منوعات

هناك جدل بتسمية قصر إبراهيم

@SaudAlgosaibi
قصر إبراهيم هو قلعة قديمة بمحافظة الأحساء، ترجع لأكثر من 500 عام، حيث جاء تأسيس بنائها للأسرة الجبرية التي حكمت الساحل الشرقي للخليج العربي ما بين 840 -941هـ متخذة الأحساء عاصمة لها. وعند احتلال المنطقة من العثمانيين سنة 957هـ وسع ولاتها المتعاقبون مكان القصور الأصلية للجبور، فابتنوا مسجدا، ولاحقا أدخلوه القصر بعد أن كان للعامة، عرف بمسجد القبة. وكذلك جعلوا من مكان تلك القصور القديمة ثكنة عسكرية بعد إعادة بنائها وتوسعتها لتتشكل في النهاية قلعة عسكرية ومقرا للحامية التركية العثمانية ملحقة بدور سكن وحمامات تركية ومخزن للذخيرة، وحتى أنفاقا تصلها بوجهات محددة خارجها. ورغم محافظتها على الاسم الأول كقصر وليس قلعة إلا أنه اختلف بالاسم المنسوب له القلعة، ولا يزال هناك جدل بالتسمية. فهل التسمية الحالية تعود لإبراهيم باشا أحد الولاة العثمانيين للأحساء أم هي لإبراهيم العفيصان من الدولة السعودية الأولى؟ وما اسمها الأصلي؟
ولنبدأ حيث تاريخه في محاولتنا لحسم الجدل، أشار لي أحد المختصين بتاريخ القصر أنه بعد أن كان قصورا للجبرين قام الوالي علي باشا بن لاوند، بانتزاع البيوت الجبرية وهدمها وبنى فوقها مباني جديدة شملت مسجدا جامعا كبيرا، وكتاباً لتعليم القرآن الكريم، وحمام بخار، وذلك في الفترة بين عام 974 – 979هـ. ونتيجة لثورة قبائل الأحساء على الوجود العثماني، قام إبراهيم باشا الوالي العسكري العثماني بقمع قبائل الأحساء ومنع دخولهم سوق قيصرية حي الكوت، وأجرى تعديلات معمارية جديدة على الحي، فنزع ملكية المباني التي بناها علي باشا بن لاوند، وبني حولها سورا ضخما، وحولها إلى قشلة عسكرية حصينة عرفت «بقصر إبراهيم باشا».
تلا تلك الفترة حكم بني خالد للأحساء، ثم الدولة السعودية الأولى، والتي تولى بها الأمير إبراهيم بن عفيصان العائذي إمارة الأحساء، ما بين عام 1210 – 1219هـ. كما اتخذ قصر إبراهيم ثكنة عسكرية للمرابطين من جيوش الدولة السعودية الثانية، وحولها إلى موقع إداري أعاد الاستقرار والحيوية للأحساء. وبعد أن تمكن من المنطقة الاحتلال العثماني الثاني، شهد القصر طرد الحامية التركية سنة 1331هـ من قبل الملك عبدالعزيز آل سعود مؤذنا بدء مرحلة بناء وازدهار تعيشها المنطقة.
وقد صدر كتاب منذ عدد من السنوات لأحد أحفاد الأمير ابن عفيصان خصصه لتلك الشخصية التاريخية، والتي كان لها دور كبير فترة الدولة السعودية الأولى يؤكد فيه نسبة القصر لجده. كما تذكر بعض المصادر التاريخية أن أحد أسماء القصر هو «قلعة الكوت». أي أن للمكان عددا من الأسماء بغرار الاسم المختلف عليه. وقد بحثنا في الأرشيف العثماني لنصل إلى التسمية الأصلية، ووجدنا أنهم يسمون المكان بقصر إبراهيم دون كلمة «باشا» في ولايتهم، أي أنهم يؤكدون على أن التسمية الحالية بقصر إبراهيم هي الصحيحة. إلا أن لفظ الباشا أطلقه فيما يبدو بعض العوام للقصر، مما خلق جدلا حول الاسم وهويته التاريخية.
ونعتقد أيضا أن نسبة القصر الأصلية حسب المعطيات التاريخية هي لإبراهيم باشا الوالي العثماني الذي باشر فيه بهدم وردم وبناء بعد بداية إنشائه، ثم بالتقادم هي لإبراهيم العفيصان الذي أيضا قام بإعادة تجديده وترتيبه. ولحسم الجدل أنه «قصر إبراهيم» سعودي خالص وخاصة لأن ذاك اللقب العثماني بباشا لا يمثلنا وليس من هويتنا ولا من هوية المكان ولم يتعارف عليه وحتى من العثمانيين أنفسهم بتسميته للقصر.