منوعات

الصورة الذهنية للعلاقة الزوجية عند الرجل

الصورة الذهنية للعلاقة الزوجية عند الرجل

الزواج رابطة شرعية محكمة بين رجل وامرأة على وجه الدوام والاستمرار، وهو الأساس الذي تقوم عليه الأسرة والمجتمع، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72].

 

وهو علاقة تتسامى بها كل معاني العطف، والحنان، والمودة، والرحمة والتضحية؛ لقوله تعالى في سورة الروم: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فالزواج سكن للقلب والروح، وراحة للجسد بعد العناء والتعب.

 

والسؤال هنا: كيف ينظر الرجل للعلاقة الزوجية؟ وما الصورة الذهنية المرتبطة في عقله عن الحياة الزوجية؟ والجواب عن ذلك بالتالي:

ينظر الرجل للزواج على أنه مرحلة انتقالية؛ حيث العديد من المتغيِّرات التي تحدث بعد اتخاذ قرار الزواج، فالمسؤوليات تتغيَّر، وتختلف الاهتمامات وتزداد الضغوط؛ مما يجعل نمط الحياة بأكمله يتغيَّر.

 

يرى بعض الرجال أن الزواج تلبية للاحتياجات المتعدِّدة من تدبير الشؤون المنزلية؛ كتحضير الطعام، وغسيل الملابس، والاهتمام بكافة الأمور التي تتعلق بالنظافة والترتيب في البيت.

 

كما أن الاستقرار النفسي والعاطفي هو العامل الرئيس الذي يجعل قسمًا كبيرًا من الرجال يعقدون العزم على الزواج، حيث يشعر الرجل بالأمان النفسي عندما يعود إلى البيت وهو يعلم أن هناك مَن ينتظره ويستقبله بابتسامة وكلمات الثناء، وما إلى ذلك من أمور تمنح الرجل الراحة بعد يوم عمل طويل وشاق.

 

والرجل يرغب في الاقتران بامرأة تكون أُمًّا لأطفاله، يحملون اسمه واسم عائلته؛ لذا يحرص على أن تكون زوجتُه امرأةً طاهرةً ومربيةً ناجحةً لا تُسيء إليه، ولا تلوِّث اسمَه، وتُربي أولاده على الدين والخُلُق الحسن.

 

معظم الرجال لا يحبون الجِدال الكثير، ويكونون مكتفين منه طوال يومهم خارج المنزل؛ لذلك فهم يفضلون الارتباط بفتاة مطيعة وهادئة وغير نكدية.

 

عادة ما يكون معظم الرجال غير قادرين على إدارة حياتهم الاجتماعية نتيجة لانشغالهم في العمل؛ لذلك فهم يبحثون عن امرأة ذكية تستطيع أن تدير حياتهم الاجتماعية وتُربي أطفالهم بطريقة صحيحة.

 

الرجل يبحث عن المرأة التي لديها قدرٌ عالٍ من الأنوثة ليرتبط بها، حتى يستطيع أن يشعر معها بالاكتمال والسعادة وبأنه قد حقَّق رجولته.

 

ممارسة العلاقة السريرية معها وهو احتياج نفسي وفسيولوجي لن يتحقق بسوى الزواج، وممارسة العلاقة تكون بحرية مطلقة في الزواج، من حيث العلاقة الحميمية.

 

يحتاج الرجل للعطف والحنان والذي كان في بدايته نابعًا من والدته، ثم يحتاج إليه من زوجته التي يرغب منها أن تقدم له الحنان، والعطف، والاهتمام، والشراكة، وتقدر على استيعاب نفسيته ومشاركة مشاعره، بمشاعر فيَّاضة، ومحبة صادقة.

 

يطمح الرجل للنزعة القيادية التي تُشعره بالقوة وبالرجولة، وأن هناك مَن يحتاج إلى وجوده؛ لذلك يحتاج الرجل للزواج ليصبح بطلَ الأسرة القوي، الذي بدون وجوده الجميع سيحزن.

 

البحث عن حياة أفضل، فوجود زوجة تحبُّه وتقبله لشخصه، ولا تبرز أخطاءه، وتسعى لاكتشاف جميع مميزاته وصفاته الحسنة، وتبقى معه في السرَّاء والضرَّاء، يجعله يشعر بقيمته وبمزيد من الثقة.

 

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِناتِ خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.