منوعات

المترجم الباحث – مكساوي –


المزيد من المشاركات

المُترجم الباحث

 

إن للنصوص معارفا توجدُ خلفها، وهذه المعارف في غاية الثراء، والمترجم مطالب بالتعرُّف إليها واستخلاصها، ويمكن لنا أن نَمْنَحَ أمثلة عنها، فيما يتعلق بالنص الطبي، لدينا العلوم الطبية، وفيما يرتبط بالنص القانوني، لدينا العلوم القانونية، وفيما يخص النص الصحفي، لدينا العلوم الصحفية، لهذا، فنحنُ ننتقل من مجال التطبيق والممارسة، والدراسة اللغوية البحتة للنصوص، رغم أهميتها التي لا ننكرها، إلى التنظير في تخصصات تعددت في “علم الترجمة”.

الباحثُ في هذه الميزة، له فرصة الإثراء المعرفي بشكل كبير، وتتوفر لديه المادة الغنية التي يعمل انطلاقا منها، وهذا هو البُعد الأعمق للترجمة، لأننا نجد دراسات اتَّسمت بهذا الجانب، ولها رَوْنَقٌ خاص من ناحية نَمَطِ كتاباتها ومعارفها ودلالاتها.

يجدُ المترجم ضالته في هذا المجال، لِيَنْتَقِلَ بصورة فعلية من التطبيق للتنظير ومن الضَّحالة للثراء ومن الضِّيق للاتساع، تتشتَّت الترجمة في توجهاتها لنواحٍ مختلفة، ويبدعُ فيها المترجم أيَّما إبداع، ويصبحُ للترجمة اللَّمسة التي هي بحاجة إليها على باقي العلوم والمعارف، فلا تنضوي تحت مضلة اللغات الأجنبية، ولا العلوم الإنسانية فحسب، إنما هي شاملة للغة الأم واللغات الأجنبية وجُلِّ المعارف والعلوم، وهذه المكانة تُناسب الترجمة وقيمتها في المجتمعات.

قلمُ المترجم الباحث يُحدِّد حيثيَّات ما أسلفنا الحديث عنه، إذًا، يرتبط جهده على اللغة والترجمة بالأساس، ليتوسَّع للعلوم والمعارف المُختلفة، فيتَّسع كل ضَيْقٍ، ونتبيَّن من خلاله آفاق الترجمة بعيدة المدى.

رابط المصدر