بمرض الهوس الكابي، ومرض متلازمة تململ الساقين والذراعين، وارتفاع ضغط الدم، ولديَّ اضطراب في الغدة، وتبعًا لذلك أتناول أدوية كثيرة جدًّا، لديَّ بنت في السابعة من عمرها، أردت الزواج من امرأة أخرى؛ لتكون لي حياة ثانية؛ فأنا في بلاء وحزن دائمَينِ، ولكي أتخلص من تتبع النساء كلما ذهبت للسوق، وقد عرضت على زوجتي الغالية هذا الأمر، ورغَّبتها فيه بأنها سيكون لديها وقت لتربية البنت، ودراسة الماجستير، فأنكرت عليَّ زوجتي زواجي من امرأة ثانية وأنا لا أمتلك المال، فأخبرتها بأن أثاث الشقة سيكون بنظام التقسيط، ثم إنها وافقت، ودلَّتْني على رجلٍ موصوف بالخير والصلاح، لديه صور لنساء يرغبنَ في الزواج، مشكلتي أنني أخشى ألَّا تكون المرأة التي أرغب في الزواج بها مثل زوجتي التي عندي، أخشى ألَّا تحبني مثلها؛ فأنا مطمئن جدًّا مع زوجتي؛ فهي تقوم على خدمتي، وتعرف مواعيد تناول الدواء، وتشتري لي الملابس، وتحلق لي شعري وأظافري، وتشتري للبيت أغراضه من السوق؛ لذا فأنا أخشى أن أورِّط نفسي مع زوجة لا تفعل معي كزوجتي تلك، أريد من زوجتي الثانية أن تكون على خُلُقٍ وجميلة، وأن تخدمني، فما رأيكم في مشروع الزواج الثاني في مثل حالتي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فقد قرأت رسالتك – أخي الكريم – وفهمتها جيدًا، وأقول لك باختصار:

ما دامت زوجتك محبة صادقة لك وأنت أيضًا تحبها، ونظرًا لأنك مصاب بكل هذه العلل الصحية والنفسية التي ذكرتها في رسالتك، فلا أنصحك أبدًا بالزواج من زوجة ثانية للأسباب الآتية:

أولًا: وجود زوجة محبة ووفية.

 

ثانيًا: عِلَلك الصحية.

 

ثالثًا: وضعك المادي الضعيف.

 

رابعًا: لأن الزوجة الثانية تريد سعادة زوجية، تريد زوجًا طيبًا معافًى يُدْخِل السرور على قلبها، ولا تقبل أبدًا بزوجٍ عليل تداويه، وتريد أيضًا زوجًا ينفق عليها.

 

خامسًا: ولأن أمراضك الجسدية والنفسية تؤثر جدًّا على السعادة الزوجية، بل أكون معك صريحًا أكثر، وأقول: قد يكون زواجك من الثانية وأنت بهذا الوضع سببًا لمزيد من الأمراض؛ بسبب ما قد يحصل من مشاكل الضَّرات، وعدم قدرتك على الإنفاق على الأسرتين.

 

سادسًا: يبدو من وصفك لمرضك أنت تتطلع لمستوًى مادي عالٍ، بدون بذل الأسباب لتحصيله.

 

سابعًا: يبدو أن آمالك عريضة جدًّا فوق مستواك المالي والذهني.

 

ثامنًا: ويبدو أنك لا تُقدِّر عواقب الأمور بشكل صحيح.

 

تاسعًا: ويبدو أنك تنظر بحسرة إلى من تفوقوا عليك ماديًّا وصحيًّا ووجاهة.

 

عاشرًا: ولِما سبق لا أنصحك بالزواج من الثانية؛ لأن زواجك من زوجة ثانية ليس حلًّا لمشاكلك، بل قد يكون زيادة لمتاعبك، وأنصحك بأن تحافظ على ما بين يديك من زوجة وفية صبورة؛ وتذكر قوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وتذكر الحديث الآتي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ، وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَلَّا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ))؛ [متفقٌ عَلَيْهِ]، وهذا لفظ مسلمٍ، وفي رواية البخاري: ((إِذا نَظَر أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عليهِ في المالِ وَالخَلْقِ، فلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَل مِنْهُ))؛ [رواه الترمذي].

 

حفظك الله، وجمع لك بين الأجر والعافية.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.