منوعات

الترجمة الإبداعية والمتخصصة – مكساوي –


المزيد من المشاركات

التَّرجمة الإبداعية والمُتخصِّصة

 

نُفصِّل في هذا المقال الحديث عن الترجمة الإبداعية والفرق بينها وبين الترجمة المتخصِّصة.

يتوضَّح الإبداع في النصوص ذات الطابع الأدبي؛ حيث يتناول المترجم ترجمةَ النص الأدبي مراعيًا فيه ثلاثة عناصر أساسية: جمال الأسلوب، وعُمق المعنى، والأثر المكافئ، وتُمثِّل مفاتيحه.

 

تتميز الترجمة المتخصِّصة بالدِّقَّة في ترجمة المصطلحات، فللمترجم غايةٌ مُحدَّدةٌ يبتغيها من خلال ترجمة النص؛ وهي إيجاد مكافآت المصطلحات التخصُّصية؛ لأننا لا نتصوَّر نجاحًا في ترجمة النص الطبي على سبيل المثال، دُونَ تحديد المعاني الدقيقة لمصطلحاته الطبية، فلا اجتهاد في ترجمة: حقنة، ضِمادات، جراحة، لقاح… إلخ.

 

الإبداعُ قيمةٌ حاسمةٌ في الترجمة، إلا أن الاسترسال فيه يُؤدِّي لتغيير جذري في النص، وهذا ما يُنافي الهدف من الترجمة المتخصِّصة، فيخدمُ الإبداع هُنا النص الأدبي، فيمنح العبارات الاصطلاحية التي عادةً ما تزخر بها النصوصُ الأدبيةُ بُعْدًا جماليًّا؛ لأننا نلجأ فيها لإعادة الصياغة من الأوَّل، وإذا وَقَعَ بين أيدينا نصٌّ روائيٌّ مليءٌ بالعبارات الثقافية المحلية، نسعى لإيجاد مكافآتها مُراعين ثقافة اللغة الهدف، ويُصبح الإبداع عاملًا حاسمًا في نجاح الترجمة، وإعادة سَوْقِ الألفاظ بسلاسة.

 

نصلُ للفكرة الآتية: الإبداعُ هو أن يَتْرُكَ المترجمُ لمستَه على النص الهدف، وتُتيح النصوص الأدبية هذه الميزة بشكل أوضح مقارنة بالنصوص المتخصِّصة، فالنص المتخصص مُحدَّد المصطلحات، وأهدافه واضحة، وأسلوب التواصل فيه مباشر مع القارئ الهدف، بينما من سمات النص الأدبي الأثر المكافئ بصورة أخص، وتتيسَّر ترجمةُ مضمونه بإيعاز من الإبداع في العملية التواصلية.

رابط المصدر